عندَ خطِ الأفقِ
رمتْ الشمسُ بكلِ ثُقلها الورديّ لتعلنَ انسحابها من دنيا الصباح
عندَ خطِ الأفق
وحين احتضن البحرُ زرقةَ السماءِ التهبت ذراتُ الهواءِ باشتعالٍ راقصٍ
فهي وإن كانتْ تعشقُ النورَ لتجدُ في الظلمةِ أُنسَ المناجاةِ
وهي هنا تلتهبُ كلَ يومٍ ونفسُ الحماسةِ ونفسُ الألقْ
بل لعلّها تتوشحُ يوماً بالغمام تُلقي عليه ظلَّ اشتعالها فيتحدُ معها وكأنهما جسدٌ واحد
هناك
حيثُ تتهامسُ الملائكةُ باخبار الأرض
حين يصبحُ الفضاءُ وطناً للحلم
وحين تبدأُ النجومُ بافتراشِ الرقعةِ الزرقاء
وتعلنُ احتلالها لها ولكلِ الفضاءات
ويبرزُ القمرُ ملكاً متوجاً تتجه إليه أعينُ العاشقينَ والحالمينَ والمتأمّلينَ
هناك
وعندَ خطِ الأفق
سافرتْ روحي
لا لتنّطلقَ نحو السماء
ولا لتتشبّث ببقايا النور
بل لتغتسل بهذا الألقِ الرباني
وترتشفَ شيئا من طهرِ الزمان
ولتلتقي الملائكةَ في رحلةِ الهبوطِ والنزولِ
لكنّ خط الأفق غادرني مسرعاً
كان على عجلٍ وتركني مع بقايا الشفقِ ثم رحلَ الشفق
ووجدتُ نفسي وقد اتحدّت بالظلمةُ فما عدتُ أميز نفسي ولا عدت أعرفها
ألا زلتُ أنا أنا ؟ أم بتُّ قطعةً من هذا الليل الممتد ؟
ما عدتُ أميز الألوان ولا الأجسام ولا الأطوال ولا الأجناس
كلنا بدونا أشباحاً في العتمة
واستترنا بالظلمة عن كل العيونِ إلا عينَ الحي القيوم
إيه أيها الصباح كم وضحت لنا قسوةَ الواقع واختلافَ الطبقات
كم أوضحتَ لنا وبلا أدنى مجاملةٍ أنَّ هناك فارقٌ وحدٌّ فاصلٌ بينننا
بينَ كل المخلوقات
ولن أنكر إظهارك للحقِ والجمال
لن أنكرَ فضحكَ للظلمِ والقهر
كما وإننّي وبكلِ ألمٍ لن أنكر استتار اللئام بالظلام
يا ربَّ الأنام
كم باتتِ العيونُ الدامعةُ وهي تنشرُ دمعها في ظلمة الليل
إما من فرطِ الوجدِ أو الشوقِ أو الظلمِ
أو من فرطِ شوقها إليك أوخوفها عقابك
كم عينٍ جافاها النومُ وهي تتقلبُ بين السهدِ والرقادِ
إيه يا رب الأنام
كم من عينٍ تذوقت طعم دمع المظلوم
وكم من صدرٍ زفرَ آهة المكلوم
كلهم راقبوا ذات يوم ذلك الخط الفاصل في الأفقِ البعيد
لكنهم ولكني قبلهم ما تعلمنا أن نضع لكل شئ حداً فاصلاً
بل امتزجنا بكل متغيراتِ الزمان تمازجَ ألوانِ الطيف الذي قد يرتسمُ لحظةَ الهطول عند خطِ الأفق
كلنا ما تعلمنا أن العتمةَ يتبعها حتماً نهار
وأن الانهيارَ لا بد أن يتبعه ارتقاء
وكلنا ما تعلمنا أن الظلمَ وإن انتشر فلا بد أن ينكمشَ يوماً ما في دورة الحياة
كلنا راقبنا احتضارَ الشمسِ واشتعالَ السماءِ
والتقطنا لهذهِ اللحظةِ الرائعةِ آلاف الصور
لكننا لم نتجاوزْ بحُلمنا وارتقاءنا حدَّ الأفق
وبقينا في ذات المكانِ تتحركُ منا العيونُ في المحاجرِ مراقبةً حد الأفق
تقبلوا مني السلام .
الفونسو 8
قمة في الابداع
اخي الكريم
وفي رايي انه يستحق التميز
وعن جدارة
دمت بحفظ الله
..,..وروعة آخاذه ..,..
..,..ومضمون هادف وراقي جداً ..,..
..,..يستحق التميز أن يكتنف أحرفك ..,..
..,..جزيل الشكر ..,..
مرحباً بحرفكِ هنا …
وشكرا لكلامك اللطيف …
وقفت أمام خاطرتكـ
هذه ولقد أجبرتني على إن أعود لهذياني
بعد أن….. هجرته لفتره من الوقت
لقد جعلتني حائر… بين هذه الكلمات
قد أغرقتني أمواج حبركـ المتلاطمةُ فوق سطوركـ
ورسمت لنا من أجمل
العبارات وأرق المشاعر أروعها
ابداع قلمكـ هنا سطر رحيقا
وجمال حروفكـ الهمتي نورا
حروف نسجت من خيال مبدع
وشاعر مرهف الحس
:
ماعساني أن أقول غير أنّكـ
أبدعت … في هذه الواحه
سلمت لنا يمناكـ
ودام لنا تواجدكـ ولكـ أعطر التحيات
نزف الجرح
رائع ومتميز
ام انس
جزاك الله خيراً ..
سمفونية قد أكتملت حروفها !
لتبعث في النفوس إيماناً بخالقها
كل الشكر لك يا أخي الفاضل الفونسو
التميّز حقاً يرفرف فوق هذا المنتدى الرائع …
وفوق أقلامكم الرائعه …
لك التقدير …
نعــــــــــم ان للكون رباً لا تخفى عليه خافية ..
بارك الله في قلمك اخي الموقر الفونسو 8