تخطى إلى المحتوى

زائر الليل . 2024.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

زائــــر الليــــــــل للكاتب: احمد666
اتمنى تعجبكم

الجزء الاول

وخطوت اول خطوه لي خارج السجن..
خطوة تمنيتها منذ زمن طويل..مشيت بضع خطوات ووقفت استجمع شتات نفسي.. ونظرت خلفي..وتأملت السجن باسواره العاليه واسلاكه الشائكه …وحراسته المشدده..
تنهدت بقوه…حسبت معها ان قلبي سيقفز خارج صدري..
خلف تلك الاسوار قضيت اتعس سنوات عمري..اتجرع المراره والقهر..تتقاذفني امواج الالم والعذاب..اعيش حياة كئيبه بلا لون ولا طعم…واحساسي بالعجز يقتلني..
عشر سنوات ولا بصيص نور يبدد عتمتها..

وتراقصت صور بلا ملامح..لوجوه اعرفها..وتذكرت ذلك اليوم التعيس..الذي قتلت فيه العداله..وانتحرت الحقيقه على ايد الغدر والخيانه..
هاجتني الذكريات الاليمه بشراسه..ذكرياتي انا ماهي الا مأساة كتبت اسطرها بيد الغدر لتخط بحبر اسود فصول من العذاب والالم… كان حبرها سنين عمري وحريتي واحلامي..

– محمد….
انتشلني ذلك الصوت من احزاني….واعادني من تأملاتي…
ونظرت لصاحب الصوت وهو مقبلا علي….وابتسمت رغم عني …وانا اتأمله بموده..
ارتمى في حظني…ودفن راسه في صدري …وبصوت متقطع..
– اخيرا…طلعت!!
ابتسمت بسخريه..
– الحمد لله ربك سهل وطلعنا….
ربت على كتفي بود…
– الحمد لله على سلامتك…
– الله يسلمك…اشلونك؟؟ وكيف ابوي؟؟ وو
قاطعني وهو يمسك بيدي…
-كلنا بخير…عمي وسلمى واريج…كلهم مشتاقين لك..
امسكت بيده واوقفته بعنف…
– قلت لهم عن موعد طلعتي؟
-لا تطمن ما احد يدري..لكن اتصل قبل ما تروح..اخاف احد يجيه سكته قلبيه..وينقلب الفرح حزن..
عندما وصلنا لسياره فتح لي باب السائق…
– تفضل طال عمرك…
تجاوزته متجها لمقعد المجاور للسائق..
-سق انت..
– اوكيه…. دع القياده لنا وتمتع بالراحه..

بعد ما ركبت رحت اتأمل يوسف ابن عمي واخو زوجتي..يصغرني بعامين..هو الوحيد الذي لم يتخلى عني وقت محنتي..رغم انه كاد ان يفقد عمله بسببي..
– نور الرياض والله..
جأني صوته..
رددت عليه بصوت ساخر
-للي يسمعك يقول مسافر..ترى حتى انا كنت في الرياض..اتنفس هواها..وامشى على ارضها…تصدق..ما ادري ليش توقعت اول ما اطلع من السجن ارفع يدي اغطي عيني من نور الشمس كأني كنت مسجون تحت الارض..الظاهر متأثر بافلام ابيض واسود..
قاطعني يوسف بصوت مازح
– بخصوص يدك اللي بتحطها على عيونك…عاد انا توقعت تحطها على راسك من المطر.
رفع بصره الى السماء وهو يتأمل السماء الملبده بالغيوم..
– لكن الظاهر النشره الجويه ما عندهم سالفه….ما علينا…الله يا محمد لو تشوف اريج..
قاطعته بلهفه لم احاول ان اخفيها
– كبرت؟
رد ممازحا
– العرسان طوابير …وانت تقول كبرت…وام اريج ما ودك تسأل عنها؟!!!
-اشلونها سلمى؟؟
-بخير…كانت دايم تتمنى تزورك لكن انت الله يهديك ترفض..
-كنت اكلمها تلفون…وصدقني ما كنت احب اتعبها..
واشحت بناظري الي الجهة الاخرى..وتذكرت مكالماتي المتقطعه لها..والتي ما تخلو من طلبها الدائم رؤيتي..وهو ما كنت ارفض رفضا قاطعا..لا اعلم ربما هو كبريائي الذي كان يجبرني على رفض زيارتها رغم شوقي حتى لا تراني في لحظات ضعفي وهواني…وقمة انكساري..او كنت احاول ان اجنبها المضايقات التي كانت ستواجه عند زيارتي….واللحظات الصعبه التي ستقضيها بعد انتهـاء الزياره..

