تخطى إلى المحتوى

وقفات في شهر الطاعات 2024.

وقفات في شهر الطاعات
الحمد لله الذي أراد بنات اليسر و بلغنا هذا الشهر ،و نسأله في ليلة القدر أن يتجاوز عنا كل خطأ ووزر ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بيده الخير و إليه الأمر ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله الإمام البدر رفيع القدر ، وبعد :
فهذه رسالة مختصرة وجهتها لكل مسلم و مسلمة ، ضمنتها وقفات متنوعة ، أسأله عز وجل أن يبارك فيها ، و أن ينفع بها و يعفو عن الخطأ و الزلل ، و أسأل الله تعالى التوفيق و السداد و التوفيق و الرشاد ، و الإخلاص في القول و العمل ، وصلى الله و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين ، و من سار على نهجهم و اقتفى أثرهم إلى يوم الدين .
الوقفة الأولى :
استقبال رمضان :
إن المسلم يستقبل رمضان استقبال الأرض العطشى للمطر ، و استقبال المريض للاستشفاء بالدواء ، و استقبال الأم لحبيبها الغائب المنتظر ، فعليه إذاً أن لا يفرط في هذا الموسم العظيم من مواسم الطاعات ، و أن يسأل الله عز و جل أن يبلغه هذا الشهر الكريم بموفور الصحة و العافية لينشط للصيام و القيام و كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا دخل رجب قال : (( اللهم بارك لنا في رجب و شعبان و بلغنا رمضان )) ، و إذا أهل هلال رمضان فقل : (( الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن و الإيمان و السلام و الإسلام ، و التوفيق لما تحب و ترضى ربي و ربك الله )) .
و لا تنسى و لا تنسى أن تشكر الله إذ بلغك شهر رمضان و أنت في صحة جيدة ، و بشر
أحبابك بمجيء شهر رمضان ، فإنه ثبت عن الحبيب صلى الله عليه و سلم أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان فيقول : (( جاءكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، كتب الله عليكم صيامه و قيامه …… الحديث)) .
و كان السلف على هذا ، يتباشرون بقدومه ، فيفرحون بموسم الخيرات ، و تنزيل الرحمات ،
و اعلم انه يجب عليك العلم و الفقه بأحكام رمضان لتعبد الله في هذا الشهر على علم فإنه لا يقرر بجهل الفرائض المفروضة على الصائم ، فينبغي عليك تعلم مسائل الصيام و أحكامه ليصح صومك و يتقبل عملك .
و استقبل رمضان و أنت تفتح صفحة بيضاء عازما على ترك الآثام و السيئات ، و التوبة الصادقة من جميع الذنوب و الخطيئات ، فهذا شهر التوبة ، قال الله تعالى : (( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) [النور/31]
الوقفة الثانية :
استغلال رمضان :
اعلم أن خير استغلال لرمضان يبدأ من إخلاص نية الصيام لله تعالى ، فإن الإخلاص سبب لمعونة الله و توفيقه ، قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – : (( و على قدر نية العبد و همته و مراده و رغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه و تعالى و إعانته )) ، و قد أمرنا المولى عز و جل بإخلاص العمل له وحده دون ما سواه ، فقال تعالى : (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ))[البينة/5] ، و عليك أن تستغل رمضان بالطاعات و العبادات فإن دقائقه و ساعاته عظيمة و أيامه و لياليه جليلة ، و عن اجر الصائم عظيم لا يعلمه إلا الله عز و جل : (( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي و أنا أجزي به )) فالصيام يشفع للعبد يوم القيامة حتى يدخل الجنة ، إنه يغفر جميع الذنوب ما ظهر منها و ما بطن ، و في الجنة باب يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون ، و إن دعاء الصائم يستجاب في رمضان ، و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك ، فإن أدركت ما أعده الله للصائمين من الثواب العظيم فشمر ساعد الجد لاستغلال رمضان و الإكثار من أنواع العبادة : من صلاة و ذكر و دعاء و صدقة ، فإن حبيبك صلى الله عليه و سلم كان يخص شهر رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور الأخرى ، فإن لك في رسول الله قدوة و أسوة و الله تعالى يقول : (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )) [الأحزاب/21] فتزود من أنواع الطاعات و اغتنم بركة أيامه و لياليه بإطعام الطعام و تفطير الصوَّام و مساعدة الفقراء و المساكين بالصدقة و الإحسان ، و إحياء ليلة القدر بالقيام و تلاوة القرآن .
