تأملات في حرم الله 8 ) 2024.

…….
ثالثاً- في حرم الله تعالى تضاعف الصلوات ، فالصلاة الواحدة فيه بمائة ألف صلاة فيما سواه .
جاء عند الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح وعند ابن حبان وغيرهما عن عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة )) .
فأين كثير من الناس من هذا الفضل العظيم ، يضيعون الصلوات في الحرم ويحرمون أنفسهم الأجر الكبير والثواب الجزيل ،،،
نعم هناك من قال بأن مضاعفة الصلاة تعم كل الحرم – أي حدود الحرم – وليست مقتصرة على المسجد الحرام ، ولكن كيف يحرم الإنسان نفسه الفضل المتحقق فيترك الصلاة في المسجد الحرام ليصل في أحد المساجد القريبة أو في مكان إقامته ؟

وأمرُّ مِن ذلك مَن ذهب إلى مكة لأجل التنزه والترفيه ، وقد ضيع الصلاة ولم يصلها ، فهذا إثم كبير وذنب عظيم ؛ فتارك الصلاة كافر ، والكافر لا يجوز له دخول البيت الحرام ؛ لأنه نجس والحرم منزه عن الأنجاس .
ولقد أخبرني أحد الثقات – وقد ذهب إلى الحرم في إجازة الصيف – أنه رأى بأم عينه جموع الشباب والفتيات عند أذان الفجر يذهبون أفواجاً وجماعات إلى مساكنهم ومحل إقامتهم ، يولون البيت العتيق ظهورهم ونداء المؤذن يدعوهم إلى الصلاة ، أي حرمان أشد من هذا الحرمان ؟!! نعوذ بالله من الخذلان .

رابعاً- بلد الله الحرام تضاعف فيه الحسنات ، وإن كان فضل الله تعالى واسع يثيب على الحسن بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، لكن للحرم مزية على غيره من الأماكن في ذلك ، فكما أن ثواب الصلاة يضاعف فكذا الحسنات .

خامساً- كما أن الحسنات تضاعف فيه ، فإن السيئات أيضاً تضاعف فيه .
وإن كانت السيئة لا تضاعف كماً أي لا تحسب السيئة بأكثر من سيئة ، كما في الحسنات ، ولكنها تضاعف بالنسبة إلى جرمها .
فالسيئة في حرم الله وبساطه آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض ، ولهذا ليس من عصى الملك أو الأمير أو ذا السلطان على بساط ملكه وبحضرته كمن عصاه في الموضع البعيد عن داره وبساطه . ولله الكمال المطلق والمثل الأعلى سبحانه .

وانظر أخي الكريم وانظري أختي الكريمة إلى ما يفعله كثير من الناس في حرم الله بجوار كعبة الله ، في البيت الآمن ،،، مشاحنات وخصام وسباب ولعان ، وشرب دخان . ونساء تجلببن بالفتنة ،، تلبس العباءة الضيقة التي سموها المخصرة ، أو تلك العباءة المسماه بالفرنسية ، وهل أهل فرنسا يعرفون العباءات ؟!!
وأخرى تلبس النقاب وتجتهد في وضع الكحل على عينيها وتجمل نفسها وتتعطر ثم تذهب إلى السوق ،،،
وهناك أمام أعين الشباب المسعورة ، وقلوبهم المستعرة ، تبدأ المعاكسات وإلقاء أرقام الهواتف . كل ذلك يحدث أمام بيت الله تعالى ، وفي حرم الله ، وفي بلد الله ، الذي حرمه وآمنه ،،،، يفعلون كل هذه المعاصي بل والموبقات دون حياء من الله عند بيته وحرمه ، أولا يخشى أولئك أن يحل عليهم من الله تعالى الغضب ؟!! ،
ألا بعداً لمن حل عليه الغضب كما بعدت عاد وثمود ،،،
ألا قد شقي من غضب الله عليه ،،، ألا قد تعرض للعقوبة من أساء الأدب عند حرم الله ،،
فيا سبحان الله !! أو لا يخشى أولئك أن يعاقبهم الله تعالى جراء أفعالهم المشينة بمرض أو بفقر وذلة أو يرديهم على أعقابهم فيكفرون ؟!! أ فأمنوا مكر الله ؟!! فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون .
أين أولياء أمرهم ؟ ، أين الآباء ؟!! أين الأمهات ؟!!
إن من المؤسف أن تنقلب الساحات المحيطة بالحرم إلى ما يشبه حديقة عامة تتلاقى فيها الأنظار ، وترتكب فيها المحرمات من الشباب والفتيات ، كل ذلك أمام بيت الله الحرام ، وفي حمى الحق سبحانه وتعالى ؟!!!