– محمد…اكلمك…
انتبهت على صوت يوسف…
– كنت سرحان شوي…
– قل شويات….المهم…عندي دوام اللحين…اوصلك
قاطعته
-لاء…رح للمطار…وانا ادل البيت..
-معقوله…ترى مر عشر سنين..
– انت رح المطار وما عليك…
اطاعني واتجه للمطار..
المطار!!!!
كلمة اثارت شجوني….اللتفت اليه وبنظرات كلها اسف..
– يوسف ….
قاطعني كعادته كلما ذكرته بالماضي..
– ياربي بتبدى الموال….تكفى خلني ادوام وانا رايق…محمد انسى ياخوي وابدا صفحه جديده..

زفرت بألم..
انسى…وكيف انسى؟!!
النسيان نعمه يبدواني حرمت منها….
كيف انسى!!
هل انسى امي اللي ماتت كمدا وحزنا علي وانا في السجن؟!!
انسى زهرة شبابي التي ذبلت!!
انسى احلامي اللي اغتيلت!!
وامنياتي التي سحقت !!
والعار اللي الحق بي وبكل فرد في عايلتي!!
صعب انسى …
وان نسيت فسأجد من يذكرني!!!

– الظاهر ما انت معي…
اعادني صوت يوسف للواقع..
كنا وصلنا للمطار..نزلت من السياره لاودعه.. وبعد ما اختفى عن نظري ودخل المطار ركبت السياره..كنت غير مستعد نفسيا للعوده للبيت..واتجهت لحينا القديم.. رغم التغير والتقدم الهائل الا انني لم اجد صعوبه في الوصول للحي القديم..
جبت انحاء الحي…وانا اجتر الذكريات..

كنت مثل أي مسافر عاد لوطنه…لكن سفري كان قسري..
السفر!!!!
كانت بداية مأساتي السفر….كنت سعيدا وانا اوضب حقيبة السفر…بعد امتناع سلمى عن مساعدتي..لازلت اتذكر ذلك اليوم السعيد …كانت جالسه على طرف السرير عابسة الوجه تعض على شفتيها بغيض..
– مصمم على السفر…
ابتسمت عندما شعرت انها تحاول تكتم غضبها…وتضبط اعصابها…
– كلها عشره ايام وراجع…ليش هالزعل كله !!…و
قاطعتني بعنف…
– اصلا انت اناني…
وبرود قاتل رددت عليها
– انا !! حرام ليش تظلميني..
شدت نفسا عميقا…
– ما فكرت فيني…حامل …. …وامك وابوك بعد محتاجينك..كلنا محتاجينك يامحمد…
– حتى انا والله مااستغني عن وجودكم وغيابي مارح يطول..
لم اكمل عندما سمعت ارتطام الباب معلنا خروجها غاضبه من الحجره..
– لو سمحت…
اعادني ذلك الصوت الطفولي للواقع..كنت اقف عند الاشاره..وولد في العاشره من عمره…يمد يده باستجداء…منظره اثار استغرابي لاني رأيت طفل آخر خلف سيارتي يكلم سائق اخر..
منظر لم اتعوده قبل دخولي السجن….مددت له يدي بورقه نقديه فئة عشرة ريالات..
وبسبب نظراته المستخفه سحبت العشره من يده التي لازلت ممدوه …
لا يستحقها بالتأكيد..
فتح الضوء الاخضر…ومشيت…لكن لم انسى نظرات الطفل المستخفه..

نظرات!!!!
اجل تذكرت نظرات ياسر الستخفه..ومحاولاته التقليل من كل من هو اقل منه..وهو مالم اقبله على نفسي فكنت انا وهو في صدام دائم..
كان وقح مغرور…مستهتر بالاخرين..كل مااكره من صفات تجسدت في شخصه..
صدمت عندما علمت باامر سفره معنا…ولوعلمت مسبقا لما سافرت…
ولولا اصرار بدر ونواف لما سافرت…
قضيت ليال طويله وانا ماانفك افكر..فيمن كان خلف تلك التهمه التي الصقت بي…وبعد تفكير عميق وطويل لم اجد غير ياسر…
اجل هو بالتأكيد خلف التهمه التي الصقت بي..

