تخطى إلى المحتوى

"حذاري أن يسبقك الوقت" 2024.

  • بواسطة
&&حذاري أن يسبقك الوقت !!&&

قال تعالى (( وما خلقت الجنّ والإنسَ إلا ليعبدون ))
وقوله تعالى (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ))
وقال صلى الله عليه وسلم :
(( لا تزولا قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيمـــــــا
أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه
ماذا عمــــــــــــــل بــــــــــــه ))

وقوله صلى الله عليه وسلم :
(( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس .. الصحة والفــراغ))

ويقول أمير الشعراء أحمد شوقي :

دقات قلب المرء قائلـة لــــــــه *** إن الحياة دقـــــائق وثـــوان
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها *** فالذكر للإنسان عمر ثــــان

فبينما كنت في لحظات السكون مع نفسي انتابني شعور مفاجئ ..
فدقات قلب ينبض بضربات سريعــة وأنفاس تتصاعد وكأنها قد بلغت الحلقوم وحان أجلها ..
شعور لم أحس به من قبل وكأنه نهاية عمر وبداية ميلاد عمر جديد ..
أغشاني الصمت وشعرت بخوف رهيب ..
نعم .. وإياك أن تتعجب لما ..

إنها … اللحظات التي مرت علي وذهبت سداً ودون فائدة ..
مع الأسف وجدتها لا تعد ولاتحصى ..
أيام مضت وسنوات ضيعت وفراغ يملأه لعب ولهو ..
وها هى الباقيات تمر كلمح البصر ..
تمر بنا اللحظات تلو اللحظات والساعات تلو الساعات والأيام تلو الأيام ثم الشهور
والسنين .. أنفاس محصية علينا لا ندرك متى تفارقنا ..
ذرفت الدموع على ما فات وضاع من ذلك العمر …
ولكن ماذا بعد !!

إنه .. ( الأجـ الموت ــــل )

الأجل الذي لا ندري متى يدركنا ..
ولعمري أن الوقت أشد من الموت نفسه فذاك يقطعنا عن الدنيا وأهلها والأخر يقطعنا
عن الله والدار الآخرة وعجبا لنا أن نشكو الفراغ وكثرته ولم ندري ما نصنع فيه . ..
قليل منّا من يسعى إلى الخير ويغتنمه في معظم وقته وكثيراً منّا من حرم منه ..
ولو سألنا أنفسنا كم ضيعنا من أوقاتنا وكم هدمنا أيامنا وكم عطلنا ساعاتنا !!
لوجدناها كثيرة وكثيرة ..

لم ندرك أن عمر الإنسان هو وقته ..
لم ندرك أن ذلك الوقت محدود وما يلبث أن ينتهي ويزول .. ولا يمكن استعادته وما فات
منه لا يعود ، يقول الحسن البصري رحمة الله عليه :
(ما من يوم ينشق صدره إلا ينادي يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود
منـــي فإني لا أعود إلى يوم القيامة)
فماذا عسانا أن نقابل به رب العزّة والجلال .. !!

لقد سبقنا الوقت .. ولم نصلح ما بيننا وبين خالقنا من تقرب للطاعات وعمل الصالحـات
سبقـ الوقت نـا .. ولم نصلح فيه مابيننا وبين من فقدناه من أحبتنا تكبراً منّا وإصرار
علـــــى عدم الاعتراف بأننا أساءنا إليهم ..
سبقـ الوقت نـا .. ولم نحقق في حياتنا هدفاً ذو قيمة ننشده لأنفسنا ولآمتنا ..
سبقـ الوقت نـا .. ونحن لم ننكر منكراً ونأمر بمعروفٍ ونجاهد ظالماً ..
سبقـ الوقت نـا .. ونحن لم نمد يد العون لمحتاجٍ فنطعم فقيراً ونعاود مريضاً ونصل رحمٍ ..
سبقـ الوقت نـا .. ونحن مقصرون في حقوق أباءنا وأمهاتنا ونحن ندرك أن رضاءهم
من رضا الله وسخطهم من سخطه ..
سبقـ الوقت نـا .. ونحن مشغولون عن قضايا أمتنا ولم نبذل ولو بشق تمرة في نصرتهم ..
سبقـ الوقت نـا .. .ولم ننصح أخوات وأخوة لنا في الإسلام وقعوا فريسة للشيطان فباتت
المعصية تفعل جهاراً نهاراً على مراء من الناس دون خجل أو حياء وخوف من الله ..
سبقـ الوقت نـا .. وأعمالنا لا تكفي بالقدر اليسير لنقابل به الله وكأننا قد عملنا الكثير
لنمتلك تلك الطمأنينة للفوز والنجاة ..

إنه… سباق النفس مع الزمن .. ويا له من سباق ..

وأخيراً أقول إن الوقت بات يسبقنا وأن الفراغ لا يبقى فراغا أبدا فإما أن يملأ بخير
وإما أن يملأ بشر والعاقل من يختار لننفسه ويوطن نفسه مواضع الخير قبل أن
يدركــــــــــه الأجـــــــــــــــــل ..

فولله ما طلعت شمس نهار أو غربت إلا قال الليل والنهار يابن ادم اغتنمي قبل أن
أغيب فلن أعود إليك أبدا .. فهل لعمرنا أوقاتنا بكل ما ينفعنا في ديننا ودنيانا ..

منقول

تذكرة طيبة بارك الله فيك..
اللهم وفقنا لاغتنام أوقاتنا بالصالحات..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.