في مجلة جاليليو العلمية التي تطبع في القدس .. الصورة الكلاسيكية للعذراء مريم تحمل طفلها يسوع وقد استبدلت المجلة وجهها برأس بقرة .. والعنوان " الاستنساخ"…
ثار المسيحيون ، ثم اعتذر رئيس تحرير المجلة .
ولكن الأب عودة لم يقبل اعتذاره وطالب بإثارة القضية في الكنيست الإسرائيلي كما طالب بتقديم المسئولين عن الرسم المهين بحق العذراء للمحاكمة وقال : " لو صدرت مثل هذه السفاهة في مجلاتنا عن اليهود لضج العالم " .
ونحن أمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم .. لنا مع نبينا شأن آخر .
كيف لا يكون كذلك ونبينا أثنى عليه رب الأرض والسماوات { وإنك لعلى خلق عظيم } ، وأنزل له الآيات وطلب منا أن نوقّره وننصره .. { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون } .
ومنحه الشفاعة العظمى في يوم القيامة عندما يجمع الله الأولين والآخرين، في هذا اليوم يتخلى عنا كل الذين نحبهم .. وكل واحد يقول :نفسي , نفسي { يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه *وصاحبته وبنيه *لكل امرئ منهم يومئذٍ شأن يغنيه }
تقف الشفاعة عنده، فإذا به يقول – بأبي هو وأمي- : أنا لها.. أنا لها.. أنا لها.. فيذهب إلى ربه جل وعلا فيخر ساجداً بين يديه، ولا يحق لأحد أن يقوم هذا المقام إلا هو، فيخر ساجداً ويلهمه الله عز وجل تسابيح وتحاميد ما كان يقولها في الدنيا، ثم يقول الله عز وجل لحبيبه ولخليله محمدٍ عليه الصلاة والسلام: (يا محمد! ارفع رأسك وسل تُعط واشفع تشفع ) تظنه ماذا يقول؟ هل يطلب النجاة لنفسه؟ هل يطلب النجاة لأولاده وأحبابه فقط؟ يقول: (اللهم أمتي أمتي، اللهم أمتي أمتي، اللهم أمتي أمتي ).
نبي هذا شأنه مع أمته .. أحق من يوقر ويصان عرضه ..وأحق من يحب ويذكر
وهذا ما حدث .
لا يوجد في التاريخ كله قوم أحبوا إمامهم أو زعيمهم أو شيخهم أو قائدهم أو أستاذهم كما أحب أصحاب محمد , محمداً (صلى الله عليه وسلم)
" إذا تكلم أطرق جلساؤه وكأنما على رؤوسهم الطير".
وقال عروة بن مسعود حين وَجَّهَتْهُ قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأى من تعظيم أصحابه له ما رأى، وأنه لا يتوضأ إلا ابتدروا وضوئه، وكادوا يقتتلون عليه ، ولا تسقط منه شعرة إلا ابتدروها، وإذا أمرهم بأمر ابتدروا أمره، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحِدَّونَ إليه النظر تعظيماً له، فلما رجع إلى قريش قال:
" يا معشر قريش ، إني جئتُ كسرى في ملكه ، وقيصر في ملكه ، والنجاشي في ملكه، وإني والله ما رأيت ملكاً في قوم قط مثل محمد في أصحابه ، وقد رأيت قوماً لا يسلمونه أبداً ".
الخلفاء والأمراء والقادة .. تعاقبوا هذا الحب والإجلال .. تعاقبوا فضل الدفاع عنه .. وكانوا يعاقبون من يتجرأ على مقام رسول الله بأشد العقاب .
وعلى مرّ التاريخ .. لا يتجرأ أحد على مسِّ سيرة النبي الكريم إلا ويحاسب ويعاقب .. كيف لا والأدب معه ( صلى الله عليه وسلم) , شريعة يثاب فاعلها ويعاقب تاركها .
