تخطى إلى المحتوى

الحمد الله غافر الذنبــــــــــــــ 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
وعلى آله الطيبين وصحبه الكرام البررة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
أما بعد:
قال الله تعإلى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن
رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].

وقال: وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ
إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [هود:114].

أخيتي القارئيه: كلنا ذوو أخطاء، وكلنا بحاجة ماسة إلى مغفرة الذنوب والمعاصي التي نقتر
فها بالليل والنهار، ومن رحمة الله بنا أن هيأ لنا أسباباً كثيرة وكثيرة جداً للمغفرة. ما أخذ بها
مسلم إلا عمّه الله تعإلى بمغفرته ورحمته، إلا أنه سبحانه قد اشترط الإيمان والبراءة من
الشرك حتى تترتب الآثار على هذه الأسباب، لأن الكفر والشرك مانعان من الغفران.
قال الله تعإلى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ
لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً [النساء:116].
أسباب مغفرة الذنوب
وإليك أخيتي الحبيبه بعضاً من الأسباب التي جعلها الله موجبة لمغفرة الذنوب حتى تدفع
عن نفسك اليأس والقنوط من رحمة الله تعإلى وتسارع إلى مغفرة الله ورضوانه وَسَارِعُواْ
إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران:133].

1 – الإسلام: قال الله تعإلى: قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ [الأنفال:38].

أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله ، و أن الهجرة تهدم ما كان قبلها ، و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟
الراوي: عمرو بن العاص المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 1329
خلاصة حكم المحدث: صحيح
2 – الهجرة في سبيل الله: وهي الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام
وحديث عمرو بن العاص المتقدم وفيه: { وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها }.

3 – الحج المبرور: عن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله : {.. وأن الحج يهدم ما كان قبله }.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { من حج لله ولم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه } [رواه البخاري].

4 – الذكر عند سماع الأذان: عن سعد قال: قال رسول الله : { من قال حين يسمع المؤذن
وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، رضيت
بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً غفر له ما تقدّم من ذنبه } [أخرجه مسلم]. وهو صحيح

5 – من وافق تأمينه تأمين الملائكة: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { إذا أمن الإمام فأمنوا،
فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه } [رواه البخاري ومسلم].

6 – من وافق قوله: ( سمع الله لمن حمده ) قول الملائكة: قال : { إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده.
فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه } [رواه البخاري ومسلم].

7 – صلاة ركعتين لا سهو فيهما: لقوله : { من توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى ركعتين
لا سهو فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه } [رواه أحمد وحسنه الألباني].

8 – مسح الحجر الأسود والركن اليماني: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله :
{ إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطاً } [رواه أحمد، وصححه الألباني].

9 – الاجتماع على ذكر الله: عن سهل بن الحنظلة قال: قال رسول الله : { ما اجتمع قوم على ذكر
فتفرقوا عنه إلا قيل لهم: قوموا مغفوراً لكم } [رواه أحمد وصححه الألباني].

وعن أنس قال: قال رسول الله : { ما جلس قوم يذكرون الله تعإلى إلا ناداهم
مناد من السماء قوموا مغفوراً لكم } [رواه أحمد وصححه الألباني].

10 – مرض الإنسان: عن أبي أمامة قال: قال رسول الله :
{ إن العبد إذا مرض أوحى الله إلى
ملائكته، أنا قيدت عبدي بقيد من قيودي، فإن أقبضه أغفر له، وإن أعافه فحينئذ يقعد لا ذنب له }
[رواه الحاكم وحسنه الألباني].

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : { إذا اشتكى المؤمن أخلصه من الذنوب.
كما يخلص الكير خبث الحديد } [رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني].

أسباب دفع العقوبات

أخيتي الحبيبه

ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن المؤمن إذا فعل سيئة، فإن عقوبتها تندفع بنحو عشرة أسباب:

أحدها: أن يتوب توبة نصوحاً، ليتوب الله عليه، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

الثاني: أن يستغفر الله، فيغفر الله تعإلى له.

