والعلماء العاملين
محمد بن إدريس الإمام الشافعي رضي الله عنه
(الجزء الاول)
=======================
يكنى أبا عبد الله
الاسم: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع القرشى المطلبى، أبو عبد الله الشافعى المكى (نزيل مصر إمام عصره و فريد دهره)
المولد: 150 هـ
الطبقة: 9 : من صغار أتباع التابعين
الوفاة: 204 هـ بـ مصر
روى له: خت د ت س ق (البخاري تعليقا – أبو داود – الترمذي – النسائي – ابن ماجه)
رتبته عند ابن حجر: المجدد لأمر الدين على رأس المائتين
رتبته عند الذهبي: الإمام، ناصر الحديث، ثقة .
عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال قال الشافعي ولدت بغزة سنة خمسين ومائة وحملت إلى مكة وأنا إبن سنتين
قال وأخبرني غيره عن الشافعي قال لم يكن لي مال فكنت أطلب العلم في الحداثة أذهب إلى الديوان أستوهب الظهور أكتب فيها
وعن حسين الكرابيسي قال سمعت الشافعي يقول كنت إمرءا أكتب الشعر وآتي البوادي فأسمع منهم وقدمت مكة وخرجت وأنا أتمثل بشعر للبيد وأضرب وحشي قدمي بالسوط فضربني رجل من ورائي من الحجبة فقال رجل من قريش ثم إبن المطلب رضي من دينه ودنياه أن يكون معلما ما لشعر الشعر إذا استحكمت فيه قعدت معلما تفقه يعلك الله، قال فنفعني الله بكلام ذلك الحجبي، ورجعت إلى مكة وكتبت عن إبن عيينه ما شاء الله أن أكتب ثم كنت أجالس مسلم بن خالد الزنجي ثم قدمت على مالك فكتبت موطأه فقلت له يا أبا عبد الله أقرأ عليك فقال يا بن أخي تأتي برجل يقرؤه علي وتسمع فقلت أقرأ عليك فتسمع إلى كلامي فقال إقرأ فلما سمع قرأت عليه حتى بلغت كتاب السير قال لي اطوه يا بن أخي تفقه تعل
وعن محمد بن إسمعيل الحميري عن أبيه قال كان الشافعي يطلب اللغة والعربية والشعر وكان كثيرا ما يخرج إلى البدو فيحمل مافيه من الأدب فبينما هو يوما في حي من أحياء العرب جاء إليه بدوي فقال له ما تقول في إمرأة تحيض يوما وتطهر يوما قال ما أدري قال يا بن أخي الفريضة أولى بك من النافلة فقال له إنما أريد هذا لذاك وعليه قد عزمت وبالله التوفيق ثم خرج إلى مالك بن أنس .
وعن الحميدي عن الشافعي قال كنت يتيما في حجر أمي ولم يكن معها ما تعطي المعلم وكان المعلم قد رضي مني أن أخلفه إذا قام فلما ختمت القرآن دخلت المسجد فكنت أجالس العلماء فأحفظ الحديث والمسألة فكنت أنظر إلى العظم يلوح فأكتب فيه الحديث والمسأله وكانت لنا جرة عظيمة فإذا امتلأ العظم تركته في الجرة وفي رواية أخرى فامتلأ من ذلك حبان .
وعن اسمعيل بن يحيى قال سمعت الشافعي يقول حفظت القرآن وأنا إبن سبع سنين وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين .
وعن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال يروي في الحديث أن الله تعالى يبعث على رأس كل مائة سنة من يصحح لهذه الأمة دينها فنظرنا في المائة الأولى فإذا هو عمر بن عبد العزيز ونظرنا في المائة الثانية فنراه الشافعي
وقال مسلم بن خالد الزنجي للشافعي يا أبا عبد الله أفت الناس آن والله أن تفتي وهو إبن دون عشرين سنة .
وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال قلت لأبي يا أبة أي رجل كان الشافعي سمعتك تكثر من الدعاء له فقال يا بني كان الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للناس فانظر هل لهذين من خلف أو عوض .
وعن الميموني قال سمعت أحمد بن حنبل يقول ستة أدعو لهم في السحر
أحدهم الشافعي .
وعن ابن راهوية قال كنت مع أحمد بمكة فقال لي تعالى حتى أريك رجلا لم تر عيناك مثله فأراني الشافعي .