الوقفة الثالثة :
الأعمال الصالحة في رمضان :
اعلم أخي أنه من الأعمال الصالحة التي تتأكد و تجب عليك في رمضان :
1- الصوم : فإذا صمت يا عبد الله فليصم سمعك و بصرك و لسانك و جميع جوارحك ، قال صلى الله عليه و سلم : (( من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )) فإن هذه المغفرة و الثواب الجزيل لا تكون لمن امتنع عن الطعام و الشراب فقط ، و إنما كما قال المصطفى صلى الله عليه و سلم : (( من لم يدع قول الزور و العمل به و الجهل ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه )) فلا يكن أيها الحبيب يوم صومك و يوم فطرك سواء ، فالصوم جُنَّة كما قال صلى الله عليه و سلم : (( الصوم جُنَّة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث و لا يفسق و لا يجهل ، فإن سابه احد فليقل إني امرؤ صائم )) .
2- القيام : يسن قيام الليل جماعة في رمضان ، و هي صلاة التراويح ، فإن القيام في رمضان إيمانا و احتسابا يتحصل به مغفرة الذنوب كلها ، أما قال حبيبك محمد صلى الله عليه و سلم : (( من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )) ؟ و لن تبلغ هذه المنزلة و تكتب من القائمين حتى تكمل صلاة التراويح مع الإمام لقوله صلى الله عليه و سلم : (( من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة )) .
3- الصدقة : اعلم هداك الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان أجود ما يكون في رمضان ، كان أجود من الريح المرسلة ، و قال صلى الله عليه و سلم : (( أفضل الصدقة في رمضان )) و من الصدقة إطعام الطعام و تفطير الصائم .
4- قراءة القرآن : اعلم أخي الحبيب أنه يسن لك الإكثار من تلاوة القرآن في شهر القرآن ، كما قال عز و جل : (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )) [البقرة/185] ، و اعلم هديت للخير أن جبريل عليه السلام كان يدارس النبي صلى الله عليه و سلم القرآن كل يوم في رمضان ، كما أن السلف كانوا يقدمون تلاوة القرآن على كل عبادة .
5- الاعتكاف : فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يعتكف في العشر الأواخر في رمضان ، فلما كان العام الذي قبض فيه ، اعتكف عشرين يوما ، و عن في الاعتكاف تفرغا لطاعة الله عز و جل و البعد عن شئون الدنيا ، فالمعتكف يشتغل بذكر الله من قراءة قرآن و ذكر .
6- العمرة في رمضان : و اعلم رعاك الله أن مما يتأكد استحبابه في رمضان العمرة فيه ، لقول النبي صلى الله عليه و سلم : (( عمرة في رمضان تعدل حجة أو قال : حجة معي )) .
7- تحري ليلة القدر : كان النبي صلى الله عليه و سلم يتحرى ليلة القدر ، و يأمر أصحابه بتحريها وكان يوقظ أهله في ليالي العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر ، و هي في العشر الأواخر من رمضان و هي في الوتر من لياليه أحرى ، قال صلى الله عليه و سلم : (( تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان )).
الوقفة الرابعة :
حِكَم و فوائد في الصيام :
اعلم أن من حكم و فوائد الصيام ضبط النفس و السيطرة عليها و ترويض النفس على فعل الطاعات و ترك الشهوات لتتقرب إلى رب السماوات لتنال رضاه و الفوز بكرامته ، و الصيام من أسباب التقوى لامتثال أمره بالصيام و ترك الشراب و الطعام ، قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) [البقرة/183] ، و من حكم الصيام أن الغني يعرف حاجة أخيه الفقير ، فيعرف بها قدر نعمة الله عليه بالغنى ، فتجود نفسه بالصدقة و الإحسان كما انه يعود الإنسان على الصبر و التحمل و الجلد ، مما يعطي العاصي فرصة على ترك المعاصي ، و الابتعاد عنها ، و ذلك بما يحدث من رقة في قلبه و لين لذكر الله عز و جل فيتحصل بذلك محبة الطاعات و بغض المعاصي فيصحح الإنسان به مفاهيمه و سلوكه في الحياة ، و به تقوى الإرادة ، و تسمو الأخلاق الرفيعة ، و تطمئن النفس و ينتظم سير الحياة و تنضبط المواعيد ، و به تقمع الشهوة و تلجم ، قال صلى الله عليه و سلم : (( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر و أحصن للفرج ، و من لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )) .