على صوت انحراف السياره التي امامي تنبهت..عندما سمعت شتائم السائق في تلك السياره علمت اني بسبب سرحاني وشرودي كدت اتسبب بحادث اليم ..
اوقفت السياره على جانب الطريق… …الشمس انحرفت للمغيب..
واخذ المطر يتساقط..اخذت نفسا عميق…كم احب رائحة المطر…دائما تذكرني رائحته بقريتنا الصغيره مرتع الصبا والطفوله…….
اخترت ان اقف تحت المطر لاثبت لنفسي اني حر…ولي حق الاختيار…
مضى الوقت سريعا…وانا بين حنين للماضي..وخوف من المستقبل…ومشاعر شتى تجتاحني…غضبا…وحقد …وخوف …

وفي منتصف الليل وصلت لمنزلي … ولم اتصل كما وعدت يوسف لاخبرهم بموعد خروجي.. تأخرت عن قصد لعلم ان والدي ينام مبكرا..وكنت اؤجل رؤيته..فتحت الباب بمفتاح اعطاني اياه يوسف…وتسللت لداخل المنزل ..
كنت اعلم ان دخولي في منتصف الليل لبيتي غير مأمون النتائج لكن لم اقاوم الرغبه التي تلح في داخلي… في منتصف الصاله كنت اتلمس الحائط بحثا عن زر الكهرباء.. وفوجئت بنور يملأ الصاله..وسمعت صوت بكاء خافت..التفت للخلف ..لأراها..
كانت واقفه ..بوجه غطته الدموع…عندما رأيتها على تلك الحاله علمت ان يوسف اخبرها بخروجي..
نظرت اليها بحب..عشر سنوات مرت…حرمت رؤيتها…في اقل من ثوان تفحصتها وانا لم ازل واقفا في مكاني…جعلتها السنوات اكثر انوثة وجمالا…كما هي دائما رأيتها هالة من نور تسطع في ظلمة حياتي..
جاءت الي…ورمت نفسها على صدري وغرقت في بحر من الدموع..

يتبع

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الجزء الثاني

كان الدقائق تمر علي بطيئه وانا في انتظاره..من بعد اتصال يوسف..وانا اقوم بواجباتي اليوميه بعجل.. وجلست على الكنبه اخيرا بعد ما خلدت اريج للنوم…ودخل عمي غرفته..
اطفأت التلفزيون وانوار الصاله..كنت انتظر زائـــر عزيز على قلبي..في مثل هذا الوقت من كل يوم ..كنت اقضيه في ملل وارق…واحيانا خوف من أي صوت اسمعه من خارج المنزل..
وها انا انظر اليه واتأمل ملامح وجهه وهو نائم..واخير خرج زوجي من السجن…ما اصعبها من كلمه..
السجن !!!
كان هو مسجون خلف القضبان ..وانا مسجونه بلا قضبان..ما اصعبها حياة التي عشتها بعيدة عنه..تحملت مسؤلية البيت من بعده..وتهت في غيابه في دوامة من الاحزان والالام…قبل دخوله لسجن كنت اتباهى بان كل قصص الحب غير كامله الا قصة حبي انا….
قصة حب تقليديه لابن عمي..كتمت حبه داخل صدري..وما بحت لاحد بسري..
تفتح قلبي الصغير على حبه…وما ان اسمع صوته او يذكرون اسمه…الا واسمع دقات قلبي تدق كطبول…حتى يخيل الي ان كل من في البيت يسمع دقاته..
قاسيا هو الحب من طرف واحد….و لم اعلم انه لم يكن حب من طرف واحد..
فمحمد يبادلني حبي الصامت كما علمت منه فيما بعد..
كنت زوجه لمحمد وانا لم اكمل الثامنه عشر من عمري..وهو يدرس في سنته الجامعيه الاخيره..تلك السنه كانت الاجمل والاحلى ..
كنا صغار…وزواجنا بين مد وجزر..
حتى خلافاتنا الصغيره كانت تافهه..انا بعنادي وهو بتعنته واستفزازه الدائم لي.. لكن ما اعذب تصالحنا بعد حروبنا الطفوليه..
وبعد ثلاث سنوات كانت الفاجعه بدخوله السجن..

عدت للواقع عندما سمعت صرير الباب..
اطلت اريج بوجهها ونظراتها منصبه على النائم في السرير..مشيت بخفه وامسكت بيدها وخرجت واغلقت الباب بهدوء..
رفعت اريج وجهها بنظرات كلها تساؤل وحيره..
تنهدت بعمق….الآن بدأت مهمتي في اخبارها واخبار عمي بوصول الحبيب الغائب..

