لأنَّ الغرض من الحجاب منع الفتنة، والضيق يصف حجم الجسم أو بعضه ويصوره في أعين الرجال, وفي ذلك من الفساد والفتنه الكثير والكثير, وقال أسامة بن زيد- رضي الله عنهما- "كساني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قبطية كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي فكسوتُها امرأتي فقال: "ما لك لم تلبس القبطية" قلت: كسوتها امرأتي, فقال: "مرها فلتجعل تحتها غلالة"- وهي شعار يلبس تحت الثوب- "فإني أخاف أن تصف حجم عظامها" (حديث حسن).
2- ومن شروط الحجاب أيضًا ألا يكون الحجاب في نفسه زينة
لقوله تعالى: ﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾، وقوله تعالى: ﴿وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى﴾ (الأحزاب: من الآية 33)، وقد شرع الله تعالى الحجاب ليستر زينة المرأة، فلا يُعقَل أن يكون هو في نفسه زينةً.
3- ومن شروطه أيضًا أن يكون سميكًا لا يشف شيئًا من جسدها
وأخرج الطبراني في المعجم الصغير قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت، العنوهن فإنهن ملعونات" (حديث صحيح) وزاد البخاري في حديث آخر: "لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا".
4- ومن شروط الحجاب أيضًا أن يكون خاليًا من البخور والعطور والماكياج
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية" (حديث حسن).
6- ومن شروطه أيضًا أن لا يشبه ملابس الرجال
عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال "لعن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل" (أخرجه أبو داود وابن ماجة والحاكم وأحمد)، وعن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: "ليس منا من تشبَّه بالرجال من النساء ولا من تشبَّه بالنساء من الرجال" (أخرجه أحمد في مسنده).
7- ومن شروطه أيضًا أن لا يشبه لباس الكافرات
لأن الإسلام فرض أن تكون للمسلمين شخصيتهم المتميزة عن أهل الكتاب؛ ولهذا نُهينا عن التشبه بهم، وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- "من تشبَّه بقوم فهو منهم" (رواه الحاكم والطبراني)، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عليَّ ثوبين معصفَرَين فقال "إنَّ هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها" (أخرجه مسلم والنسائي).
8- وأخيرًا أن لا يكون الحجاب لباس شهرة
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- "مَن لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه نارًا" (حديث حسن).. قال الشوكاني في نيل الأوطار: "ولباس الشهرة هو كل ثوب يُقصد به الاشتهار بين الناس سواءٌ كان الثوب نفيسًا يلبسه تفاخرًا بالدنيا وزينتها أو خسيسًا يلبسه إظهارًا للزهد والرياء"، وقال ابن الأثير: "الشهرة ظهور الشيء، والمراد أن ثوبه يشتهر بين الناس لمخالفة لونه لألوان ثيابهم، فيرفع الناس إليه أبصارهم ويختال عليهم بالعجب والتكبر".
بارك الله فيك وجزاك الله خير