قد تمرين من وقت الى آخر ببعض المواقف التي تتبدل فيها مشاعرك فجأة، وتتحولين من دون إرادتك من إنسانة طيبة ومتسامحة إلى أخرى تنهش الغيرة قلبها أو تتلبسها الأنانية أو يتملكها غضب أعمى يحرق من حولها الأخضر واليابس، وبعد أن تهدأ الأمور قد تشعرين بذنب كبير وتبدأين في لوم نفسك، خاصة حين تذهبين إلى الفراش وتبدأين محاسبة الذات وطرح الاسئلة التالية: هل أنا إنسانة شريرة؟ ولمَ تتلبسني هذه المشاعر التي أرفضها بعقلي؟ لكنني لا أستطيع التخلص منها؟.
.
لندن: سميرة التميمي
تحاوري مع نفسك!
عن هذه الأسئلة تجيبك الكاتبة جوديث فيرتي، مؤلفة كتاب «رتبي حياتك»، التي تطمئنك قائلة: «كل إنسان يمر في حياته بلحظات غيرة أو طمع أو غضب أعمى، لكن بدرجات متفاوتة تختلف من شخص إلى آخر، والشاطر هو مَن يوظف هذه الصفات السلبية لخدمته، ويحولها من صفات غير طيبة إلى حوافز للنجاح وجرعات قوة وارادة تجعل حياته أكثر سعادة وعطاء.. لذا لا تيأسي ولا تتهمي نفسك اتهامات ظالمة، لأن البشر كلهم يحملون في شخصياتهم بعض الجوانب المعتمة التي هي من أساسيات الشخصية الإنسانية التي يمكن أن نحولها إلى مصادر غنى ووسائل نجاح». وإليك بعض من الوصايا التي قدمتها لك مؤلفة الكتاب:
حولي الغيرة إلى إنجازات
الغيرة يمكن أن تكون شعوراً مدمراً وهداماً، لكنها يمكن أن تكون أيضاً حافزاً ومحرضاً على التفكير والعمل، لذا حولي مشاعر الغيرة إلى نداء داخلي للصحوة والتنبه، وتذكري بأنك لست الإنسانة الوحيدة التي تمنت بينها وبين نفسها ولو للحظات أن تفشل خطوبة أعز الصديقات كي لا تتزوج وتتركها وحدها في عالم العزوبية، ولست الوحيدة التي حسدت صديقتها على بيتها الجديد الذي انتقلت إليه اخيراً، لأنها لا تستطيع الحصول على مثله، أو شعرت بالغيرة من انجاز حققته قريبتها، واللعبة النفسية في توظيف الغيرة إلى حوافز إيجابية هي في العمل والمثابرة للحصول على ما حسدت الآخرين من أجله، وأهم ما في الأمر هو عدم الشعور بأنك ضحية وأنك قد سقطت في شرك الغيرة الذي لا يمكنك الفكاك منه، فكري بإيجابية وأكدي لنفسك بأنك تملكين الخيارات أيضاً، واستعملي شعور الغيرة لمعرفة ما تريدين، وكيف تحصلين عليه؟، فإذا شعرت بأن الألم ينهش قلبك لأن صديقتك قد أعلنت خطوبتها، اسألي نفسك: لماذا ينتابني هذا الشعور، هل أنا سعيدة من دون زواج؟ هل آن الأوان للتفكير جدياً بالارتباط؟ أيهما أهم بنظري، الزواج أم النجاح المهني؟.. احسمي أمرك وضعي لنفسك الأولويات واستثمري مشاعر الغيرة لإعادة النظر في خططك المستقبلية، لأن الحياة تأخذنا أحياناً ونحتاج إلى شعور الغيرة كي نعيد النظر في ترتيبها من جديد.
الأنانية مطلوبة أحياناً!
أخبرتك صديقتك عن وظيفة أعلنت عنها إحدى الشركات، وأكدت لك بأنها ستقدم أوراقها على أمل الحصول عليها، وحين قرأت الإعلان جيداً وجدت أن هذه الوظيفة تناسبك تماماً وأنك تستوفين الشروط المطلوبة، ماذا تفعلين؟ هل تقدمين للوظيفة وتحرمين صديقتك منها؟، وإذا فعلت ذلك هل سينتابك شعور سلبي وقاس بأنك أنانية؟. في الحقيقة ثمة خيط رفيع بين الأنانية وحماية الذات وعليك في بعض الأحيان أن تضعي نفسك أولاً، هذا مع التفكير بمشاعر الآخرين بالتأكيد، ولو فكرت بالأمر بشكل موضوعي ووضعت احتمال فشل صديقتك في الحصول على الوظيفة لو قدمت عليها، فهذا يعني أن تضحيتك لم يكن لها ما يبررها وأنك سوف تشعرين بالمرارة ولن تسامحي نفسك على تضييع الوظيفة التي تحلمين بها. النصيحة هنا أن توازني الأمور وتضعي نفسك في إحدى كفتي الميزان، فإذا رجحت كفتك لا تتردي في الاستفادة من الفرصة، وهذه هي الأنانية الإيجابية التي تساعدك على البقاء صادقة مع نفسك وعلى حماية ذاتك حين يستدعي الأمر ذلك، لكن عليك أن تستعملي هذا الحق بحذر كبير وأن تستشيري عقلك، فإذا كانت كفة مشاعر الآخرين هي الراجحة وانك لا تشعرين بالرضا عن نفسك لو تصرفت بشيء من الانانية، غيري خطتك وضعيهم هم أولاً، وإذا كان العكس اتبعي قلبك وخذي فرصتك بلا تردد، لكن ابقي الخطوط مفتوحة مع الآخرين كي توضحي لهم وجهة نظرك وتجنبي نفسك تبعات سوء الفهم.
استثمري لحظات الغضب
كل امرأة ينتابها الغضب الشديد إذا قصت الحلاقة شعرها بطريقة لا تعجبها وبتر من طوله أكثر بكثير مما طلبت، أو إذا تجاهلها البائع أو عامل المطعم أو المقهى وبدأ بتلبية طلب من جاء بعدها، أو إذا قلب السباك مطبخها رأساً على عقب وخرج من دون ان يصلح العطل في الحنفية أو حتى يقول كلمة اعتذار، أو إذا أسمعتها أخت زوجها كلمة قاسية تتعلق بعمرها أو شكلها أو أناقتها. فإذا صادفتك مثل هذا المواقف لا تترددي في إظهار غضبك والتنفيس عن النار التي بداخلك، لأن هذا شعور طبيعي لا يمكن تجنبه، لكن بالمقابل يمكن توظيفه لتحقيق مكاسب ونتائج لصالحك وبدلاً من التصرف بشكل أحمق والتفوه بكلمات غير لائقة أو القيام بأفعال قد تندمين عليها وتكونين مضطرة إلى الاعتذار عنها بعد ذلك رغم أنك صاحبة الحق، تصرفي بطريقة أخرى وتذكري بأن الشعور بالغبن والظلم هو الوقود الذي يسير المركب إلى الطريق الصحيح، وأن شعور الغضب يضخ مادة الإدرينالين إلى جسمك بقوة مما يجعلك أقوى وأكثر شجاعة وجرأة، لذا لا تضيعي الفرصة من يدك وتدخلي في أمور فرعية لا تخدمك، حددي ما تريدين واستثمري غضبك وابحثي عن النتائج، مثلاً اطلبي من الحلاقة ان تقدم لك ترضية عن الضرر الذي أصاب شعرك وتوصلي معه إلى تسوية ما، كأن يتعهد برعاية شعرك إلى أن يصل إلى طوله السابق وهكذا، أما في حالة عامل المطعم فيمكن أن تطلبي مقابلة المدير وتشرحي له الامر وتحصلي منه على الاعتذار وعلى خدمة خاصة، أما مع أخت زوجك فبدلاً من أن تصبي جام غضبك على زوجك أو أولادك وتفتعلي أسباباً وهمية للعراك، استفيدي من لحظات الغضب وقفي بوجهها بشجاعة وحزم واجعلي الأمور واضحة أمامها واخبريها بأنك سوف لا تسمحين لها بأن تقول ما يغضبك أو يعكر مزاجك مرة أخرى، وبذا تنتهي المشكلة.