يتبع

الجزء الثالث

احسست بانفاس حاره على وجهي..وفتحت عيني ببطئ..انتفضت بحركه لا اراديه وفي نفس الوقت رأيتها تلوذ بالفرار..تظاهرت بالنوم عندما رأيتها تطل مره اخرى..وبعينين شبه مغمضتين رأيتها تعود مرة اخرى كانت تمشى بخفه…والابتسامه تعلو وجهها البريء ..
واقتربت من السرير من جديد..وقربت وجهها من وجهي..وهي تتأمل شئ ما في رأسي بتركيز اثار استغرابي.. ماهو الشئ الغريب الذي يجعها تتفحصني بهذه الطريقه المريبه !!!
سحبت يدي من تحت الغطاء ووامسكت يدها بأحكام..وحملتها بخفه ووضعتها في حظني بعد ما عدلت جلستي..
كانت مستسلمه لي وابتسامه خجلى تعلو محياها..
أي مشاعر غريبه اجتاحت كل خلية في جسمي..
قبلتها …قبله حملتها شوق وحنين سنين الحرمان التي مضت..

سألتها:
– عرفتي من انا؟؟
بصوت عذب ردت:
– انت بابا….
ما اعذبها من كلمه…..

بابا…
كلمة تغلغلت الى اعماق روحي وحنايا وجداني….

وبصوت طفولي…
-انا اريج عرفتني..
– اكيد عرفتك…
وقفت ورجعت تتأملني …وهذه المره كانت تتأمل شعري بنظرات متفحصه..
ابتسمت بخجل عندما رأت نظراتي المتسائله…وبكل براءه :
– انت عندك شعر ابيض..
اثار سؤالها استغرابي اكثر من نظراتها الغريبه..
-شعر ابيض!!!
-ايه شعر ابيض….
-ما ادري انتي شوفي….
اقتربت اكثر.. تجرأت وتفحصت شعري باصابعها الصغيره…وانا احاول ان اكتم ضحكتي..
– الحمد لله مافيه ابيض..
ابتسمت بسخريه..اي شعر ابيض تبحثين عنه يا اريج…والسواد الذي غطى حياتي منع أي بياض ان يتخلله حتى لو كان بياض الشيب….فعالمي حالك السواد …يلفه اليأس من كل اتجاه..

تنهدت بارتياح…
-علشان تنقهر افراح…
– من افراح ؟؟
– بنت جيرانا..دايم تقول ابوك شعره ابيض..الحين بقولها الحمد لله اني عندي ابو اثنين واحد شعره ابيض وواحد شعره اسود..
ضحكت على براءتها ضحكه لم اضحكها منذ زمن بعيد…وزاد حقدي على من حرمت بسببه هذه السعاده..
جلست امامي….
– قريت رسايلي اللي ارسلتها..
اجبتها بحيره…
-رسايلك!!
– اكيد قراها..
جاني صوت سلمى المنقذ..
– اريج ابوي زعلان منك…ويسأل وينك؟؟
قفزت من فوق السرير بخفه….وشعرها يتطاير من وراها..

سألت سلمى بعد خروجها…
– وشي هالرسايل اللي تسأل عنها؟؟؟
– انا قايله لها انك مسافر..وكانت تكتب رسايل ورسومات وتطلب اوصلها لك..وكنت اوهمها انه وصلت لك….واحيانا اكتب لها رسايل باسمك لها..
-تصدقين توقعت ما تتقبل وجودي بهالسهوله..
ضحكت …
-طول فترة غيابك…واريج ما تنام الا بعد مااحكي لها عن بابا..وقصص بابا البطوليه…

بصوت ساخر.
– أي قصص بطوليه ياسلمى تحكينها لاريج…
وسمعت صوت اريج تنادي امها..
– فيه قصص كثيره..بعدين احكيها لك ان شاء الله لكن اللحين اريج تنادي.. اكيد عمي طلب منها تناديك..
خرجت خلفها بتردد…وانا اقدم رجل وااخر الاخرى..

