أخترت لكم هذه الرائعه من ديوان جولة في عربات الحزن للشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي
وهي بعنوان ياصرخة الثكلى…..
عرباتُ حزنك ما تزال تسير ُ
وجناح بلبلك الحزين ِ كسير
والسالكون الدربَ,إما واثقٌ
في خَطوه,أو خائف ٌ مذعورُ
وصهيل ُخيل ِالراحلين توجُّعٌ
ورياح ُليل ِالساهرين دَبُورُ
* * *
يامن مَدَدْت الحزن َ كأس قصيدةٍ
منها يفيض على القلوب سرورُ
تشكو وترسل ما شكوتَ قصائداً
للنقد فيها ورَدةٌ وصدورُ
خُصْ لُجَّةَ الأوهام ,واجعل بحرها
رَهْواً ,فمثُلكَ بالعبور جديرُ
وامدُدْ جسورك َنحو أمتك التي
مُدَّتْ لها نحو الضيَّاعِ جسور ُ!
* * *
عَصرٌ تُحكَّم فيه أنظمةُ الهوى
فجليل ُ أمر ِالناسِ فيه حقيرُ
ويعزُّ فيه مهرِّجٌ ومبهرجٌ
ويذل ُّ فيه العالم النِّحريرُ
عصرٌ تعالى فيه صوت منافق ٍ
متلِّونٍ,وتطاول المغرور ُ
عصرٌ تكشَّّّف للرذيلة وجهُه
وعن الفضيلة وجههُ مستورُ
* * *
ياصرخة َ الثََّكلى سمعتك ِِوالأسى
نارٌ, ودقات ُالفؤاد زفيرُ
تسترخين وفي مسامع قومنا
وقرٌ,فلا وعيٌ ولا تدبير
قلب الذي تسترخين مجوفٌ
فكأنما هو منزل ٌمهجور ُ
لا تسألي عنا , فإنا لم نزل
في درب حسرتنا الطويل نسير ُ
وإذا خطونا للتفاعل خُطوةً
فالقول فيها الصارم ُالمذكورُ
ولربما عُقدت لأجلك ِندوةٌ
فيها يُدِلُّ بعلمه (الدكتورُ)!
ياصرخة َ الثََّكلى,قوافلُ أمُتي
سلكتْ بها غير الطريق العيرُ
تاهت خُطاها ,والعواصف ُحولها
ومكان ُموطىءِ خُفَّها محفورُ
وركاب ُأمتنا يقود زمامها
في عصرنا التَّيئيس ُ,والتخديرُ
في وجه أمتنا الحزين ِأشارة ٌ
نحو الأسى في الخافقين تُشيرُ
* * *
كلََّت يدي والبابُ كَلَّ, وأمتي
يخلو بها التهويد ُوالتنصيرُ
فُرِشت لها بُسُط الهوان ِ,وأُلبست
بلحافِ ذُل ًّ, والجوابُ شخير!
* * *
قلبي حزينٌ, والحقيقة مرةٌ
والشعر للقلب الحزين سفيرُ
وإذا تلعثمت الحروف ,فعذرها
أن الأسى فيما تراه كبير ُ
كم شاعرٍ فذٍّ رأى من حوله
عمق الجراح ِ فخانه التعبيرُ!