تفسير قوله تعالى** ** 2024.

لاكي

تفسير قوله تعالى

من سورة المائده

الآيه 40
لاكي
((يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا

آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ

سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ

إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ

تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ))
لاكي

**تفسير سيد قطب**

هذه الآيات تشي بأنها نزلت في السنوات الأولى للهجرة ، حيث كان

اليهود ما يزالون بالمدينه ، أي قبل غزوة الأحزاب على الأقل و قبل

التنكيل ببني قريظه إن لم يكن قبل ذلك ،أيام أن كان هناك بنو

النضير و بنو قينقاع ، وأولاهما أجليت بعد أحد و الثانيه أجليت قبلها –

ففي هذه الفترة كان اليهود يقو يمون بمناوراتهم هذه وكان المنافقون

يأرزون إليهم كما تأرز الحية إلى الجحر ! و كان هؤلاء و هؤلاء

يسارعون في الكفر ، ولو قال المنافقون بأفواههم : امنا .. وكان

فعلهم هذا يحزن الرسول – صلى الله عليه و سلم – و يؤذيه .. و الله –

سبحانه -يعزي رسوله – صلى الله عليه و سلم – و سواسيه ، ، و

يهون عليه فعال القوم ، و يكشف للجماعة المسلمه حقيقة

المسارعين في الكفر من هؤلاء و هؤلاء ، و يوجه الرسول – صلى

الله عليه و سلم – إلى المنهج الذي يسلكه معهم حين يأتون إليه

متحاكمين ، يعد ما يكشف له عما تامروا عليه قبل أن يأتوا إليه وما بيتوه :
( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر ، من الذين قالوا : امنا ، بأفواههم و لم تؤمن قلوبهم ، و من الذين هادوا .. سماعون للكذب ، سماعون لقوم اخرين لم يأتوك . يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون : إن أوتيتم هذا فخذوه ، و إن لم تؤتوه فاحذروا…… )

لاكي

روى أن هذه الآيه نزلت في قوم من اليهود ارتكبوا جرائم – تختلف

الروايات في تحديدها – منها الزنا و منها السرق .. و هى من جرائم

الحدود في التوراة ، و لكن القوم كانوا قد اصطلحوا على غيرها ،

لأنهم لم يريدوا أن يطبقوها على الشرفاء فيهم في بادأ الأمر . ثم

تهاونوا فيها بالقياس إلى الجميع ، وأهلوا محلها عقوبات أخرى من

عقوبات التعازير .. فلما و قعت منهم هذه الجرائم في عهد الرسول –

صلى الله عليه و سلم – تامروا على أن يستفتوه فيها .. فإذا أنتى

لهم بالعقوبات ما عندهم في التوراة لم يأخذوا بحكمه .. فدسو

بعضهم يستفتيه .. ومن هنا حكاية قولهم : ( إن أوتيتم هذا فخذوه ، و أن لم تؤتوه فاحذروا )

و هكذا بلغ منهم العبث ، و بلغ منهم الاستهتار ، و بلغ منهم الالتواء

أيضاً في التعامل مع الله سبحانه و تعالى – و التعامل مع رسول الله –

صلى الله عليه و سلم – هذا المبلغ .. و هى صورة تمثل أهل كل

كتاب حين يطول عليهم الأمد ، بتقسو قلوبهم ، و تبرد فيها حرارة

العقيده ، و تنطفئ شعلتها و يصبح التفصي من هذه العقيده و

شرائعها و تكاليفها هو الهدف الذي يبحث له عن الوسائل ، !!!!!

