هل جرب الزوجـــــان الحـب في الله ؟
يستطيع الزوجان المتحابانفي الله أن يبنيا حياة زوجية مستقرة تتغشاها
السكينة وتسودها الألفةوالمودة تذوب في ظلالها الآمنة الخلافات الزوجية وينشأ
أبناؤها متحابين،أسوياء بعيدًا عن كل أشكال الانحراف.
كيف يمكن للزوجين أن يتحابا فيالله؟ كان محور حديثنا مع الداعية الإسلامي
تعميق الحب في الله بين الزوجين يخلق حياة
سعيدة، تخشى الله وتخاف عقابهوتقبل على طاعته وتدرك حدود الحلال والحرام،
وفيما يليتفاصيله
حلاوة الإيمان
ما معنى الحب في الله وكيف يمكن للزوجين أنيتحابا في الله؟
الشيخ ناظم: الحب في الله رابطة من أقوى الروابط التي يجتمعفي مظلتها
المؤمنون, وهي رابطة تنتج في النفس حلاوة الإيمان، قال النبي صلىالله عليه
وسلم: ‘ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسولهأحب إليه مما
سواهما ..’، وحلاوة الإيمان تقوي الرابطة بين المؤمنين،والأوثق من ذلك الرابطة
الزوجية التي وضعها الشارع الإسلامي بأنها الميثاقالغليظ، وإذا كانت هذه
الرابطة الزوجية مفعمة بحب الله ورسوله فإنها حتمًاسوف تكون قوية ومتماسكة
ضد أية تصاعدات أو مشكلات, ويمكن للزوجين أن يتحابافي الله عبر الخطوات
:
التالية
أولاً
ـ أن يطلب الزوجان منالله تعالى أن يلقي المحبة في قلبيهما ويداوما على هذا
الدعاء لأن الله عزوجل هو مالك الملك وما من نعمة إلا وهي بيده.
ثانيًا
ـ عليهما أنيأخذا بالأسباب التي تولد المحبة والألفة من خلال تبادل عبارات المودة
والتقدير, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‘الكلمة الطيبة صدقة‘,
‘
تبسمك في وجه أخيك صدقة’ هذا فضلاً عن التخلق بالأخلاق السامية التيتجذب كل طرف إلى الآخر.
ثالثًا
ـ الحرص على الواجباتالدينية يولد المحبة والترابط، أما هجران هذه الفرائض
فيولد التقاطعوالتدابر ومن ثم تضطرب الحياة الزوجية.
ـ الابتعاد عما حرم الله تعالى منالمعاصي والآثام، والإكثار من الطاعات وأعمال
المعروف.
ـ يجب علىالطرفين أن يتقيدا بأوامر الشرع، فيقوم كل طرف بالحقوق والواجبات
الزوجيةكما ينبغي, وهذا من شأنه أن يقوي الرابط الزوجي ويوثقه، ويولد في قلوب
الأزواج والزوجات محبة الله ورسوله.
ـ ينبغي على الزوجين أيضًااستذكار الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تشتمل
على الترغيبوالترهيب، فعلى الزوج أن يرغب زوجته في الأحاديث والآيات التي
تدعو إلىإشاعة الألفة والمودة والسكن في أرجاء الحياة الزوجية، وأن يحذرها من
أنالتهاون في ذلك سوف يؤدي إلى انهيارها وشيوع القلق والاضطراب في
.
أوساطها
قطعة من الجنة
وما الجوانب الإيجابية للحب فيالله على العلاقة الزوجية؟
الحياة الزوجية في ظل الحب في اللهتسودها علاقات متينة يراعي
فيها العدل والإنصاف وتسود فيها المحبة والألفة: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ
أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاًلِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم:21]،
وفي ظل الحب في الله يصبح البيت أشبه بقطعة منالجنة حيث الاطمئنان
النفسي
والاستقرار الأسري، والأمان الزوجي، كما ينشأ الأبناءأسوياء متحابين في الله غير
متنازعين أو متشاكين، ومطيعين له سبحانه وتعالىغير عاصين أو مدمنين
للمخدرات، وحاجة الأبناء إلى المحبة تفوق حاجتهم إلىالطعام والشراب.
والحب في الله يخلق أسرة منتجة ومبدعة وذات مهارات متطورةلأنها في هذه
الحالة ستأخذ بكل أسباب النجاح والتقدم وهذه هي نتائج الطاعة،فالإيمان يفجر
في المرء طاقات وإبداعات كثيرة.
