ما معنى الغناء :
الغناء هو إصدار صوت يدمج بين 3 عناصر أساسية هي : الموسيقى و الكلمة و الصوت أو هو مد الصوت وإمالته على نحو ما
ما معنى الموسيقى :
الموسيقى ( بالإنجليزية : Music ) هي أداء مكون من الصوت والسكون عبر فترة زمنية
وهي تعزف بواسطة مختلف الآلات الآتية :
العضوية (صوت الإنسان ، التصفيق ) والهوائية ( الناي ، التصفير) والوترية ( العود ، الكمنجة) والإلكترونية ( الأورغ )
متى عرف الغناء :
عرف الإنسان الأول الغناء منذ الأزل حينما كان يتكلم لكي يسمع شخصاً بعيداً عنه ويكرر الصوت نفسه
ثم حينما كان الإنسان يتكلم وهو يعمل في حقله أو يحتطب
فإنه كان يلاحظ أن صوته يتقطع إلى وحدات صوتية
ومع الوقت وجد أن نفسه تميل إلى هذه الوحدات الصوتية وتألفها وتتفاعل معها
ولهذا فقد استعان بهذه الأصوات لرفع حماسه حينما يعمل أو حينما يقوم بحرب أو معركة
فقد كانت الأغنية عبارة عن كلام مقطع على وحدات صوتية متساوية في الغالب
متى عرفت الموسيقى :
عرف الإنسان الموسيقى الطبيعية قبل ابتكار الآلات ووجد لهذه الموسيقى تأثيراً معيناً على الإنسان منذ طفولته
فالطفل الصغير حينما ترْبُت عليه أمه بدقات خفيفات فإنه يستكين لذلك ويهدأ ثم إذا رافقه صوت مماثل أو ممدود من الأم فإن الطفل يأنس لهذا
كل هذا سبق ابتكار آلات الموسيقى
أين عرف الغناء والموسيقى :
ارتبط الغناء والموسيقى حتى في النشأة ,
فكانت البداية هي الأماكن التي نشأت فيها الجماعات من الناس حيث احتكاك الإنسان بالإنسان طبقا لحياته اليومية فكثيراً ما كان الأمر يتطلب منه رفع صوته في عمله أو حتى في بيته
كما أن وجود الإنسان في الأماكن التي وجد فيها بعض الطيور والحيوانات التي كانت في أصواتها شيء من النغم الذي لفت انتباهه إلى تقليد هذه الأصوات ثم بعد ذلك محاولته في ابتداع ما يشابهها
أول من عرف الغناء والموسيقى :
قد يكون الإغريق أو الرومان أو الفراعنة أول من عرف الغناء والموسيقى بالصورة التي هي أقرب لما عليه وضعهما الآن
ولم يجزم أحد من المؤرخين بذلك رغم كل ما بذل من بحث في هذا الشأن
الغناء والموسيقى عند العرب :
العرب قوم قامت حياتهم على الترحال والسفر
فرعي الغنم والإبل حرفتهم التي نشئوا عليها وقامت كل أمور حياتهم على أساسها , فكانوا ينتقلون من مكان لمكان طلباً للماء الذي بوجوده يوجد المرعى
فكان الرعاة يلهون بالشعر والذي قد يصاحبه نغم زمارة فيكون الغناء
ثم أن العرب بعد ذلك احترفوا التجارة فكان السفر من بلد لبلد هو العنصر الأساسي لقيام هذه الحرفة , فكانوا يلهون بالغناء حيث طول الطريق وعناء السفر وغياب الوازع الديني
الغناء والموسيقى في الجاهلية :
كان الغناء عند العرب في الجاهلية سمة من سمات حياتهم , فلا يكاد ناد من أنديتهم أو مجلس من مجالسهم يخلو من الغناء والمعازف ( الموسيقى ) والخمر
وكانت القنيات ( المغنيات ) من الجواري تباع بأسعار أعلى بكثير من أسعار غيرهن من الجواري
الغناء والموسيقى في عهد الرسول قبل البعثة :
لم يشأ الله أبداً أن يقدر لرسوله أن يسمع الغناء أو يسعى في لهوٍ أو يسجد لصنم حتى في طفولته , فكان الله له حافظاً من مثل ذلك
حتى أنه صلى الله عليه وسلم ذكر أن في طفولته وأثناء مرور موكب عرس أنه صلى الله عليه وسلم كاد أن يمشي معهم فيستمع لغنائهم وعزفهم فلم يقدر الله له ذلك حيث ضرب الله على أذنيه فنام حتى مر موكب العرس وحفظه الله من ذلك
الغناء والموسيقى في عهد الرسول بعد البعثة :
لم يذكر ولو لمرة واحدة أنه صلى الله عليه وسلم وجد في موطن من مواطن الغناء أو الموسيقى , بل على العكس كان يفعل صلى الله عليه وسلم
حكم الغناء والموسيقى :
من المحرمات التي حرمها الشرع بالأدلة الآتية :
أدلة تحريم الغناء والموسيقى :
الدليل الأول من كتاب الله :
1 – قال تعالى : مخاطباً إبليس
) وَاسْتَفْزِزْ مَنِاسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَوَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُالشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا)
