بحسب الدراسات، كان "مجموع السكان في المنطقة عام 2024 يقدر بـ307 ملايين نسمة، نسبة النساء منها 50 في المئة تقريبا. وكان السكان في سن العمل بين 15 و64 عاما يمثلون 59 في المئة من المجموع. كما كان البالغون من العمر 14 سنة او أقل يمثلون 37 في المئة من المجموع، والذين تراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما 21 في المئة، بينما كان من هم في عمر الـ60 وأكثر يمثلون 6 في المئة تقريبا من المجموع. وتمر المنطقة العربية حاليا بمرحلة تحول ديموغرافي تتجه فيها معدلات الوفيات والخصوبة المرتفعة الى الانخفاض، مما يؤدي الى ازدياد عدد من هم في سن العمل قياسا الى عدد السكان المعالين (اي الذين هم دون سن الخامسة عشرة او فوق سن الـ64)، اي انخفاض نسبة الاعالة ووجود فرصة استثنائية للنمو الاقتصادي. غير ان البلدان لن تحقق الافادة المرجوة من هذه الفرصة الا بايجاد فرص عمل جديدة لتخفيض معدل البطالة وتوفير عمل للوافدين الجدد على سوق العمل.
كانت النساء يمثلن غالبية السكان من عمر 60 وما فوق لكون متوسط العمر المتوقع عند الولادة للمرأة أعلى منه للرجل، اذ بلغ معدله 68.5 عاما للمرأة مقابل 65.1 عاما للرجل للفترة 2024-.2017 ويلاحظ ان فارقا كبيرا سجل في متوسط العمر المتوقع عند الولادة لدى بلدان منطقة الاسكوا حيث يعيش الرجل والمرأة اكثر من نظيريهما في البلدان العربية غير الاعضاء في الاسكوا بعشر سنوات تقريبا. ويزداد عدد سكان المنطقة العربية حاليا بمعدل 2.4 في المئة سنويا وينتظر ان يتضاعف العدد في 29 سنة. ورغم توقع انخفاض معدل النمو الى 2.1 في المئة قياسا الى فترة 2024-،2015 فانه يظل أعلى كثيرا من الاسقاطات المقابلة الخاصة بالمناطق النامية الاخرى، وخاصة شرق آسيا والمحيط الهادئ واميركا اللاتينية والكاريبي، وجنوب آسيا، اذ يتوقع ان يبلغ معدل النمو السكاني فيها 0.8 و1.3 و1.6 في المئة، على التوالي.
ويعزى ارتفاع معدل النمو السكاني هذا الى حد كبير الى ارتفاع معدلات الخصوبة الكلية في عدد من البلدان العربية، وبخاصة اليمن. ومع ان متوسط معدل الخصوبة آخذ في الانخفاض في المنطقة اذ انه قدر بـ3.81 ولادات للمرأة في الفترة 2024-،2017 بعدما كان يبلغ 4.13 ولادات في فترة 1995-،2017 فانه لا يزال أعلى بكثير من المتوسط بالنسبة للبلدان النامية البالغ 2.9 ولادات للمرأة.
صحة المرأة الى تحسن. هذا ما تطمئن اليه الدراسة. "فقد انخفضت معدلات وفيات الامهات انخفاضا شديدا خلال الفترة 1990-2017 وكان الانخفاض ملموسا في لبنان (104 عام 2024)، حيث انخفض عدد الوفيات الى ثلث عدد الحالات عام ،1990 والجزائر (120 عام 2024)، الى ما يقارب نصف عدد الحالات في عام ،1990 ومصر (44 في عام 2024)، الى حوالى خمس عدد الحالات في عام ،1990 وعمان حيث شهدت انخفاضا شديدا من 190 الى 14 حالة وفاة لكل ،100.000 وهذا يمثل انخفاضا بعامل يقارب .13.6 وخلاف ذلك، ارتفع المعدل في العراق واليمن والسودان.
وفي فترة 1990-،2017 كان هناك اتجاه تصاعدي في نسبة الولادات التي تمت تحت اشراف موظفي صحة مؤهلين وحصلت أهم الزيادات في ثلاثة بلدان هي: لبنان، حيث زادت النسبة بأكثر من الضعف فبلغت 98 في المئة، وعمان، حيث بلغت 91 في المئة من الولادات في عام ،2017 بعدما كانت 60 في المئة في عام ،1990 والسودان، اذ ارتفعت النسبة من 60 الى 86 في المئة. وسجلت اعلى نسبة للولادات التي تمت تحت اشراف موظفين صحيين مؤهلين في عام 2024 في الاردن، الامارات العربية المتحدة، البحرين، قطر، الكويت، ولبنان، اذ كانت تتراوح كلها بين 97 و99 في المئة، وتقارب هذه النسب المعدل الوسيط البالغ 99 في المئة في البلدان ذات الدخل المرتفع، الاعضاء في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. غير ان الحالة لا تدعو الى الارتياح في البلدان العربية الاخرى، وبخاصة في اليمن والمغرب، حيث لا تزيد نسبة الولادات التي تمت تحت اشراف موظفين صحيين مؤهلين على 22 و40 في المئة، على التوالي. كما تكشف البيانات المستقاة من العراق بالنسبة الى عام 2024 ان نسبة الولادات المثيلة لا تتجاوز 50 في المئة.
وينسحب هذا التحسن على وضع المرأة في التعليم والتربية. وتؤكد الدراسة ان "معدل الالمام بالقراءة والكتابة لدى البالغين في المنطقة العربية من 50 الى 60 في المئة بين الاعوام 1990 و.2017 ومن المتوقع ان يتجاوز عتبة السبعين في المئة بحلول عام .2015 وخلال هذه الفترة، ارتفع معدل الالمام بالقراءة والكتابة من 35 الى 47.5 في المئة لدى النساء البالغات مقابل ارتفاعه من 63.5 الى 71 في المئة للرجال.
