أسأل الله أن ينفع بكم البلاد و العباد و أن يهديني و إياكم إلى سبل الرشاد،
و أحبكم في الله
لعلك تساءلت – أختي الحبيبة – وحدثتك نفسك ؛ من هو أصغر
سجين في العالم ؟؟
و ماهي تهمته ؟ و كم سنه؟ و غيرها من الأسئلة ….
و ربما منكم من عرف هذا السجين بفضل الله ثم فراسته و كثرة مطالعاته.
أما من دفعه الفضول لرؤية هذا السجين فأسوق له حديث بن
مسعود رضي الله عنه و أرضاه ليعرفه بأصغر سجين في العالم:
"ما شيءٌ أحق بطول حبسٍ من لسان"
هل عرفته يا أخي الحبيب؟
إنه اللسان ، تلك العضلة التي وراءها كل معضلة .. يقول فيه الحبيب – صلى الله عليه وسلم – : ( من يضمن لي ما بين لحييه
وما بين رجليه أضمن له الجنة ) [ أخرجه البخاري ] ..
وقد قيل قديما : { اللسان عضو صغير يكشف به الأطباء عن
أمراض الجسد والحكماء عن أمراض النفس } ..
– يروى أن المغيرة بن شعبة قال لعمر بن الخطاب – رضي الله عنه – :
أنا بخير ما أبقاك الله ؛ فقال عمر : أنت بخير ما اتقيت الله .. فانظر – بارك الله فيك – إلى ضبط اللسان ، واختيار الألفاظ ،
وإلجام النفس بلجام التقوى والحزم ، فلله در الهمم ..
و أخرج أحمد بإسناده عن بلال بن الحارث – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : " إن الرجل ليتكلم
بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب
الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من
سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عليه بها سخطه إلى
يوم يلقاه " ( صححه الألباني في السلسلة الصحيحة : 2 /
579 ) ؛ فكان علقمة يقول : كم من كلامٍ قد منعنيه حديث بلال بن الحارث .
قلت : وصدق الأول إذ يقول :
كم في المقابر من قتيل لسانه *** كانت تخاف لقاءه الشجعان
ويقول الآخر في نفس المعنى :
يصاب المرء من عثرة بلسانه *** وليس يصاب المرء من عثرة الرجل
– ثم تأمل بورك فيك أخي الشاب في ميزان الكلام الذي يحدثنا عنه ابن مسعود – رضي الله عنه – حيث يقول : ( من كان كلامه لا يوافق عمله فإنما يوبخ نفسه ) ، فاعرض ما تقوله على هذا الميزان واختبر نفسك ، وزِن كلامك ..
ومضة :
أصعب من علم الكلام فنُّ الصمت ..
منقول