2 – وقال تعالى ) : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنسَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِعِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌمُّهِينٌ ) لقمان 6
3 – قوله تعالى : ( وانتم سمدون ) وتنطق سامدون سوره النجم
وقال ابن عباس فيها هو الغناء بالحميرية سمد لنا : غنى لنا
الدليل الثاني من كلام رسول الله:
1 – قال رسول الله :
( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِر والحريروالخمر والمعازف )
2 – وعن أنس مرفوعاً:
) ليكونن في هذه الأمة خسف ومسخ وذلكإذا شربوا الخمر واتخذوا القيناتوضربوا بالمعازف (السلسلةالصحيحةوالمقصود بالقينات هن ( المغنيات )
3 – قال رسول الله:
( ليشربن ناس من أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها ، يعزف علي رؤوسهم بالمعازف والمغنيات ، يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير ) رواه ابن ماجة
4 – قال ابن القيم في مدارج السالكين : ( 1 – 485 )
جاء في معجم الطبراني وغيره مرفوعا وموقوفا: ( إن الشيطان
قال يا رب اجعل لي قرآنا قال قرآنك الشعر
قال اجعل لي كتابا قالكتابك الوشم
قال اجعل لي مؤذنا قال مؤذنك المزمار
قال اجعل لي بيتا قال بيتك الحمام
قال اجعل لي مصائد قال مصائدك النساء
قال اجعل لي طعاما قال طعامك ما لم يذكر عليهاسمي )
والله سبحانه وتعالى أعلم انتهى
الدليل الثالث ما جاء عن الصحابة :
1 – أقسم ابن مسعود في قوله تعالى ) : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنسَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِعِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌمُّهِينٌ ) لقمان (6)أنالمرادبــلهو الحديث هو الغناء
2 – وسئل ابن عباسعن الآية فقال هو الغناء وأشباهه
3 – قال أبو بكر الصديق : الغناء والعزف مزمار الشيطان
4 – وعن ابن عمر :
أنه سمع صوت زمارة راعي فوضع أصبعيه في إذنيه وعدل راحلته على الطريق وهو يقول :
يا نافع أتسمع ؟ فيقول نعم
فيمضي حتى قال له نافع لا فوضع يديه وأعاد راحلته إلى الطريق
وقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع زمارة راعي فصنع مثل هذا
رأي المذاهب :
1 – وقال الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى : الغناء إنما يفعله الفساق عندنا
2 – والشافعية يشبهون الغناء بالباطل والمحال
3 – وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : الغناء ينبت النفاق في القلب فلا يعجبني
4 – وقال أصحاب الإمام أبيحنيفة رحمهم الله تعالى : استماع الأغاني فسق
رأي العلماء والفقهاء :
1 – قال مجاهد في تفسير قوله تعالى مخاطباً إبليس :
( وَاسْتَفْزِزْ مَنِاسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَوَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُالشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا)كلمة بصوتك بأنها الغناء والمزامير ( الإسراء 64 )
2 – وقال الإمام القرطبي : الغناءممنوع بالكتاب والسنة
3 – وقال عمر بن عبد العزيز رحمه اللهتعالى : الغناء بدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن
4 – ويقول ابن الجوزي البغدادي فيما جاء عن ابن عمر رضي عنه :
أنه سمع صوت زمارة راعي فوضع أصبعيه في أذنيه وعدل راحلته على الطريق وهو يقول :
يا نافع أتسمع ؟ فيقول نعم
فيمضي حتى قال له نافع لا فوضع يديه وأعاد راحلته إلى الطريق
وقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع زمارة راعي فصنع مثل هذا
يقول ابن الجوزي البغدادي :
إذا كان هذا في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال , فيكف بغناء هذا الوقت ؟
وهذا كلام ابن الجوزي المتوفي قرابة سنه 600 هجريه
5 – وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
في مجموع الفتاوى (30-215 )في أثناء كلام له على ما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه مر براع معه زمارة فسدأذنيهقال : ذكر ابن المنذر اتفاق العلماء على المنع من إجارة الغناء والنوحفقال : أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على إبطال النائحة والمغنية
