ما شعورك وأنت قد أوقفت أمام الجبار ؟ أمام الواحد القهار ، أمام الملك ، أمام رب العالمين ، الذي هو مطلع على كل كبيرة وصغيرة لا تخفى عليه خافية . قال تعالى : {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ] . وما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان
ماذا تقولين إذا سألك عن عمرك ماذا عملت فيه في هذه الحياة الدنيا ؟ قال تعالى أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم…
> ألم يمتن عليك ويختارك من بين البشر ويجعلك موحدة في قلبك : لا إله إلا الله محمد رسول الله . وقد حرم منها الكثير ، الكثير من الشر ، وكفى والله بها من نعمة ، كفى بالإسلام نعمة وفضلاً ومنة نسأل الله – سبحانه وتعالى – الثبات على هذا الدين العظيم .
> ألم يخلقك من العدم ؟ وأسبغ عليك سائر النعم ؟ ألم يرزقك نعمة السمع ، والبصر ، والصحة ، والمال ، والأهل والأولاد ، وقد حرم منها الكثير ؟
> نعم عظيمة وآلاء جسيمة لا تعد ولا تحصى فلله الحمد في الأولى والآخرة .
>
> يا أختاه : أعلمي أن الله يفرح بتوبة عبده فما ذا تنتظرين ؟
> يا من لا تصلين كيف تجرأت على مخالفة أمره ولا تجيبين دعوته وأنت لا تخرجين عن قبضته ولا تستغنين عنه طرفة عين .
> أما حذرك وأنذرك ، أما دعاك وأمرك ، أما وهبك الصحة والقوة ، أما أعطاك المال وأغناك ، أما أمهلك وحثك فما بالك لا تجيبين دعوته .
> يا من تصلين :
> هل تؤدين الصلوات الخمس ف وقتها خاشعًا بها قلبك مطمئنة بها جوارحك لأنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فإن صلحت فقد أفح وأنجح ، وإن فسدت فقد خاب وخسر (ذلك هو الخسران المبين) .
> ماذا تقولين لربك إذا سألك عن حجابك ؟ هل أنت ممن يحافظن على حجابهن الشرعي ويتقين الله فيه ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ؟
> أم أنت ممن خالفت وعصت أمر ربها وأطاعت شياطين الجن والإنس وانقادت وراءهم وتسمع كلامهم ، العباءة فوق الكتفين مطرزة ومجملة ، فاتنة جاذبة للأنظار ، النقاب الذي اتسع شيئًا فشيئًا حتى بدت الخدود ، وكحلت العيون ، ، الفساتين المفتوحة الجانبين إلى الفخذين ، غطاء الوجه الشفاف الذي يصف المفاتن ، كثرة الخروج والتردد على الأسواق بسبب وبدون سبب ، الحديث مع الباعة بكلام لين ناعم وابتسامات ساحرة ، الخلوة المحرمة مع السائقين وغيرهم من الرجال الأجانب في الأسواق وغيرها ، الاستهزاء بالدين والصالحين والصالحات ، الغفلة وطول الأمل ولا حول ولا قوة إلا بالله .
> ماذا تقولين لربك ؟ ما إجابتك ؟
> إن كتاب أعمالك يشهد عليك أو يشهد لك فأعدي للسؤال جوابًا وللجواب سوابًا ، واعلمي علم اليقين ، أن الذي ينتظرك إما جنة عرضها السماوات والأرض ، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . أو نار قعرها بعيد ، وحرها شديد أماني أهلها الموت فيها أودية من النار لو سيرت فيها جبال الدنيا لذابت من حرها . فاختاري لنفسك أي الطريقين تسلكين فريق في الجنة وفريق في السعير .
> أبشري أختاه … أبشري … أبشري بهذه البشارة من رب العالمين من أرحم الراحمين .
> قال تعالى : {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم (35) وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون (54)}[الزمر] .
>
> قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لله‘ أشد فرحًا بتوبة عبده" رواه مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم : "إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" رواه مسلم .
> وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن الله عزوجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " رواه الترمذي وقال : حديث حسن .
>
> ماذا تنتظرين ؟ ماذا تنتظرين ؟
> قال تعالى : {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون