في شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة، قرر النبي صلى الله عليه وسلم بعد الحروب التي وقعت بينه وبين "قريش " أن يذهب هو وأصحابه إلى "مكة" لأداء العمرة، لكن "قريشًا" رفضت رفضًا حاسمًا فيه غرور وغطرسة مع علمها بأن الرسول إنما جاء مكة معتمرًا مسالمًا غير محارب، وليس من حقها أن تمنعه من زيارة البيت الحرام الذي جعله الله للناس جميعًا مثابة وأمنًا، فعسكر الرسول صلى الله عليه وسلم في "الحديبية" على مسافة قريبة من مكة، وجرت بينه وبينهم مفاوضات حرصًا منه على السلام وحقن الدماء، انتهت إلى عقد هدنة عرفت بصلح الحديبية.
وأهم شروطها ما يلي:
1- وقف الحرب بين الفريقين لمدة عشر سنين يأمن فيها الناس ويسافرون وينتقلون في أمان.
2- أن يعود الرسول وأصحابه هذا العام بدون أداء العمرة وكانوا نحوا من ألف وأربعمائة فرد على أن يأتوا في العام التالي وتخلى لهم قريش مكة ثلاثة أيام يؤدون مناسكهم خلالها ثم يعودون إلى المدينة.
3- أن من يأتي من مكة مسلمًا بدون إذن وليه إلى المدينة يرده الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم، أما من يأتي من المسلمين إلى مكة مرتدًا فإنها ليست مطالبة برده إلى المدينة.
4- أن من أراد من القبائل العربية أن ينضم إلى أحد طرفي المعاهدة فله ذلك، فانضمت قبيلة خزاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حين انضمت قبيلة بني بكر إلى قريش.
وهذا الصلح كان في ظاهره إجحاف سياسي بالمسلمين، حتى إنه أثار اعتراضات بعض الصحابة الذين رأوا فيه مهانة لهم مثل عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-، غير أنه كان في الحقيقة فتحًا مبينًا كما سماه الله تعالى في سورة "الفتح" التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو عائد من الحديبية، إذ كانت نتائجه في مصلحة المسلمين وكان تمهيدًا لفتح مكة بعد عامين.
——————
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:
" أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث لن أدعهن ما عشت – بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى، وأن لا أنام حتى أوتر ".
هذا لمن لا يغلب على ظنه أنه سيقوم آخر الليل لأن الوتر آخر الليل أفضل. قال صلى الله عليه وسلم : الوتر ركعة من آخر الليل ".
——————
رحم الله أمرءعرف قدرنفسه
——————
عواطف