الفصل الرابع عشر
من أحوال اليوم الآخر
حياة البرزخ:
س: ما معنى البرزخ؟
ج: البرزخ هو الحاجز.
س: وما معنى حياة البرزخ؟
ج: حياة البرزخ هي الحياة التي نقضيها في عالم البرزخ حتى تقوم القيامة . حين يبعث الله الناس لتوفية الحساب . قال تعالى:
﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِيلَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾[المؤمنون: 99، 100] .
س: وهل من ثواب أو عقاب في البرزخ على الأعمال في الدنيا؟
ج: نعم .. يبدأ الحساب في الحياة البرزخية في بداية الانتقال إليها ومنها عذاب القبر . قال تعالى:
﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾[غافر:46] .
وقال تعالى في وصف حياة الشهداء في الحياة البرزخية قبل يوم القيامة:
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾[آل عمران: 169، 170] .
البعث والنشور:
س: وماذا بعد حياة البرزخ؟
ج: يبعث الله الناس ليوم القيامة وتوفية الحساب.
﴿إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًايَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا﴾[النبأ: 17، 18] .
عرض الأعمال:
س: وماذا بعد الحشر وجمع الناس ليوم القيامة؟
ج: ثم تعرض الأعمال في الكتاب .
قال تعالى:
﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ [الكهف:49] .
كما تشهد علينا الألسنة والأيدي والأرجل والجلود . وتخبر بما فعلنا في الدنيا.
﴿حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَوَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾[فصلت: 20، 21] .
الميزان:
س: وما هو ميزان يوم القيامة؟
ج: يضع الله الموازين العادلة يوم القيامة لقياس الحسنات والسيئات.
﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ [الأنبياء: 47] .
﴿فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَوَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ﴾[المؤمنون: 102، 103] .
الحوض:
س: وما هو الحوض؟
ج: لكل نبي حوض يشرب هو وأمته منه بعد الموقف وقبل دخول الجنة ولنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ماؤه أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب من المسك. من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً .
الصراط:
س: وما هو الصراط؟
ج: هو طريق يوضع على ظهر جهنم يمر عليه الأولون والآخرون بعد انصرافهم من الموقف، فأهل الجنة يمرون عليه وهم متجهون إليها، وأهل النار يسقطون فيها . قال تعالى:﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّاثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾[مريم: 71، 72 ] .
الجنة:
س: ما هي الجنة؟
ج: الجنة هي المقر الأخير للمؤمنين، وهي أمنية كل مؤمن حيث يجد الجزاء على إيمانه الصادق وأعماله الصالحة . قال تعالى:﴿وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾[البقرة:25].
النار:
س: ما هي النار؟
ج: إذا كان الله يكافئ الأبرار بالنعيم، فإنه يجازي الفجار بالجحيم عقاباً لهم على ما اقترفوا من كبائر الإثم والفواحش. قال تعالى:﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُفَأُمُّهُ هَاوِيَةٌوَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْنَارٌ حَامِيَةٌ﴾ [القارعة:8-11] .
أي أن مصير من قلت أعماله الصالحة فخف ميزانه بها مصيره الهاوية التي هي النار الحامية.
* ينتقل الإنسان بعد موته إلى الحياة البرزخية التي يجد فيها شيئاً من النعيم أو العذاب.
* يبعث الله الناس بعد الحياة الدنيا جميعاً ليوم الحساب.
* ثم تعرض أعمالهم على الدنيا .
* توزن أعمال الناس فمن خفت موازينه بأعمال الخير كان مصيره جنهم.
* لكل نبي حوض يشرب منه هو وأمته بعد الموقف ولنبينا حوض ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل وأطيب من المسك.
* الجنة دار النعيم للمؤمنين .
* النار دار العذاب للمنافقين والكافرين .