ورأيته واقف ينظر الي…خنقتني العبره عندما رأيته وقد امتلاءت عيناه بالدموع..هالني مظهره وقد انحنى ظهره…ورسمت المأساه خطوطها في وجهه على شكل تجاعيد عميقه…

كنت احتسي الشاي الساخن بشفتين فاترتين تجمد الاحساس فيهما..وعيناي مثبتتان على الدخان المتصاعد من كوب والدي..حتى اتحاشى النظر الى عينيه..وانا استمع اليه وهو يحكي لي كل التطورات التي حدثت في حياته بعد دخولي السجن..وعن انتقاله بعد المضايقات التي كان يواجهه..وعن متجره الصغير الذي استطاع من خلاله ان يكفل حياه مستوره لزوجتي وابنتي..
وبعد لحظات صمت سئلته سؤالي اليتيم الذي كان يدور في رأسي..
– ماتت وانا ماطلبت منها تسامحني…تتوقع سامحتني؟؟
واطلق زفرة حرى..
– الله يرحمها… عمرها ما شالت في قلبها عليك..
– اللي ذابحني يابوي انها ماتت وانا بعيد عنها..نهايتها كلها تعاسه وحزن ..وانا السبب…
– محمد ياولدي..امك ماتت الله يرحمها وهي تدعي لك في كل ساعه..وكانت تتمنى تشوفك وانت بين زوجتك وبنتك..لكن الحمد لله على كل حال..انسى الماضي..وفكر في المستقبل وفكر في اهلك ومستقبلهم..

أي مستقبل لانسان مثلي …كلمات رددتها في سري بسخريه..
ربت بيده على كتفي بحنان…
– لا انا ولا امك قدرنا نشيل في قلوبنا عليك…انت والدنا الوحيد واملنا في هالحياه…احنا زعلنا على حالك….لكن الحمد لله على كل حال..

يتبع

يلا انا منتظراكى بلهفه وياريت تكمليها لو سمحت

لاكي كتبت بواسطة MARAMIRO
يلا انا منتظراكى بلهفه وياريت تكمليها لو سمحت

جزاك الله خيرا على المرور و ان شاء الله راح اكملها
بارك الله فيك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رمضان كريم

الجزء الرابع

ومرت الايام سريعا.
كنت في المقهى بعد مضي اكثر من شهر من خروجي من السجن..جالسا مع بعض الرفاق الذين تعرفت عليهم وانا في السجن..
كنت اقضي اغلب وقتي معهم ولا اعود الى البيت الا متأخر..ليس حبا في رفقتهم ولكن هروب من واقعي..فقد اطلت الحقيقه بوجهها البشع بعد ايام من خروجي من السجن..ما انا الا سجين سابق…مستقبلي تحطم….واصبح اشلاء متناثره ولن استطيع اعادت بنائه..
حاولت ان اعود لحياتي الطبيعيه واكون ابنا بارا وزوجا محبا ووالدا حنون..ولكن لم استطع ان العب هذه الادوار..
حاولت ولكن لم استطع..فضول الجيران واسئلتهم هو من اكبر اسباب عدم ذهابي مع والدي متجره الصغير..
اين كنت مسافر؟؟
لماذا لم تأتي لارض الوطن قبل هذا اليوم؟؟
لما تركت والدك وهو في هذا السن يتحمل مسؤلية اسرتك؟؟؟
اسئلة كنت احاول تجنبها وتجنب اصحابها حتى ولو اتهمت بالكبر والغرور كما سمعت منهم..
وصرت اكثر انعزالا واكثر انفرادا بنفسي..
الا من رفقة السجن..فمأساتنا المشتركه ورفض المجتمع لوجودنا… قرب بيننا على اختلاف طباعنا…
ومع هذه الرفقه تعودت على عادات سيئه لم امارسها من قبل مثل التدخين…
لم ادخن وانا مراهق..ولم ادخن ايام محنتي في السجن..واشعلت اول سيجاره وانا رجلا في الخامسه والثلاثون من عمري..
يالحظي العاثر !!!
كنت اظن ان حالي سيكون للافضل عند خروجي من السجن…ولكن احسست باحباط ويأس شديد منذ وطئت قدمي خارج السجن..
حتى اصحابي القدامى لم يزرني أي شخص منهم…ولم اعتب على احد مثل نواف وبدر..منذ ذلك اليوم في المطار لم ارهم ولو بزيارة وحيده…حتى والدي لم يرهم منذ دخولي للسجن..
خرجت من المقهى الساعه الثانيه فجرا….مثل عادتي كل ليله لا اعود الابعد نوم الجميع ..

تجمدت وانا في طريقي لسيارتي بعد ما سمعت ضحكة اعرفها وامقت صاحبها..نظرت لصاحب الضحكه….كان هو بشحمه ولحمه..
ياسر…
لم ينتبه لوجودي…كان راكبا سيارته ويكلم صاحبه الذي بجانبه..
مشت السياره من جانبي وانا مذهول ..
هل يعقل!!!
لم ابرح مكاني….وانا غارقا في بحر من الافكار…
كانت حالته الماديه متوسطه..ومن المستحيل لمن هم في مثل حالته ان يركب تلك السياره الفارهه….
كان هذا الياسر موضع شكي..وبعد رؤيتي لسيارته تأكدت شكوكي….
يبدو انه يتاجر تجاره مربحه جدا..