وتبين الاحصاءات ان معدل الالمام بالقراءة والكتابة لدى المرأة العريبة البالغة في عام 2024 كان أدنى بكثير من المعدل المقابل للرجل، اذ بلغ 51 في المئة في مقابل 73 في المئة للرجل. ويخفي هذا المتوسط الاقليمي فجوات أوسع بين الجنسين في معدلات الالمام بالقراءة والكتابة سجلت في عدد من البلدان، وخصوصا اليمن، حيث وجد ان 30.1 في المئة من النساء ملمات بالقراءة والكتابة في مقابل 70.5 في المئة للرجال، وفي العراق حيث كان المعدل 24.4 في المئة للنساء و55.9 في المئة للرجال.
وكان معدل الالمام بالقراءة والكتابة لدى النساء اعلى قليلا منه للرجال في قطر، حيث بلغ 85 في المئة مقابل 81.4 في المئة للرجال، وكذلك في الامارات العربية المتحدة، حيث بلغ المعدل 81.5 في المئة للنساء مقابل 76 في المئة للرجال. وسجل اعلى معدل للالمام بالقراءة والكتابة للنساء العربيات في الاردن، حيث بلغ 86.6 في المئة في مقابل 95.8 في المئة للرجال".
بالنسبة الى الشابات، يتبين انه "في معظم البلدان العربية، كان مؤشر المساواة بين الجنسين من حيث معدلات الالمام بالقراءة والكتابة لدى الشباب عام 2024 يراوح بين 0.86 و1.0 في حين بلغ هذا المؤشر 1.01 في فلسطين، مما يدل على ان الشابات اكثر الماما بالقراءة والكتابة من الشباب. وسجلت أكبر فجوة بين الجنسين لصالح الذكور في العراق (0.53) واليمن (0.47). والى ذلك، بلغ مؤشر المساواة بين الجنسين نسبة لمعدلات الالمام بالقراءة والكتابة لدى الشباب اقل من متوسط البلدان الأقل نموا في خمسة بلدان عربية هي العراق والمغرب ومصر وموريتانيا واليمن".
وتلاحق الدراسة الحضور النسائي في العمق، وتحديدا في مختلف مستويات التعليم، ومنها التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي. فتبين انه "اضافة الى الفجوة السائدة بين بلدان المنطقة من حيث المعدلات الصافية للالتحاق بالتعليم الابتدائي، هناك فجوة اخرى تتعلق بمؤشر المساواة بين الجنسين من حيث الالتحاق بالتعليم المذكور. وتراوح مؤشر المساواة بين الجنسين نسبة لمعدلات الالتحاق بالتعليم الابتدائي في العام الدراسي 2024/2017 بين 0.95 و0.99 في الاردن وتونس والجزائر والمملكة العربية السعودية وفلسطين والكويت، مما يدل تقريبا على تكافؤ فرص الحصول على التعليم الابتدائي بين الفتيات والفتيان. اضافة الى ذلك، تحقق تكافؤ فرص الحصول على التعليم الابتدائي في البحرين ولبنان وعمان. وبعكس ذلك، ووفقا للتقديرات، لم يتجاوز مؤشر المساواة بين الجنسين 0.77 في جيبوتي و0.56 في اليمن".
وبالنسبة الى التعليم الثانوي "الملاحظ ان كلاً من مصر والمملكة العربية السعودية وسوريا في طريقه الى تحقيق المساواة يبن الجنسين في مجال الالتحاق بالتعليم الثانوي اذ يراوح مؤشر المساواة بين الجنسين للعام 2024/2017 بين 0.90 و0.96 في تلك البلدان الثلاثة. وكان عدد الفتيات الملتحقات بالتعليم الثانوي يزيد عن نظرائهن من الذكور في الامارات العربية المتحدة والبحرين وتونس والجزائر وعمان وفلسطين والكويت، حيث راوح مؤشر المساواة بين الجنسين بين 0.02 و.0.13 ووجدت أكبر فجوة في التعليم الثانوي في المنطقة العربية لصالح الذكور في العام الدراسي 2024/2017 في جيبوتي، حيث لم يتعد مؤشر المساواة بين الجنسين الـ0.64".
أما في التعليم الجامعي فيتبين انه في العام الدراسي 2024/2017 فاق معدل التحاق النساء في التعليم الجامعي معدل التحاق الرجال في ثلاثة بلدان هي لبنان (44 في المئة في مقابل 40 في المئة للرجال)، وعمان (10 في المئة في مقابل 7 في المئة للرجال)، وقطر (38 في المئة في مقابل 13 في المئة للرجال)،. وفي هذا السياق، فاق مؤشر المساواة بين الجنسين في معدلات الالتحاق الاجمالية بالتعليم الجامعي 1.0 في لبنان وعمان، وبلغ 2.97 في قطر. وتعزى نسبة الالتحاق الاعلى نسبيا للنساء بالتعليم الجامعي، في جزء منها، الى الممارسة الشائعة المتمثلة في ابقاء البنات داخل الوطن بينما يرسل الذكور الى الخارج لاكمال تعليمهم العالي. وبلغ مؤشر المساواة بين الجنسين في ليبيا وفلسطين 0.96 مما يدل على تكافؤ معدلات الالتحاق بالتعليم الجامعي، للنساء والرجال على السواء. والى ذلك، تحقق التكافؤ في معدلات الالتحاق في تونس حيث بلغ مؤشر المساواة بين الجنسين .1 وخلافا لذلك، قدر مؤشر المساواة بين الجنسين بـ0.20 فقط في موريتانيا، مما يدل على عدم تكافؤ كبير لمصلحة الرجل".