•·.·°¯`·.·• •·.·°¯`·.·• 2024.

•·.·°¯`·.·• (هـــــــــــديــــــــــــــل) •·.·°¯`·.·•

فى صباح أحد الأيام الممطرة و مع رائحة القهوة المنبعثة من المطبخ .. استيقظت هديل بنت الثماني سنوات تحت إلحاح جدها ذهبت لتغسل وجهها .. نظرت فى المرآه ..سرعان ما اغرورقت عيناها بالدموع ..(انا سأبقى على هذه الحال..؟ لا أحد يرغب بي و لا أحد يريدني..؟ حتى أمي ..آآه..لم يبقى لي سوى مدرستي و جدي و جدّتى.. ولكن كم بقي لجدتى من العمر..؟ من سيبقى لى بعدها..
كان تفكير هديل أكبر من عمرها ..ربما بسبب الظروف التى لحقت بها عندما طلّق والدها والدتها ..و ذهب ليتزوج من إمرأة اخرى ..و أودع هديل عند ابويه لأنه لا يطيق النظر اليها فهي تحمل من ملامح أمها الشئ الكثير .. وبعدها اتت منية والدها لتبقى فى كنف جدها وحدها ,, لم تعرف أبا و لا أما بل ولا عائلة ..كان هذا واضح على محياها الجميل ..ذهبت مسرعة الى غرفة جدتها ,, استعانت بالكرسي الصغير لتصل الى (مريولها) ..لبسته على عجل .. قامت جدتها بتسريح شعرها .. لم يكن مرتبا جدا ..لكن جمال شعرها و نعومته كان يطغى على كونه مرتبا أم لا.. أتى جدها و ادخل يده فى جيبها ..ها هو مصرفك يا صغيرتي .. ودعتهم بقبلة ساخنه .. بدأت تركض مسرعة متجاهلة نداء جدتها لها بأن تفطر قبل ذهابها للمدرسة .. بدأت تصول و تجول فى الطرقات حتى اقتربت من المدرسة ..قررت أن تمر على محل لبيع الحلويات والسكاكر ..وكانت معظم الطالبات متجمهرات عند المحل.. سمعت العم أبو صالح …. هذا ياحنان ب 5 ريال …. فجأة و كأن برقاً هز كيانها ..ادخلت يدها فى جيبها .. انه نصف ريال.. (كالعادة ..أخفته بسرعة عن عيون الفتيات لكنها لم تفلح امام عيني ميعاد و العم ابوصالح..
دخلت المدرسة وسط ضجيج الطالبات وهمسهن متضاحكات من هندام هديل .. اقتربت احد الطالبات الكبيرات منها ..
هديل …. من يغسل مريولك..؟؟ بل من يكويه…!
و انطلقت منها ضحكة سرعان ما اخفتها ..فإذا بالطالبات يتجمهرن حولها ..هذه تلعب بشعرها و هذه بحقيبتها..انظروا انها لاتملك قلم رصاص
يا للمسكينه..
و اتت اخرى اكثر وقاحة وادخلت يدها فى جيب هديل ..انظروا .. انه نصف ريال .. هيا لنلعب به سيكون الحكم فى لعب الكرة .. سنتقاذف..حسناً
هيا لنلعب بحقيبة هديل ..فهي فارغة سوى من الكتب التى توزع مجاناً ولا تباع
بعد ثوان بدأت هديل بالصراخ كالمجنونه …لاتعرف على من تقع باللوم..؟ أعلن الجرس ساعتها ان اليوم الدراسي قد بدأ.