6 – قال ابن القيم رحمهالله :
يكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء
– فقد صح ذلكعن ابن عباس وابن مسعود
– وكذلك قال ابن القيم في مدارج السالكين ( 1 – 485 ) :
ويالله العجب أي إيمان ونور وبصيرة وهدى ومعرفة تحصل باستماع أبيات بألحان وتوقيعاتلعل أكثرها قيلت فيما هو محرم يبغضه الله ورسوله ويعاقب عليه
فتاوى العلماء المعاصرين :
1 – فتوى سماحة الشيخ / عبد العزيزبن باز رحمه الله تعالىقال : إن الاستماع إلى الأغاني حرام ومنكر ومن أسباب مرضالقلوب وقسوتها وصدها عن ذكر الله والصلاة
وقد فسر أكثر أهل العلم قوله تعالى :
( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) لقمان (6) بالغناء
وكان عبد الله بن مسعود يقسم على أن لهو الحديث هو الغناء
وإذا كان الغناء مع آلة لهو كالربابةوالعود والكمان والطبل صار التحريم أشد
وذكر بعض العلماء : أن الغناء بآلة لهو محرمإجماعاً
فالواجب الحذر من ذلك
وقد صح عن رسول الله
أنهقال : ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف )
والحر هو الفرجالحرام – يعني الزنا
والمعازف هي الأغاني وآلات الطرب
ادعاءات والرد عليها :
1 –من ادعى أنالغناء من اللهو الذي تستريح إليه النفوس وتطرب له القلوب وتنعم به الآذان
الرد :
أولاً: ليس الضابط في إباحة الشيء وحسنه مجردكونه يحصل به راحة للنفوس وطرب للقلوب دون نظر إلى ما يترتب عليه من المفاسد ومايجر إليه من المضار
ثانياً : إن أكثر النفوس تميل إلى الباطل وتستريح إليه أنقول إنه حلال ؟ كلا
ثالثاً : قال ابن القيم في مدارج السالكين (1-491) :
– فإن جهة كون الشيءمستلذا للحاسة ملائما لها لا يدل على إباحته ولا تحريمه ولا كراهته ولا استحبابه
– فإن هذه اللذة تكون فيها الأحكام الخمسة :
تكون في الحرام والواجب والمكروه والمستحبوالمباح
– فكيف يستدل بها على الإباحة من لا يعرف شروط الدليل ومواقع الاستدلال ؟
– وهل هذاإلا بمنزلة من استدل على إباحة الزنا بما يجده فاعله من اللذة وإن لذته لا ينكرهامن له طبع سليم ؟
– وهل يستدل بوجود اللذة والملائمة على حل اللذيذ الملائم أحد ؟
– وهل خلتغالب المحرمات من اللذات ؟
– وهل أصوات المعازف التي صح عن النبي
) تحريمها وإن في أمته من سيستحلها بأصح إسناد وأجمع أهل العلم على تحريم بعضها وقالجمهورهم بتحريم جملتها )إلا لذيذة تلذ السمع ؟
رابعاً : قال ابن الجوزي في كتاب تلبيس إبليس:
اعلم أن سماع الغناء يجمع شيئين :
أحدهما : أنه يلهي القلب عن التفكير في عظمة اللهسبحانه والقيام بخدمته
والثاني : أنه يميله إلى اللذات العاجلة التي تدعو إلىاستيفائها من جميع الشهوات الحسية ومعظمها النكاح
وليس تمام لذته إلا في المتجددات
ولا سبيل إلى كثرة المتجددات من الحل فلذلك يحث على الزنا
فبين الغناء والزنا تناسبمن جهة أن الغناء لذة الروح والزنا أكبر لذات النفس
ولهذا جاء في الحديث :( الغناء رقية الزنا )
2 – من ادعى أن الإسلام قد أباح الغناء ما لم يشتمل على فحش أو خنا أو تحريض على إثم
الرد :
– من قال بهذا فقد تخيل له خلو الغناء من هذه المفاسد وبنى على هذا التخيل الحكم بإباحته
– ومن نسبذلك إلى الإسلام فهذا من المجازفة في القول ومن القول على الله بلا علم لأنالواقع خلافه
– فاٍلإسلام ما أباح الغناء بل حرمه بأدلة كثيرة من الكتاب والسنةمنها قوله تعالى :
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّعَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ }
قال ابن القيم رحمهالله :
– ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء
– فقد صح ذلكعن ابن عباس وابن مسعود
قال أبو الصهباء : سألت ابن مسعود عن قوله تعالى :{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ }
فقال : والله الذي لا إلهغيره هو الغناء يرددها ثلاث مرات
– وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء – إلى أن قال – ولا تعارض بين تفسير لهو الحديث بالغناء وتفسيره بأخبار الأعاجموملوكهم وملوك الروم ونحو ذلك مما كان النضر بن الحارث يحدث به أهل مكة يشغلهم بهعن القرآن وكلاهما لهو الحديث
ولهذا قال ابن عباس : لهو الحديث الباطل والغناء
– فمن الصحابة من ذكر هذا ومنهم من ذكر الآخر ومنهم من جمعهما – والغناء أشد لهوا وأعظمضررا من أحاديث الملوك وأخبارهم
– فإنه رقية الزنا ومنبت النفاق وشرك الشيطان وخمر العقل
– وصده عن القرآن أعظم من صد غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليهورغبتها فيه
– إذا عُرف هذا فأهل الغناء ومستمعوه لهم نصيب من هذا الذم بحسباشتغالهم بالغناء عن القرآن
– فإن الآيات تضمنت ذم استبدال لهوالحديث بالقرآن ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا وإذا يتلى عليه القرآن ولىمستكبرا كأن لم يسمعه كأن في أذنيه وقرا وهو الثقل والصمم وإذا علم منه شيئا استهزأبه فمجموع هذا لا يقع إلا من أعظم الناس كفرا
– وإن وقع بعضه للمغنيين ومستمعيهم فلهمحصة ونصيب من هذا الذم
3 – من ادعى بإباحة الموسيقى غير المثيرة
الرد :
هو يعني إذاً إباحة شيء من المعازف والمزامير والملاهي التي جاء الحديث الصحيح بتحريمهاكلها والوعيد لمن استباحها
وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم : ( ليكونن من أمتي أقواميستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف )
والمعازف جمع معزفة ويقال معزفبكسر الميم وفتح الزاي فيهما
قال الجوهري :
المعازف الملاهي والعازف اللاعب بهاوالمغني وقد عزف عزفا
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى(11-576) :
مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام
ثبت في صحيحالبخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه
( سيكون من أمته من يستحل الحروالحرير والخمر والمعازف
وذكر صلى الله عليه وسلم أنهم يمسخون قردة وخنازير )
والمعازف هي الملاهي كماذكر أهل اللغة
وهي جمع معزفة
والمعزفة وهي الآلة التي يعزف بها أي يصوت بها
ولم يذكر أحد منأتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا
4 –من ادعى أن الغناء مستحب في المناسبات السارة إشاعة للسرور وترويحاللنفوس وذلك كأيام العيد والعرس وقدوم الغائب
وفي وقت الوليمة والعقيقة وعند ولادةالمولود
الرد :
لا ندري من أين أخذ هذاالاستحباب والإطلاق
– غاية ما في الأمر الرخصة بإنشاد شيء من الشعر للنساء والجواريخاصة في مناسبات معينة
– قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى(11-565) :
رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرسونحوه
كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح
وأما الرجال على عهده فلميكن أحد منهم يضرب بدف ولا يصفق بكف
5 –من ادعى إباحة الغناء مطلقا مستدل بحديث لعب الحبشة عن أم المؤمنين السيدة عائشة
الرد :
أما حديث لعب الحبشة
فليسفيه ذكر الغناء أصلا
إنما فيه أنهم كانوا يلعبون بحرابهم ودرقهم
وذلك جائز بل قديكون مستحبا لما فيه من التدريب على استعمال آلات الحرب والتمرن على الجهاد قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم ( 6 – 184 ) :
فيه جواز اللعب بالسلاح ونحوه من آلات الحرب في المسجد ويلتحق به ما في معناه منالأسباب المعينة على الجهاد
وقد ترجمعليه البخاري في صحيحه :( باب الحراب والدرق يوم العيد )قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ( 2 – 304 ) :
واستدل به على جواز اللعب بالسلاح على طريق التواثب للتدريب على الحرب والتنشيطعليه
واستنبط منه جواز المثاقفة لما فيها من تمرين الأيدي على آلات
هذا ما فهمه هؤلاء الأئمة الأجلاء من حديثلعب الحبشة
6 –من ادعى بإباحة الغناء وسماعه بآلة وغير آلة واستدل على ذلك بحديث أم المؤمنين عائشة والجاريتان
الرد :
أما حديث غناء الجاريتين
فلا دلالة فيه أيضا علىإباحة الغناء
لأنه يدل على وقوع إنشاد شيء من الشعر العربي في وصف الحرب من جاريتينصغيرتين
