قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ( سبع يجرى للعبد أجرهم وهو في قبره بعد موته ؛ من علم علما أو أجرى نهرا ً أو حفر بئرا ً أو غرس نخلا ً أو ورث مصحفا ً أو بنى مسجدا ً أو ترك ولدا ً يستغفر له بعد موته ) ولهذا أخذت النخلة حيزا ً خاصا عبر التاريخ الإنساني كما احتلت مكانة عظيمة في وجدان الإنسان العربي الذي أطلق عليها مسميات عدة من بينها سيدة الأشجار ؛ شجرة الحياة .
وقال أعرابي فيها : ( النخلة حملها غذاء وسعفها ضياء وجذعها بناء وكربها صلا وليفها رشا وخوصها وعاء وقروها إنا ) وفيها قال الشاعر زهير بن أبى سلمى : وهل ينبت الخطى إلا وشيجة .
وتغرس إلا في منابتها النخلة لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنه استحسن تناول التمر بالزبد وأكل التمر بالخبر وأكله مفردا ً ؛ وفى السنة النبوية الشريفة وردت للنخيل والتمر أحاديث كثيرة منها : ( إذا قامت القيامة وفى أحدكم فسيلة فليزرعها وأيضا ً : فأطعموا نساءكم في نفائسهن التمر يخرج الولد حليما ً فإنه كان طعام السيدة مريم حين ولدت ؛ ولو علم الله طعاما ً خيرا ً من التمر لأطعمها إياه ).
أسرار وعجائب
النخلة فيها في الأسرار والعجائب ما لا تحيط به الألفاظ وكفى أن نقول إنها الشجرة التي اختصت من دون سائر الأشجار بأنها لا تحمل فستقيم ثمرها حتى تلقح من الفحول ونظرا ً لان النخيل بمقدوره الصبر على العطش طويلا ً فقد وجد في جزيرة العرب وفى كل مكان فيه قليل من الماء وفى هذا السياق وصف البعض النخيل بأنه كالجمل رمز للصحراء ؛ وأقبل العربي منذ أقدم العصور على زراعته والاهتمام به ورعايته وقد كانت بساتين يثرب سككا مسطرة بسطور النخيل وللعرب مسميات عديدة يطلقونها على النخيل تبعا ً لطول النخلة وقصرها فهي :
( فسيلة ) إذا كانت النخلة صغيرة أما إذا كانت قصيرة تنالها اليد فيقال لها ( القاعدة ) وإن صار لها جذوع فهي ( جبارة ) وإن ارتفعت عاليا ً فهي ( الرملية ) و ( العيد أنة ) فإذا زادت فتوصف بأنها ( باسقة ) أما في ترتيب أسماء حمل النخلة على التوالي تبدأ ب ( أطلعت ) ( أبلحت ) ( أبسرت )( أزهت ) ( أمعت ) ( أرطبت ) وأخيرا ً ( أثمرت ) .
فوائد التمر
وصف الله تعالى التمر على أنه من فاكهة الجنة بقوله : ( فيها فاكهة ونخل ورمان ) بينما وصفه الأطباء بأنه خزان للمعادن فهو ملين بالطبع ومقو للكبد ومبرئ من خشونة الحلق أما المعالجون بالطب الشعبي فقالوا عنه ( إنه زاد المسافر وطعام المجاهد والفقير وحلوى الغنى ) وهو غذاء ودواء كونه يعالج العديد من الأمراض والحديث هنا لخبير أعشاب :
سلس البول : يؤكل التمر بالزنجبيل محشوا قدر سبع حبات على الريق ويشرب بعده خلنجان كالشاي بعد غليه جيدا قدر معلقة صغيرة مع كوب فيه ربع لتر من الماء .
لتقوية عضلة القلب : يدق التمر بنواه دقا جيدا حتى يهترى ويؤكل قدر حفنة اليد مع شرب القرنفل كشاي بعد الإفطار .
لتفتيت الحصوة : تطحن نوى التمر بعد تحميصه بعد الإفطار وبعد تناول وجبة العشاء .
للربو : يكثر من أكل التمر مع شرب نبات الزرفا كالشاي معه صباحا ومساء مع أكل العجوة محشوة بحبة البركة كالحلوى .
ومعلومات مفيدة .
جزاك الله خير