ابدأي الآن
ادرسي الجوانب السلبية في شخصيتك وحوليها إلى نجاحات، وابدأي الرحلة خطوة بعد أخرى:
1 ـ اعترفي بوجود هذه الصفات في شخصيتك، وأكدي لنفسك بأن لا أحد مثالي، وأن الحياة ستكون مملة من دون هذه المشاعر الإنسانية.
2 ـ كوني شجاعة ولا تخافي من المشاعر السلبية التي تتلبسك من حين إلى آخر، واجهيها بشجاعة ودعيها تجد لها متنفساً، وتحاوري معها وحوليها إلى إنجازات قبل أن تتحول إلى كرة من نار.. تحرقك أنت قبل غيرك.
3 ـ تأكدي من نواياك، وتذكري بأن بعض التصرفات قد تكون مقبولة إذا ما رافقها سبب معقول، وإلا فإنها ستكون مؤذية لمشاعر الآخرين، وقليل من المشاكسة والخروج عن روتين الحياة أمر مقبول، لكن بشرط ألا يكون على حساب الآخرين.
4 ـ استمعي إلى قلبك، لأنه يدلك إلى الخيار الصحيح، لكن كوني حذرة لأن القلب يتفق أحياناً مع الجوانب المعتمة في شخصيتك، لذا لا تتبعيه من دون نقاش.
منقول
أختي العزيزة … كل الحب
أهلا بك
مشكورة غاليتي على هذا المنقول الذي يعالج بعض الجوانب السلبية في شخصيات
بعض الناس .. مثل الغيرة و الغضب و الأنانية
و قد يكون في هذا الموضوع علاج فعلا و توظيف لهذه السلبيات بحيث تكون النتيحة لصالحنا
..الا انها بكل أسف تفقدنا محيتنا للغير و محبة الناس لنا
و الاشكال هنا سببه أن واضعت هذه الحلول هي أجنبية و ليست عربية و أعتقد أيضا انها ليست مسلمة
فالاسلام يحثنا على أن نحب لغيرنا ما نحب لأنفسنا و أن نكظم الغيظ و نعفو عن الناس
و نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم لحظات الشعور الغيرة و نقول ما شاء الله لا قوة الا بالله لحظات
الاعجاب بما يملكه الغير و لا نملكه نحن حتى لا تقع في شرك الحسد
على كل حال هو اجتهاد طيب منك و لكنه بكل اسف لايتماشى مع طبيعة ديننا السمحة
مشكورة غاليتي
موضوع رائع
هذي أول مشاركه ليه في المنتدى
الموضوع بجد رائع….
شكرا لك أختي..
حياكِ الله أختي كل الحب على منقولك الطيب.
نعم جميعنا يعرف الغضب ومن منا يوما لا يغضب وأن
اختلفت درجات الغضب لدى الناس
قد تكون الكاتبه لديها بعض الأمور التي تكلمت عنها بما
يتعلق بكيفية التصرف اتجاه مواقف معينة .
ولكننا كمسلمين تعلمنا كيف نتصرف اتجاه من يسئ الينا عن
طريق الموسوعه الشامله التي حبانا الله بها وهي ( القرآن الكريم )
فعن طريقه تعلمنا أصول التعامل مع كل كبيرة وصغيره في امور حياتنا.
فقد قال تعالى ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (فصلت:36)
وعلمنا أن الاستعاذه بالله هي الماء البارد الذي يطفئ لهيب نيران الغضب .
تسلم ايدك على النقل االمفيد
مشكورة وردة بين الاحزان
مشكورة اختي على مرورك
اهلا بك اختي نورتي
مشكورة لوز على اضافتك القيمة وجزاك الله خيرا
مشكورة اختي..
لقد انرتِ جوانب في عقلي
كنت لا اوليها اهتماما كافيا
لكي كل الشكر
وفقكي الله
ننتظر جديدك