تخطى إلى المحتوى

غاليتي رشا ما زلت أذكر ذلك اليوم عندماا لم تعد رشا إلى المدرسة .

غاليتي رشا ..
لم أعطك يوما شيئا في حياتك .. لكني وكلي اعتذار آسفه لقد تأخرت قليلا ..

سأكتب لك بعد وفاتك .. سامحيني

رشاا
لم يتجاوز عمرهاا الخامسة عشر .. عندما بدأ المرض يدق باب طفولتها
عندما بدأ السرطان يسري في أحلامها .. عندما فارقتها الإبتسامة
وسكن الهدوء قلبهاا

بدأت تبتعد شيئا فشيئا عن كل شيء رغماً عنهاا

وبدأت تكبر.. ولم يتغير شيء .. سوى ملامح وجههاا

تحمل أمها همها من مستشفى إلى آخر .. وآخر

ما زلت أذكر ذلك اليوم عندما لم تعد تأتي مديرتنا إلى المدرسة .. ولا حتى رشاا
لم ألاحظ غياب رشاا .. لأنني لم أعرفها جيدا إلا بعد وفاتهاا ..

غابت مديرتنا شهرا كاملا .. حتى وصلنا خبر مرض رشا
تلك الصغيرة الطموحه المثابره على دراستها
التي تمنت أن تدخل الجامعه حتى في آخر أيام حياتها

حزن الكل .. وبدأت الأيام تمضي
أرسلتها أمها إلى الأردن لأن هناك أفضل .. لأنه لا يوجد على أرضنا سوى لعنة اليهود والموت ..
موت الأطفال ..

بدأ العلاج

كانت أمها تذهب كل فترة لزيارتهاا

ومضت شهور أخرى .. وأخرى

كانت تجلس في غرفة لوحدها وتغلق على نفسها الباب بالمفتاح وتتفرغ لدراستهاا ولربهاا
عَرَفت أنه ليس هناك وقت لكي ترى أحد ..
فقد ودعت صديقاتها وأهلهاا .. وأحبائهاا ولم يبقى هناك شيء بالنسبة لها

رغم أساها وحزنها فقد وجدت قوتهاا في طاعة الله وملأت فراغهاا بالتأمل والدراسة
كان الكل يحبها .. ولكن

لا وقت للحب …

فقد بدأ الألم ينهش عظامها وملامحها ..

فاستغنت عنه هو الآخر ..

وتفرغت لقلمها ورسوماتها ودفترهاا ..

كتبت لكل من تحب .. كانت تنادي عليهم .. ونادت على أمهاا .. لا حياة لمن تنادي ..

هناك كان الكل يستغرب لم لا تخرج رشا ..؟؟
لم لا تقابل أحداَ .. إلا وقت الغذاء فقط وقت الطعام .. وتعود لتغلق الباب على نفسها
كأنها انتشلت نفسها من الدنيا قبل أن يحين الموعد

رشا ..
كانت ككل فتاة تريد فعل هذا وذاك ..

رأيت صورتها بعد أن قالوا أنها شفيت
كانت ملامحها وشعرها وكل شيء قد تغير ,,
لكن عيناها كانتا تقدحان بالنور
وكانت تبتسم ابتسامه خفيفه تحمل بين طياتها ألماً عميقاً

عرفت أن رشا تألمت على من تركتهم .. كانت تحمل هم حزنهم .. كانت تحبهم
مثل كل البشر..
كانت تريدهم بجانبها .. لكنها لا تريدهم أن يروها بتلك الهيئه

ليست رشا من كانت تسمح أن يحزن أحد عليها .. لانها لا تحب أن يتألم أحد من أجلهاا

عاد المرض وهذه المرة كان أشدا ألما
رغم أن الأمل كان كبيرا بشفائهاا

كان لها قلب طيب

نقي .. أبيض

كصفاء السماء .. كنسمات الصباح .. كنت ستشعر به لو التقيتها بالشارع

لو كنت أعرفهاا لجلست بجانبها كل تلك الليالي
لحملت قليلا من ألمها
وزحت هماً عن أكتافها
ولمسحت دموعهاا ..

قدمت امتحانات الثانوية وهي في فراش المرض
آملة أن تحدث معجزة ماا وكان إيمانها قويا

كان مستواها دائما عالي وامتحاناتها كانت جيدة
لم تنهي رشا اختبار الدنياحتى صعدت روحها في تلك الليله إلى بارئها

وتوفيت رشا

ماتت رشا وخيم الحزن على كل شيء قبل أن ينجلي

لم ترد أمهاا أن تموت ذكرى رشا

فجمعت حاجياتهاا الغاليه والرخيصه وأهدتها لأحباء رشا

لتعيش ذكراها في قلوبهم دوماً ..

إلى جنات الخلد يا رشا
أحببتك غاليتي
وسأدعو لك دوماً

ندى الم الصباح
قصه محزنه فعلا

رحمك الله يا رشا واسكنك فسيح جناته
وصبر اهلك
اللهم امييييييين

غاليتي ندى الم الصباح
الخط مره ماهوا واضح
يعني انا قراته بالصعوبه
فارجوا منك تغييره

والله الخط مو واضح عشان كدا ماقدرت اقراها ….
دمتي بود ….
قصة مؤثرة
ان لله واليه راجعون
يرحم الله رشا
حبيباتي شكرا للردود
والله كنت بدي أغيره بس ما قدرت لأني عند بيت عمتي وكنت مستعجلة ..

آسفه ياا غاليات لو مشرفتنا بتقدر تغيره والله يا ريت

شكرا لوجودكن

سلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.