توجت للبيت وانا احس بنار مشتعله بصدري….نار الانتقام والحقد والنقمه من كل شئ..
وصلت لبيتي الغارق في السكون..وانا اصعد الدرج تفاجأت بااريج تخرج من حجرتها وتطل برأسها….
وصلت اليها وحملتها..اريج هي الوحيده التي ممكن انسى معها همومي ولو لدقائق بسيطه….
بعد ما قبلتها انزلتها على الارض..
– ليش ياشقيه للحين صاحيه ؟
– انتظرك…
– لا تنتظريني مره ثانيه…نامي بدري..
سألتني بلهفه…
– جبت الكراسه والالوان..
وضعت يدي على حبيني بأسف…
-لا والله ما تذكرت..
بحزن واسى رددت كلمتي
-ما تذكرت !!
-خلاص بكره اجيبها لك.. ياللا روحي نامي.. ما علموك في المدرسه انه السهر مهوب زين..
هزت كتفيها باسف ومشت حتى وصلت لحجرتها…وقبل وصولها التفتت الي وبحزن قالت…
-علموني في المدرسه انه السهر مهوب زين..وعلموني بعد انه الكذب حرام..
حاولت ان امازحها…
-يعني انا كذاب
-ايه انت كذاب…
قالتها بااصرار…
وركضت الى حجرتها وهي تمسح دموعها..
لو كنت في حال افضل لراضيتها..ولكن رؤية ياسر قلبت حياتي واعادت لي ذكريات ظننت اني نسيتها..

فتحت باب حجرتي لاجد سلمى جالسة تنتظرني..
كنت اعلم عن ماذا ستحدثني…فهذا هو حالنا كل ليله..
سمعتها بصوت لا اثر للانفعال فيه…
– محمد…
رددت عليها بملل..
– نعم…
– ممكن اكلمك شوي…
تنهدت بضيق
– اجلي هالكلام للصبح اذا امكن…
حاولت ان تتمالك اعصابها
– أي صباح الي تكون نايم فيه الى الظهر…ومن بعده تطلع وما نشوفك..
جلست على المقعد متأففا..
-سلمى…لو سمحتي انهي هالنقاش..
-محمد حرام عليك…مهوب مهم لا انا ولا انت…فكر في اريج وفي ابوك..
سكتت قليلا لترى تأثير كلماتها علي واكملت…
-انك انسجنت مهوب نهاية الدنيا..كلنا ندري انك برئ وانه اتهمت ظلم…لا تعاقبنا وتعاقب نفسك …كفايه عقاب السنين اللي راحت..
رديت عليها بسخريه…
-لا مهي كفايه..السجن عار بيظل معي حتى اموت..وحتى لو مت..بنتك لو كبرت اي واحد خطبها اول ما يدري عن ماضي ابوها بيتركها..
-احنا انتقلنا من بيتنا القديم لهالسبب وما فيه احد يدري عن الماضي..
سألتها بسخريه…
-وهالفضولين جيرانك تظنين انه بتمر عليهم كذبة السفر..لازم انه الحقيقه بتظهر في يوم من الايام…
تنهدت بعمق…
-طيب واذا عرفوا انك كنت مسجون..وش بيصير اكثر من اللي صار؟!!!..علشانا انسى…وارجع لحياتك معنا…انت رجعت بجسدك…لكن روحك للحين ضايعه..
رددت عليها بأسى…
-لا مهي ضايعه .. الا ماتت من زمان..
قامت بعصبيه…
-انت ليش عايش في قوقعه منت راضي تطلع منها..انا كنت مسجون..انا اتهمت وانا برئ..انا عمري ضاع..
ترى حتى انا كنت مسجونه..حبيبي وزوجي انتزع من بينا ظلم..وعمري ضاع وما لقيته الا لما شفتك..لكن رغم كل اللي صار..واجهت الكل بقوه..وقمت بواجبي كزوجه زوجها مسافر ولازم يوم من الايام بيرجع..وأم لبنت ما ابي احسسها بفراق ابوها..
بصوت حاد اجبتها…
-مشكوره وما قصرتي..لكن ما وجهتي اللي واجهت ولا عشتي الا عشته..فلا تتكلمين عن شي ما حسيته!!
-وش اللي عشته وما عشته انا!!
وقفت بعصبيه…حتى صرت امامها وبغضب اجبتها..
-انا اقولك..تدرين اول ما قبضوا علي..كنت اقول اني برئ ومصر على برأتي..ما سألتي نفسك ليش غيرت اقوالي واعترفت..
عندما رأت الغضب يبرق من عيناي…تراجعت للوراء قليلا…
-اكيد ضغطوا عليك…
رددت كلماته بسخريه…
-ضغطوا عليك..الله ما اسهلها من كلمه..تعرفين وشي الضغوط اللي مورست ضدي واعترفت…في السجن كلمة ضغوط لها دلالات كثيره..ويمكن كنت جبان..بعد ما شفت نماذج بشريه في السجن… اعترفوا بطرق بشعه..اعترفت قبل ما تهان ادميتي..واحفظ بقايا كرامه بعثرت بااتهامي…لكن الجبن صفه تذبح ياسلمى تذبح..
– محمد انسى كل اللي صار…
-انسى انسى انسى….لا تذكرين هالنسيان..
بصوت يقطر اسى…
– وش تبيني اقولك…عش يامحمد في برجك المأساوي….واتركنا احنا ضحية هالمأساه..
-اعتبروني ما طلعت…او اعتبروني مت ..
-بس انت طلعت وما مت…وقدامنا…تبينا نعيش الحرمان وانت معنا!!
-خلاص اعتبرين مش موجود..ومن اليوم ورايح بطلع من حياتكم..ومارح ارجع الا اذا عرفت من ورى كل اللي صار لي..
سألتني…
-واذا عرفت وش بتسوي..بترفع عليه قضيه مثلا..وانت ادرى انه القضيه انتهت بسجنك ومافيه شي ممكن يفتحها…وعارف وش مصير هالقضايا اللي من هالنوع..
-اكيد عرف مصير هالقضايا….لكن صدقيني روحي ترخص في سبيل قضيتي…وياقاتل او مقتول..
– يستاهل هالانسان انه تخسر حياتك
-مهوب عشانه بخسر حياتي….بدفعها ثمن لعمري اللي راح هدر..
-واحنا؟؟
– قلت لك اعتبروني ما طلعت…انا ياسلمى خريج سجون وزوج فاشل واب كذاب….انسوني خلاص..
وخرجت من منزلي وصدى كلماتي يتردد في عقلي..