في يوم عيد
قال ابن القيم في مدارج السالكين ( 1 – 493 ) :
وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية
بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ
عند امرأة صبية
في يوم عيد وفرح
بأبيات من أبياتالعرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم
فأين هذا من هذا ؟
والعجب أنهذا الحديث من أكبر الحجج عليهم
فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا منمزامير الشيطان
وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية
ورخص فيهلجويريتين
غير مكلفتين
ولا مفسدة في إنشادهما
ولا استماعهما
أيدل هذا على إباحة ماتعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى
فسبحان الله كيف ضلت العقولوالأفهام ( انتهى كلام ابن القيم )
وقال ابن الجوزي في كتاب تلبيسإبليس صفحة ( 217 ) :
والظاهر من هاتين الجاريتين
صغر السن
لأن عائشة كانت صغيرة
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرب إليها الجواري فيلعبن معها
ثم ذكر بسندهعن أحمد بن حنبل أنه سئل أي شيء هذا الغناء ؟
قال غناء الركب :( أتيناكم أتيناكم )
ثمقال ابن الجوزي في صفحة ( 229 ) من الكتاب المذكور :
أما حديث عائشة رضي اللهعنها فقد سبق الكلام عليهما
وبينا أنهم كانوا ينشدون الشعر وسمي بذلك غناء لنوعيثبت في الإنشاد
ومثل ذلك لا يخرج الطباع عن الاعتدال
وكيف يحتج بذلك فيالزمان السليم عند قلوب صافية على هذه الأصوات المطربة الواقعة في زمان كدر عندنفوس قد تملكها الهوى ما هذا إلا مغالطة للفهم
أوليس قد صح في الحديث عن عائشة رضيالله عنها أنها قالت :
لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهنالمساجد
وإنما ينبغي للمفتي أن يزن الأحوال كما ينبغي للطبيب أن يزن الزمانوالسن والبلد ثم يصف على مقدار ذلك
وأين الغناء بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث منغناء أمرد مستحسن بآلات مستطابة
وصناعة تجذب إليها النفس
وغزليات يذكر فيها الغزالوالغزالة والخال والخد والقد والاعتدال
فهل يثبت هناك طبع ؟ هيهات
بل ينزعجشوقا إلى المستلذ ولا يدعي أنه لا يجد ذلك إلا كاذب أو خارج عن حد الآدمية
إلى أنقال: وقد أجاب أبو الطيب الطبري عن هذا الحديث بجواب آخر فأخبرنا أبو القاسمالجريري عنه أنه قال:
هذا الحديث حجتنا
لأن أبا بكر سمى ذلك مزمور الشيطان
ولمينكر النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر قوله
إنما منعه من التغليظ في الإنكارلحسن رفعته لاسيما في يوم العيد
وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت
ولم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء
وقد كان ابن أخيها القاسم بن محمديذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنهاوقال النووي في شرحه على صحيح مسلم ( 6 – 182 ) :
قال القاضي :
إنما كانغناؤهما بما هو من أشعار الحرب والمفاخرة بالشجاعة والظهور والغلبة
وهذا لا يهيجالجواري على شر
ولا إنشادهما لذلك من الغناء المختلف فيه
إنما هو رفع الصوتبالإنشاد
ولهذا قالت : وليستا بمغنيتين
أي ليستا ممن يتغنى بعادة المغنيات من التشويقوالهوى والتعريض بالفواحش والتشبيببأهل الجمال وما يحرك النفوس ويبعث الهوى والغزلكما قيل الغناء
وليستا أيضا ممن اشتهر وعرف بإحسان الغناء الذي فيه تمطيطوتكسير وعمل يحرك الساكن ويبعث الكامن ولا ممن اتخذ ذلك صنعة وكسبا والعرب تسميالإنشاد غناءوقال الحافظ ابن حجر فيفتح الباري ( 443 – 442 – 2 ) : واستدل جماعة من الصوفيةبحديث الباب ( يعني حديث غناء الجاريتين ) على إباحة الغناء وسماعه بآلة وبغيرآلة
ويكفي في رد ذلك
تصريح عائشة في الحديث الذي في الباب بعده
بقولها : ( وليستابمغنيتين ) فنفت عنهما بطريق المعنى ما أثبته لهما اللفظ
لأن الغناء يطلق على رفعالصوت
وعلى الترنم الذي تسميه الأعراب النَّصْب بفتح النون وسكون المهملة وعلىالحداء ولا يسمى فاعله مغنيا
وإنما يسمى بذلك من ينشد بتمطيط وتكسير وتهييجوتشويق بما فيه تعريض بالفواحش أو تصريح