الثالث: أن يعمل حسنات يمحو بها تلك السيئة لقوله تعإلى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ [هود:114].

الرابع: أن يدعو له إخوانه المؤمنون، ويشفعوا له حياً وميتاً.

الخامس: أن يهدي له إخوانه المؤمنون من ثواب أعمالهم ما ينفعه الله به.

السادس: أن يشفع فيه نبينا محمد .

السابع: أن يبتليه الله في الدنيا بمصائب في نفسه وماله وأولاده وأقاربه ومن يحب ونحو ذلك.

الثامن: أن يبتليه في البرزخ بالفتنة والضغطة وهي عصر القبر، فيكفر بها عنه.

التاسع: أن يبتليه الله في عرصات القيامة من أهوالها بما يكفّر عنه.

العاشر: أن يرحمه أرحم الراحمين.

فمن أخطأته هذه العشرة فلا يلومنّ إلا نفسه، كما قال تعإلى في الحديث الإلهي:
{ إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه } [مسلم].

أسباب النجاة من النار

فكما جعل الله سبحانه وتعإلى أسباباً للمغفرة والعفو والرضوان، جعل أيضاً أعمالاً
تنجي صاحبها من النار زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ [آل عمران:185].

فإليك أخيتي الحبيبه بعضاً من هذه الأعمال:

1 – من مات له ثلاثة من الولد وصبر: عن واثلة قال: قال رسول الله :
{ من دفن ثلاثة من الولد حرّم الله عليه النار } [رواه الطبراني وصححه الألباني].

2 – من عال ثلاث بنات أو أخوات، وأحسن إليهن: عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله :
{ ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات، فيحسن إليهن إلا كن له ستراً من النار }
[رواه البيهقي وصححه الألباني].

3 – الذبّ والدفاع عن عرض المؤمن وهو غائب: عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت: قال رسول الله :
{ من ذبّ عن عرض أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار } [رواه أحمد وصححه الألباني].

4 – من صلى أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى: عن أنس قال: قال رسول الله :
{ من صلى لله أربعين يوماً في جماعة، يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق }
[رواه الترمذي وحسنه الألباني].

5 – حسن الخلق: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { من كان سهلاً هيناً ليناً، حرمه الله على النار }
[رواه الحاكم وصححه الألباني].

6 – المحافظة على صلاة الفجر والعصر: عن عمارة بن رويبة قال: قال رسول الله :
{ لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها } [رواه مسلم].

7 – غبار الجهاد: عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : { ما خالط قلب امرئ مسلم
رهج في سبيل الله، إلا حرّم الله عليه النار } [رواه أحمد وصححه الألباني]. والرهج هو: الغبار.
موجبات الجنة
قال تعإلى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً [الكهف:107]
، جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ [مريم:61]، ومن موجباتها:

1 – التلفظ بالشهادتين مع العمل بمقتضاهما: عن عبادة بن الصامت عن النبي قال: { ما من عبد قال:
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته
ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق؛ إلا أدخله الله الجنة على ما كان من العمل } [رواه البخاري ومسلم].

2 – إحصاء أسماء الله الحسنى: عن أبي هريرة عن النبي : { إن لله تسعة
وتسعين إسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة } [متفق عليه].

والإحصاء معناه: الإيمان بها وحفظها والعمل بمقتضاها.

3 – قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة: عن أبي أمامة قال: قال رسول الله : { من قرأ آية الكرسي
في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت } [رواه النسائي وصححه ابن حجر].

4 – قراءة سورة تبارك: عن أنس قال: قال رسول الله : { سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية،
خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة وهي تبارك } [رواه الطبراني وحسنه الألباني].

5 – الصدقة: عن حذيفة قال: قال رسول الله : { من تصدق بصدقة
ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة } [رواه أحمد وصححه الألباني].

6 – كفالة اليتيم: عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله : { أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا –
وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى وفرج بينهما } [رواه البخاري].

