تخطى إلى المحتوى

حكاية مع النسيان :::::::::: 2024.

عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة والربع بعد منتصف الليل000 الكل قد غلبهم النوم وأنا لاأزال أجالس قلمي وأوراقي000 البيت هادىء بعد أن شهد حالة من الضجيج00 والنسيم العليل الآتي من النافذة القريبة يشعرني بالنشاط000 ألقيت نظرة خاطفة على درج مكتبي000 قلبت ما فيه من أوراق000 وفجأة إذ بيدي تقع على قصاصة ورقية صغيرة000 وبدافع فضولي فتحتها000 قرأت ما فيها( إلى من يهمه الأمر)0000أمعنت النظر في كلماتها القلائل إنه خطي فأنا لاأجهله000 ولكن ماذا عنيت بقولي إلى من يهمه الأمر؟؟ حاولت أن أتذكر شيئاً علّه يخرجني من حيرتي0000 لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم000 لا بد أني فقدت قدرتي على التذكر0000 أعتصرت ذاكرتي حتى أصابني النعاس ولم أستطع أن أكمل000 توجهت إلى فراشي وبعد ذكر الله غططت في نوم عميق 000 وفي الصباح الباكر بدأالنشاط يدب في أرجاء البيت وأنا لاأزال أفكر في تلك القصاصة 000فجأة دخل ابني الصغير وأنا لاأزال في دوامة تفكيري000 وببراءة الطفولة سألني( بابا وافقت على الرحلة المدرسية ؟؟) عندها لاح بريق من الأمل والسعادة على وجهي لقد تذكرت حكاية تلك القصاصة لقد كانت بشأن رحلة مدرسية رغبت من والدي عندما كنت صغيراً الموافقة عليها ولكنها ألغيت 000 كيف نسيت ذلك اليوم الذي حزنت وبكيت فيه كثيراً 000 يا الله الا أزال أحتفظ بها كل هذه السنين؟!000 عندها بدأت ألثم ولدي بالقبل الحارة وأنا في سعادة غامرة وهو ينظر إليّ حائراً ويقول( بابا ماذا تعني أأنت موافق) فأجبته وهو لا يزال في حيرته من موقفي المفاجيء000 نعم يا بني وأخرجت قصاصتي وكتبت تحت كلماتها القلائل أوافق على ذهاب ابني إلى الرحلة المدرسية وذيلتها بتوقيعي000 قبلته بين عينيه وسلمته الموافقة000 كم كانت سعادته غامرة بها000 وكم كانت سعادتي 000 ودعني وقبل يدي ثم أوصلته إلى مدرسته وفي الطريق نظرت إليه فإذا البسمة قد غادرت وجهه البريء000مطأطأ الرأس حزين000 سألته ماذا بك يا حبيبي يا ( يزن) 000 في البداية لم يجبني 00 عندها بدأ الخوف يسيطر عليّ فقد ظننت أن مكروهاً قد أصابه000 كررت سؤالي له وألححت عليه000 سلمني الورقة وهو يقول: بابا لن أذهب إلى الرحلة000 لن تذهب لماذا يا بني؟؟؟ فأجابني : لأن ماما و فيّ ستظلان وحيدتان وأنا لا أريد أن أستمتع وحدي000 تعجبت من قوله وكبر في عيني إذ يهتم بأمه وأخته000 ولم تعد البسمة إلى وجهه إلا عندما وعدته أن آخذهم جميعاً إلى رحلة رائعة في نهاية الأسبوع000 ودعته عند بوابة المدرسة وهو يقول لي : لا تنسى يا بابا نهاية الأسبوع وكأنه علم بنسياني للأمور00 قلت له لن أنسى يابني00000 لن أنسى00
غادرت المكان بعد أن تأكدت من دخوله 000 وصلت إلى عملي ثم توجهت إلى مكتبي 000 مرت الساعات سراعاً 000نظرت إلى ساعتي 000آه000 لقد حان موعد خروج ابني من مدرسته000 استأذنت من عملي وخرجت لأوصله إلى المنزل000 وعند بوابة المدرسة أخذ حارسها ينادي بأسمي ليخرج ولدي ولكنه لم يفعل000 نزلت من سيارتي 000 دخلت إلى الساحة سألت عنه هناك ولكنني لم أجده 000 تملكني الخوف 00 بدأت أمشي بلا وعي حتى وصلت إلى مكتب المدير وهناك سألني عن اسم ولدي فقلت له( يزن) بصوت متقطع أكاد أجزم أنه لم يفهم شيئاً مما قلت000 تمالكت نفسي وأعدت عليه الاسم 000 عندها بدأ ينادي بمكبر الصوت ( يزن) يرجى منك الحضور إلى مكتب الإدارة 00 أنتظرت قليلاً ولكنه لم يحظر000 يا إلهي أين ولدي ؟؟ أين فلذة كبدي؟؟ 000 بدأت الأرض تدور بي والأسئلة تتجاذبني 000 ماذا أقول لأمه؟؟ هل أتوجه إلى الشرطة؟؟ أم أسأل عنه في المستشفيات ؟؟ يا إلهي ماذا أفعل؟؟ وبعد مدة من الصراع الداخلي قررت الذهاب إلى البيت00 وهناك استقبلتني زوجتي بابتسامة مزقتني (( كيف أخبرها بالأمر)) دخلت وأنا خافض الرأس يبدو الحزن من تقاطيع وجهي 000 سألتني ماذا بك يا أبا يزن؟؟ لماذا عدت باكراً؟؟؟ قلت لها لاشيء وتوجهت إلى مكتبي لأبحث عن أرقام المستشفيات ومراكز الشرطة القريبة من المدرسة 000 وفجأة 000 لا أصدق أهو حلم أم خيال 000 إنه ابني واقف أمام ناظري سلّم عليّ وقبلني 000 لم تعد قدماي تحملاني00 خررت على كرسي بقربي000
والدي 0000والدي000 ما بك؟؟؟ صرخت فيه ولأول مرة 000 أين كنت؟؟ ذهبت إلى مدرستك لأحضرك ولكني لم أجدك ألا تعلم أنك أدخلت الرعب إلى قلبي0000 و0000 و000000
عندها استوقفني قائلاً ألم تقل لي أن أذهب مع ابن جارنا عمر لأنك ستتأخر هذا اليوم؟؟؟
ابتلعت أنفاسي 00يا الله كيف نسيت حقاً لقد قلت له ذلك000 وبعد أن هدأت أخذت أحكي لهم القصة وأنا أضحك من نفسي وأدعو في سري أن لا يوقعني نسياني في مواقف مزعجة أو محرجة000 وبعد لحظات من الهدوء قمت مسرعاً مضطرباً 000 تعجب الجميع مني ولكن00000
إذا عرف السبب بطل العجب0000
أتعلمون لقد نسيت أن أعود إلى عملي00000
تمت00000