خرجت أحدى المعلمات و التى هذا اليوم هو أول يوم لها فى المدرسة.. جذب نظرها منظر هديل المبكي و وجهها المحمر ..كانت ترتب أغراضها و تبحث عن ربطة شعرها .. أتت ميعاد لتساعدها فى مسح الغبار عن ملابسها ..وإذا بها تتفاجأ بالمعلمة ترتب شعرها وتضع لها ربطتها ..مسحت المعلمة على رأسها مبتسمة .. لكن هديل رمقتها بنظرة غضب ..فهي لم تعتد نظرات الشفقة و الإحترام .. بل الكل فى نظرها قاسي .. خصوصا أمها..
انتظمت هديل فى صفها كالعادة لوحدها.. فلا أحد يرغب بمشاركتها ..وما زالت المعلمة عبير تلاحقها بنظراتها .. أحست ان عملها الجديد سيكون مثير و ممتع..كان من حظها الصف الثاني شعبة (د) .. فصل هديل…
قررت بداية ان تعرف الطالبات على نفسها وتتعرف عليهن.. الكل ابدى تجاوباً سواها..
تلك الطالبه الغامضة فى نظرها ..كانت شاردة الذهن .. متلذذة بتقليم أظافرها ..أقتربت منها بلطف و سألتها .. ما أسمك؟؟؟…. تسارعت الطالبات فى فضول ..هديـــــــــــل هديل … صوتاً كان شاذاً .. هديل المسكينه….. تحرت المعلمة مصدر الصوت ..فإذا بها تجدها وكانت تخفي رأسها بين رؤوس صديقاتها.. أرادت أن توبخ الطالبة و تعلمهن توجيه فى عدم الإستهزاء بقيمة الآخرين .. ما أن فتحت فمها حتى سقطت هديل مغشياً عليها ..التفتت المعلمة وسط ذهول الطالبات وصراخهن.. لملمتها بسرعة .. بدا الإرهاق واضح على محياها الرقيق.. أرادت ان تتوجه لغرفة التمريض.. لكنها لاتعلم اين هي و هي لاتعرف المدرسة الجديدة.. استعانت بإحدى المعلمات التى ابدت تعاونا حالما رأت أ.عبير.. ولكن سرعان مازال عندما علمت انها هديل.. أشارت ببرود شديــــــــــــد .. أخذت أ.عبير تركض حتى وصلت لغرفة أوحى أثاثها انها تستعمل للتمريض.. أخذتها الممرضة منها .. و وضعتها على السرير .. ولم تقعل شيئا غير ذلك..
دهشت أ.عبير…:ما بالك..؟ اعملي شيئاً..!!
لم ترد الممرضة ..
أرادت أ.عبير الإقتراب لكنها منعتها وقالت: هي تفعل ذلك دائما لكي تجلب الأنظار .. انها لاتشكو من أي شي .. ستستيقظ حالما تحس بأن لا أحد حولها..
سقطت هذه الكلمات كالسكين على أ.عبير .. وخرجت وبقيت منتظرة فى الفصل … لمحت ميعاد ..نعم .. انها تلك الفتاة التي ساعدت هديل هذا الصباح.. استدرجتها الى خارج الفصل .. وسألتها عن أحوال هديل ..
أجابت ميعاد: انها طالبة فى نظر الطالبات لا تجيد المعاملة..و ليست ككل البنات تحظى بمصروف خاص .. بل حتى هندامها سيئ جدا جدا..
بادرتها المعلمة..وفي نظرك..؟؟؟
انها فتاة تحمل خلف نظراتها الشئ العظيم … لا اعلم لماذا المعلمات يوبخنها دائما و يشكين من هندامها..
حسناً ..شكراً لك يا ميعاد .. يمكنك الرجوع لمقعدك..
دخلت الفصل وكتبت بعض الأسئلة .. وطلبت من الطالبا اتمام حلها.. وحينما كانت تهم بالخروج ..انطلق صوت طفولي