7 – ترك سؤال الناس شيئاً: عن ثوبان قال: قال رسول الله : { من يكفل لي ألا يسأل الناس شيئاً، وأتكفل له بالجنة؟ }
فقلت: أنا. فكان لا يسأل أحداً شيئاً [رواه أبو داود وصححه الألباني].

8 – حفظ اللسان والفرج عن المحارم: عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله :
{ من يضمن لي ما بين لحييه، وما بين رجليه أضمن له الجنة } [رواه البخاري].

9 – الصبر على فقد الأحباب من الأولاد وغيرهم: عن أبي هريرة أن رسول الله قال:
{ يقول الله تعإلى: ما لعبدي المؤمن جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة }
[أخرجه البخاري]. والصفي هو الحبيب المصافى كالولد والأخ وكل من يحبه الإنسان.

10 – طاعة المرأة لزوجها: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { إذا صلت المرأة خمسها
وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت } [أخرجه ابن حبان وصححه الألباني].

11 – المرأة تموت في نفاسها: عن راشد بن حبيش، أن رسول الله قال: { القتل في سبيل الله
عز وجل شهادة، والطاعون شهادة والغرق شهادة والبطن شهادة والنفساء شهادة يجرها ولدها بسررها إلى الجنة }
[أخرجه أحمد وحسنه الألباني].

12 – البراءة من الكبر والغلول والدَين: عن ثوبان قال: قال رسول الله :
{ من مات وهو بريء من الكبر والغلول والدَين دخل الجنة }
[رواه الترمذي وصححه الألباني].

13 – صاحب السلطان المقسط والرجل الرحيم القلب والعفيف المتعفف ذو العيال: عن عياض بن
حمار قال: قال رسول الله : { أهل الجنة ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم
رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال } [أخرجه مسلم].

14 – رحمة الحيوان: عن أبي هريرة عن النبي : أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من الطعش
فأخذ الرجل خفه فجعل يغرف له حتى أرواه فشكر الله له فأدخله الجنة" رواه البخاري].

15 – إماطة الأذى عن الطريق: عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: { لقد رأيت
رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس } [رواه مسلم].

16 – التجاوز عن المعسر: عن حذيفة عن النبي : { أن رجلاً مات فدخل الجنة فقيل له:
ما كنت تعمل؟ قال: إني كنت أبايع الناس. فكنت أنظر المعسر وأتجوز في السكة أو في النقد، فغفر له }
[رواه مسلم]. قال النووي: ( والتجاوز والتجوز معناهما المسامحة في الاقتضاء والإستيفاء وقبول ما فيه نقص يسير ).

17 – من سأل الله الجنة ثلاثاً واستجار من النار ثلاثاً: عن أنس قال: قال رسول الله :
{ من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، ومن استجار من
النار ثلاث مرات قالت النار: اللهم أجره من النار } [رواه الترمذي وصححه الألباني].
أسباب أخرى للنجاة

1 – الوضوء بعد الحدث وصلاة ركعتين بعد الوضوء: عن أبي هريرة أن رسول الله
قال لبلال رضي الله عنه:
{ يا بلال حدّثني بأرجى عمل عملته في الإسلام. فإني سمعت
دف نعليك في الجنة } قال:
( ما عملت عملاً أرجى عندي من أني لم أتطهر طهوراً في ساعة
من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي ) [رواه الشيخان]. والدف: هو الحركة الخفيفة.

2 – صوم يوم عرفة وعاشوراء: عن أبي قتادة قال: قال رسول الله :
{ صوم يوم عرفة يكفر سنتين، ماضية ومستقبلة، وصوم عاشوراء يكفر سنة ماضية } [رواه مسلم].

3 – من أقال مسلماً: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { من أقال مسلماً أقال الله عثرته }
[رواه أبو داود وصححه الألباني]. أقال: أي وافقه على نقض البيع وأجابه إليه.
نسأل الله أن يفغر لنا ذنوبنا ويقبل عثراتنا وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين.
منقول

لاكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.