تخطى إلى المحتوى

حكم زيارة ديار الأقوام المعذبين 2024.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السـؤال : يوجد فــي مدينة ( البدع ) بمنطقة

تبوك آثار قديمة ومساكن منحوتة في الجبال

ويـذكر بعــض النـاس أن هــذه مساكن قــوم

شعيب علـيه السلام ، والسؤال : هل ثبت أن

هذه هي مساكن قوم شعيب عليه السلام ، أم

لم يثبت ذلك ؟ ومــا حكـم زيارة تــلك الآثار

لمن كان قصده الفرجة والاطلاع ولمن كان

قصده الاعتبار والاتعاظ ؟

الجواب : اشتهر عنـد الإخباريين : أن منازل

( مدين ) الذيــن بعـث فيهــم نبـي الله شعيب

عليه الصلاة والسلام هي في الجهة الشمالية

الغربية من جزيرة العرب ،والتي تسمى الآن

( البدع ) وما حولها والله أعلم بحقيقة الحال

وإذا صــح ذلك فإنـــه لا يجــوز زيـارة هــذه

الأماكن لقصد الفرجة والاطلاع ؛ لأن النبــي

صلى الله عليه وسلـم لما مر بالحجر – وهي

منازل ثمود – قال « لا تدخلوا مساكن الذين

ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن

تكونوا باكين » ثم قنع رأسه وأسرع السير

حتـى أجـــاز الوادي . رواه البـخــاري فــي

( صحيحه ) عن ابن عمر رضي الله عنهما

وفي رواية له أيضا «لا تدخلوا على هؤلاء

المعذبين إلا أن تكـونـوا باكين أن يصيبكم

مثل ما أصابهم » .

قال ابن القيم رحمه الله تعالى في أثناء ذكره

للفوائد والأحكام المستنبطة من غزوة تبوك

( ومنها : أن من مر بديار المغضوب عليهم

والمعذبين لا ينبغي له أن يدخلها ، ولا يقيم

بها ، بل يسرع السير ، ويتقنع بثوبه حتـى

يجاوزهـا ، ولا يدخل عليهم إلا باكيا معتبرا

ومن هذا إسراع النبي صلى الله عليه وسلم

السير في وادي محسر بين منى ومزدلفة ،

فإنـه المكان الــذي أهـلك الله فيــه الفيـــل

وأصحابه ) ( زاد المعاد 3 560 ) .

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى فـــي

صدد شرحه للحـديث السابق ( وهـذا يتناول

مساكن ثمود وغيرهم ممن هو كصفتهم وإن

كان السبب ورد فيهم ) فتح الباري 6380

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد

وآله وصحبه وسلم .

اللجنـــة الدائمــة للبحـــوث العلمــية والإفتاء

موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السؤال : ما حكم قصد مدائن صالح بالزيارة؟

ومــا حكــــم زيارتها إذا كان الشخص يقصد

الشمال وعلى رجوعه مر عليها مروراً فقط؟

الجــواب : أما المرور عليها فقد مر بها النبي

صلى الله عليه وسلم لكنه أسرع عليه الصلاة

والسـلام وقنع رأسه ، وقـال عـليه الصـلاة و

السلام( لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن

تكـونوا باكين خشية أن يصيبكم ما أصابهم،

فإن لم تكــونوا باكيين فــلا تدخلوا عليهــا )

فـلا يجوز للإنسان أن يذهب إلى هذه المدائن

للتفرج والنزهة بـــل للاعتبار الــذي يصحبه

البكاء ، وإلا فالسلامة فــــي تركها ، وقــول

الرسـول عليه الصلاة والسلام ( أن يصيبكم

ما أصابهم ) ليـس مراده العذاب العام ؛ لأن

هــذه الأمــة – والحمــد لله – لا تعذب بصفة

عامة، لكن أن يصيبكم ما أصابهم من قسوة

القلب والإعراض والتولي عن الدين وحكمة

ذلك: أن الناس الذين يذهبون إلى هذه البلاد

عـلـى غير الوجه الذي أراد الرسـول عـليــه

الصـلاة والسلام سـوف يقــع فــي نفوسهم

تعظيم هؤلاء ؛ لما يرون من إحكــام البناء

وشدته وقوته ، وإذا وقـع تعظيم الكافر في

قـلب المؤمن فإنـه عـلــى خطر عظيم ( أن

يصيبكم ما أصابهم ) وبعض الناس يقول:

كيـف هـذا ؟ وهــذه الأمة لـم تعذب بعذاب

عام، نقول : قسوة القلب والإعراض عن

الشريعة .

لقاء الباب المفتوح الشريط 82 – الوجه الأول

للشيخ محمد العثيمين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.