1
وتثبيت قواعد الإيمان
انحرفت عن دعوة الله وبيان لعاقبة المرسلين وعاقبة المجرمين في شتى العصور والأزمان .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أن ينذرهم بأس الله قبل حلوله بهم فإن تابوا وأنابوا رفعه عنهم
فيما آمركم به وأنهاكم عنه
و مد في أعماركم ويدرأ عنكم العذاب الذي إن لم تجتنبوا ما نهاكم عنه أوقعه بكم
و بادروا بالطاعة قبل حلول النقمة فإنه إذا أمر تعالى يكون ذلك لا يرد
ولا يمنع فإنه الله العظيم الذي قد قهر كل شيء العزيز الذي دانت لعزته جميع المخلوقات
في تلك المدة الطويلة التي هي ألف سنة إلا خمسين عاما وأنه ظل يبين لقومه
يوضح لهم ويدعوهم إلى الرشد والسبيل الأقوم فقال
وكان يفعل ذلك ليلا ولا نهارا امتثالا لأمرك وابتغاء مرضاته
و استمروا على ما هم فيه من الشرك والكفر العظيم الفظيع
واستنكفوا عن اتباع الحق والانقياد له
أي فيما بيني وبينهم فنوع عليهم الدعوة لتكون أنجع فيهم .
من قريب فإنه من تاب إليه تاب عليه مهما كانت ذنوبه دون الشرك بالله
أي تنزل عليكم الامطار متواصلة للخير والنماء
مما علم من التسيير والكسوفات فإن الكواكب السبعة السيارة يكسف بعضها بعضا فأدناها القمر في السماء الدنيا وهو يكسف ما فوقه وعطارد في الثانية والزهرة في الثالثة والشمس في الرابعة والمريخ في الخامسة والمشترى في السادسة وزحل في السابعة وأما بقية الكواكب وهي الثوابت ففي فلك ثامن يسمونه فلك الثوابت
أيهناك تفاوت بين ضوء القمر والشمس الاستنارة فجعل كلا منهما نموذجا على حدة ليعرف الليل والنهار بمطلع الشمس ومغيبها
وقدر للقمر منازل وبروجا وفاوت نوره فتارة يزداد حتى يتناهى ثم يشرع في النقص حتى يستسر ليدل على مضي الشهور والأعوام كما
قال تعالى:
" هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون "
إلى زماننا هذا في العرب والعجم وسائر صنوف بني آدم وقد قال الخليل في دعائه
" واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس " .
وقوله تعالى
" ولا تزد الظالمين إلا ضلالا "
دعاء منه على قومه لتمردهم وكفرهم وعنادهم
كما دعا موسى على فرعون ومثله في قوله
" ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم "
وقد استجاب الله لكل من النبيين في قومه وأغرق أمته بتكذيبهم لما جاءهم به
يتبع
" فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا "
أي لم يكن لهم معين ولا مغيث ولا مجير ينقذهم من عذاب الله كقوله تعالى " لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم " .
و الديار الذي يسكن الدار فاستجاب الله له فأهلك جميع من على وجه الأرض من الكافرين
حتى ولد نوح لصلبه الذي اعتزل عن أبيه
وتكون ذريتهم من الفجار الكفرة
فاجرا في الأعمال كافر القلب وذلك لخبرته بهم ومكثه بين أظهرهم ألف سنة إلا خمسين عاما
على ظاهرها وهو أنه دعا لكل من دخل منزله وهو مؤمن
وقد قال الإمام أحمد حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا حيوة أنبأنا سالم بن غيلان أن الوليد بن قيس أخبره أنه سمع أبا سعيد الخدري أو عن أبي الهيثم عن أبي سعيد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
" لا تصحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي "
وبلغ رسوله الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين
ما أروع كلام الله !
وما أعذب موضوعك !
لا للحياة معنى ولا طعم إلّا بالقرب من كتاب الله والتبحر في صفحاته
والتعمق في معانيه
جزاكِ الله خيراً وزادكِ علماً وفضلاً ونفع بكِ الأمة
آمين
:
سورة الْجِنِّ
سميت بهذا الاسم لأنها ذُكر فيها أوصاف الجن وأحوالهم وطوائفهم وأيضا سورة ( قُلْ أُوْحِيَ إَلَىَّ )
سورة مكية
عدد آياتها 28
تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية
"الوحدانية ، الرسالة ، البعث ، والجزاء "
ومحور السورة يدور حولالْجِنِّ وما يتعلق بهم من أمور خاصة بدءا من استماعهم للقرآن
إلى دخلوهم في الإيمان وقد تناولت السورة بعض الأنباء العجيبة الخاصة بهم :
كاستراقهم للسمع
ورميهم بالشهب المحرقة
وإطلاعهم على بعض الأسرار الغيبية
إلى غير ذلك من الأخبار المثيرة
انطلق النبي في طائفة من أصحابه إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء
وأُرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا :
مال لكم ؟
فقالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء وأُرسلت علينا الشهب قالوا :
ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شئ حدث فاضربوا مشارق الارض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء فانصرف اولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلى بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا :
هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء فهنالك حين رجعوا إلى قومهم وقالوا :
" فأنزل الله على نبيه"
قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن "
أخرجه ( البخاري )
والآن مع التفسير
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
فلما سمعوه قالوا لقومهم: إنا سمعنا قرآنا بديعا في بلاغته وفصاحته
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)
يدعو إلى الحق والهدى فصدقنا بهذا القرآن ولن يشرك بربنا الذي خلقنا أحدا في عبادته
وأنه تعالت عظمة ربنا وجلاله ما اتخذ زوجة ولا ولدا
وأن سفيهنا وهو إبليس كان يقول على الله تعالى قولا بعيدا عن الحق والصواب من دعوى الصاحب والولد
وأنا حسبنا أن أحدا لن يكذب على الله تعالى لا من الإنس ولا من الجن في نسبة الصاحبة والولد إليه
يتبع