قال تعالى { وقل رب زدني علما }طه: 114.
[الدرس: العشرين]
من كتاب:
إتحاف أهل الألباب بمعرفة العقيدة في سؤال وجواب
عقيـدة أهـل السنـة في الأسمـاء والصفـات
س250 ما البلايا والمصائب التي وقع فيها أهل البدع وكانت سبب ضلالهم وتخريفهم في باب الاعتقاد ؟
ج: هذا سؤال مهم جداً، وبيانه أن يقال: الأسباب كثيرة يجمعها ما يلي:
الأول: عدم حصرهم أدلة الاعتقاد في الكتاب والسنة، فإنهم يستدلون بالمنطق والفلسفة، ويسمونها العقليات، وهي في حقيقتها جهليات وخرافات ووساوس شيطانية، فهم يسوقون ما يجب اعتقاده في الله من عقولهم، وقواعدهم المنطقية الفلسفية, أو مواجيدهم، وأذواقهم العفنة، ومكاشفاتهم الإبليسية، وقد نص الدليل على أن من طلب الهدى في غير الكتاب والسنة أضله الله، ولذلك فهم يعرضون النصوص على عقولهم فما وافقها أخذوه، وما خالفها ردوه واتهموه، فيقرون ما تقره عقولهم – وإن لم يكن عليه دليل- وينفون ما نفته عقولهم – وإن كانت الأدلة قد تواترت على إثباته – وهذا هو السبب العظيم في ضلالهم .
الثاني: أنهم لا يأخذون الكتاب والسنة على فهم السلف بل يبتدعون من عندهم المعاني الغريبة والاصطلاحات العويصة، ويقولون: هذا معنى هذا النص. وقد تقرر في القواعد أنه لا بد من فهم الكتاب والسنة فهماً يوافق فهم السلف، فهم أكبر عقولاً وأصح فهوماً وأعمق علوماً ممن أتى بعدهم، فالمبتدعة مثلاً يفهمون من نصوص الصفات معانٍ بعيدة كل البعد عن فهم السلف، فهم لا يفهمون منها إلا ما يفهمونه من صفاتنا، وأما السلف فإنهم يثبتون لله ما أثبته لنفسه، ويعتقدون أنه ليس كمثله شيء، وهكذا فالمبتدعة على اختلاف فرقهم لا يعتمدون فهم السلف للنصوص أبداً، ولا ينظرون فيه، فأنت ترى أن هؤلاء المبتدعة قد جمعوا بين بليتين فهم لا يقتصرون على الكتاب والسنة في مسائل الاعتقاد، ولا يفهمونها على فهم السلف- فنعوذ بالله من حال أهل الأهواء.
الثالث: أنهم يبنون استدلالهم على القواعد المناقضة للمعقول والمخالفة للمنقول والمعارضة لمنهج السلف في الاستدلال، فهم يستدلون بالمتشابه ويدعون المحكم، ويأخذون بطرف من النصوص ويدعون الآخر، ويقدمون العقل على النقل، ويثبتون أمور الغيب بالقياس، ويأخذون بالمجمل ويدعون المبين، ويفسرون بعض ألفاظ القرآن على غير ما تعرفه العرب من كلامها … وهكذا فالقوم يقعدون القاعدة على ما تمليه عقولهم القاصرة، وينزلون النصوص عليها فوقعوا في الضلال ومخالفة النصوص .
الرابع: أنهم يخوضون في النصوص بلا علم ولا برهان، ولا يقفون حيث وقف النص، بل يقحمون عقولهم فيما لا مجال لها فيه: كخوضهم في باب القدر، وباب الصفات، ونحوها . والسلامة في الوقوف عند ما وقف عليه النص .
الخامس: كثرة جدالهم، وخصوماتهم، ومرائهم .
السادس: اعتمادهم على الألفاظ البدعية المجملة، وبناء معتقدهم عليها كلفظ الجوهر، والعرض، والجهة، والجسم، والحيز، ونحوها . وهذه الألفاظ ألفاظ محدثة بدعية لا تعرف عن أحد من السلف . وأضرب لك مثالاً: المعتزلة ينفون عن الله الصفات، ويقعون في آيات الصفات وأحاديثها تحريفاً بسبب أنهم إذا أثبتوا لله الصفات لا يستلزم ذلك أن يكون جسماً، والأجسام متماثلة، فانظر كيف بنوا معتقدهم في الصفات على هذا اللفظ المجمل، فكم ردوا بهذه الألفاظ المجملة من النصوص، وحرفوا من الصفات . والله المستعان .
السابع: الفهم الفاسد للنصوص: كفهم الخوارج: لبعض النصوص، وكفهم أهل التمثيل والتعطيل لنصوص الصفات، وكفهم الجبرية والقدرية لنصوص القدر، وكفهم المرجئة والوعيدية لنصوص الوعد والوعيد … وهكذا فهذا الفهم الفاسد هو الذي أوصلهم إلى هذه النتيجة الفاسدة . والله المستعان.
الثامن: اعتمادهم في اعتقادهم على الأحاديث الموضوعة والضعيفة، وذلك كالرافضة – لعنهم الله تعالى- فإنهم يعتمدون في أمر معتقدهم على المرويات المكذوبة، والأحاديث الموضوعة الملفقة على آل البيت.
التاسع: تقديم آراء الرجال وقواعد المذاهب على قول الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – فلا يقبلون من النصوص إلا ما وافق مذهبهم وكلام مبتدعيهم .
العاشر: اعتقادهم التعارض بين العقل والنقل، وبين الحقيقة والشريعة .
الحادي عشر: اعتمادهم على الأهواء والشهوات، وتحكيمها في كتاب الله – تعالى وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – فهذه بعض الأسباب، ويظهر غيرها بالتأمل . والله أعلم.