قال القرطبي :
قولها ( ليستابمغنيتين ) أي ليستا ممن يعرف بالغناء كما يعرفه المغنيات المعروفات بذلك
وهذامنها تحرز من الغناء المعتاد عند المشتهرين به وهو الذي يحرك الساكن ويبعث الكامن
إلى أن قال:
وأما التفافه صلى الله عليه وسلم بثوبه
ففيه إعراض عن ذلك
لكون مقامهيقتضي أن يرتفع عن الإصغاء إلى ذلك
لكن عدم إنكاره دال على تسويغ مثل ذلك على الوجهالذي أقره
إذ لا يقر على باطل
والأصل التنزه عن اللعب واللهو فيقتصر على ما ورد فيهالنص وقتا وكيفية تقليلا لمخالفة الأصل والله أعلم 0 انتهى
فاتضح من هذه النقول عن هؤلاء الأئمة في معنى هذاالحديث أنه لا يدل بوجه من الوجوه على ما ادعاه هؤلاء من إباحةالغناء مطلقا
7 –من ادعى أنهقد رويعن جماعة من الصحابة والتابعين أنهم استمعوا الغناء ولم يروا بسماعه بأسا
الرد :
وعلى من ادعى ذلك إبراز الأسانيد الصحيحة إلى هؤلاء الصحابة والتابعين بإثباتما نسبه إليهم
وأن هذا الغناء المنسوب إليهم استماعه هو من جنس ما يغني هؤلاءمن إلهاب النفوس الباعث على الوجد والغرام والمشتمل على أوصاف المحاسن من النساء
ومجرد الدعوى لا يثبت به حكموالدعاوىإذا لم يقيموا بينات عليها فأهلها أدعياء
8 –من ادعى بطلان أدلة تحريم الغناءوأن بعض فقهاء الحديث وعلماؤه طغوا في الأحاديث الواردة في تحريم الأغاني
وأن الأحاديث الواردة في تحريم الغناء مثخنةبالجراح
الرد :
والرد على هذا القول يكون من عدة وجوه :
الوجه الأول :
إنأدلة تحريم الغناء ليست مقصورة على الأحاديث فقط
بل هناك أدلة على تحريمه من القرآنالكريم
– منها قوله تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِلِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ } الآية وقد تقدم الكلام عليها
– ومنها قوله تعالى : { وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ }الآية عن مجاهد قال : استزل منهم من استطعت وقال : وصوته الغناء والباطل
قالابن القيم في إغاثة اللهفان :
وهذه الإضافة إضافة تخصيص كما أن إضافة الخيل والرجلإليه كذلك فكل متكلم في غير طاعة الله أو مصوت بيراع أو مزمار أو دف حرام أو طبلفذلك صوت الشيطان
وكل ساع في معصية الله على قدميه فهو من رجله
وكل راكب فيمعصية الله فهو من خيالته
كذلك قال السلف كما ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس :( قال رجله كل رجل مشت في معصية الله )
– ومنها قوله تعالى : { أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ.وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ , وَأَنتُمْ سَامِدُونَ }
قال عكرمة عن ابن عباسالسمود الغناء في لغة حمير يقال اسمد لنا أي غني
وقال عكرمة كانوا إذا سمعواالقرآن تغنوا فنزلت هذه الآية
وقال ابن كثير رحمه الله وقوله تعالى : { وَأَنتُمْسَامِدُونَ }
قال سفيان الثوري عن أبيه عن ابن عباس قال : الغناء – هي يمانية – اسمد لنا غن لنا
وكذا قال عكرمة
إلى غير ذلك من الآيات
الوجه الثاني :
– من هم فقهاء الحديث وعلماؤه الذين طعنوا في الأحاديث الواردة في تحريمالغناء كما تدعون ؟
– هل هم البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل وأبو داود والترمذي والنسائيويحيى بن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وأمثالهم من أئمة الجرح والتعديل
– ولا تقام الحجة إلا ببينة والبينة على من ادعى
الوجهالثالث :
إن الأحاديث الواردة في تحريم الغناء ليست مثخنةبالجراح كما ادعوا
بل منها ما هو في صحيح البخاري الذي هو أصح كتاب بعد كتاب الله ومنها الحسن ومنها الضعيف وهي على كثرتها وتعدد مخارجها حجة ظاهرة وبرهان قاطع علىتحريم الغناء والملاهي
9 –من ادعى أن العلماءما حرموا الغناء إلا لاقترانه بمحرمات
الرد :
فهذا ادعاءعلى العلماء أنهم ما حرموا الغناء والموسيقى إلا من أجل ما اقترنا به من الترف ومجالس الخمر والسهرالحرام
وهو ادعاء مردود
حيث أن تحريم العلماءللغناء ليس من أجل اقترانه بهذه الأشياء فقط