يتبع

كل عام و انتم بخير و صياما مقبولا

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بقية الجزء الرابع
خريج سجون وزوج فاشل واب كذاب…كنت كغريق تتخبطه الامواج لتوقعه في ذلك المثلث المميت…خريج سجون وزوج فاشل واب كذاب..
هل ياترى ستظل حياتي حبيسة لذلك المثلث القاتل ؟!!!

الجزء الخامس

ومنذ تلك الليله لم اعد للبيت..ولم يتغير نمط حياتي…وانتقلت من سجن صغير لسجن اكبر بكــامل ارادتي..
والدي الغضبان وسلمى المجروحه لم يحاولوا الاتصال بي اطلاقا….وكنت اتقصى اخبارهم من يوسف….كنت مصاب بحمى الانتقام….وانغمست في البحث عن ياسر..
ولم اجد أي خبر عنه….ولم يكن امامي سوى البحث عن نواف وبدر حتى اصل الي ياسر..
عدت للحي القديم الذي كان يجمعنا انا نواف وبدر..سألت عن نواف في منزل والده القديم ومن حسن الحظ ان والده لم يزل مقيم في منزله رحب بي شقيق نواف الصغير..بعدما عرفت على نفسي كصديق قديم…واعطاني رقم هاتف نواف …وعنوان منزله..
لم استطع ان اكلمه هاتفيا..كنت اريد ان اراه..واعاتبه على القطيعه والهجران وهو مالم اكن استحق منه كصديق وقع في محنه..
بعد اقل من ساعه كنت اقف امام منزله..احسست بعطش…ونزلت من سيارتي…لبائع في محل صغير امام منزل نواف..
بعد ما ارويت عطشي….ركبت سيارتي وانا ارقب البيت….بيت جميل…بل هو رائع !!
يبدو ان احوال نواف الماديه تحسنت جدا….ففي سفرتنا المشؤمه…عندما رجعنا لارض الوطن..كان يشكي احواله الماديه..

