قصص للفتيان والفتيات
عبد الكريم عبد الله رفعت
-4-
المعامل الخفية
نظرت الأم إلى إبنها وفي شفتيها بسمة حنان وقالت :
– هل تستطيع أن ترى بلاد الهند من خلال سمّ الخياط يا "علي" ؟
تعجب الابن من قولها ، لأنه لم يخطر بباله قط رؤية بلاد الهند من خلال سمّ الخياط قبل اليوم .
أسرع بإحضار إبرة من إبر والدته ، وجلس ينظر من خلال سمه إلى الآفاق البعيدة .
كانت الأم قد عادت إلى مواصلة عملها في البيت ولم تشعر بشيء من فعل ابنها إلا حين نبهها صوته متسائلا وهو ينظر من خلال السم :
– أين بلاد الهند يا أمي ، إنني لا أستطيع أن أراها
حينما رأت المرأة منظر إبنها والإبرة في يده ، لم تستطع أن تتمالك نفسها فأغرقت في الضحك :
– ألم ترها بعد يا حبيبي ويا فلذة كبدي؟
– هل رأيتيها أنت يا أمي ؟
– نعم .. ولكنه مثل يضرب للعقلاء الذين هم بعيدو النظر .
– لم أفهم شيئا .
– لا تقلق نفسك ستفهمه يوماً حينما تكبر .
– حينما أكبر .. حينما أكبر ..
لقد ضجر، لأنه يريد أن يكبر في الحال ، يريد أن يتعلم كل شئ منذ الآن. ولكن أين له ما يريد .
كان في صباح كل يوم – بعد أن يستيقظ من نومه – يقف بجانب الحائط ويبدأ بقياس نفسه.
– أصبحت أطول من العام بقليل ، إذا سار الأمر على هذا المنوال فسأبقى طفلاً لسنين كثيرة .
– متى سأكبر يا أمي ؟
– حينما يحين وقته .
– هل أستيقظ ذات يوم وأرى نفسي كبرت بالمرة؟!
ضحكت أمه لكلامه .
– وهل هذا ممكن يا إبني ؟ بل رويدا رويدا ودون أن تشعر .
ضاق صدر(علي) وقام ليسقي السنادين المتراصة في الشرفة ، لينسي به هموم نفسه.
– هل تستطيع أن ترى بلاد الهند من خلال سمّ الخياط يا "علي" ؟
تعجب الابن من قولها ، لأنه لم يخطر بباله قط رؤية بلاد الهند من خلال سمّ الخياط قبل اليوم .
أسرع بإحضار إبرة من إبر والدته ، وجلس ينظر من خلال سمه إلى الآفاق البعيدة .
كانت الأم قد عادت إلى مواصلة عملها في البيت ولم تشعر بشيء من فعل ابنها إلا حين نبهها صوته متسائلا وهو ينظر من خلال السم :
– أين بلاد الهند يا أمي ، إنني لا أستطيع أن أراها
حينما رأت المرأة منظر إبنها والإبرة في يده ، لم تستطع أن تتمالك نفسها فأغرقت في الضحك :
– ألم ترها بعد يا حبيبي ويا فلذة كبدي؟
– هل رأيتيها أنت يا أمي ؟
– نعم .. ولكنه مثل يضرب للعقلاء الذين هم بعيدو النظر .
– لم أفهم شيئا .
– لا تقلق نفسك ستفهمه يوماً حينما تكبر .
– حينما أكبر .. حينما أكبر ..
لقد ضجر، لأنه يريد أن يكبر في الحال ، يريد أن يتعلم كل شئ منذ الآن. ولكن أين له ما يريد .
كان في صباح كل يوم – بعد أن يستيقظ من نومه – يقف بجانب الحائط ويبدأ بقياس نفسه.
– أصبحت أطول من العام بقليل ، إذا سار الأمر على هذا المنوال فسأبقى طفلاً لسنين كثيرة .
– متى سأكبر يا أمي ؟
– حينما يحين وقته .
– هل أستيقظ ذات يوم وأرى نفسي كبرت بالمرة؟!
ضحكت أمه لكلامه .
– وهل هذا ممكن يا إبني ؟ بل رويدا رويدا ودون أن تشعر .
ضاق صدر(علي) وقام ليسقي السنادين المتراصة في الشرفة ، لينسي به هموم نفسه.