(( استاذة..؟؟….. انتى اول شخص يحاول الإهتمام بهديـــــــــــــــل))

زادتها هذه العبارة إصراراً على الدخول لعالم هديل السري
مشت خفية الى غرفة التمريض..لمحتها هناك تتنفس بصعوبه..و تتمتم بكلمات لم تسمعها لبعد المسافة…

اقتربت أكثر حتى وصلت الى هديل..و بدأت تمسح على شعرها فإذا بهديل تعاود الهذيان وسط ارتفاع درجة حرارتها..
جدتي … اين أنتي..؟ جدتى……….
ذهبت أ.عبير للإدارة …. وطلبت سجل هديل حتى تتصل بوالدها ليأخذها ..فجاء الخبر كالصاعقة بأن اباها متوفى .. أما والدتها فلا أحد يعلم عنها شيئاً..حضنتها إلى صدرها .. فإذا بهديل تفتح عينيها .. و تنحدر منها دموع و دموع بلا توقف..
دخلت الممرضة بإستياء من أ.عبير: إذا لم تخرجي حالاً فأنا مضطرة لتبليغ المديرة عنك…
ردت عبير: وانتي إذا لم تقومي بواجبك نحو هديل فسوف ابلغ عن هذة المدرسة……
قبلت الممرضة الموضوع على مضض..قامت بالكشف عليها ..
نظرت بأسى الى أ.عبير: انها مريضة جداً..لابد من إرسالها للمشفى..فحرارتها مرتفعة ..و تعاني من سوء تغذية..
فأسرعت أ.عبير لتبلغ المديرة.. التى بدورها طلبت من الحارس تجهيز السيارة ..
خرجت أ.عبير من مكتب المديرة وهي تركض.. لبست حجابها ..و اتت الى هديل لترافقها مع الممرضة ..
نظرت الممرضة الى عبير بإحراج شديد..: أتعلمين ..أنا فعلاً محرجة و لكن عدم فحصي لهديل كان بأمر من المديرة..
تفاجأت أ.عبير لكن سرعان مازال اندهاشها ..وقالت:لاداعي لهذا الآن علينا ان نسرع قبل فوات الأوان…
وصلوا المشفى وكان هناك الكثير من المرضى
هذا يئن وهذا يبكي و أ.عبير مازالت تنتظر دورها بفارغ الصبر.. وحينما جاء دورها دخلت على الطبيبة ..
كانت هديل تتنفس كأنها فى بئر عميق
طلبت الطبيبة من هديل ان تُحمل لغرفة الطوارئ..
ثواني فقط .. وإذا بهديل مجردة من كل شئ سوى الأسلاك و الآلات الغريبة التى التصقت بجسدها الهزيل ..كانت أضلاعها بارزة جداً.. لديها فقر دم شديد ..و هبوط حاد فى صحتها ..
كما أن درجة حرارتها أرتفعت الى 40 درجة مئوية..
حينها بدأت عبير تدعو لها وسط دموعها الساخنه..لم تعرف هذه الطالبه سوى يوم واحد …مع ذلك أحبتها من أعماق قلبها ..لاتعرف لماذا…؟
لكن شعوراً جذبها اتجاهها..
تذكرها فى ملامحها بملامح شخص ما .. لاتعلم من هو…
وقتها كانت الممرضات يدخلن لغرفة هديل و أخريات يخرجن ..زحمة شديدة ..رائحة المشفى كريهه..أصوات عاليه..كان كل شئ مؤثراً..
فجأه…………… هدأت الأمور سوى من شئ واحد.. إن هديل تحتاج إلى دم..ولاتوجد فصيلة مشابهه لفصيلتها فى المشفى.. أسرعت أ.عبير و عملت فحص و فوجئت بأن الفصيلة التى لها هي ذاتها لهديل .. تبرعت بدمها ممزوجة بجرحة من الحنان و الحب.. خرجت من غرفة التحاليل و توجهت لصالة الإنتظار.. لاحظت شرود الممرضة منذ البداية.. التى كانت تفكر فيما ستقوله أم لا..؟
أقتربت عبير من الممرضة و لمست يدها….: ما بك؟؟
شعرت الممرضة بتلك اللمسة بأن هناك قلباً دافئاً خلفها فقالت: هل تعلمين لماذا كانت المديرة تمنعنا من الإعتناء بهديل…؟ لأنها ابنه زوجها من زوجته الأولى..
أصيبت أ.عبير بالذهول من هول ما سمعته..
……………..لكن ..لماذا..؟
ما ذنب هذه الطفلة…!!
شعرت بأن هناك خيطاً سيقودها الى التعرف على عائلة هديل..
قطع تفكيرها نداء الطبيبة لها:كيف حالها..؟