الوقفة الخامسة :
آداب و مسنونات الصيام :
إن للصيام سننا و آدابا كثيرة ، إذا عرفتها و تأدبت بها فزت بإكمال هذا الركن العظيم من أركان الإسلام ، و حصَّلت فوائد الصيام و فضائله التي وردت في الكتاب و السنة ، فإليك بعض السنن و الآداب ، و عليك تحصيل ما غاب من هذه السنن و الآداب من السنة و الكتاب :
1- تعجيل الفطر : بادر إلى الفطر إذا تحققت من الغروب بسماع الأذان ، أو غياب الشمس و ذلك لحديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر )) و كان من سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم أنه يعجل الإفطار ، و يعجل الصلاة كما في حديث مالك بن عامر و أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما ، فإن أفطرت فأفطر على رطب ، فإن لم يكن رطب فتمر ، فإن لم تجد فحسوات من ماء ، فعن أنس رضي الله عنه قال : (( كان النبي صلى الله عليه و سلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات ، فإن لم تكن رطبات فتميرات ، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء )) .
2- الدعاء عند الإفطار : إن للصائم عند فطره دعوة مستجابة ، قال صلى الله عليه و سلم : (( إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد )) فلتكن لك دعوة صادقة عند فطرك في كل يوم من رمضان )) ، فقد ورد عنه صلى الله عليه و سلم أنه كان إذا أفطر قال : (( ذهب الظمأ و ابتلت العروق و ثبت الأجر إن شاء الله )) .
3- تأخير السحور : (( احرص هداك الله على السحور و لو بجرعة من ماء ، ففيه بركة و موافقة للسنة و مخالفة لأهل الكتاب ، قال صلى الله عليه و سلم : (( تسحروا فإن في السحور بركة )) . و قال صلى الله عليه و سلم : (( فصل ما بين صيامنا و صيام أهل الكتاب أكلة السحر )) .
4- كف اللسان و الجوارح عن المحارم : فكُف لسانك عما لا خير فيه من الكلام ، و كُف جوارحك و بدنك عن سائر الشهوات و المحرمات ، فيجب على الصائم أن يصوم بعينه فلا ينظر إلى ما لا يحل ، و بسمعه فلا يسمع ملا يحل ، و بلسانه فلا سكون فاحشا و لا شتَّاما و لا مغتابا فهي حرام مطلقا ، و هي في رمضان أشد حرمة ، قال صلى الله عليه و سلم : (( الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث و لا يجهل فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم )) .
5- تفطير الصائم : حث حبيبك محمد صلى الله عليه و سلم على تفطير الصائمين فقال : (( من فطَّر صائما فله مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء )) ، و قد وردت معنا من ضمن الأعمال الصالحة في رمضان .
الوقفة السادسة :
كيف نودِّع رمضان :
عليك أن تودع رمضان بتقوى الله الذي أمرك بالسبق إلى الخيرات ، و المداومة على الطاعات ، و التوبة من السيئات ، و السعي لرفع الدرجات ، و كرمك على المخلوقات ، قال تعالى : (( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ))[آل عمران/133] ، و قال : (( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )) [الحجر/99] ، و قال : ((وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) [النور/31] ، فاغتنم الحياة قبل الموت ، و العمل قبل الفوت ، و اربح الدنيا قبل الآخرة ، و الشباب قبل الهرم ، و الصحة قبل السقم ، و اعلم أن الربح في الإيمان و في العمل الصالح ، و في التواصي بالحق ، و التواصي بالصبر يقول الله تعالى : (( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )) سورة العصر
و الرابحون هم الذين فازوا بالمطلوب ، و نجوا من المرهوب ، و هم الذين طهروا القلوب ، و ستروا العيوب ، و ابتعدوا عن الذنوب ، و هم الذين حفظوا أعمارهم ، و حفظوا أعمالهم ، و حفظوا جوارحهم ، و أحبوا لقاء الله فأحب الله لقاءهم ، و هم الذين عرفوا الأوقات الشريفة فاغتنموها .
ملاحظات و مخالفات يجب تجنبها :
1- جعل الليل نهارا و النهار ليلا .
2- النوم عن بعض الصلوات المكتوبة .
3- الإسراف في المأكل و المشرب .
4- التلثم و العصبية الزائدة أثناء قيادة السيارة .
5- إضاعة الأوقات .
6- تبكير السحور و النوم عن صلاة الفجر .
7- قيادة السيارة بسرعة جنونية قبيل موعد الإفطار .
8- عدم تأدية صلاة التراويح كاملة .
9- افتراش الأرصفة و اجتماع الشباب على معصية الله .
10- الاجتماع مع زملاء العمل وقت الدوام و تجريح الصيام بالغيبة و النميمة .
11- انشغال المرأة غالب وقتها بالطبخ .
كتبه المهندس/
سالم ناصر العصيدان
رحمه الله تعالى

