السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كريم الشاذلي
الغيبة لها مذاق خاص تستحسنه القلوب المريضة، وتتلذذ به النفوس الخربة، و هي صفة ممقوتة شرعاً، بغيضة عرفاً، يقول عدي ابن حاتم الطائي رضي الله عنه: ( الغيبة مرعى اللئام)، فهي دليل على نقص الورع و الإيمان، و إشارة إلى تمكن الشيطان من القلب.
و على كل من يطمح في كسب قلوب الناس أن يتورع عن تلك الصفة المذمومة، و ينأ بنفسه بعيداً عن مجالس الغيبة و الكلام في أعراض الناس و التلذذ بذكر عيوبهم، فالمغتاب – بخلاف توعد الله له- تجده منزوع الهيبة، فاقد الاحترام، لا يأمن لسانه، و يتجنبون الحديث عن أسرارهم أو ما يهمهم أمامه.
و لسان حالهم: من اغتاب اليوم فلان أمامي، سيغتابني غداً أمام سواي.
تعريف الغيبة
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " أتدرون ما الغيبة؟ ذكرك أخاك بما يكره، إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، و إن لم يكن فيه، فيه فقد بهته".
و على كل من يطمح في كسب قلوب الناس أن يتورع عن تلك الصفة المذمومة، و ينأ بنفسه بعيداً عن مجالس الغيبة و الكلام في أعراض الناس و التلذذ بذكر عيوبهم، فالمغتاب – بخلاف توعد الله له- تجده منزوع الهيبة، فاقد الاحترام، لا يأمن لسانه، و يتجنبون الحديث عن أسرارهم أو ما يهمهم أمامه.
و لسان حالهم: من اغتاب اليوم فلان أمامي، سيغتابني غداً أمام سواي.
تعريف الغيبة
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " أتدرون ما الغيبة؟ ذكرك أخاك بما يكره، إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، و إن لم يكن فيه، فيه فقد بهته".
الغيبة إذن هي ذكر شيء تعلم أن أخاك يكرهه حتى و إن كان فيه.
و البهت هو القول بالباطل، كـأن ترميه بما هو منه براء.
و عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم، رجلا، فقالوا: لا يأكل حتى يطعم، و لا يرحل حتى يرحل له، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: اغتبتموه، فقالوا: يا رسول الله ! إنما حدثنا بما فيه.
قال: حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه.
و يعرفها الإمام النووي-رحمه الله- بقوله: (ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلقه أوخُلقه أو ماله أو والده أو ولده أو زوجه أو خادمه أو ثوبه أو حركته أو طلاقته أو عبوسته أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز).
و قد تتخذ الغيبة شكلا ملتفاً، كأن يقول الشخص حينما يذكر نفر من الناس: ( الله المستعان، الله يهدينا و يهديه، الله يعافينا).
و توعد الله سبحانه و تعالى للمغتاب أشد العذاب، و لقد حدث و أن مرّ النبي صلى الله عليه و سلم بقبرين، فقال: إنهما ليعذبان، و ما يعذبان في كبير، أما أحدهما فيعذب في البول، و أما الآخر فيعذب في الغيبة.
و لقد شبه ربنا جلّ و علا المغتاب بآكل لحم الميت، و هو تشبيه شديد، صعب، المقصود به تنبيه المؤمنين، و كذلك إرهاب ذوي القلوب المريضة المعتلة التي تجد في ذكر عيوب الناس أنس و حلاوة، قال تعالى: " و لا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه و اتقوا الله إن الله تواب رحيم" الحجرات
إن من فضل الله على العباد أنه استحب ستر عيوب الخلق، و لو صدق اتصافهم بها. و ما يجوز لمؤمن أن يتشفى بالتشنيع على مسلم، و لو ذكره بما فيه، فصاحب الصدر السليم يأسى لآلام العباد، و يشتهي لهم العافية.
أما التلهي بسرد الفضائح، و كشف المستور، و إبداء العورات، فليس مسلك المسلم الحق.
و البهت هو القول بالباطل، كـأن ترميه بما هو منه براء.
و عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم، رجلا، فقالوا: لا يأكل حتى يطعم، و لا يرحل حتى يرحل له، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: اغتبتموه، فقالوا: يا رسول الله ! إنما حدثنا بما فيه.
قال: حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه.
و يعرفها الإمام النووي-رحمه الله- بقوله: (ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلقه أوخُلقه أو ماله أو والده أو ولده أو زوجه أو خادمه أو ثوبه أو حركته أو طلاقته أو عبوسته أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز).
و قد تتخذ الغيبة شكلا ملتفاً، كأن يقول الشخص حينما يذكر نفر من الناس: ( الله المستعان، الله يهدينا و يهديه، الله يعافينا).
