بين فكي الكماشه
كابوس مرعب بات يطبق على صدور الكثير من النساء و الفتيات
لا ذنب لهن سوى السعى الى التعلم او لقمة العيش
لتجد نفسها بين فكى كماشة
بين الرضوخ أو الرفض
بين نيلها للدكتورا أو دفنها لها
بين الاستمرار فى الوظيفة أو طردها منها
تخرج من منزلها، تعد خطواتها بصعوبة، وكأنها في طريقها إلى معركة،
مأساة يومية لكل امرأة عاملة أو فتاة كتب عليها التعايش مع عمل تتعرض فيه للتحرش الصريح.
حيث بات التحرش أو التعرض للأنثى بالإشارة أوالايحاء أو الحركة أو القول الذي يستشف منه المساس بالحياء،
ظاهرة راحت تكبر مثل كرة الثلج يوما بعد يوم، في الجامعة وفي مكان العمل.
فلقـد بقيت هذه الظاهـرة طي الكتمان،
الخوف من الفضيحة ,حساسية الموضوع، والخوف من تلويث السمعة، والخوف من فقدان العمل، والحاجة لكسب العيش.
كما أن التخوف من تعثر الدراسة,
وشعور الضحايا بأن الجاني عليها لن يجد العقاب الرادع له، وأن رئيسها المباشر لن يسمع لها خوفاً على سمعة عمله، واستحالة إثبات حدوث التحرش، والجهل الأنثوي بالقوانين الرادعة للمتحرشين ،
كان الصندوق الحديدي الذي أسرت بداخله لسنين عديدة.
لهذا يبقى التحرش بعيداً عن المعرفة الكاملة، والرصد الحقيقي والواقعي لحالاتها الكثيرة، ويصعب تطبيق العقوبة الرادعة إن لم يكن مستحيلاً,في الكثير من الأحيان.
مما أدى إلى نمو هذه الظاهرة لتصبح آفة العصر التي بدأت تتصاعد في منحىً بياني ستفضي في النهاية إلى أزمة حقيقة للمرأة العاملة و الطالبة الى حد سوى .
و يتفاوت استغلال المراة و الفتاة
فالتى تكون فى حاجة مادية ماسة أكثر للعمل يسهل استغلالها اكثر .
وكلما تدنى ترتيب المرأة في العمل كان استغلالها أكثر.
«مثلا تتعرض الممرضة للتحرش أكثر من الطبيبة ».
« و تتعرض الطالبة للتحرش أكثر من الأستاذة ».
فالطالبات أكثر شعوراً بالخجل، والغضب، والخوف والتشوش، وأقل ثقة، وأكثر شعوراً بخيبة الأمل تجاه تجربتهن الجامعية بعد تعرضهن للتحرش .
و هن أكثر لجوءاً للاستعانة بشخص يقدم لهن الحماية، أو إلى تغيير مجموعات الأصدقاء، أو الامتناع عن المشاركة في الفصل، أو الانسحاب من المساق، أو التغيب عن نشاط ما.
علماً بأنهن نادراً ما يبلغن المسؤولين الجامعيين عن تعرضهن للتحرش.
و يختلف التصرف تجاه هذه القضية من امرأة إلى أخرى،
فالكثيرات يفضلن التغاضي عن المسألة، وتركها تمر بسلام دون إثارتها، خوفاً من معاقبة رب العمل بالطرد من الوظيفة،
الأمر الذي تلجأ إليه المرأة بقبوله، والاستجابة له في معظم الأحيان إلا نادراً, وسجلت حالات قليلة جداً بالنسبة للتحرش كقضية في أقسام الشرطة،
ناهيك عن النتائج الاجتماعية التي تنتج عن هكذا دعاوي، والتي تنتهي في الكثير من الأحيان بمعاقبة المرأة على مبادرتها.