حنين الإخاء
11/ربيع الثاني/ 1445هــ
ملاحظة : من أراد نقل أحد موضوعاتي أو ردودي فلا بد له من ذكر المصدر وجزاكم الله خيرا00

رائعة

استمتعت جداااااااااا بقراءتها لاكي

أشكرك أختي صدى على مرورك وكلماتك الطيبه000
قصة راااااااااااائعة ..لقد شدتني …من بداياتها ..

بارك الله فيكِ ..

لاكي لاكي

كنت شوى وخلااص راح.. sid
بارك الله فيك فعلا ممتعه .. لاكي
الغيورة المسلمة 000000
أسعدتني بتواجدك000000000 وامتاعكم بالمفيد إن شاء الله مطلب أود تحقيقه في كل مره أكتب فيها قصصي أو خواطري وأسأل الله أن يوفقني في ذلك0000
(((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((( (((((((((((((((((
أختي غريبة الروح0000 جزاك الله خير 0000
وأمتعك الله بالصحة والعافية000 والله ما ودي تكون كتاباتي سبب في حرق الأعصاب خاصة إذا كانت غريبة الروح اللي تقراها000 سلمت أخيتي0000
جزاك الله خير
جميله جداً ..
بارك الله فيكِ ..
أشكركم على مروركم000
حنين الإخاء

لحرفك عبق

وألوان متجددة …

قرات كثيرا ..كثيرا لحنين الإخاء

وكل ما اقرأ ازداد تعطشا لروعة حرفها

فلا شلت لك يمين

دمت سعيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.