بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله نحمده ،ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد أن إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداٌ عبده ورسوله
وأصلي وأسلم على خير معلم, محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وعلى اله ومن سار على نهجه واهتدى بهداه أما بعد
أيتها الحبيبة أبعث هذه الرسالة , ممزوجة بالحب مقرونة بالود مكللة بالصدق مجللة بالوفاء .
فافتحِ لي مغاليق قلبكِ
فهذه جملة من آداب الجَالِس والمُجَالِس أضعها بين يديك(1):
آداب المجالس كثيرة، منها ما هو واجب التحلي به، ومنها ما هو مندوب، ونحن هنا نشير إلى أهمها:
اختيار المكان المناسب للمجلس
فلا يُجلس في الطرقات، ولا أبواب السكك، وأماكن العبادة، والراحة، فعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:« إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ »، فَقَالُوا مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا. قَالَ:« فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا » قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ:« غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْىٌ عَنِ الْمُنْكَرِ »(2).
السلام عند الدخول والخروج
: فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:« إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَجْلِسِ فَلْيُسَلِّمْ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ فَلْيُسَلِّمْ فَلَيْسَتِ الأُولَى بِأَحَقَّ مِنَ الآخِرَةِ »
الجلوس حيث ينتهي بك المجلس
: فقد جاء من وصف هند بن أبي هالة – رضي الله عنه – للنبي – صلى الله عليه وسلم – قوله كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله، لا يُوطِّن الأماكن، وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك
اختيار الجلسة المناسبة التي لا محظور فيها
، ولا تكشف عورة، ومن ذلك كراهة الاتكاء على إلية اليد اليسرى خلف الظهر، فعن الشريد بن سويد – رضي الله عنه – قال مر بي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأنا جالس هكذا أي وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي فقال:«لَا تَقْعُدْ قِعْدَةَ المَغْضُوْبِ عَلَيْهِم
عدم الاستلقاء على الأرض
ووضع إحدى الأرجل على الأخرى، وكان ذلك الاستلقاء تنكشف به العورة، فعن جابر بن عبدالله – رضي الله عنهما – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:« لاَ تَمْشِ فِي نَعْلٍ وَاحِدٍ، وَلاَ تَحْتَبِ فِي إِزَارٍ وَاحِدٍ، وَلاَ تَأْكُلْ بِشِمَالِكَ، وَلاَ تَشْتَمِلِ الصَّمَّاءَ، وَلاَ تَضَعْ إِحْدَى رِجْلَيْكَ عَلَى الأُخْرَى إِذَا اسْتَلْقَيْتَ
عدم الجلوس بين الظل والشمس
، فعن ابن بريدة عن أبيه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – نهى أن يقعد بين الظل والشمس
اختيار الجليس الصالح
، والحذر من جليس السوء فعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -:« مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً
أن يكون المجلس عامراً بذكر الله
– تعالى – قال:« مَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ تِرَةً، وَمَنِ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لاَ يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ تِرَةً والترة: هي النقص
حفظ السمع والبصر
، فلا ينظر إلى مالا يحل له، ولا يتجسس، سواءً كان المجلس داخل البيوت أم خارجها، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:« إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا
عدم إفشاء أسرار المجالس
، لأن الأسرار أمانة، وإفشاؤها خيانة، فعن جابر بن عبدالله – رضي الله عنهما – أنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – يقول:«إِذَا حُدِّثَ الإِنْسَانُ حَدِيثاً وَالْمُحَدِّثُ يَلْتَفِتُ حَوْلَهُ فَهُوَ أَمَانَةٌ
كفارة المجلس في ختام المجلس
، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:« مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ. إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ
ماتنسوني من خالص دعواتكم بالشفاء
لا اله الا الله ....