يهجم عليك من كل ناحية .. من كل صوب .. ويزداد قسوته إذا لم تكن تتوقع مصدر الألم .. إذا كان من أقرب الناس إلى قلبك الصغير .. وأشدهم ألتصاقاً به .. إذا مسهم هم أيضاً الألم..
بحثت طويلاً عن مصدر الألم والهموم .. فلم أجد سوى الإنسان نفسه .. نعم أنت سبب همومك .. ومشاكلك .. أحياناً يكون الموضوع صغير نحن نصنع منه رواية طويلة ومشاكل كثيرة نحن في غنا عنها ..
أحياناً أخرى نتوقع الألم بشكل قد يسببه لنا .. مثلاً تأخرت عن تسليم ملف هام للمدير.. تفكر في أنك تأخرت .. وأنك ستنال العقاب .. هل سيكون خصماً من راتبك؟؟ أو ستكون كلمات لوم فقط؟؟ هل سيؤثر هذا على ترقيتك؟؟ هل وهل .. وهل .. مما يجعلك تصاب بالقلق والضيق .. وقد يؤثر على نفسيتك ..
لكنك حين تسلم الملف .. يقول لك المدير : شكراً .
دون أن يعاتبك ..
إذن لم يكن هناك داعٍ لكل هذه الأفكار السيئة .. وكل هذا التعذيب للذات ..
إذن
لِم وجد الألم؟؟
سؤال حيرني طويلا .. لكني عرفت – بعد البحث والتمحيص- أنه لو لم اتذوق طعم الألم لما عرفت معنى السعادة .. فمتى تفتقد أنت الصحة؟؟ إذا شعرت بالمرض .. فتحمد المولى عز وجل .. ومتى تشعر أنت بمعنى المال .. إذا احتجت إليه .. فسبحان الله ..حتى الألم نعمة من نعمه عز وجل !!
عجباً للرب الكريم .. الرحيم
الذي ينعم علينا دون أن نجازيه على ما يعطينا ..
دون أن نهتم بالحمد لله على الأقل ..
بل نجزع عند أول مصيبة تعترض طريقنا .. ونصرخ بأن حياتنا كلها مصائب .. وهموم .. وألم .. متناسين كل ما قدم لنا وما يقدم وما سيقدم .. ومع ذلك يحسن إلينا ويرفق بنا ..
فسبحان الله العظيم والحمد لله الكريم حتى في الألم .
لوفكم كلكم