بل إن تحريمهم له من أجل الأدلة على تحريمهفي نفسه ولو لم يقترن بهذه الأشياء التي ذكرتها
10 –من ادعى أن الغناء يحرم فقط إذا اقترن بمحرمات أخرى
كأن يكون في مجلس شراب أوتخالطه خلاعة أو فجور
وأن هذا هو الذي أنذر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهله وسامعيهبالعذاب الشديد حين قال : ( ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها , يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات , يخسف الله بهم الأرض , ويجعل منهم القردةوالخنازير )
الرد :
والرد على هذا الادعاء كالرد على الادعاء الذي قبله :
فالغناء حرام ولو لم يقترن به محرم آخر
كما أن شرب الخمرالمذكور في الحديث الذي ساقه من ادعى هذا , هو أصلاً حرام ولو لم يكن معه غناء
11-من ادعى أن تفسير لهوالحديث بالغناء لا يصح وترجيح رأي ابن حزم
الرد :
أولاً : من قال بهذا القول من أكابر الصحابة والتابعين
كابن عباس وابن عمروابن مسعود ومجاهد والحسن وسعيد بن جبير وقتادة والنخعي
قال القرطبي في تفسيره : ( لهوالحديث ) : الغناء في قول ابن مسعود وابن عباس وغيرهما. إلى أن قال: قال ابنعطية وبهذا فسر ابن مسعود وابن عباس وجابر بن عبد الله ومجاهد وذكره أبو الفرج بنالجوزي عن الحسن وسعيد بن جبير وقتادة والنخعي
ثم قال القرطبي عن هذا القول في هذه الآية :
هذا أعلىما قيل في هذه الآية وحلف على ذلك ابن مسعود بالله الذي لا إله إلا هو ثلاث مراتأنه الغناء
وروى سعيد بن جبير عن أبي الصهباء البكري قال :
سئل عبد الله بن مسعودعن قوله تعالى :
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ }
فقال : الغناءوالله الذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات
وعن ابن عمر أنه الغناء
وكذلك قال عكرمةوميمون بن مهران ومكحول
وروى شعبة وسفيان عن الحكم وحماد عن إبراهيم قال :
قالعبد الله بن مسعود : الغناء ينبت النفاق في القلب
وقاله مجاهد وزاد أن لهوالحديث في الآية الاستماع إلى الغناء وإلى مثله من الباطل
وقال الحسن : ( لهوالحديث ) : المعازف والغناء
وذكر القرطبي الأقوال الأخرى في تفسير الآية ثمقال :
قلت : القول الأول أولى ما قيل به في هذا الباب للحديث المرفوع وقولالصحابة والتابعين فيه
ثانياً :
بعد ما تقدم من ذكر من فسر { لَهْوَ الْحَدِيثِ } بالغناء من أجلاء الصحابةوالتابعين
يحصل الرد على من ادعى ترجيح رأي ابن حزم من تفسيره الآية بما يخالف ذلك
ومعإجلالنا لابن حزم واعترافنا بمكانته العلمية
لكن لا نتابعه على خطأ في اجتهاده
ولا نقدم قولهعلى قول من هو أجل منه لاسيما من الصحابة والتابعين
قال العلامة ابن القيم :
ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء
إلى أن قال : قالالحاكم أبو عبد الله في التفسير من كتاب المستدرك : ليعلم طالب هذا العلم أن
تفسيرالصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل هو عند الشيخين حديث مسند
وقال في موضع آخر منكتابه هو عندنا في حكم المرفوع
وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول منتفسير من بعدهم فهم أعلم الأمة بمراد الله عز وجل في كتابه
فعليهم نزل وهم أول منخوطب به من الأمة
وقد شاهدوا التفسير من الرسول صلى الله عليه وسلم علما وعملا
وهمالعرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل
12 –من ادعى أن الغناء مقويا على طاعة اللهوعوناً على معصية وذلك حسب نيته
الرد :
فإن كان هذا مذهباً فهو مذهب باطل تردهالأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة الدالة على تحريم الغناء والمعازف والاستماع إليهما فلا يلتفتإليه
لأن الغناء يصد عن طاعة الله
ويضل عنسبيل الله كما قال تعالى :
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِلِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ }
ولهو الحديث هو الغناء كما تقدم بيانه
إذاً هذا القول مصادم للآية الكريمة
والاستماع الذي يستعان به على طاعة الله هو الاستماع إلىالقرآن الكريم
