[/B]آثــــــــار الذنـــــوب والمعــــاصي
قال رحمه الله :
إن للمعاصـي من الآثــار القبيحــة المذمـــومة ما لا يعلمـــه إلا الله .
فمنها: حـــرمان العلم
فإن العلم نــور يقــذفـــه الله في القلب ، والمعصيـــة تطفـىء ذلك النــــور
ومنها : حرمان الرزق
وفي الحديث : إن العبـــد ليحـــرم الرزق بالذنب يصيــبــه ، فكما أن تقـــوى الله مجلبــة للرزق ، فتـــرك التقـــوى مجلبــة للفقــــر
ومنها : حــرمان الطاعــة
فلو لم يكــن للذنــب عقــــوبة إلا أنـــه يصــــد عن طاعـــة تكـــون بدلـه
ومنها : أن المعاصي تقصر العمر وتمحق البركة
فإن البــر يزيـــد في العمـــر ، فالفجــــور يقصــــر في العمــــر
ومنها : أن المعاصي تزرع أمثـالهـا
ويــولــد بعضهـا بعضـاً ، كما قال بعض السلف : إن من عقوبـــة السيـئة السيئـــة بعدهــا وإن من ثـــواب الحسنـــة الحسنـــة بعدهـــا
ومنها : أن المعصيــة سبب لهوان العبد على ربه
قال الحسن : هانـــوا عليه فعصـــوه ، ولــو عــزوا عليه لعصمهـــم ، وإذا هــان العبــد على الله لم يكرمـــه أحـــد
ومنها : أن المعصية تــورث الذل ولا بـد
فإن العـــز كل العـــز في طاعـــة الله كما قال تعالى : من كان يريــد العــزة فللـه العـــزة جميـعاً .
ومنها : أن المعاصي تفسـد العقـل
فإن للعقل نــوراً ، والمعصيــة تطفىء نـــور العقــل ولا بـــد .
قال بعض السلف : ما عـصى الله أحـــد حتى يغيـــب عقــله
( الجواب الكافي كتاب )
___________________________________________
مفســـدات القلـــب ومكدراتــــه
قال رحمـــه الله :
كُُُُُُثرة الخلطــــة
فأما ما تؤثره كثرة الخلطـــة : فامتـــلاء القلب من دخان أنفــاس بني آدم حتى يســــود ، ويوجب له تشتــتاً وتفرقاً ، وهماً وغمـــاً وضعفاً وحملا لما يعجـــــز عن حمله من مؤنـــة قرنـــاء السوء . هــــــــذا ؟ وكم جلبت خلطة الناس من نقمــة ؟ ودفعت من نعمـــة ؟ وأنزلــت من محنـــة ؟ وعطلت من منحـــة ؟ وأحلت من رزيــــة ؟ وأوقعــت في بليــــة
الطعــــــام
فالإســــراف في الحلال والشبـــع المفـــرط ، فإنــه يثقله عن الطاعـــات ، ويشغله بمزاولة مؤنة البطنــة ومحاولتها حتى يظفر بها ، فالصــوم يضيق مجاريــــه ويسد عليه طرقــــه ، والشبع يطرقها ويوسعها ، ومن أكل كثيراً شرب كثيراً فنام كثيراً فخسر كثيراً .
كثــــــرة النــــوم
إذ النــــوم الكثير يميت القلب ، ويثقل البـــدن ، ويضيع الوقــت ، ويورث كثرة الغفلة والكسل ، ومنه المكروه جداً ومنه الضار غير النافــــع للبـــدن ، وأنفـــع النــــوم ما كان عند الحاجـــة إليه ، ونوم أول الليـــل أحمد وأنفـــع من آخـــــره ، ونوم وسط النهار أنفع من طرفيـــه وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعــــــــه
التعلق بغير الله
وهـــذا أعظـــم مفسداتــــه على الإطــــلاق ، فليس عليه اضــــــر من ذلك ، ولا أقطــــع عن مصالحـــه وسعادته منه ، فإنه إذا
تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به وخذله ، فأعظم الناس خذلاناً من تعلق بغيـــــر الله
التمني
ويفسد القلب أيضاً بركـــــــــوبه بحر التمني وهو بحر لا ساحــــل له ، وهو البحر الذي يركبــــه مفاليس العالـــم ، كما قيل : إن التمني رأس أمـــوال المفاليــــس
فهــــذه الخمسة من أكبر مفســــدات القلب
(كتاب مدارج السالكين )
___________________________________________
الأسباب الجالبــة لمحبــة الله
قال رحمــه الله :
أحدها : قراءة القــرآن بالتدبــر والتفهــم لمعانيـــه وما أريــــد منـــــه .
الثاني : التقــرب إلى الله بالنــوافــل بعد الفرائض ، فإنها توصله إلى درجــة المحبوبيــة بعد المحبـــة .
الثالث : دوام ذكـــره على كل حـــال باللســـان واللقلــب ، والعمل والحـــال . فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر .
الرابع : إيثـــار محابـه على محابك عند غلبـات الهـــوى .
الخامس : مطالعـة القلـب لأسمائــه وصفاتـــه ومشاهدتها ومعرفتــهــا . فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة .
السادس : مشاهدة بره وإحسـانــه وآلائــه ونعمــه الباطنــة والظاهـــرة ، فإنهـا داعيـة إلى محبتـــه .
السابع : وهو من أعجبها ، انكسـار القلب بكليتــه بين يدي الله تعالى .
الثامن : الخلوة به وقت النــزول الإلهــي لمناجاتــه وتلاوة كلامــه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية ثم ختم ذلك بالاستغفار
التاسع : مجالسة المحبين الصادقين ، والتقـاط أطايــب ثمرات كلامهـم كما تنـتـقى أطايب الثمر .
العاشر : مباعـدة كل سبب يحـول بين القلب وبين الله .
( كتاب مدارج السالكين)
من كلام ابن القيــم
وشكرا للمجهود…..الي بذلتيه….