*******************************************
س251 بماذا يعرف أهل البدع ؟
ج : منها: الوقيعة في أهل السنة، ووصفهم بالأوصاف القبيحة المستهجنة التي هي بهم أليق، وهم بها ألصق.
ومنها: عقد الولاء والبراء على المسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان.
ومنها: اتباع الهوى، والإعراض عن الدليل.
ومنها: أنهم لا يذكرون إلا ما لهم فقط، ويكتمون ما عليهم أو يكذبون به ويعرضون عنه ويقدحون فيه، وأما أهل السنة فيذكرون مالهم وما عليهم مع الإجابة عنه .
ومنها: اتباع المتشابه كما قال – تعالى- ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ﴾ [آل عمران: 7] وفي الصحيحين من حديث عائشة مرفوعاً [فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاؤلئك الذين سماهم الله فاحذروهم].
ومنها: كثرة التنقل والتبديل والتغيير فلا يثبتون على شيء فمذاهبهم –غالباً- تخضع للمستجدات والمتغيرات والأحداث والأهواء والشهوات وأقوال متبوعيهم، ومن نصبوه إماماً لهم؛ ولكثرة جدالهم، ومن جعل دينه عرضاً للخصومات أكثر التنقل؛ ولأن هذه المذاهب الفاسدة أصلاً لم تبن على أسس ثابتة بل بنيت على أهواء متغيرة، وأفكار متبدلة، وشهوات متلونة .
ومنها: معارضة الكتاب والسنة بالأقيسة الفاسدة والمعقولات الكاسدة .
ومنها: دعواهم أن الأدلة لا تفي بالدين، ولا تكفي لتنظيم حياة الناس، وهم في ذلك بين مصرح، وملمح .
ومنها: كثرة الاختلاف، والفرقة فيما بينهم . وهذا أمر واضح فلا تجدهم يتفقون على شيء, فانظر إلى فرق الخوارج، وفرق الشيعة، وفرق المعتزلة … وهكذا, وهذا من أبرز صفاتهم .
ومنها: أنهم يتسمون بالأسماء المحدثة, فمنهم من ينتسب إلى مؤسس الفرقة كالأشاعرة نسبة إلى أبي الحسن الأشعري، والجهمية نسبة إلى الجهم بن صفوان الترمذي، والماتريدية نسبة إلى أبي منصور الماتريدي، والكلابية نسبة إلى محمد بن سعيد بن كلاب، ونحو ذلك، أو ينتسبون إلى أصل بدعهم كالخوارج: لأنهم خرجوا على عليَّ بن أبي طالب – رضي الله عنه – أو لأنهم خرجوا على المسلمين وإمامهم، والجبرية نسبة إلى قولهم بالجبر وسلب العباد مطلق القدرة والاختيار، والقدرية نسبة إلى نفيهم للقدر السابق، وقولهم: إن العبد هو الذي يخلق فعله، ونحو ذلك، وأما أهل السنة – رحمهم الله تعالى- فإنهم لا يتسمون إلا باسم الإسلام والإيمان، أو ما دل عليه الدليل، أو وقع اتفاق الصدر الأول عليه . والله أعلم.
ومنها: التعصب للآراء وعدم الرجوع للحق – ولو بعد بيان الحق- بل يتعامون عن الحق تعامياً عجيباً، ولا نقول ألا كما قال – تعالى- ﴿ فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ ولَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحج: 46].
ومنها: بغض أئمة الحديث وأهل الأثر . وبالجملة: بعض أئمة الإسلام والدين كالصحابة، والتابعين، وتابعيهم بإحسان كالإمام أحمد، والثوري، والأوزاعي، وابن عيينة، وابن المدني، والبخاري، وابن تيمية، وابن القيم، ومحمد بن عبدالوهاب – رضي الله عنهم، وأرضاهم- فإذا سمعت الرجل يقع في واحد من أئمة الإسلام والسنة فاعلم أنه صاحب بدعة وهوى، والله المستعان، فهذه أشهر علامات أهل البدع – نعوذ بالله منهم ومن حالهم – والله أعلم.
_________________________
الأحد القادم إن شاء الله تعالى.. مراجعة عامة..
ثم .. يوم التكريم.. إن شاء الله..
جازاك الله كل خير اختنا العزيزة سناء المتفائلة .
لا أجد بصدق كلمات لأعبر لك أختي العزيزة عن اعترافي لك بالجميل و شكري لك من أعماق قلبي ..
فقد كان لهذه الدورة نقطة تحول بداخلي فأنا عضوة في هذا المنتدى منذ سنين لكني كنت عضوة سلبية أكتفي بالقراءة و التجول في المنتدى لكن مع بداية الدورة قررت المشاركة كتابة و بدأت أتعلم بعض أبجديات الكمبيوتر و أظن انك تلاحظين الفرق بين كتابتي في أول الدروس و كتابتي الآن الحمد لله كان دافعي أن أتعلم و أتفقه في ديني و كان لك الفضل بعد الله في دفعي للاستمرار و تشجيعي على التقدم فجازاك الله كل خير .
و أكتفي بان أقول لك أني أسأل الله ان يكون كل ما أتعلمه و ما أكتبه في الكمبيوتر من عمل صالح يكون في ميزان حسناتك أيضا .
تقبلي مني حبي لك في الله .
وأحمد الله تعالى..على استفادتكن من هذه الدورة..
وفي كل المجالات.."وفعلا الفرق ملاحظ..في كتاباتك..وفقك الله دائما.."
موضوع قيم ,,
لي عودةإن شاء الله للإجابة
ونغع بك الامة
اللهم املئ قلبها بالنور والايمان والطاعة والسعادة والرضا والنور
لا إله الأ الله ..