ذات يوم : استدعى الحجاج بن يوسف أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم عندما حضر للمدينة .. وكان الحجاج حينها القائد الأعلى للجيش الإسلامي ويخوض معارك ضارية ضد الخوارج ومن يحاول الخروج عن إمرة الدولة الأموية .. ويحضر أنس للمجلس .. ويتقدم بين يدي الحجاج بن يوسف والمجلس فيه الكثير من القادة وبعض العلماء ومن منا لا يعرف الحجاج وجرأته على سفك الدماء .. تأمل الحجاج أنس ( رضي الله عنه) بعمق وقال له : إيه أيها الخبيث ! جوال في الفتن . يوم مع طلحة ويوم مع ابن الزبير ..والله لأجردنك جرد الضب ، لم يرد أنس على هذا المجرم الجبار .. وشُغل الحجاج عنه بغيره .. فأشار له بعض الحاضرين في المجلس بالانصراف … وانصرف أنس من جلس الحجاج .. وعرف الناس ما صار بين خادم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم وبين الحجاج .. وقال حينها أنس : والله لولا صبية صغار ومحتاجين لرددت عليه رداً يخزيه ويحقره ويجعله لا يخاطب أحداً بعدي بما خاطبني به .. وأرسل أنس إلى الخليفة الأموي في دمشق برسالة .. وقال في رسالته :
" من أنس خادم رسول الله إلى خليفة المسلمين .. أمابعد .. فقد خدمت رسول الله صلى الله عليه عشر سنوات فلم يقل لي لشيء فعلته لما فعلته ولا لشيء لم أفعله لما لم تفعله .. لو علمت اليهود أن هناك من خدم حمار العزيز لذهبوا إليه وخدموه ووقروه .. ولو علمت النصارى أن هناك خادماً خدم عيسى بن مريم لعظموه ومجدوه … "
وأكمل انس رسالته للخليفة مبيناً فيها ما حدث له .
وما إن قرأ الخليفة الأموي رسالة أنس ، حتى استشاط غضباً ولم يهنأ له نوم ولا راحة وكتب للحجاج على وجه السرعة برسالة بعثها مع البريد السريع .. كتب فيها ما كتب .
وما إن قرأ الحجاج الرسالة حتى أصيب بالهلع وأرسل لأنس بإحضاره مكرماً مبجلاً .. وما إن دخل مجلس الحجاج حتى قام إليه وصافحه وعانقه وأشار له أن هاهنا وأجلسه بجانبه وأخذ يطيب له لحيته بالمسك والعنبر ..
أما اليوم .. وبعد 1400 سنة ، يبدو أننا في خضم الثورة التكنولوجية المعلوماتية .. علينا أن ننسى حق هذا النبي العظيم .. وننسى مقامه .. فبرز أقوام لا يريدون سنة النبي ويتذمرون منها ويصمونها بالتخلف بحجة أنها لا تواكب متغيرات هذا الزمان ، وهي شريعة من خلق الكون وأوجد الزمان رب يملي للظالمين ، ويعطيهم عطاء دنيا فانية .. رب قادر على أن يقلب الموازين ويبدل كل الأمور ..
إنها شريعة رب أقسم هذا القسم العظيم { فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون * على أن نبدل خيراً منهم وما نخن بمسبوقين * فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون * يوم يخرجون من الأجداث سراعاً كأنهم إلى نصب يوفضون * خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي يوعدون }
يا ولاة الأمر :
ما رأيكم أدام الله عزكم وثراءكم ونعيمكم في ما فعله الخليفة الأموي ؟!
وهو الخليفة الذي دانت له كل بلاد العرب وليس قطراً واحداً .. إنه يغضب ويثور لأجل خادم رسول الله فما بالكم بسنة رسول الله وصحبه صلى الله عليه وسلم .. يُسخر منها ويتجرأ عليها ؟!
يا ولاة أمور المسلمين :
يا حكام العرب :
يا علماء الأمة .. ومفكريها وكتّابها :
كل يوم نرى ونسمع من يسب رسول الله وسنته وصحابته ونقف موقف المتفرج ..
