ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الســؤال : كيـف تصلى صلاة التوبة ؟ وكــم
ركعة هي ؟وهل يمكن أن أصليها بعد صلاة
العصر ؟
الجواب : الحمد لله
فإنّ من رحمة الله تعالى بهذه الأمـة أن فتــح
لها باب التوبة ، فلا تنقطع حتى تبلغ الروح
الحلقوم أو تطلع الشمس من مغربها .
ومـن رحمته تعالى بهذه الأمة كذلك أن شرع
لهـم عبادة من أفضل العبادات ، يتوسل بهــا
العبد المذنب إلـى ربـه ، رجاء قبول توبته ،
وهي "صلاة التوبة " وهذه بعض المسائل
المتعلقة بهذه الصلاة .
1- مشروعية صلاة التوبة :
أجمع أهل العلم عـلى مشروعية صلاة التوبة
روى أبو داود (1521)عن أبي بَكْرٍ الصديق
رَضِـيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَـلَّى اللَّهُ عَلَيْـهِ وَسَلَّــمَ يَقُــولُ ( مَا مِنْ عَبْدٍ
يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي
رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ،ثُمَّ
قَــرَأَ هَـذِهِ الْآيَةَ " وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ
ظَلَمُــوا أَنْفُـسَهُــمْ ذَكَــرُوا اللَّهَ فَــاسْتَغْــفَـرُوا
لِذُنُوبِهِـمْ وَمَــنْ يَغْـفِـرُ الـذُّنُـوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَــمْ
يُصِرُّوا عَـلَـى مَا فَعَـلُـوا وَهُـمْ يَعْلَمُـونَ " )
صححه الألباني في صحيح أبي داود .
وروى أحمد ( 26998 ) عـــن أَبـي الدَّرْدَاءِ
رضي الله عنه قال :سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْـهِ وَسَلَّــمَ يَقُـولُ ( مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ
وُضُوءَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعًا (شك
أحد الرواة ) يُحْسِنُ فِيهِمَا الذِّكْرَ وَالْخُشُوعَ ،
ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، غَفَــرَ لَــهُ ) قــال
محققــو المسـنــد : إسناده حسن . وذكــره
الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة"
(3398) .
2- سبب صلاة التوبة
سـبــب صلاة التوبة هــو وقوع المسلـمِ فــي
معصية سواء كانت كبيرة أو صغيرة ،فيجب
عــليه أن يتوب منهــا فوراً ، ويندب لــه أن
يصلي هاتين الركعتين، فيعـمـل عـنــد توبته
عملاً صالحاً مــن أجــل القربات وأفضلهـا ،
وهـو هــذه الصلاة ، فيتوسل بهــا إلــى الله
تعالى رجاء أن تقبل توبته وأن يغفر ذنبه.
3- وقـت صلاة التوبة
يستحب أداء هــذه الصـلاة عـنـد عزم المسلم
عـلى التوبة من الذنب الــذي اقترفه ، سـواء
كانت هذه التوبة بعد فعله للمعصية مباشرة،
أو متأخرة عـنـه ، فـالــواجب عــلـى المذنب
المبادرة إلى التوبة ، لكن إن سوّف وأخّرها
قبلت ، لأن التوبة تقبل ما لـم يحـدث أحــد
الموانع الآتية :
1- إذا بلغت الروح الحلقوم ، قال رسول الله
صـلى الله عليــه وسـلـم ( إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ
الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ ) حسـنه الألبـــاني فــي
صحيح الترمذي (3537) .
2- إذا طلعت الشمس من مغربها ، قال النبي
صلى الله عليه وسلم ( مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ
الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَــابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ) رواه
مسلم (2703) .
وهـذه الصـلاة تشـــرع فــي جمـيــع الأوقات
بـمـا في ذلك أوقات النهي ( مثل : بعد صلاة
العصر )لأنها من الصلوات التي لها سبب،
فتشرع عند وجود سببها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية " ذوات الأسباب
كلها تفوت إذا أخرت عن وقت النهي ، مثــل
سجود التلاوة ، وتحية المـسـجــد ، وصــلاة
الكسوف ، ومثل الصلاة عقب الطهارة ، كما
فـي حـديث بلال ، وكــذلك صلاة الاستخارة،
إذا كــان الـذي يستخير لــه يفوت إذا أخـرت
الصلاة ، وكــذلك صلاة التوبة ، فــإذا أذنـب
فالتوبة واجـبة عـلـى الفور ، وهــو مندوب
إلى أن يصلـي ركعتين ، ثم يتوب ، كما في
حديـث أبـي بكـر الصـديـق " انـتـهـى مــن
"مجموع الفتاوى" (23/215) .
4- صفة صلاة التوبة
صلاة التوبة ركعتان، كما في حديث أبـي بكر
الصديق رضي الله عنه .
ويشرع للتائب أن يصليها منفرداً ، لأنها مـن
النوافل التي لا تشرع لهــا صــلاة الجماعة ،
ويندب لـه بعـدهـا أن يستغفر الله تعــالـى ،
لحديث أبي بكر رضي الله عنه .
ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلـم أنـه
يستحب تخصيص هـاتـيــن الركعتين بقراءة
معينة ، فيقرأ المصلي فيهما ما شاء .
ويستحب للتائب مــع هــذه الصلاة أن يجتهد
فـــي عـمــل الصالحات ، لقــول الله تـعـالــى
( وَإِنِّـي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَـنَ وَعَمِلَ صَالِحاً
ثُمَّ اهْتَدَى ) طـه/82 .
ومــن أفـضـل الأعـمـال الصالحة التي يفعلها
التـائـب : الصدقة ، فـإن الصدقة مـن أعـظـم
الأسباب التـي تكفر الذنب ، قـال الله تعالى :
( إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِـيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا
وَتُؤْتُوهَا الْفُقَـرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ
مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ ) .
وثبت عن كعب بن مالك رضي الله عنه أنــه
قال لما تاب الله عليـه : يا رسول الله إنّ من
توبتي أن أنخلع مــن مــالــي صدقة إلـى الله
وإلى رسوله ، قال رسول الله ( أمسك عليك
بعض مالك فهو خير لك ) قال : فإني أمسك
سهمي الذي بخيبر . متفق عليه .
والخلاصة :
1- ثبوت هـذه الصلاة عـن النبـي صــلى الله
عليه وسلم.
2- أنها تشرع عند توبة المسلم من أي ذنب،
سواء كان من الكبائر أم من الصغائر وسواء
كانـت هـذه التــوبــة بـعــد اقتراف المعصية
مباشرة ، أم بعد مضي زمن .
3- أن هذه الصلاة تؤدى في جميع الأوقات،
بما في ذلك أوقات النهي .
4 – أنــه يستحب للتائب مع هذه الصلاة فعل
بعض القربات ، كالصدقة وغيرها .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين .
موقع الإسلام سؤال وجواب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلاااااااااااام عليكم
اللهم تب علينا انك انت التواب الرحيم
بوركتِ اختي