ففي الوقت الذي بدأت فيه دول كثيرة تعتبر" التحرش" ظاهرة يدان بها الرجل أمام القانون والمجتمع،
تبقى المرأة في مجتمعاتنا المدان الأول والأخير،
وقد ارتبط نشوؤها و بلوغها ذروتها بانتشار الفساد المالي و الادارى والأخلاقي خاصة وأن الكثير من حالات التحرش ضد المرأة في العمل تنتج من رؤسائها الرجال، لما يتمتعون به من سلطة ونفوذ وانعدام الرقابة من جهة،
وحاجة المرأة إلى مردود مالي لسد احتياجات عائلاتها أو أسرتها من جهة أخرى
واختيار الصمت هو الجواب الأوحد لما تعانيه.
و لعل ما يثير العجب او بالاصح السخرية و السخط
أن مبررات القبول الاجتماعي، أو بالأصح الصفح عن التحرش بالنساء،
يبدأ من الرغبة في عقاب المرأة على التمرد على دورها التقليدي في المنزل، أو إعاقة النساء الحاصلات على وظائف بحجة ارتفاع نسبة البطالة،
وصولاً إلى قصور في إدراك الرجال للأثر المحزن، والجارح لأفعالهم تجاه النساء، والذي يأتي هنا لعقاب المرأة على تحررها على قيود المجتمع وخروجها من منزلها!
و أسباب التحرش بالمرأة مختلفة،
حيث إن شخصية المرأة تلعب دورا في ذلك، إضافة إلى رزانة السيدة واحتشامها، حيث إن الرجال يعتقدون أن السيدة التي ترتدي ملابس غير رزينة توحي للرجل بأنها سهلة المنال.
و لكن لا بد ان لا ننسى شىء مهم جدا ,
ان الظاهرة تعدت اللباس و الماكياج
و اصبحت تلاحق المحجبات بشىء متزايد يوميا بشكل فظيع ,
و الكل يسعى لرؤية ما تحت غطاء الرأس ,
اذن
التحرش بمختلف أنواعه كظاهرة موجود،
ولكن الشخص الذي يقدم عليه هو شخص ضعيف، ويعاني حرماناً عاطفياً، أو لنقل جوعاً غريزياً يدفعه للتحرش،
فالمشكلة اذنا الحقيقية تكمن عند
الرجل ,
و يتعلق الأمر بالعوامل التنشئة الاجتماعية للرجال فى علاقاتهم بالنساء , و نظرتهم للمرأة على انها مصدر للمتعة فقط ,
و ليست كيانا و فكرا ,
ما يجعلهم يتعاملون معها فى مكان العمل بشكل مختلف عما يتعاملون به معها فى البيت ,
بالاضافة الى اهم سبب فى نظرى نقص فى الوازع الدينى .
ليقودنا هذا الى السبب الرئيسى و المباشر فى هذا كله
الأسرة
أجل الأسرة
وما تزرعه من عادات ثقافية واجتماعية منذ الصغر
حيث إن الأسرة لا تقوم بتعليم وتربية أبنائها كيفية التعامل مع المرأة أو كيفية تعامل المرأة مع الرجل.
مما أدى الى أزمة عقيمة جدا فى
المجتمع
فللأسف في عالمنا العربي هناك أزمة في تصديق المرأة،
المجتمع دائماً يلقي اللوم عليها، ويعتبرها هي المذنبة وأنها هي التي دفعت الرجل للتحرش بها نظراً لسلوكها
ولذلك فإن المرأة تجنح إلى الصمت عندما تتعرض لمثل هذه التحرشات، خشية أن تصبح منبوذة اجتماعياً.
خصوصا مع دور
الاعلام
المتزايد فى تفشى هذه الظاهرة
حيث انه يستغل جسد المراة بصورة مثيرة للاشمئزاز
و بالطبع لا يمكن ان نشير باصابع البراءة لكل
النساء ,
فهناك فئة تساهم فى التحرش ضدها ,
بسبب ارتدائها للملابس الفاضحة أو طريقة كلامها التى تفسح المجال لضعاف النفوس للتمادى معها .
