" أصبحت من الدنيا راحلاً، و للأخوان مفارقاً ، و لكأس المنيّة شارباً،
و على الله جل ذكره وارداً،
و لا و الله ما أدري روحي تصير إلى الجنة أم إلى النار؟ فأعزيهـا."
ثم بكى و أنشأ يقول :
إليكَ إلهَ الخلقِ أرفعُ رغبتي……. و إن كنتُ يا ذا المنِّ و الجودِ مجرمـا
و لما قسا قلبي و ضاقتْ مذاهبي…..جعلتُ الرجـا منّي لعفوكَ سُـلّمـا
تَعاظَمني ذنبي فلمــا قرنته……… بعفوِكَ ربي كان عفوك أعظمــا
و ما زلتَ ذا عفوٍ عن الذنبِ لم تزلْ….تجود و تعفو منـَّةً و تكـرُّمــا
و لولاكَ ما يقوى بإبليسَ عابـدٌ…. فكيف و قد أغوى صفيًّك آدمـــا؟
فيا ليت شعري هل أصير لجنّةٍ…. فأهنـا و إمـّا للسـعير فأندمـــا
و إنّي لآتي الذنب أعرف قدرَهُ….. و أعلمُ أن الله يعفو و يـرحمـــا
فإن تعفو عنّي تعفُ عن متمرِّدٍ…… ظلومٍ غشومٍ ما يزايل مـأثمـــا
و إن تنتقم منّي فلستُ بآيسٍ…….. و لو أدخلت نفسي بجرمي جهنمــا
فجرمي عظيم من قديم و حادث…… و عفوك يا ذا العفوِ أعلى و أجسمـا
خف الله و ارجه لكل عظيمة……… و لا تطـع النفس اللجوج فتندمــا
و كن بين هاتين من الخوف و الرجا…و أبشر بعفوِ الله ان كنتَ مسلمــا
فلله درُّ العارفِ الفردِ إنـه………تسُّـحُّ لفرطِ الوجدِ أجفـانـه دمــا
يقيم اذا ما الليل جنّ ظلامه………على نفسه من شدّة الخوف مأتمـــا
فصيحاً إذا ما كان في ذكر ربّه……وفيما سواه في الورى كان أعجمــا
ويذكر أياماً مضت من شبابه……… و ما كان فيها بالجهـالة أجرمــا
فصار قرينَ الهمّ طولَ نهـاره…….. و يخدُم مولاهُ إذا الليـلُ أظلمــا
يقول حبيبي أنتَ سؤلي و بغيتي……. كفى بكَ للراجلينَ سؤلاً و مغنمـا
ألستَ الذي غذّيتني و كفلتني………. و ما زلتَ منَّأناً عليَّ و مُنـعمــا
عسى من لهُ الإحسان يغفر زلّتي……و يستر أوزاري و ما قد تقدَّمـــا
تَعاظَمني ذنبي فلمــا قرنته……… بعفوِكَ ربي كان عفوك أعظمــا
و ما زلتَ ذا عفوٍ عن الذنبِ لم تزلْ….تجود و تعفو منـَّةً و تكـرُّمــا
ألستَ الذي غذّيتني و كفلتني………. و ما زلتَ منَّأناً عليَّ و مُنـعمــا
عسى من لهُ الإحسان يغفر زلّتي……و يستر أوزاري و ما قد تقدَّمـــا
حزاك الله خيراً أختي على نقلك المبارك …