ولكن في هذا العمل أريد أن أُقدم صور بسيطة من تعامله عليه الصلاة والسلام مع من حوله مستنبطه منها الفائدة والخُلق السامي الذي تعامل به النبي صلى الله عليه وسلم راجية من الله تعالى أن يقدرنا على إتباع خُلقه في حياتنا ..
[عسى الله أن يجمعنا به في جنة الخُلد ]
(تعامله مع زوجاته)
تحدثنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لها يوم العيد والحبشة يلعبون في المسجد بالدرق (التروس) والحراب : تشتهين تنظرين ؟ قلت: نعم . فأقامني وراءه خدي على خده .. وهو يقول : دونكم يابني أرفدة (يشجعهم ).. هاهو ينفذ ما تشتهي ويدخل السرور في نفسها .
ويقول عليه الصلاة والسلام عن زوجته خديجة رضي الله عنها (أني رزقت حبها) ..هاهو يُعلن حبه لخديجة أمام الجميع.
عن عمر بنالخطاب قال: صخبت علىّ امرأتي فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني! قالت: ولم تنكر أنأراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه فلايغضب.هاهو يتحمل نقاش زوجاته دون أن يغضب.
أغلب الصور التي سوف أذكرها مقتبسة من كتاب هدي السيرة النبوية في التغيير الإجتماعي للدكتورة حنان اللحام كتاب جدآ رائع حيث يرشدك للتعامل مع المجتمع وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم .. جزاء الله الكاتبة الخير في الدنيا والآخرة ..
من أرادت منكم أخواتي أن تشارك بذكر قصة من تعامله صلى الله عليه وسلم مع من حوله مستنبطة الخُلق السامي فيها حتى تعم الفائدة للجميع ..
وإن شاء الله بعد كل فترة سأنزل قصة عن ذلك .. راجية من الله الإقتداء بهديه والتمسك بخُلقه
وجزاك الله كل الخير
جزاك الله خيرا اخيتي
خلقه صلى الله عليه وسلم مع أهله
قال صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، وما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم –
رواه ابن عساكر عن علي، والترمذي عن عائشة، وابن ماجة عن ابن عباس
ومن دلائل شدة احترامه وحبه لزوجته خديجة رضي الله عنها، إن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها
(صديقاتها)، وذلك بعد مماتها وقد أقرت عائشة رضي الله عنها بأنها كانت تغير من هذا المسلك منه – رواه البخاري
وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان صلى الله عليه وسلم إذا خلا بنسائه ألين الناس
وأكرم الناس ضحاكًا بسامًا – رواه ابن عساكر بسند ضعيف
وروى مسلم أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا شربت من الإناء، أخذه صلى الله عليه وسلم فوضع فمه على موضع فمها وشرب، وإذا تعرقت عرقًا وهو العظم الذي عليه اللحم أخذه فوضع فمه على موضع فمها
وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم وضع ركبته لتضع عليها زوجه صفية رضي الله عنها رجلها حتى تركب على بعيرها – رواه البخاري
وأوصى صلى الله عليه وسلم بالمرأة الزوجة، فقال استوصوا بالنساء خيرًا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا – رواه الشيخان
وقال صلى الله عليه وسلم بم يضرب أحدكم امرأته ضرب الفحل ثم لعله يعانقها وفي رواية جلد العبد – رواه البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم
أخرجه أحمد بإسناد حسن، والترمذي وقال حديث حسن صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم إن من أعظم الأمور أجرًا النفقة على الأهل – رواه مسلم
ملاعبته ومفاكهته لأهله
عن عائشة رضي الله عنها قالت خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس اقدموا فتقدموا، ثم قال لي تعالي حتى أسابقك فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس تقدموا فتقدموا، ثم قال لي تعالي أسابقك فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول هذا بتلك – رواه أحمد
الله يعطيكم عافية على التفاعل ..
راح نتابع مقتطفات من تعامله مع الأطفال..
(تعامله مع الأطفال)
كان صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم واحداً واحداً ويمسح على رؤوسهم ويخصهم بالمحادثة والأسئلة .
وعن أبي قتادة الحارث بن ربعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إني لأقوم إلى الصلاة وأريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه ).
وغيرها الكثير من القصص التي تعرض علينا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الأطفال ويلاعبهم ويسلم عليهم واحداً واحداً .. وهذا كله يدل على رحمته صلى الله عليه وسلم وحسن معاملته مع من حوله.
(لب العبادة هو الإحسان مع الناس ابتغاء مرضاة الله ..بعيداً عن المظاهر والرياء )
ومن هنا يتوجب علينا معاملة الأطفال برفق ورحمة بعيداّ عن التدليل الزائد الذي ينشئ جيل غير قادر على تحمل المسؤولية وحسن العمل..
وبعيداُ عن القسوة والحرمان فينشئ لدينا جيل حامل الكراهية والحقد في نفسه لايُحسن الإقدام على الخير ويشكل عبء على المجتمع ..
فيتوجب علينا غرس الخير في نفوس الأطفال بطريقة محببة إلى أنفسهم .
-
-
جزاك الله خيرا
-