محاكمنا .. ننفذ فيها العقوبات على كل من يتطاول على أخيه المسلم .. ولا أدري لماذا لا نعاقب من تطاول على من بعثه الله بالهدى والنور رسول الله وسنته وصحابته الكرام وزوجاته الأطهار ؟!
أيتها الشعوب المسلمة :
ألم تكونوا ضلالا . فهداكم الله به ؟ وعالة فأغناكم الله به ؟ وأعداء فألّف الله بين قلوبكم به ؟
ألهذه الدرجة .. يهون علينا نبي الله بأبي هو وأمي ..
فكيف تصمتون على من يتطاول على سنته وصحابته وزوجاته أمهات المؤمنين ؟!
كيف صمت مليار مسلم على كلينتون في منتدى جدة الاقتصادي العام الماضي ولم يتحرك العلماء والقادة ؟! وكيف صمتم على المنتديات الخبيثة التي تسيء لحبيبنا كل يوم .. وتسيء لحبيبة رسول الله أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ؟!
وأخيراً …كيف سكتم على دكتورة مرفت التلاوي الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا ( الاسكوا ) إحدى منظمات الأمم المتحدة والتي تم اللقاء معها في مركز السيدة خديجة بنت خويلد لدعم صاحبات الأعمال في الغرفة التجارية والصناعية بجدة ، في الساعة 11 – 12 صباح يوم الأحد 22 شوال / هـ1425الموافق 5 ديسمبر/2017م
فحينما سألتها إحدى الحاضرات عن مدى تقبل المجتمع لذلك ، خاصة وأن الإسلاميين وجدوا أنهم متهمين بالعنف والإرهاب .. وكأن في ذلك مؤامرة لهذا الاتهام لأحداث التغيير !
وأجابت الدكتورة مرفت " وبصراحة لا تنقصها الوقاحة " بقولها :
الله ابتلاكم في السعودية بجهلة ومتخلفين يتبعون أفكار المتخلف ابن تيمية .. حيث أن أفكاره المتخلفة والجاهلة هي التي نشرت الإرهاب في السعودية .. و مشكلتكم في السعودية تشبه مشكلة مصر عندما سادت أفكار " متخلف هندي " اسمه أبو الاعلى المودودي صاحب الفكر التكفيري ومورده .. حيث بدأ المجتمع يتأثر بهذا الفكر فحاول البعض توعية المجتمع من خلال المقالات والمسرحيات والأفلام ونجحوا بتوعيتهم . ولكن لم تستطع الدولة تجفيف منابع الفكر التي كانت تتم من خلال خطب المساجد والدروس والمحاضرات . والسعودية الآن مبتلاة بفكر المتخلف ابن تيمية ويجب أن تبادروا بتجفيف منابع هذا الفكر الذي سيرجع المجتمع للوراء .. حيث أوقف الاجتهاد والفقه الذي يجب أن يواكب التغيرات .. وعندما تتحدثين مع هؤلاء يقولوا لك : قال أبو هريرة .. وروى أبو هريرة .. وقالت بلهجتها : (هو مين ده أبو هريرة ؟ وايه التخلف ده لما راجل ميت من 14 قرن يحكمني وهو في قبره ؟ ده تخلف لما أعطل عقلي وأسيب الراجل الميت يحكمني بعقلية عمرها14 قرن وما أعطي المجال لأي تقدم وتطور واستمر في التخلف )!
ما الذي فعله أبو هريرة ؟! هل أتى بحديث من عنده ؟!
وهل ما نقله لنا أبو هريرة كلامه هو ؟! أوليس ما نقله لنا هو كلام سيد الخلق وصفوة البشر ؟! ثم .. أليس كلام رسول الله وحياً يوحى من الله ؟!
أوليس أبو هريرة من أصحاب النبي الذين حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الحديث فيهم ( إذا ذكر أصحابي فأمسكوا ) ( ذروا أصحابي لاتقولوا فيهم إلا خيراً )
بل إن أبا هريرة أكثر من صاحبه ولازمه ونقل سنته .
و هو الرجل الذي ترك البيع والشراء والعمل وتفرغ لمصاحبة رسول هذه الأمة .. لينقل لنا ما قاله فمه الطاهر ؟!