13 –من ادعى أن الغناء لغو معفو عنه , مستشهداً بقول ابن حزم عن الغناء الذي قال فيه }} ومن لمينو طاعة ( أي بسماع الغناء ) ولا معصية فهو لغو معفو عنه كخروج الإنسان إلىبستانه وجلوسه على بابه وصبغه لثوبه {{
الرد :
فهذا قياس مع الفارق
لأنه قياس محرم على مباح
وقياس ما فيه مضره على مالا ضرر فيه
إلى غير ذلك من الفوارق فهو قياس باطل
والعجب أن ابن حزم لا يقولبالقياس وينكره فكيف يقيس هنا هذا القياس الفاسد
الغناء يطلق على رفعالصوت وفيه ينشد فاعله بتمطيط وتكسير وتهييجوتشويق بما فيه تعريض بالفواحش أو تصريح
أما الإنشاد : فهو الترنم الذي تسميه الأعراب النَّصْب بفتح النون وسكون المهملة وعلىالحداء ولا يسمى فاعله مغنيا
حكم الإنشاد :
وكما سبق ذكره فالإنشاد هو الترنم الذي تسميه الأعراب النَّصْب بفتح النون وسكون المهملة وعلىالحداء ولا يسمى فاعله مغنيا
وهو جائز بالشروط الآتية :
– أن يكون شعره غير مبتذل
– ألا يشابه الغناء في صفة من صفاته التي سبق ذكرها
– أن يكون في بعض المناسبات
– ألا يستكثر منه
– ألا ينشغل به عما هو أهم كالصلاة وغيرها
– ألا يلحن ولا يكون في جماعات
– ألا يتخذ للتعبد
الخلاصة أنّ الأناشيد إنْ كانت على ألحانالأغاني فهي محرمة مطلقاً
وللأسف هذا هو واقع أكثر الأناشيد اليوم
كذلك ألا تكون وسيلة دعوية فمن سمعها تسلية فهو غير داخل في الإثم
ما شرع لنا في الزواج :
– شرع لنا في الزواج ضرب الدف مع الغناء المعتاد الذي ليس فيه دعوة إلى محرم ولا مدحلمحرم في وقت من الليل للنساء مع النساء والرجال مع الرجال
وذلك للإشهار وإعلان النكاح كما صحتالسنة بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم
– أما الطبل فلا يجوز ضربه في العرس بليكتفي بالدف خاصة
– ولا يجوز استعمال مكبرات الصوت في إعلان النكاح لعدم إيذاء المسلمين وغيرهم خاصة وفيهم المريض والطالب ومن هو في حاجة إلى الراحة
– ولا يجوز أيضاً إطالة الوقت في ذلك بليكتفي بالوقت القليل الذي يحصل به إعلان النكاح
لأن إطالة الوقت تفضي إلى إضاعةصلاة الفجر والنوم عن أدائها في وقتها وذلك من أكبر المحرمات ومن أعمال المنافقين
حذر الله عباده من القول عليه بغير علم ونهاهم سبحانه أن يحرموا أويحللوا بغير برهان وأخبر عز وجل أن ذلك من أمر الشيطان وتزيينه
قال تعالى:
( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَرَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَبِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًاوَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )
وقال تعالى:
( وَلاَ تَقُولُوالِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُواعَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ , إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَيُفْلِحُونَ , مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
وقال تعالى :
( يَا أَيُّهَاالنَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُواخُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ , إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْبِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )
فحذر اللهسبحانه عباده في هذه الآيات الكريمات من التحليل والتحريم بغير علموبينسبحانه أن القول عليه بغير علم في رتبة رهيبة فوق الشرك
ونبه عباده على أن الشيطانيحب منهم القول على الله بغير علم ويأمرهم به ليفسد عليهم بذلك دينهم وأخلاقهمومجتمعهم
فالواجب على كل مسلم أن يحذر القول على الله بغير علم وأن يخاف اللهسبحانه ويراقبه فيما يحلل ويحرم وأن يتجرد من الهوى والتقليد الأعمى
وأن يقصدإيضاح حكم الله لعباد الله على الوجه الذي بينه الله في كتابه أو أرشد إليه رسولهصلى الله عليه وسلم في سنته نصحا لله ولعباده وحذرا من كتمان العلم ورغبة في ثوابالله على ذلك
فنسأل الله لنا ولسائر إخواننا التوفيق لهذا المسلك الذي سلكه أهلالعلم والإيمان وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
ماشاء الله وفيت وكفيت
بارك الله فيك اخى