……: بخير الآن .. لكنها بحاجة الى الراحة …يمكنكم رؤيتها لكن بهدوء..
دخلت أ.عبير يسبقها شوقها الى وجه هديل البرئ.. المحاط بخصلات شعرها الحمراء.. و وجنتاها الموردتان.. أقتربت منها ..لم تستطع أن تلمسها بسبب إحاطتها بتلك الأجهزة و الأسلاك..
كان منظرها مؤلماً جدا.. نظرت الى جهاز قياس نبضات القلب..آآه ..ماذا تخفي من أحزان أيها القلب الصغير..؟لم يحن الوقت بعد لتحمل كل هذه الهموم …. لكنها الأقدار تأتي بما لايشاؤه الإنسان..
دخلت عجوز مريحة المحيا ..على الرغم مما كانت تتكبده من عناء فى سيرها..ما أن وصلت الى هديل حتى انحنت عليها تقبلها و تحضنها ..:أنا آسفه يا ابنتى ماكان عليّ ان افعل هذا .. لكنه الفقر أعيا حيلتنا و أعمى بصيرتنا..
أقتربت منها أ.عبير و ربتت على كتفها : لاعليك ياخالة ..انها بخير الآن ..إرهاق بسيط.. هل انتي جدتها…؟؟
… نعم يا ابنتي ..أترين هذه الحسناء الصغيرة أمامك..انها ابنة ابني الذي مات.. لقد زوجته لحسناء مثلها تماما ..انها أمها .. و لكنه طلقها وترك لها حرية تربية ابنتها .. رفضه هو لأنها تذكره فى زوجته السابقة ..و رفضتها هي لأنها لاتريد ان تتذكر شيئا يربطها به..و أصبحت الصغيرة ضحية زواج فاشل .. كل أم فى هذه الدنيا تزوج أبنها و ابنتها لكي تستريح ….أما انا فقد جاءني الهم صحيح.. لم تكمل الجدة القصة إلا و أ.عبير قد انخرطت فى البكاء..
………… لماذا لايقدر الآباء نعمة الأبناء.. لماذا لايتفكرون فى حسنهم و براءتهم..؟؟!
سألتها الجدة .:هل انتى متزوجة..؟
ردت :نعم و ماكادت الجدة تسأل :هل لديك……………
حتى قالت:أنا لا أنجب..على الرغم من انى لا استطيع الإنجاب إلا ان زوجي لم يتزوج بأخرى مع اننى ألح عليه بذلك….
و بعد فترة قصيرة من الصمت سادتها لغة الدمع فتحت هديل عينيها.. التفتت حولها فوجدت جدتها فبكت من شدة خوفها.. احتضنتها جدتها.. :انظري الى شكلك انتى لاتأكلين جيداً.. واصبح هيكلك العظمي بارزا جداً كما انك تشبهين الفزاعة..
قالتها جدتها وهى تحضنها و تضغط على انف هديل بإصبعها..
ضحكت هديل ببراءة..
…………….يا إلهي ..الضحكة ذاتها..أيعقل..؟ انها تشبهها كثيرا ………..
ألتفتت هديل الى أ.عبير ..كانت نظرتها غامضة لم تستطع ان تحكم عليها .. أهي نظرة رضا أم غضب..؟؟
سرعان ماقطعت حيرتها بإبتسامة صفراء بدأت بالإتساع شيئا فشيئا.. حتى اصبحت فرحة ممزوجة بالإمتنان والشكر…..
أقتربت أ.عبير منها و طبعت قبلة على رأسها الصغير …… بادرتها بإبتسامة هادئه جداً….
وقعت هذه الإبتسامة وقعها على قلب عبير.. أرادت ان تقطع هذا السيل من الدموع .. تناولت حقيبتها و ذهبت مسرعة لمنزلها..
هناك اعطت لعينيها الأحقية فى البكاء دون توقف.. كانت دموعها تشبه قطرات المطر سوى في حرارتها..
دخلت أختها الوحيدة: مابالك..؟لماذا تأخرتي..؟ هل حدث شئ ما..!!! حسناً ..سأتركك حتى تهدأي
…… وفي المساء .. اخبرت أ.عبير اختها بالقصة كاملة..
أثرت فى اختها ..نسرين…..حتى انها بكت وهي التى لم تبكي منذ 4 سنوات ..فقد تذكرت ابنتها…
و بعد ذلك بيومين .. طلبت أ.عبير من طالباتها أن يقمن حفلة لهديل اذا عادت.. و أن يعاونها فى أداء واجباتها.. كما ان يدافعن عنها اثناء سخرية الفتيات و استهزائهن بها..
