تخطى إلى المحتوى

شبهة: الاختلاط في الحج والطواف والأسواق دليل على جوازه في العمل والتعليم 2024.

[align=center]
لاكي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله : وبعد

الرد على من قال بجواز الاختلاط قياسا على اختلاط الرجال بالنساء في المسجد والطواف والأسواق يتلخص في النقاط التالية :
1- لابد أن نعلم قبل توضيح الأمر أن من أهم سياسة الشريعة وخاصة بما يتعلق باجتماع الرجال والنساء هو غلق أبواب الفتنة وسد الذرائع والمفاسد التي يمكن أن تنتج عن هذا الاجتماع.
لذلك : نظم رسول الله صلى الله عليه وسلم الاجتماع بين الرجال والنساء بنظام أحكام الاسلام المتكامل حتى لا تحصل مفاسده :
أ‌- فبالنسبة للإختلاط بالأسوق :
فقد حث الإسلام المرأة أن لا تكثر من الخروج لغير حاجة، لقول الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ {الأحزاب:33}
وعدت الأسواق من أبغض الأماكن إلى الله، كما في الحديث الشريف: وأبغض البقاع إلى الله الأسواق. رواه أحمد والبزار وصححه الألباني.
ومع ذلك الإسلام لم يمانع من خروجهن لحاجاتهن من بيوتهن ومرورهن بالأماكن التي فيها رجال . لكن حذر الخلوة والخضوع بالقول، والتكسُّرَ في المشي والضرب بالأرجل ليظهر صوت الخلاخيل . سدًّا لكل ذريعة تُوقع في فاحشة الزنا ولا شك أن الإختلاط أولى بالتحريم من الخضوع بالقول وإظهار صوت الخلخال؛ لأنها أقوى منهما في تيسير الوقوع في الفاحشة .

ب‌- أما عن خروج المرأة إلى المسجد : فهو جائز ، مع أن المسجد مجمعٌ للرجال، فهذا نوعٌ من الاختلاط , لكنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نظّمَ هذا الاجتماع بيّنَ الرجال والنساء، لكي لا تحصل مفاسده: ومنه جعل صفوف الرجال وحدها، وصفوف النساء وحدها؛ " خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا"
وجعل بابا خاصا بالنساء ونهاهم عن الاختلاط حتى في الطريق
ومنعهن من الخروج متعطرات ( إيما امرأة اصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة )
ومع ذك حث صلى الله عليه وسلم النساء على الصلاة بالبيت وليس بمسجده خوف الفتنة.
ثم أنه خص عليه الصلاة والسلام للنساء خطبة في العيد لا يختلط فيها الرجال بالنساء .. قال ابن حجر في تعليقه على خطبة النبي صلى الله عليه وسلم النساء يوم العيد: " قوله: "ثم أتى النساء" يُشعِر بأنّ النساء كُنّ على حدة من الرجال غير مختلطات بهم .
ج – وبالنسبة للطواف فالأصل : هو طواف النساء خلف الرجال رغم مخالفة الواقع لذلك ولكن هذا لن يغير من أصل الحكم وحقيقته.
* وحتى يزول أصل الخلل لا بدَّ من توضيح مسألة طواف النساء والرجال حكماً وواقعاً .
أما حكماً : فهو أن يكون طواف النساء خلف الرجال وحدهن ، أو في الليل حيث لا يكون أحد في الطواف من الرجال .

والأدلة على ذلك :
ما رواه البخاري (1539) عن ابْن جُرَيْجٍ قال : أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ إِذْ مَنَعَ ابْنُ هِشَامٍ النِّسَاءَ الطَّوَافَ مَعَ الرِّجَال قَال : كَيْفَ يَمْنَعُهُنَّ وَقَدْ طَافَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ مَعَ الرِّجَال ؟ قُلتُ : أَبَعْدَ الحِجَابِ أَوْ قَبْلُ ؟ قَال : إِي لعَمْرِي لقَدْ أَدْرَكْتُهُ بَعْدَ الحِجَابِ ، قُلتُ : كَيْفَ يُخَالطْنَ الرِّجَال ؟ قَال : لمْ يَكُنَّ يُخَالطْنَ ، كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِي الله عَنْهَا تَطُوفُ حَجْرَةً مِنَ الرِّجَال لا تُخَالطُهُمْ ، فَقَالتِ امْرَأَةٌ : انْطَلقِي نَسْتَلمْ يَا أُمَّ المُؤْمِنِينَ – أي : الحجر الأسود – قَالتِ : انْطَلقِي عَنْكِ وَأَبَتْ ، يَخْرُجْنَ مُتَنَكِّرَاتٍ بِالليْل فَيَطُفْنَ مَعَ الرِّجَال ، وَلكِنَّهُنَّ كُنَّ إِذَا دَخَلنَ البَيْتَ قُمْنَ حَتَّى يَدْخُلنَ وَأُخْرِجَ الرِّجَالُ .(حَجرة من الرجال : بعيدة عنهم .)