وعن يونس بن عبد الأعلى قال سمعت الشافعي وحضر ميتا فلما سجينا عليه نظر إليه وقال اللهم بغناك عنه وفقره إليك اغفر له .
وعن الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول ما أوردت الحق والحجة على أحد فقبلهما مني إلا هبته وإعتقدت مودته ولا كابرني على الحق أحد ودافع الحجة إلا سقط من عيني .
وعن أحمد بن خالد الخلال قال سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطىء .
وعن الحسين الكرابيسي يقول سمعت الشافعي يقول ما ناظرت أحدا قط إلا أحببت أن يوفق ويسدد ويعان ويكون عليه رعاية من الله وحفظ وما ناظرت أحدا إلا ولم أبال بين الله الحق على لساني أو لسانه .
الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول أشد الأعمال ثلاثة الجود من قلة والورع في خلوة وكلمة الحق عند من يرجى ويخاف .
وعنه قال سمعت الشافعي يقول لوددت أن الخلق يتعلمون مني ولا ينسب إلي منه شيء .
وسمعته يقول طلب العلم أفضل من صلاة النافلة .
وعن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال سمعت الشافعي يقول طالب العلم يحتاج إلى ثلاث إحداها حسن ذات اليد والثانية طول عمر والثالثة يكون له ذكاء .
وعن الربيع قال قال الشافعي من طلب الرياسة فرت منه وإذا تصدر الحدث فاته علم كثير .
وعن يونس بن عبد الأعلى قال قال لي الشافعي يا يونس إذا بلغك عن صديق لك ما تكرهه فإياك أن تبادره بالعداوة وقطع الولاية فتكون ممن أزال يقينه بشك ولكن القه وقل له بلغني عنك كذا وكذا واحذر أن تسمي له المبلغ فإن أنكر ذلك فقل له أنت أصدق وأبر لاتزيدن على ذلك شيئا وإن اعترف بذلك فرأيت له في ذلك وجها لعذر فأقبل منه وإن لم تر ذلك فقل له ماذا أردت بما بلغني عنك فإن ذكر ماله وجه من العذر فإقبل منه وإن لم تر لذلك وجها لعذر وضاق عليك المسلك فحينئذ أثبتها عليه سيئة ثم أنت في ذلك بالخيار إن شئت كافأته بمثله من غير زيادة وإن شئت عفوت عنه
والعفو أقرب للتقوى وأبلغ في الكرم لقول الله تعالى (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله) فإن نازعتك نفسك بالمكافأة فأفكر فيما سبق له لديك من الإحسان فعدها ثم أبدر له إحسانا بهذه السيئة ولاتبخسن باقي إحسانه السالف بهذه السيئة فإن ذلك الظلم بعينه يا يونس إذا كان لك صديق فشد يديك به فإن إتخاذ الصديق صعب ومفارقته سهل .
قال وسمعت الشافعي يقول يا يونس الإنقباض عن الناس مكسبة للعداوة والإنبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء فكن بين المنقبض والمنبسط .
وعن أحمد بن الوزير قال ثنا محمد بن إدريس الشافعي قال قبول السعاية شر من السعاية لأن السعاية دلالة والقبول إجازة وليس من دل على شيء كمن قبل وأجاز .
قال وتنقص رجل محمد بن الحسن عند الشافعي فقال له مه لقد تلمظت بمضغة طالما لفظها الكرام .
وعن الربيع بن سليمان قال قال الشافعي إستعينوا على الكلام بالصمت وعلى الإستنباط بالفكر .
وعنه قال قال لي الشافعي يا ربيع رضا الناس غاية لاتدرك فعليك بما يصلحك فالزمه فإنه لاسبيل إلى رضاهم واعلم أنه من تعلم القرآن جل في عيون الناس ومن تعلم الحديث قويت حجته ومن تعلم النحو هيب ومن تعلم العربية رق طبعه ومن تعلم الحساب جزل رأية ومن تعلم الفقه نبل قدره ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه وملاك ذلك كله التقوى .
وعن المزني قال سمعت الشافعي يقول من تعلم القرآن عظمت قيمته ومن نظر في الفقه نبل مقداره ومن تعلم اللغة رق طبعة ومن تعلم الحساب جزل رأيه ومن كتب الحديث قويت حجته ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه .
ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطىء .
ما أحوجنا إلى هذه اليوم..
جزاكم الله خيراً..
……
بارك الله بك وبعملك
شكرا على المعلومات
وجزاك الله كل الخير