أبدى الجميع تجاوباً….و في اليوم التالي حظرت أ.عبير مبكرة لكي تقوم بتزيين الفصل و تحضير العصائر و الحلويات.. فتفاجأت بأن الفصل قد تم تزيينه و كان واضحا انه بواسطة أنامل ناعمة..
و قد خط على السبورة بخط طفولي صغير …………………………. الحمد لله على السلامة
و قد امتلأ الفصل بالهدايا و الطعام فأسرعت تكمل ما بقي من التزيين..و أثناء دخول الفصول أختبأوا جميعا فى الساحة ..و انتظرن دخول هديل للفصل أولا… ثم سيتبعونها..
دخلت هديـــــــــــــــــــــل .. وكانت الأنوار مطفأه.. أضاءت مصابيح الفصل ..و تفاجأت لماذا كل هذه البهرحة..؟؟و حينما كانت تقف مشدوهه أمام كل هذة الأشياء التى لم تعهدها و لم ترها..
بعدها دخلت أ.عبير و أغمضت عينا هديـــل حتى جلست كل طالبة فى مكانها و معها هديتها.. و ما أن فتحت هديل عينيها حتى تسابق الكل يقدم الهدايا و الحلويات…. كانت سعيدة جداً جدا ً جداً….فهي لم تحتفل أبدا فى حياتها…كانت أحد الهدايا المقدمة طبق كبير من الشوكولا …… كان مقدماً من العم أبو صالح…
عجز لسان هديل عن الشكر سوى أنها أنشدت……
دعيني الآن يا أماه ….
……………………… أقبل رأســـــــك الزاكي
أرشف عطر يمناك….
……………………… أحس بنبضك الحاني
كان صوتها عميقا و هادئا و ذا ترانيم هادئة..لم يسمعها أحد تنطق بكلمة واحدة ..حتى جدتها …. لم تكن تتكلم معها .. كانت صامته دائما ..
وبعد هذه الحادثة .. انتظمت هديل و اصبح لديها الكثير الكثير من الصديقات.. و اصبحت مجتهدة فى دراستها …
قبل هذا و ذاك .. كان لديها ابتسامة لامعة ساحرة .. وعينان نديتان ..علمتها أ.عبير كيف تسرح شعرها ..وكيف تغسل ملابسها.. أصبحت هديل رائعة بمعنى الكلمة ..حتى انها توجهت مثالية للمدرسة…
وفي يوم من الأيام .. كانت أ.عبير ترصد الدرجات و كانت نسرين(أختها) تساعدها فى ذلك.. حتى وصلت لإسم
..**هديــــــــــــــــل**..
توقفت بعدها
نظرت عبير الى نسرين : اكملي هيّا .. مابك؟؟
§ هديل..
§ هديل..؟! …. ماذا بها..؟
§ انها…انها… انها ابنتي…..
§ نظرت عبير الى أختها:ماذا تقولين..؟
لا تقولي لي انك انتي التى تركت ابنتها وحدها……
لا تقولي لي بأنك القاسية التى تركت ذلك الملاك الصغير يتعذب و يتلون بألوان الأسى..
هيّا … قولي غيرها..اعلم انك حنونة..لا أصدق انك تفعلين هذا…
§ أخشى ذلك .. لكنها الحقيقة .. يا إلهي .. يجب ان أراها… يجب ان تعود ابنتي اليّ..
§ و بأي وجة ستقابلينها..؟؟ يجب ان تتأكدي فعلاً انها ابنتك..
§ اسم والدها…………………………..
بعدها تذكرت عبير أن ملامح هديل هي ذاتها لنسرين..
اصيبت بدوار.. يا إلهي… هل يعقل..؟ هل يمكن أن أكون خالتها…؟؟!!
فى اليوم التالي حضرت عبير للمدرسة لكن ليست وحدها بل حضرت معها نسرين لترى ابنتها بعد 8 سنين….
دخلت أ.عبير الفصل وألقت التحية .. طلبت هديل على انفراد..كلمتها فى الخارج..
§ كيف حالك..؟.. ما أخبار جدك و جدتك..!!!!
§ انهما مريضان لا أعلم ماذا أفعل..؟
§ حسناً… سأفكر فى الموضوع لاحقا… الآن يوجد معي شخص ربما ترغبين برؤيته..
ذهبت معها وهي مذهوله من أسلوبها ..فهي تبدو مرتبكة…
دخلت المعمل حيث كانت نسرين .. ما إن رأت هديل حتى أقبلت عليها تقبلها… و قالت وهي تحضنها ..آآآه ياصغيرتى .. لقد كبرتِ…انا آسفة لأنى تركتك وحيدة.. لكنها الظروف…..
لم تفهم هديل من الكلام شئ.. لكن أ.عبير اقتربت منها وقالت…:

انها أمك ياهديل … أمــــــــــــــــــــــــــــــــــــك………

ما أن سمعت هديل هذا الكلام حتى ابتعدت عن أمها و الشرر يتطاير من عينيها الصغيرتين..
قالت أ.عبير..: مابك يا هديل..؟ ألم تكوني تتمني رؤية والدتك..؟ ألم تنشدي فيها أعذب الأناشيد..؟؟؟…….. هاهي أمامك الآن…
لكن هديل أجابت…:
لم تكن هي فى يوم من الأيام ترغب برؤيتى .. دفعتني لهذه الحياة وحدي و أنا بضع منها .. دعيها تذوق ما ذقته… لا أريدك ولا أريد أن أراكي…………..
خرجت تركض لفصلها و الدموع تتسابق على وجنتيها..
…….أما نسرين فقد بقيت مذهولة مما حدث .. لم تستطع التعبير لا ببكاء ولا بدموع ولابشئ….
حينها … نزلت كلمات عبير كالصاعقة ,,, كأنما أحداً صب على جسدها الماء البارد..
توقعت هذا للأسف… كنتي قدوتي.. لم أتوقع فى يوم أن تكوني بقساوة أن تتركي طفله عمرها شهر برغبتك وتقولي ان زوجك منعك منها ……. لكنك الآن أصبحتِ ذات صورة مشوهه …………………….. للأسف..
خرجت نسرين مسرعة .. حينما كانت تود قطع الشارع .. اتت سيارة تسير بسرعة جنونيه ..و اصطدمت بها … من لحظتها فقدت الحياة..
جاء للخبر مؤلما للكل … خصوصاً عبير التى للتو انتهت من مشادة معها..
اما هديـــــــــــــــــل .. احتفظت بدموعها رغم تأثر قلبها ..لم تنزل دمعة واحدة..
وبعد أسبوع…. حينما هدأت الأوضاع .. عادت أ.عبير لفصلها..وسط جو محزن ..تعاطف الكل معها … و الكل كان يعلم ان من ماتت هي اختها ولم يكن أحد يعلم أنها..أم هديل….
و بعدما عادت هديل الى المنزل وجدت جديها نائمين.. أرادت أن توقظ جدتها لتحضر الطعام .. لكنها لم تجب ..فتوجهت الى جدها الذي لم يستيقظ ايضاً…
نزلت الى جارتهم و قالت لها ما حصل.. حينما دخلت الجدة المنزل و توجهت الى جدتها وجدتها جثة هامدة .. وهذا ما حصل لجدها أيضا…
لقد ناما و أشعلا مدفأة الفحم ..وهما يعانون من الربو ..و استنشقا غاز أول أكسيد الكربون .. الذي أغلق على قلوبهم ,,,,, فماتـــــــــــــــــــــوا…
علمت هديل أنهما فارقا الحياة … بكت عليهما بكاءً مريراً طويلاً…
و الآن…………….
لم يبقى لهديل فى الحياة سوى خالتها عبير..
توجهت إليها فى أحد الأيام المطيرة وقالت لها …:
………..معلمتى …
إن حبك فى قلبي كبير.. بل أنتي أول شخص غريب يدخل قلبي.. ولاتنسي أن دمك يسري فى عروقي…
بصراحة… لا أرضى بغيرك لي أما… ولا أرضى بغيرك وطناً..
أنتي آخــــــــــــــر من بقي لي…
فهل تقبليني أبنة لكِِ..؟؟!!!!!!!!

