ما قولك في مريض عمرته الأسقام، أشير عليه بترك الماء البارد ثلاثة أيام، ليصح ويهنأ بشربه مدى الشهور والأعوام، فما مقتضى العقل في افتعال أمر الصبوة، وقضاء حق الشهوة، أيصبر الثلاثة أيام، ليتنعم طول عمره، أم يقضي في الحال شهوة وطره؟ وليت شعري أألم الصبر عن الشهوات، وكظم الغيظ عن العقوبات، أعظم شدة، وأطول مدة، أم ألم النار، وغضب الجبار؟
يانفس:
لو أن طبيباً يهودياً، أو حكيماً نصرانياً، أخبرك في ألذ أطعمتك بدائه، وعدم دوائه، ثم أمرك بالاحتماء، عن بعض الغذاء، لصبرت عنه وتركتيه، وجاهدت نفسك فيه..
أفكان قول القرآن المبين، والأنبياء والمرسلين، أقل تأثيراً من قول يهودي يخبر عن تخمين، أو نصراني ينبأ عن غير يقين.. والعجب لمن يحتمي عن الطعام لأذيته، كيف لا يحتمي عن الذنب لأليم عقوبته.
يانفس:
لو عزمت على سفر، لقضاء الوطر، ترتجين فيه نيل الظفر، والأمن من الضرر، فلقيت في طريقك شخصاً، أخبرك أنه رأى أمامك لصاًن يأخذ الأقفال، ويستبيح النفس والمال، لرجعت عن ذلك الطريق المخوف، حذراً من اللص العسوف..
أفكان قول التوارة والإنجيل، والزبور والتنزيل، بإخبارهم بأخاويف القيامة، وأهاويل يوم الطامة، أقل من مخبرك صدقا، وأنذر منه حقاً.. ولعل المخبر غير صادق، بل أكذب من بارق..
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه..
جزاكِ الله خير جزاء أختي الكريمة..
بارك الله فيِكِ و أصلح شأننا كله..