الله – سبحانه و تعالى – يقول لرسوله في شأن هؤلاء المسارعين

بالكفر ، وفي شأن هؤلاء المتامرين المبيتين لهذا الألاعيب : لا تحزنك

الذين يسارعون في الكفر . فهم يسلكون سبيل الفتنة و هم و اقعون

فيها ، و ليس لك من الأمر شيئ ، و ما أنت بمستطيع أن تدفع عنهم الفتنة و قد سلكوا طريقها و لجوا فيها :

( ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً )وسيجزيهم بالخزي في الدنيا و العذاب العطيم في الآخرة :

( لهم في الدنيا خزي ، و لهم في الآخرة عذاب عظيم )

فلا عليك منهم ، ولا يحزنك كفرهم ، ولا تحفل بأمرهم . فهو أمر

مقضي فيه .. ثم يمضي في بيان حال القوم ، و ما انتهوا إليه من

فساد في الخلق و السلوك ، قبل أن يبين لرسول الله – صلى الله عليه و سلم – كيف يتعامل معهم إذا جاءوا إليه متحاكمين :

لاكي

**تفسير ابن كثير **

نزلت هذه الآيات الكريمات في المسارعين في الكفر ، الخارجين عن

طاعة الله ورسوله ، المقدمين اراءهم و أهواءهم على شرائع الله عز

و جل ( من الذين قالوا ءامنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ) أي أظهروا

الايمان بألسنتهم ، و قلوبهم خراب خاويه منه ، هؤلاء هم المنافقون

( ومن الذين هادوا ) أعداء الاسلام وأهله ، وهؤلاء كلهم ( سماعون

للكذب ) أي مستجيبون له ، منفعلون عنه ( سماعون لقوم ءاخرين لم يأتوك ) أي يستجيبون لأقوام اخرين لا يأتون مجلسك يا محمد ، و

قيل المراد أنهم يستمعون الكلام و ينهونه إلى قوم اخرين ممن لا

يحضر عندك من أعدائك ( يحرفون الكلم من بعد مواضعه )أي يتأولونه

على غير تأويله ، ويبدلونه من بعد ما عقلوه ، و هم يعلمون ،

( يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه و أن لم تؤتوه باخذروا ) قيل : نزلت

في قوم من اليهود قتلوا قتيلاً ، و قالوا : تعالوا حتى نتحاكم إلى

محمد ، فإن حكم بالديه فاقبلوه ، و إن حكم بالقصاص فلا تستمعوا

منه ، و الصحيع أنها نزلت في اليهوديين اللذين زنيا و كانوا قد بدلوا

كتاب الله الذي بأيديهم من الأمر برجم من أحصن منهم ، فحرفوهو

اصطلحوا فيما بينهم على الجلد مائة جلدة ، و التحميم و الاركاب

على حمارين مقلوبين ، فلما و قعت تلك الكائنه بعد الهجرة قالةا فيما

بينهم : تعاليا حتى نتحاكم إليه فإن حكم بالجلد و التحميم فخذوا

عنه واعلوه حجه بينكم و بين الله ، و يكون نبي من أنبياء الله قد حكم بينكم بذلك ، و إن حكم بالرجم فلا تتبعوه في ذلك .

لاكي
و قد و ردت الأحاديث في ذلك فقال مالك ، عن نافع عن عبد الله بن

عمر رضي الله عنهما : أن اليهود جاؤو إلى رسول الله – صلى الله

عليه و سلم – فذكر لهأن رجلاً منهم وامرأة زنيا ، فقال لهم رسول

الله – صلى الله عليه و سلم ( ما تجدون في التوارة في شأن الرجم ؟ فقالوا : نفضحهم و يجلدون ، قال عبد الله بن سلام : كذبتم ، إن

فيها الرجم ، فأتوا بالتوراة فنشروها ، فوضع أحدهم يده على ايه

الرجم ، فقرأ ما قبلها و ما بعدها ، فقال له عبد الله بن سلام : ارفع

يدك فرفع يده ، فإذا اية الرجم ، فقال : صدق محمد فيها اية الرجم ،

فأمر بهما رسول الله – صلى الله عليه و سلم – فرجما ، فرأيت الرجل

يحني على المرأه يقيها الحجارة ، خرجه ،فهذا في لفظ البخاري

،وفي لفظ له : فقال لليهودي ( ما تصنعون بهما ؟ ) قالوا : بسخم

وجوههما و نخزيهما ، قال ( فأتوا بتوراته فاتلوها إن كنتم صادقين )