كان الجواب هو….
…………………………….عناق حار دام طويلاً تحت المطر……

امممممممممممم

مافي ردود………………

رااااااااااائعة ومؤثرة ..

تعبر عن مشاكل اجتماعية بأسلوب مبسط ..

وأجمل ما فيها أنها لم تحتوي على وصف مُـسهَب فيه ( وهذا ما لا أطيقه !! ) ..

وأحداثها متلاحقة ( وفيها شيء من السرعة في العرض , وهذه تكون شبه عيب في القصة ) ..

يعني لو وصفت حالها أكثر بعد مقابلتها لأمها _ وصفاً مختصراً _ وأسهبت قليلاً عن حالها بعد وفاة جدها وجدتها لكانت أجمل ..

لكنها مجملاً ..

راااااااااااااااااائعة ..

استمري والله يرعاك ..

بوركت ..

الإيجابية ..

الله يجبر بخاطرك…. أشكرك على مرورك

فعلاً … المفروض أوصف حالها (هديل) بعد وفاة جدها وجدتها …..لاكي

لكن ,,, خيرها فى غيرها ….

المجتمع صار فيه مشاكل كثيييييييييييييير زي مشكلة هديل ..

واللى كمان أبغى أوصله..ان المعلمات لهم دور كبير جدا فى شخصية الطالبات وحياتهم

فلو أن أ.عبير ما اهتمت بهديل وشجعت البنات على الحفلة و الدفاع عنها كان بقي حال هديل ..و بدل عذابها بسبب وفاة والدها و ابتعاد والدتها كمان حياتها فى مدرستها تجيب الهم مع صغر سنها…

مجرد رأي …. بس والله المعلمات يأثرون كثيييييييييييييييييييييييييييييييييييييير

أسألوني أنا لاكي

مرحبا بالجميع..لاكي

لاكي لاكي لاكي

راااااااائعة لدرجة انها ابكتني
وانا اوافقك ان للمعلمات أثر كبير على الطالبات لكن من يقدر المسئوليه!
استمري رونه بالتوفيق ..

..يـــــــــــــــــــــــــــــــاهلا بـــبنت العم…

وين الناس يا ابله؟؟؟لاكي

نورتي والله فجوره… اهلين

انتى الآن فى موقع هالمسؤلية.. فلا تنسي هديل …………..لاكي لاكي

سعيدة بتواصلك الدائم…… حفظك الوالي

مرحباا غاليتي

اهي من كتاباتـــــــــــك اهااااااااااا

إذن حتما ستكون جميله

سامحيني سأعود لأقرهااا أوكي

يلا سلام يا بطه

هلا بندى والله …………. هلا

انتظر رأيك ياقمر

نورتي

ر ا ئـ ع ة

لي عودة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.