تخطى إلى المحتوى

منتقى الآداب من تفسير السعدى (التأسى بالنبى صل الله عليه وسلم فى حسن خلقه ورفقه ولينه 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم


التأسى بالنبى صل الله عليه وسلم فى حسن خلقه ورفقه ولينه

قَالَ سُبْحَانَهُ: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (159) آل عمران

أى برحمة الله لك ولأصحابك , من الله عليك أن ألنت لهم جانبك , وخفضت لهم جناحك ,وترققت عليهم وحسنت لهم خلقك فاجتمعوا عليك وأحبوك وامتثلوا أمرك .

{ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا } أى سىء الخلق ,{ غَلِيظَ الْقَلْبِ } أى قاسيه , ((لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَۖ)لأن هذا ينفرهم ويبغضهم لمن قام به هذا الخلق السيىء .

فالأخلاق الحسنة من الرئيس فى الدين , تجذب الناس الى دين الله وترغبهم فيه , مع ما لصاحبه من المدح والثواب الخاص , والأخلاق السيئة من الرئيس فى الدين تنفر الناس عن الدين , وتبغضهم اليه , مع ما لصاحبها من الذم والعقاب الخاص , فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول فكيف بغيره .

أليس من أوجب الواجبات , وأهم المهمات الاقتداء باخلاقه الكريمة ومعاملة الناس بما يعاملهم به صل الله عليه وسلم , من اللين وحسن الخلق والتأليف , امتثالا لأمر الله , وجذباً لعباد الله لدين الله عزوجل ؟

ثم أمره الله تعالى بأن يعفو عنهم ما صدر منهم من التقصير فى حقه صل الله عليه وسلم , ويستغفر لهم التقصير فى حق الله فيجمع بين العفو الإحسان .

من كتاب (منتقى الآداب من تفسير السعدى)

منتقاة رائعة من تفسير السعدي رحمه الله
بوركتِ يا غالية

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.