فجاءوا فقالوا لرجل منهم ممن يرضون أعور : اقرأ فقرأ حتى انتى إلى

موضع منها ، فوضع يده عليها فقال : ارفع يدك فرفع ، فإذا ايه الرجم

تلوح ، قال : يا محمد إن فيها ايه الرجم و لكنا نتكاتمه بيننا ، فأمر بهما فرجما .
لاكي
قال الأمام احمد : حدثنا أبو معاويه ، حدثنا الأعمش عن عبد الله بن

مرة ، عن البراء بن عازب قال : مر على رسول الله – صلى الله عليه و

سلم – يهودي محمم مجلود ، فدعاهم ، فقال ( اهكذا تجدون حد

الزنى في كتابكم ؟ ) فقالوا نعم ، فدعا رجلا من علمائهم فقال

( انشدك بالذي أنزل التوراة على موسى ، أهكذا تجدون جد الزنى

في كتابكم ؟ فقال : لا و الله ، ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك ،

نجد حد الزنى في كتابنا الرجم ، و لكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا

أخذنا الشريف تركناه ، و إذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد ، فقالنا :

تعالوا حتى نجعل شيئا نقيمه على الشريف و الوضيع ، فاجتمعنا

على التحميم و الجلد ، فقال النبي – صلى الله عليه و سلم -( اللهم

إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه ) قال به فرجم ، قال : فأنزل الله عز

و جل ( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر )

إلى قوله تعالى ( يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه ) أي يقولون : ائتو

محمداً فإن أفتاكم بالتحميم و الجلد فخذوه ، و إن أفتاكم بالرجم فاحذروا ،

هذا و الله اعلم .

لاكي

جزاك الله الف خير وفي موازين حسناتك

ماشاء الله غاليتي "دهوبا"

تفسير مرتب
جزاكِ الله خيراً وجعله بميزان حسناتكِ

تقبلي مروريلاكي
تحياااتي
***********

جزاك الله خيراا أختي الفاضله دهوبا
بارك الله فيك وأسأله تعالى أن لا يحرمك الأجر ,,,
مرور سريع ولي عودة بإذن الله ….
[quote=ام العراق;7991721]جزاك الله الف خير وفي موازين حسناتك [/

quote]

أختى العزيزه أم العراق ….. اشكر مرورك الغالي .

لاكي

لاكي كتبت بواسطة توتا القطوطه لاكي
ماشاء الله غاليتي "دهوبا"

تفسير مرتب
جزاكِ الله خيراً وجعله بميزان حسناتكِ

تقبلي مروريلاكي
تحياااتي
***********

اختي العزيزه أم توتا … مرورك اسعدني بارك الله فيك …

لاكي

لاكي كتبت بواسطة الخلاص لاكي
جزاك الله خيراا أختي الفاضله دهوبا
بارك الله فيك وأسأله تعالى أن لا يحرمك الأجر ,,,
مرور سريع ولي عودة بإذن الله ….

اختي العزيزه الخلاص …. اشكر مرورك الكريم …

جزاك الله خيرا على دعواتك و لك بالمثل ان شاء الله تعالى .

لاكي

ما شاء الله
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان حسناتك
تفسير واضح ومترتب
اعجبني جدا التفسير
ربنا ما يحرمك من الأجر وجزاكِ الله كل الخير

لاكي كتبت بواسطة جنى 23 لاكي
ما شاء الله

لاكي كتبت بواسطة جنى 23 لاكي
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان حسناتك
تفسير واضح ومترتب

اختي العزيزه جنى …. اشكر مرورك الكريم بارك الله فيك .

لاكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.