استهوته ألوان الزهور الجميلة ، وارتاح إلى شم روائحها الشذية العبقة ولكن كيف تستطيع هذه الزهور أن تكتسب كل هذه الألوان والروائح ؟
ترى هل هناك شركات تعمل لإنتاج الروائح تحت الترب ؟
وهل هناك معامل تـنسج أوراق الورود الجميلة ..؟
لم يستطيع صبرا . أخذ إحدى هذه السنادين وأفرغ ما فيها من التراب ، وبدأ يـبحث عن بغيته.
رأته أمه ، فتحيرت من فعله ، وقالت في نفسها :
– ترى ماذا يجول بخاطر هذا الصبي؟
– هل تبحث عن شئ يا (علي) ؟ وما هو ؟
أجاب بسرعة :
– عن معامل النسيج . أمر عجيب يا أمي ، ما هو هذا الشيء الذي يعطي هذه الورود كل هذه الألوان والروائح ، لقد حرت في البحث عنه.
ترى هل هناك شركات تعمل لإنتاج الروائح تحت الترب ؟
وهل هناك معامل تـنسج أوراق الورود الجميلة ..؟
لم يستطيع صبرا . أخذ إحدى هذه السنادين وأفرغ ما فيها من التراب ، وبدأ يـبحث عن بغيته.
رأته أمه ، فتحيرت من فعله ، وقالت في نفسها :
– ترى ماذا يجول بخاطر هذا الصبي؟
– هل تبحث عن شئ يا (علي) ؟ وما هو ؟
أجاب بسرعة :
– عن معامل النسيج . أمر عجيب يا أمي ، ما هو هذا الشيء الذي يعطي هذه الورود كل هذه الألوان والروائح ، لقد حرت في البحث عنه.
بدت علامات الغضب ترتسم على محياها ، فنظرت إليه برهة وكادت أن تصرخ في وجهه ولكنها أمسكت نفسها وكتمت غيظها ومشت إليه بهدوء وقالت:
– يظهر أن حب استطلاعك سيجعل منك رجل علم كبير .. هل وجدت المعمل في السندانة ؟
طأطأ رأسه :
– لا لم أجده .. لأنني لم أر بلاد الهند من خلال سمّ الخياط سأنتظر إلى أن أكبر.
– كلا .. لن تجده حتى ولو كبرت ، ذلك لأن المعمل معمل مخفي ولا يُرى .. فهو يعمل بالأمر الآلهي "كن" فيكون ورودا جميلة ذات روائح شذية .
فكر(علي) قليلا وأخذ يفرك رأسه ويغمض عينيه ثم خفض رأسه متحذلقاً.
– و الآن فهمت يا أمي .. إن كل شئ يعمل بإرادة الله سبحانه وتعالى ، فهو الذي خلقنا وهو الذي خلق الأزهار والأثمار والأشجار وهو الذي خولنا حق التصرف فيها كما يشاء هو، لا كما نحن نشاء .. أليس كذلك؟
– نعم هو كذلك يا ابني .
ثم أخذته الأم بين أحضانها وتعانقا طويلا وهو يقول بثقة فطرية راسخة:
– كم هو رائع! لقد تعلمت هذا الآن ولست بحاجة إلى أن أكبر..
وكم كان علي فرحا ومسرورا برؤية أمه وهي سعيدة!
– و الآن فهمت يا أمي .. إن كل شئ يعمل بإرادة الله سبحانه وتعالى ، فهو الذي خلقنا وهو الذي خلق الأزهار والأثمار والأشجار وهو الذي خولنا حق التصرف فيها كما يشاء هو، لا كما نحن نشاء .. أليس كذلك؟
– نعم هو كذلك يا ابني .
ثم أخذته الأم بين أحضانها وتعانقا طويلا وهو يقول بثقة فطرية راسخة:
– كم هو رائع! لقد تعلمت هذا الآن ولست بحاجة إلى أن أكبر..
وكم كان علي فرحا ومسرورا برؤية أمه وهي سعيدة!
إن كل شئ يعمل بإرادة الله سبحانه وتعالى ، فهو الذي خلقنا وهو الذي خلق الأزهار والأثمار والأشجار وهو الذي خولنا حق التصرف فيها كما يشاء هو، لا كما نحن نشاء
سبحان الخالق والمدبر لهذا الكون..
مشكووور
جزاكم الله خيرا على نقلها لنا ,,,,وجزى الله كاتبها خير الجزاء …
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير
سطور عبرها رائعة
وفقك الله
قصة رائعة……
يعطيج العافية…….
بارك الله فيكم