نسأل الله عز و جل أن يرحمه و أن يرزق أهله الصبر و السلوان

و استقبل رمضان و أنت تفتح صفحة بيضاء عازما على ترك الآثام و السيئات ، و التوبة الصادقة من جميع الذنوب و الخطيئات ، فهذا شهر التوبة ، قال الله تعالى : (( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))

غفر الله للكاتب و رحمه، و جزاكم خيراً..

جزاك الله خير

ونفع بك الامة

وغفرالله ذنبك

اختكم الداعية

ام لمار

و إياكن اللهم آمين
تسلم اخوي وليد على الموضوع
وبارك الله فيك على هالطرح الطيب

وكل عام وأنت بخير
ورمضان كريم..

اللهم من فتح رسالتي في هذه الساعه المباركه
إرزقه راحه تملأ نفسه
ورضا يغمر قلبه
وعمل يرضي ربه
وذكرا ً يشغل وقته
وعفو يغسل ذنبه
وفرحاً يمحو همه
ورزقاً يقضي دينه
وصفاء يعلو وجهه
اللهم آآمييين

***

و إياكن اللهم آمين
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
مجلة الفرقان
العدد رقم: 438 التاريخ: 16/04/2017

الفرقان المحلي

سالم العصيدان.. رحيل رجل !!
بقلم: راشد سعد العجمي
إنا لله وإنا إليه راجعون-

بهذه الآية استقبلت خبر وفاة الأخ العزيز سالم بن ناصر العصيدان رحمه الله رحمة واسعة.

هذا الرجل شهادتي فيه مجروحة لأنني مهما قلت فلن أوفيه حقه، ولكن حقه عليَّ أن أكتب رسالة رثاء تبين بعض معالمه الطيبة، وأخلاقه الكريمة، والشيء من معدنه لا يستغرب فهو من آل عصيدان شيوخ فخر آل سليمان فهو كريم من كرام، والطيب ما ينبت إلا مثله، من غير قصور في الباقين:

1 – كان شاباً فيه طاعة للرحمن مليء بالإيمان نحسبه كذلك والله حسيبه.

2 – غيوراً على دينه.

3 – شجاعاً في الحق، لا تأخذه في الله لومة لائم.

4 – بشوشاً وصاحب ابتسامة عريضة.

5 – كريم السجايا.

6 – حسن الاستقبال لمن أتاه.

7 – محبا للعلم وأهله.

8 – حريصا على بذل العلم وطلبه.

9 – لا يجامل ولا يحابي ولا يداهن في الحق.

10 – كان خدوما لبيوت الرحمن.

هذا الرجل يعمل في وزارة الأوقاف وهو مهندس ورئيس قسم الصيانة الجذرية – إدارة مساجد الأحمدي.

كان عمله في خدمة بيوت الله عز وجل، يتلذذ فيه مع ما يواجهه من الصعاب والمشاق، لكنه رحمه الله لا يجامل أحدا في بناء أو إصلاح المساجد.

بل كان يشرف بنفسه على صيانة المساجد، ويدقق فيها ويتابعها بدقة متناهية حتى إنه أعجز الكثير من مهندسي الشركات أصحاب المناقصات لأنهم لا يستطيعون التلاعب عليه ليوفروا بعض المال.

حسن الخاتمة

دعني أنتقل بك إلى المقبرة، فو الله لقد كان لوفاته الأثر البالغ على جميع محبيه، فالعيون دامعة، والوجوه حزينة والقلوب منعصرة من ألم الفراق وقد شاهدت. كما شاهد الجميع في جنازته العدد الكثير ولله الحمد والمنة وهذا من دلائل حسن الخاتمة وكما جاء في الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم >أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة..< رواه البخاري.

– وقدسمعت من ثناء الناس عليه الكثير نسأل الله له الغفران، ومما شدني وجود الكثير من زملائه غير الكويتيين من مهندسين وفنيين، الذي يبكي والذي يتألم حتى قال لي أحدهم وهو المهندس أبو أحمد لما رأى السماء أمطرت أثناء دفنه: -لقد بكت عليك السماء يا سالم-.

ذكريات

وبعد أن صلينا عليه أعدت شريط الذكريات وفي هذه اللحظة توقفنا عند سيارته التي توفيَّ بداخلها ولك أن تتخيل حادثاً مروعاً ومشهداً مؤلماً في نفس الوقت وأخذت أنظر إلى دمائه وقد ملأت سيارته هنا وهناك، ثم وقع نظري على كتاب للأذكار وشريط فيه كلام الجبار، وملفات لبيوت الرحمن ومخططات لصيانتها فجمعناها وقلوبنا تعتصر ألما.

ولما دخلت في اليوم التالي للإدارة ونظرت إلى مكتبه وقد أغلق، ووجدت زملاءه وهم قد بان في وجوههم الحزن لفقده ولكن أمر الله لا بد منه.

– وسؤالي الوحيد: هل سالم آخر ضحايا دائري الموت -السابع-؟! ومن المسؤول عن عمل الأخ سالم في الأحمدي ومنزله في الجهراء؟

إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا أبا عمر لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.

وعزاؤنا لآل عصيدان الكرام أن هذا الرجل تعجز النساء أن تنجب مثله.

جزاك الله خير و
دمتى ودام نبض قلمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.