(لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك) .
إنها كلمات عظيمة تلهج بها قلوب ضيوف الرحمان بين جنبات الديار المقدسة وتتوجه أنظار المسلمين إلى جبل
عرفات حيث الوقوف العظيم بين يدي الله تعالى في خشوع وتذلل وطلب للمغفرة والرحمة.
فلا تفصلنا سوى أيام قليلة عن موسم الحج الذي يعتبر أعظم ركن من أركان الإسلام
يقول الله تعالى في سورة الحج:
: " وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ " .
الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لاإله
إلاالله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ،وصوم رمضان ، وحج بيت الله لمن استطاع إلى ذلك سبيلاً)
البخاري ومسلم.
والحج تربية على الاستسلام والخضوع لله تعالى وحده فيتربى العبد في الحج على الاستسلام والانقياد والطاعة المطلقة لله
رب العالمين، سواء في أعمال الحج نفسها من: التجرد من المخيط والخروج من الزينة، والطواف والسعي، والوقوف،
والرمي، والمبيت والحلق، أو التقصير وغيرها..وهو تعويد على النظام الانضباط..
وقد اتفق العلماء على فرضية الحج مرة في العمر بدليل الكتاب والسنة.
والحج شعار الوحدة فإن الحج جعل الناس سواسية في لباسهم وأعمالهم وشعائرهم وقبلتهم وأماكنهم، فلافضل لأحد على أحد.
قال الله تعالى: ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ
يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) (البقرة:197)
والحج مدرسة إيمانية عظيمة، يتلقى فيه المؤمنون الدروس العظيمة والفوائد الجليلة والعبر المفيدة في شتى مجالات الحياة
فوجب على الحاج اجتناب الرفث واللغو أثناء أدائه لمناسك الحج واجتناب المعاصي ما ظهر منها وما بطن لكي تقبل توبته
ويعود إلى أهله مغفور الذنب زكي النفس .
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال: ( إيمان بالله ورسوله ) قيل : ثم ماذا ؟ قال : ( جهاد في
سبيل الله ) قيل : ثم ماذا ؟ قال : ( حج مبرور ) رواه البخاري .
وقال صلى الله عليه وسلم (( من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه )) البخاري و مسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما . والحج
المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " البخاري و مسلم
فالحج إذن فرصة ثمينة يجب على كل مسلم أن يغتنمها كي يفوز برضا الله تعالى وينعم بالجنة لذلك اعتبر الحج جهادا في
سبيل ابتغاء مرضاة الله جل جلاله
عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: « الحج جهاد كل ضعيف » أخرجه ابن ماجة
وإن الحج من أفضل الأعمال، والحج كالجهاد في أجره، والحاج كالمجاهد في المنزلة، وأن للحاج كرامة عند الله بها يستجاب
دعاؤه ويغفر ذنبه وذنب من يريد له ذلك ما استغفر له.
وعنه صلى الله عليه وسلم: « إن الله يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج ».أخرجه البزّار
وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم « سمع رجلاً يقول في الطواف: اللهم اغفر لفلان بن فلان، فقال: من هذا؟ قال رجل
حملني أن أدعو له بين الركن والمقام. فقال: قد غفر الله لصاحبك ».
إن هذا الركن العظيم له مكانة مميزة وشأن عظيم عند الله تعالى فهنيئا لحجاجنا بهذا الفوز وحشرنا وإياهم في زمرة الفائزين
بجنات الخلد آمين.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر
والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة) رواه الترمذي.
اللهم تقبل منا ومن جميع المسلمين
جزاك الله الجنه……….
نفع ربي بكِ.
لبيك اللهم لبيك ـ ـ ـ لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك