كانت الرطوبة خانقة …
والحر شديد …
الرياح تأتي بأصوات الموج تارة …
وتذهب بها أخرى …
وفي أحد أطراف تلك الجزيرة الصغيرة …
قصر عظيم …
يسكنه حاكم المنطقة (ابن خليفة) …
كان مفتوحاً لاستقبال الزوار …
دخله القنصل الإنكليزي وبيده كتاب…
دفعه إلى الحاكم …
نظر فيه …
فإذا عنوانه (مفتاح الخزائن ، ومصباح الدفائن) …
رفع رأسه …
وسأل القنصل :
– ماذا في الكتاب ؟.
– هذا كتاب يثبت صحة المسيحية ، وأريد من علمائكم الجواب عن ما فيه …
اهتم حاكم البحرين به …
وأرسله إلى العلماء في بلده ليردوا عليه …
فاعتذروا …
أرسله إلى علماء الأحساء …
فاعتذروا …
حزن الحاكم أشد الحزن …
واغتم لذلك …
فقد كاد أن ينتصر القنصل عليه …
(2)
دخل القنصل على حاكم البحرين مرة أخرى …
فوجد الحاكم مسروراً …
بيده كتاب يقلبه …
وما إن رأى القنصل …
حتى دفع إليه الكتاب …
فإذا عنوانه …
(منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب) …
تصفح القنصل الكتاب …
فإذا هو دامغ لشبهاته …
هز رأسه ، وقال ممتعضاً :
– هذا الرد ليس من هنا …
بل هو من نجد …
أومأ الحاكم برأسه وقال :
– نعم ، فقد أخبرني بعض الخاصة أن طالب علم من نجد سكن هنا …
اسمه : عبد العزيز بن حمد بن معمر …
أرسلت بكتابك إليه …
فوعد بالإجابة بعد شهر …
وبعد أيام أرسل هذا الكتاب …
———————————————–
حاشية: الشيخ: عبد العزيز بن حمد بن ناصر بن معمر رحمه الله (1203-1244) ولد في الدرعية، وتعلم فيها على أئمة الدعوة، وكان أبوه من كبارهم مؤلفاته ومقاماته مشهورة، ذهب إلى (البحرين) بعد سقوط الدرعية على يد الباشا، ومات فيها، له قصائد متبادلة مع الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله، وله مرثية للدرعية مشهورة يسميها علماء نجد (الطنانة)، أولها:
إليك إله العرش أدعو تضرعا وأدعوك في الضراء ربي لتسمعا.
كتبه ناصر الفهد
منقووووووووووووووووووول
موقع اسلامية لا وهابية