و توعد الله سبحانه و تعالى للمغتاب أشد العذاب، و لقد حدث و أن مرّ النبي صلى الله عليه و سلم بقبرين، فقال: إنهما ليعذبان، و ما يعذبان في كبير، أما أحدهما فيعذب في البول، و أما الآخر فيعذب في الغيبة.
و لقد شبه ربنا جلّ و علا المغتاب بآكل لحم الميت، و هو تشبيه شديد، صعب، المقصود به تنبيه المؤمنين، و كذلك إرهاب ذوي القلوب المريضة المعتلة التي تجد في ذكر عيوب الناس أنس و حلاوة، قال تعالى: " و لا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه و اتقوا الله إن الله تواب رحيم" الحجرات
إن من فضل الله على العباد أنه استحب ستر عيوب الخلق، و لو صدق اتصافهم بها. و ما يجوز لمؤمن أن يتشفى بالتشنيع على مسلم، و لو ذكره بما فيه، فصاحب الصدر السليم يأسى لآلام العباد، و يشتهي لهم العافية.
أما التلهي بسرد الفضائح، و كشف المستور، و إبداء العورات، فليس مسلك المسلم الحق.
الخلاصة
كن في مجالس الناس كالبلسم، و لا تذكر أحد بشر، و غالب نفسك، وألجم لسانك، و عوده قول الحسن من الكلام.
و لا تسمح لأحد أن يذكر أخاك بسوء أمامك، بل ذب عن عرضه، واسمع لتلك البشارة النبوية، (من ذب عن عرض أخيه بالغيبة: كان حقاً على الله أن يعتقه من النار).
حتى و إن أغضب هذا بعض الحضور لوقت، فلا عليك، فإنهم عما قريب سيحفظون لك طيب أصلك، و نبل أخلاقك، و طهارة قلبك.
و سيعلمون أنك عف اللسان.. أمين على أعراض الناس.. وفيّ.. تذب عن الغائب..
و احذر كذلك أن يكون لك وجهين، و تظن بأنك سوف تكسب جميع الناس، لا، فذو الوجهين يكشف سريعاً، و لا ينطلي خداعه على أحد هذا غير توعد رسول الله صلى الله عليه و سلم له في الحديث الصحيح: " تجدون شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه، و هؤلاء بوجه"
لافتة
روي أن الحسن قيل له: إن فلاناً اغتابك، فبعث إليه الحسن رطباً على طبق، و قال، بلغني أنك أهديت إليّ من حسناتك، فأردت أن أكافئك عليها، فأعذرني، فأنا لا أقدر أن أكافئك على التمام.
حكمة
قال الصحابي الجليل أنس ابن مالك رضي الله عنه " أدركت بهذه البلدة – المدينة – أقواماً لم يكن لهم عيوب، فعابوا الناس، فصارت لهم عيوب، و أدركت بهذه البلدة أقواماً كانت لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب الناس، فنسيت عيوبهم".
و لا تسمح لأحد أن يذكر أخاك بسوء أمامك، بل ذب عن عرضه، واسمع لتلك البشارة النبوية، (من ذب عن عرض أخيه بالغيبة: كان حقاً على الله أن يعتقه من النار).
حتى و إن أغضب هذا بعض الحضور لوقت، فلا عليك، فإنهم عما قريب سيحفظون لك طيب أصلك، و نبل أخلاقك، و طهارة قلبك.
و سيعلمون أنك عف اللسان.. أمين على أعراض الناس.. وفيّ.. تذب عن الغائب..
و احذر كذلك أن يكون لك وجهين، و تظن بأنك سوف تكسب جميع الناس، لا، فذو الوجهين يكشف سريعاً، و لا ينطلي خداعه على أحد هذا غير توعد رسول الله صلى الله عليه و سلم له في الحديث الصحيح: " تجدون شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه، و هؤلاء بوجه"
لافتة
روي أن الحسن قيل له: إن فلاناً اغتابك، فبعث إليه الحسن رطباً على طبق، و قال، بلغني أنك أهديت إليّ من حسناتك، فأردت أن أكافئك عليها، فأعذرني، فأنا لا أقدر أن أكافئك على التمام.
حكمة
قال الصحابي الجليل أنس ابن مالك رضي الله عنه " أدركت بهذه البلدة – المدينة – أقواماً لم يكن لهم عيوب، فعابوا الناس، فصارت لهم عيوب، و أدركت بهذه البلدة أقواماً كانت لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب الناس، فنسيت عيوبهم".
…
بارك الله فيك ونفع بك
لا اله الا الله ..
جزاك الله خيرا يالغلا
سبحان الله وبحمده