،’
رمى بخطواته المتثاقلة نحوها ورأسه عائم في ضبابية غريبة سَرقت تهجاع عينيه لليال مديدة ،
اقترب منها ليطبع قبلته الصباحية على جَبينها ،
فداعبت خصلات شعره المشعتة وهي تقول : أطلت النوم هذه الصبيحة !
ليس مستاءً ، ولانادما حتى..
متردد، يُغالبه الإرتباك في اخبارها،
لكنّه يشعر انّ أمه تُدرك كل شيء وتتحاشى الإفصاح أيضا
أخذ يُماطل حركته أمامها ويفرك ظهر رأسه بأصابع يُسراه لعلها تكثرت به
ثُمَّ استَدار وقال: اشتقت للحديث معك .
– وانا ايضا ياناصر [قالتها وهي منشغلة بترتيب الغرفة]..ألن تذهب للعمل اليوم؟
– لا رغبة لي
– لابأس ، لاتذهب إذن.
– لا أنام هذه الايام جيدا
– تركت مافي يديها والتفت اليه ..أحسّ انها الفرصة المناسبة او هكذا تبّين له،
اقتربت منه وداعبت أنفه بسبابتها قائلة : اذن فلتعد الى النوم !،
لم يستسغ ردّها ،
وكمحاولة اخيرة قال: لااستطيع ، الكوابيس تُلاحقني !
دنت منه مرة أخرى ووضعت يدها على كتفه ،ثم قالت بُلطف : فوضى الدار تحتاج الى ترتيب ..
وانصرفت قبل ان تسمع ماسيقوله.
غادرَته ، وبقي هو حبيس تشتته ، متورطا في حيرته المستطيلة:
– وفوضوية الشُعور من يُرتّبها !
أنفاس
قصة قيمة تبعث المعنى سلسًا هينًا إلى القلوب
أحيانًا تحتاج بعض القلوب للبوح .. لكنها لا تجد شطًا آمنًا ترسي قواربهم عليه !
وربما يكون بوح النفس للنفس أكثرها أمنًا وأمانًا
ولو وجد أحدهم مرسى آمنًا .. فليحرص عليه وليتشبث به بقوة ..
فلن يتوفر هذا المرسى كل يوم !
بّوركت حروفك غاليتي أنفاس
وأترقّب قادمكِ الجديد بشوق
=)
:
جزاك الله خيرا
وتقبله الله منا ومنكم
وبارك الله في عملكم
فوضى القلب أهم بالترتيب ،
ليتها ضمته لصدرها ، واستمعت له !