عدت اليكن أخواتى و حبيباتى فى الله
و مع حديث جديد و هذه الوقفة الرائعة للتأمل
و خير ما نستهل به كلامنا هو الصلاة و السلام على خير الأنام
مـحـمــــد صلى الله عليه و سلم
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( كتب على بن آدم نصيبه من الزنى مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه ).
رواه مسلم
أخواتى فى الله
هذا الحديث يرشدنا الى ضرورة حفظ الجوارح من أجل المفازة بالجنة و النجاة من النار .
:
(المهاجر من هجر السوء والمجاهد من جاهد هواه)
واعلمي أنك إنما تعصي الله بجوارحك وإنما هي نعمة من الله عليك وأمانة لديك فاستعانتك بنعمة الله على معصية غاية الكفران وخيانتك في أمانة أودعها الله غاية الطغيان فأعضاؤك رعاياك فانظر كيف ترعاها كما جاء في الحديث(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)
واعلمي أن جميع أعضائك ستشهد عليك يوم القيامة بلسان طلق قال تعالى:(يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون) فاحفظي جميع بدنك من المعاصي خصوصا أعضاءك السبعة
ولا يتعين لتلك الأبواب إلا من عصى الله بهذه الأعضاء السبعة و هم الجوارح :
أما اللسان: فإنما خلق لك لتكثر به ذكر الله تعالى وتلاوة كتابه وترشد به خلق الله تعالى إلى طريقه وتظهر به ما في ضميرك من حاجات دينك ودنياك فإذا استعملته في غير ما خلق له فقد كفرت نعمة الله فيه ولا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم وفي الخبر: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليضحك بها أصحابه فيهوي بها في قعر جهنم سبعين خريفا)
فاحفظي لسانك أخية من تلك الآفات:
الكذب – الخلف في الوعد – الغيبة- النميمة -الثرثرة فيما لا يعنينا – المراء والجدال الباطل- تزكية النفس- اللعن- الدعاء على الخلق- المزاح الباطل والسخرية والاستهزاء بالناس.
وأما البطن: فاحفظيه من تناول الحرام والشبهة واحرصي على طلب الحلال فإذا وجدتيه فاحرصي على أن تقتصري منه على ما دون الشبع فإن الشبع يقسي القلب ويفسد الذهن ويبطل الحفظ ويثقل الأعضاء عن العبادة والعلم ويقوي الشهوات وينصر جنود الشيطان والشبع من الحلال مبدأ كل شر فكيف من الحرام.
وأما الرجلان: فاحفظيهما عن أن تمشي بهما إلى حرام وعلى الجملة: فحركاتك وسكناتك بأعضائك نعمة من نعم الله تعالى عليك فلا تحرك شيئا منها في معصية الله تعالى أصلا واستعمليها في طاعة الله تعالى واعلمي أخية إنك إن قصرت فعليك يرجع وباله وإن شمرت فإليك يعود ثمرته والله غني عنك وعن عملك.
وأما الفرج: فاحفظيه عن كل ما حرم الله تعالى وكوني كما قال الله تعالى: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين)فعلينا الإلتزام بحجابنا الساتر حتى لا نكون فتنة ، و لن نصل إلى حفظ الفرج إلا بحفظ العين عن النظرالمحرم وحفظ القلب عن الفكرالمحرم وحفظ البطن عن الشبهة وعن الشبع المبالغ.. فإن كل هذه محركات للشهوة ومغارسها. فعلينا سد أبواب الفتن و الا ندع للشيطان مدخل له علينا .و ان نتجنب اختلاط الجنسين ما أمكن.
و من أقوى الأسلحة التي نواجه بها مكائد الشيطان
ذكر الله على الدوام .
وبارك فيك
ونفع به
وارى كتابى باليمين وتقر عينى بالرسول
صلى الله عليه وسلم
أعاننا الله على طاعته و عبادته