أوليس من قال عن نفسه : ( كنت رجلا مسكينا أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئا سمعه مني فبسطت ثوبي حتى قضى حديثه ثم ضممته إلي فما نسيت شيئا سمعته منه) .رواه مسلم
وهو الذي دعا له النبي الكريم أن يحبه المؤمنين .. فو الله .. لا زلنا نذكره ونحبه منذ صغرنا …ونحفظ اسمه ومولده ونردد ما نعرفه عنه .. ما رأيت أحداً إلا ويحبه ولم أجد من يطعن فيه سوى المستشرقين الخبثاء .
ولا غرو في ذلك .. إن أحببناه .. فالذي دعا له خير هذه الأمة .. يقول أبو هريرة :
قلت : يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم حبب عبدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين ) .
فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني . رواه مسلم
يا سعوديين .. ويا مصريين .. ويا سوريين ويا سودانيين ويا خليجيين ويا عراقيين ويا فلسطينين ويا ليبيين ويا هنود وباكستانيين .. يا مسلمين في أي مكان .. انتصروا لرسول الله ولصحابته ..
إن قضية رسول الله قضية كل مسلم ومسلمة وليست قضية خاصة بقطر أو دولة .. وعلى كل الأمة أن تنبري دفاعاً عنه .. حكاماً وقادة وعلماء ومفكرين وصحفيين وكتاب وعامة الشعب
وفي هذه اللحظة .. كل ما يهمنا نبيا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد صلى الله عليه وسلم .. وأظن أن الدفاع عنه قضية كل مسلم على وجه هذه البسيطة بغض النظر عن موقعه ومكانه ومكانته .
والله لو أن رئيس دولة أحد منكم تطاول احد عليه لثرتم وكتبتم في الصحف وأرعدتم .. وشجبتم واستنكرتم ولطالبتم بعقوبة من يسيء للرئيس .. فكيف لو أسئ لقائدكم الأعلى وقدوتكم وسيدكم ونبيكم وحبيبكم ؟!
وعليكم أن تتذكروا جميعاً .. أن على كل مسلم ومسلمة أن يكون رسول الله أحب إليه من نفسه وولده والناس أجمعين .
وعليكم أن تتذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث لنا جميعاً .. نبينا كلنا .. وحبيبنا كلنا .
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده ووالده والناس أجمعين ) ، أخرجه البخاري ومسلم.
هل نسيتم من يكون محمد رسول الله رسول الرحمن وصفوه الأنس والجان.
النبي الذي بشرت به الرسل , وأخبرت به الكتب .
سؤال أبعثه لكل هذه الأمة .. رجالها ونساءها .
أطابت نفوسكم .. أن تحثوا على سنة رسول الله التراب ؟!
أطابت نفوسكم .. أن تتركوا من يتحدث فيه وفي زوجاته وفي أصحابه .. من غير عقاب ؟!
أطابت نفوسكم .. أن تتخلوا عن نصرته بعد وفاته بأبي هو وأمي ؟!
لئن كان محمد قد مات .. فإن سنته لم تمت .
ولئن ماتت الحمية في نفوس البعض منكم .. فإنها تشتعل في الكثيرين من هذه الأمة .
فهذه الأمة .. أمة خالدة .. لا تموت .. إنها .. خير الأمم .. أمة قوية لا تضعف .
تحب نبيها .. وتفتديه بنفوسها وكأنه معها .. وتسعى لتنال شفاعته .. وتتمنى اليوم الذي ترد فيه حوضه وتشرب من يده الشريفة .. وتنتظر اليوم الذي يفتح هو لها أبواب الجنة لترتع فيها .
لا تظنوا أنه و بعد 4 أشهر .. قد فعلنا ما استطعنا فعله .. يجب أن تستمر حملتنا هذه قوية متماسكة حتى نرى من أعدائنا ما يشفي صدورنا ..
حتى نرى ممن أساء ورسم ما يطفئ لهيب غضبنا ..
م ــودتي