اذن
فالمسايرة أو الانسحاب جميعها لا تقدم حلاً جذرياً لهذه المشكلة، فمع غياب الرادع الأخلاقي عند بعض الأشخاص تبقى هذه المشكلة قائمة،
ومع صمت الكثيرين والكثيرات تتفاقم هذه المشكلة يوماً بعد يوم،
لدرجة أنها توشك أن تصبح أمراً بديهياً ومتوقعاً ودارجاً حتى أصبح من واجب كل امرأة أن تستعد له نفسياً وعملياً حين تفكر ولو للحظة بخوض مضمار العمل.
عليه
"التحرش " ضمن جدران عملها،
ظاهرة لابد من خروجها من قمقمها العقيم والعمل الجاد للحديث عنها،
كانت تقال همساً والآن لا بد ان تقال جهراً وعلانية،
ولا يمكن وضعها تحت بند من بنود تحرير المرأة وإنما ظاهرة مرضية خبيثة لابد من استئصالها من مجتمعنا وبشتى الإشكال
فالموظفة التي تسكت، أو تلجأ إلى ترك العمل، فهي هنا تعاقب نفسها بفعلة غيرها، في حين أن الشخص الآخر هو من المفترض أن يعاقب، وليس هي
و هنا لا بد ان تعلم المراة ان الحل بيدها
فلفظة التحرش ، دخيلة علينا من العالم الغربى ,و لا نستعملها بشكل واضح ومباشر،
بل لدينا وصفان لهذه الحالة هما:
هتك العرض، والتحريض على الفسق والفجور،
وهما اللذان نستخدمهما في قضايا التحرش ،
بمعنى أن هتك العرض موجود في كل القوانين العربية،
ومثال عليه لو قام رجل بلمس يد امرأة، تعد جريمة بنظر المجتمع الشرقي المحافظ، الذي يجرم الملامسة المحسوسة، ووجد لها نص بالقانون.
أما التحريض والرذيلة، فمثلاً شخصاً أعطى امرأة رقم هاتفه، فمن حقها أن تتوجه إلى المخفر، وتسجل بحقه قضية تحريض على الفسق والفجور.
أو شخصا ً في مجال عمله استغل منصبه، وحاول أن يؤثر على موظفة، ودعاها إلى العشاء في شقته مثلاً، فهذا تحريض أيضاً
هذا الى جانب
انه بالإمكان تجنب ذلك من الاول قبل التفكير فى حلول قانونية ,
عن طريق التوعية الجيدة والتنشئة السليمة منذ الطفولة هذا من جهة،
ومن ناحية أخرى يجب الرجوع إلى تراثنا الثقافي والقيمي والديني لنستخرج منه الضوابط ونحسن توظيفها
و على المرأة أو الفتاة أن تكون صريحة مع أهلها أو زوجها فيما يتعلق بهذه الأمور وألا تسكت عما تتعرض له من تحرش وأن تفصح بمشكلتها لمن ترى رجاحة عقله وحسن تصرفه من عائلتها.
ومن جهة أخرى يجب على الأهل أن يتفهموا مشكلة ابنتهم وألا يأخذوا الموضوع على أنها المسببة أو المدانة ويتصرفوا بحكمة.
فيكفيها ما تعانيه من
الترهيب النفسى , القلق و التوتر,قلة النوم الى جانب الكوابيس مما يؤدى الى عدم التركيز, ليؤدى الى العصبية التي تنعكس على العمل والبيت.
الى جانب شعورها بالذنب ,
الى حدود الوصول الى تأثير سلبي على حياتهن العاطفية والاجتماعية والعائلية والجسمية.
مما يترتب عنه
الطلاق اذا كانت متزوجة , و تكوين صورة سلبية عن الرجل و رفض الارتباط و الزواج ان كانت فتاة .
(فرفقا بالقوارير )