سادساً- وهذه النقطة تتعلق بما سبق ، وهو أن مجرد الهم بعمل السيئة في الحرم يعاقب عليها الإنسان ، وإن لم يفعلها ، قال الله تعالى : { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم } .
روى أحمد والبزار وأبو يعلى والحاكم وغيرهم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ( لو أن رجلاً هم فيه بإلحاد وهو بعدن أبين لأذاقه الله عز وجل عذاباً أليماً ) .
وقد روي هذا الحديث موقوفاً على ابن مسعود من قوله وهو الأصح وإسناده حسن ؛ لأن فيه السدي إسماعيل بن عبدالرحمن بن أبي كريمة مختلف فيه .
وقد رواه سفيان الثوري عن السدي عن ابن مسعود من قوله موقوفاً عليه ، ورفعه شعبة رواية كما حدثه شيخه السدي ، ورأى رحمه الله تعالى أنه من قول ابن مسعود ولا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وصحح الموقوف ابن كثير رحمه الله في تفسيره ولذا قال : ( ووقفه أشبه من رفعه ، ولذا صمم شعبة على وقفه من كلام ابن مسعود ) أ .هـ
وقد توهم عبارة الإمام الدارقطني أنه يرجح المرفوع ولكن الصواب ما قدمناه .

الشاهد : أن هذه الخاصية وهي عقاب الله من أراد أن يهم في بلده الحرام بمعصية ليست لغيره من البقاع ، فإن غير الحرم لو هم الإنسان بعمل السيئة ثم لم يعملها لم تكتب عليه ، فإن لم يعملها خوفاً من الله تعالى كتبت له حسنة كما في الحديث المتفق عليه . أما الحرم فلا . فإلى من شد ركائبه إلى البلد الحرام ،،،،
يا من توجهت إلى بيت الله تعالى وقد عقدت العزم على أن تعصي الله فيه ،،،
ويا من ذهبت إلى بلد الله الحرام وقد أضمرت في نيتك المعصية ،،
أذكركم قول الحق تبارك وتعالى { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم } .

يتبع ….

بارك الله فيكم وبعلمكم ..

للمتابعة ..
تأملات في حرم الله ( 1 – 8 ) ..
تأملات في حرم الله ( 1 – 8 )

تأملات في حرم الله ( 2 – 8 ) ..
تأملات في حرم الله ( 2 – 8 )

تأملات في حرم الله ( 3 – 8 ) ..
تأملات في حرم الله ( 3 – 8 )

تأملات في حرم الله ( 4 – 8 ) ..
تأملات في حرم الله ( 4 – 8 )

تأملات في حرم الله ( 5 – 8 ) ..
تأملات في حرم الله ( 5 – 8 )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
أشكر لكم أختنا الفاضلة السلفية هذا التفاعل ، لا حرمك الله الأجر والمثوبة .
اثابك الله وبارك فيك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
شكر الله لكم أختنا الكريمة الخنساء ، وبارك الله جهودكم ،،
جزاك الله خيراً وأثابك 0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

بارك الله فيك أختي الكريمة شمس الحق ، ووفقك إلى كل خير ،،
أخوك
همام ،،،

أكرمكم الله جميعاً…..
بسم الله الرحمن الرحيم

رزقنا الله الصلاة في البيت الحرام

بارك الله فيكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
أختي الكريمة حمامة الجنة ،،
أختي الكريمة الدرر ،،
أشكركما على المشاركة ، وأسأل الله لكما التوفيق في الدنيا والآخرة ،،
أخوكم
همام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.