عَنْ أُمِّ سَلمَةَ رَضِي الله عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ قَالتْ شَكَوْتُ إِلى رَسُول اللهِ صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ أَنِّي أَشْتَكِي فَقَال طُوفِي مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ فَطُفْتُ وَرَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ حِينَئِذٍ يُصَلي إِلى جَنْبِ البَيْتِ وَهُوَ يَقْرَأُ وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ .رواه البخاري ( 452 ) ومسلم ( 1276 ) .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – : أمَرها أن تطوف من وراء الناس ليكون أستر لها ، ولا تقطع صفوفهم أيضاً ، ولا يتأذون بدابتها ."فتح الباري " ( 3 / 481 ) .

**وتلخيصاً في الرد على من قال بجواز الاختلاط في العمل والتعليم قياساً على الاختلاط في الطواف :-

]أ- قياس ذلك على الطواف بالبيت الحرام : هو قياس مع الفارق ؛ فإن النساء كن يطفن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مِن وراء الرجال متسترات ، لا يداخلنهم ولا يختلطن بهم…
وأما الواقع : فهو مخالف للشرع ، وما نراه من اختلاط الرجال بالنساء بالصورة الموجودة اليوم مرفوض في الشرع ، ولا يزال العلماء ينكرونه ، ويحاولون إصلاحه ، ولصعوبة الأمر فإن كثيراً من المحاولات لم تنجح ، بسبب جهل الناس وعدم تعاونهم ، وبسبب الازدحام الشديد ، وعدم القدرة على ضبط الناس في الطواف .
كما أن عزل النساء عن الرجال في الطواف في عصرنا الحاضر مع الكثرة والزحام وقلة التقوى، له موانعه ومفاسده..
يقول الشيخ بن عثيمين:
ومعلوم أنه لا يُمكِن أن يُعزل النساء عن الرجال في الطواف؛ لأنك إن عزلت النساء عن الرجال في الطواف في الزمان؛ صار في هذا إشكال.
لو قُلتَ -مثلا-: في النهار للنساء، وفي الليل للرجال، أو في الليل للنساء، وفي النهار للرجال؛ أشكل على الناس، النساء لَهُنَّ محارم.
فكيف يصنع محرم المرأة إذا قيل: «لا تطوف امرأتك إلا في الليل» وهو يريد أن يسافر مثلا؟ ماذا يصنع؟
ثم عند انتهاء الوقت سوف يَقدُم الرجال، والنساء يخرجن؛ فيحصل بذلك اختلاط.
وإن فَصَلْنا بينهن وبين الرجال في المكان؛ وقُلْنا «الكعبة للنساء، والخارج البعيد للكعبة للرجال»، «أو بالعكس»؛ فلابد من الاختلاط.
فالاختلاط في الطواف ضرورة لابد منه، ولكن يَبعُدُ كل البعد أَنَّ أَحَدًا من الناس يفتتن في هذه الحال، هذا بعيد جدًا، وذلك لأن المقام مقام عبادة، ولا يمكن لأحد أن يخطر بباله فتنة في هذه الحال إلا من أزاغ الله قلبه -والعياذ بالله ومَن أزاغ الله قلبه؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله .

ب – والفرق بائن والبون شاسع بين رجل وامرأة يختلطون في الطواف وبين رجل وامرأة يتقابلون (يوميا) في مكان العمل فالأول مكان عبادة والحالة فيه حركة و الأوجه مختلفة و الثاني مكان دائم مستمر و الوجه هو الوجه ..!

ج – رغم مخالفة حال الطواف اليوم للشرع إلا أنه لا يقارن بما يدعو إليه دعاة الاختلاط في العمل والتعليم، فهناك فرق كبير بين اختلاط عابر للحظات وفي أماكن مفتوحة وأمام الناس ولا يعرف فيه الرجال النساء، ولا يتجرؤون على الحديث معهن، وبين اختلاط دائم بين نفس الأشخاص لساعات طوال يوميا وفي أماكن مغلقة حيث يجالس فيها الرجل زميلته ويقابلها أكثر من مقابلته لزوجته، بالإضافة إلى احتمال حدوث الخلوة والاستغلال الجنسي من أجل العلاوات والترقيات والبقاء في الوظيفة !

د – ثم ورغم ذلك مانراه من المفاسد الناتجة عن الاختلاط في العمل والتعليم لم نراه ولله الحمد في الطواف فهل ظهر الفرق وبان
===
الرد من إعداد مجموعة الأجوبة المسكتة في مشروع كشف النقاب عن حكم الاختلاط والحجاب
المراجع
منتدى : شبهات وبيان
موقع : سؤال وجواب
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين
لاكي[/align]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.