ويؤدي الحب في اللهأيضًا إلى إشاعة الحب بين أسرتي الزوجين, فعندما يرى أهل
الزوجة أن الزوجيعاشر ابنتهم بالمعروف فإن ذلك سيدعوهم إلى حب الزوج،
وكذلك فيما يرى أهلالزوجة أن زوجة ابنتهم تقدس الحياة الزوجية وتتعامل مع
ابنهم وفق مقتضياتالشريعة الإسلامية، فإن ذلك سوف يؤدي إلى تبادل الحب
في الأسرتين ومن ثمترابطهما.
الحصن الحصين
كيف يمكن للأبناء أن ينشأوا في ظل أسرةمتحابة في الله؟
الأسرة الآن هي الحصن الحصين والدرع الواقيلحماية الأبناء من
الوقوع في الانحرافات والأخطاء، فالأسرة المتماسكةدينيًا والمتحابة في الله تنتج
أبناءً مرتبطين بالمساجد، ناجحين في حياتهم،مؤمنين بوجوب هذا النجاح
والتفوق، أما الأسرة المفككة البعيدة عن الله عزوجل فإنها تخرج شبابًا منحرفًا،
قد يتعاطى المخدرات وقد ينتمي إلى رفقاءالسوء.
وقد حرص الإسلام على تنشئة الأبناء في ظل الإسلام ويقول الرسول صلىالله
عليه وسلم: ‘إن الله ليعجب من الشاب الذي ليس له صبوة’ أي إن الله عزوجل
يثني على الشاب الذي ليس له كبوة أو شذوذ أو انحراف.
ولهذا علىالأسرة أن تجتهد قدر الطاقة وأن تنشئ أبناءها على الطاعة وحب الله
وحب رسولهصلى الله عليه وسلم.
رفق ولين… مهم جدًا
إلى أي مدى يمكن أنيسهم الحب في الله في تذويب الخلافات الزوجية وتجاوزها؟
الحب فيالله يلزم طرفي العلاقات الزوجية بأن يتعاملا برفق ولين،
فتلتزم الزوجةبواجباتها ومسؤولياتها ويلتزم الزوج بواجباته ومسئولياته أيضًا،
ويسعى كلمنهما إلى عدم ظلم الآخر، وإذا حدث أية خلافات أو عواصف زوجية
فإن تجاوزهاسيكون أمرًا حصينًا، لأن كلاً منهما يخشى الله ويضع أمامه الآية
الكريمة: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْوَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَاوَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍفِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لايَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة:24].
ومن بين مظاهر حب الله عزوجل أن يلتزم الزوجان بما قرره الشارع الحكيم,
فتطيع المرأة زوجها وتصومشهرها وتحصن نفسها، ويقوم الزوج على أمرها فينفق
عليها ويطعمها مما يطعمويكسوها مما يلبس وغير ذلك من التعاليم الإسلامية
المقررة.
كيف يمكنللسعادة الزوجية أن تتحقق في ظل الحب في الله؟
كما قلت إن الحبفي الله يخلق الألفة والمودة بين الزوجين،
والسعادة الزوجية لا يمكن أنتتوفر إلا في ظل محبة الله عز وجل ومحبة رسوله
صلى الله عليه وسلم، فقد أمرالإسلام بإنصاف المرأة وأعطاها حقوقها كاملة،
وبالتالي فإن التمسك بالإسلاموالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأمهات
المؤمنين كل ذلك سوف يكونمجلبة للسعادة، فقد كان بيت النبي صلى الله عليه
وسلم من أكثر البيوت حبًاوطاعة لله، ولذلك كانت السعادة ترفرف عليه.
وما علامات حب الله عز وجل التييجب أن يدركها الزوجان؟
علامات حب الله التي يجب أن يدركهاالزوجان هي:
ـ حبه عز وجل باتباع تعاليمه والابتعاد عن نواهيه، وحب النبيصلى الله عليه
وسلم بالاقتداء به وحب آل بيته وأزواجه وصحابته والتطلع إلىلقائهم.
ـ طاعة الله عز وجل ووضع كل شيء في حياة الإنسان في ميزان اللهلمعرفة
حلاله وحرامه.
ـ تعظيم الله عز وجل وتوقيره والتأدب معهومعرفة آلائه ونعمه.
ـ تحصيل ما يحبه الله ورسوله من الأقوالوالأفعال.
ـ ترجيح محبة الله تعالى على ما سواها من محبة سائرالمخلوقين
موضوع رائع
يسلمووو nawnaw_yunus
الله يعطيك العافيه حبيبتي
احببتك فى الله
وجزاكى الله خيرا
موضوعك اكثر من ممتاز
و الحمد لله ان الموضوع عجبك.
يسلمو
بارك الله فيك