العوده للوطن !!
ارجعت رأسي للوراء..واغمضت عيناي..وتذكرت العوده للوطن….عدت سعيدا وشوقي يسبق سعادتي..اتذكر احداث ذلك اليوم كانها وقعت بالامس.. كانت الطياره تحلق بنا في اجواء الوطن ونستعد للهبوط…ومقعدي بين نواف وبدر…وياسر في مقعد الذي يلينا..ويسمع كل ما يدور من حديث..كنت احاول ان اتجنبه بعد الصدام العنيف الذي حدث بيننا في الفندق..تذكرت الحديث الطريف الذي دار بيننا قبل هبوطنا…

بدر: قلت لكم…خلوني هناك…لاحق على حر الرياض…
نواف: وانا بعد…احد يترك الماء والخضره والوجه الحسن ويرجع للجفاف والصحراء والوجه اللي يجيب الهم..
اجبته مازحا…
-اقول لا تسمعك بس ام عبدالله…تزعل عليك اللحين
رفع يديه بااستسلام مصطنع…
-لا كلش ولا ام عبدالله….انا بقولها الماء والخضره والاخيره بشفرها…
جأنا صوت ياسر …
– ياثقالة دمك اانت وياه…خلصونا اذا هبطت الطياره شيلوا شنطكم ورانا تفتيش وهم..
رد بدر وهو يغمز لي…
-أي تفتيش دقيق واللي يرحم والديك…ويوسف في المطار..
ضربت بيدي على صدري دلالة الثقه…
– ما يقصر والد العم..
سألني بدر…
-اقول انت متأكد انه مداوم اللحين…
-ايه…مكلمه قبل اقلاع الطياره…ويقول عنده دوام بيخلص بعد ساعه من الان.
نواف: زين والله….
وما هي الا لحظات لنسمع بعدها صوت قائد الطياره معلنا هبوطنا لارض الوطن..ومن سوء حظي ان يوسف عاد مبكرا الي بيته ذلك اليوم ولم نجد من يجاملنا..وفتشت شنطنا تفتيش دقيق مثل غيرنا..لأنصدم صدمة العمر..وانا ارى الموظف يخرج بودره بيضاء من اجزاء خفيه في حقيبتي لم اعلم بوجودها..علمت فيما بعد انها مخدرات وضعت في حقيبتي..لتدمر مستقبلي..وتشوه ماضيي وتضيف نقطه سوداء في صفحتي الناصعة البياض..
كان هناك من حاول ان يهرب كمية المخدرات لترويجها عن طريقي..

افقت من ذكرياتي على توقف سياره امام منزل نواف..
لتنزل منه سيده في اواخر العشرينات..كاشف الوجه…تتمايل في مشيتها..وما ان ابتعدت خطوات عن السياره…الا وسمعت صاحب السياره يكلمها..عادت اليه بدلال مصطنع…لتنحنى وتكلم سائق السياره…وصوت ضحكاتها الماجنه يملئ المكان…
صدمت من مظهرها…واحسست بالاشمزاز من مجرد النظر اليها…
عندما اختفت عن نظري..رأيت البائع يهز رأسه بأسف..نزلت من سيارتي متجه اليه…اخذت علبة سجاير ودفعت قيمتها..
وعدت سألته سؤالي مرة آخرى……
– متأكد انه هذا بيت نواف ال….
بااصرار رد علي…
-أي متأكد ياخوي…
عدت اسأله وانا انظر الى البيت..
– فيه احد يسكن غيره ؟
– لا بس هو وزوجته..
– واولاده؟؟
هز كتفيه بحيره…
-ماادري…يقولون…انه زوجته الاولى واولاده ساكنين في بيت ثاني..
اشرت الى البيت…
– ودايم على هالحال..
هز راسه بااسف…بعد ما فهم مقصدي..
– الله يستر علينا…الحي كله متضايق…لكن ما بيدهم شي..
-وزوجها؟؟
ضحك بسخريه…
– ماسمعت المقوله اللي تقول الزوج اخر من يعلم….
اشار الي سيارة توقفت امام المنزل..
– شف هذا هو صاحبك….
قالها..وكأنه يتمنى ان اخبر صاحبي واواجهه بما لم يستطيعوا هم اخباره..
اسرعت الخطى …ووصلت اليه وانا اللهث قبل دخوله المنزل…
– نواف..
التفتت الي…
– من؟؟
اقتربت منه
-ما عرفتني؟!!!
وعندما صرت امامه…رأيت في عينيه شبح خوف سرعان مااختفى..
– محمد !!
– ايه محمد
وبعد ما سلمت عليه…
-الحمد لله على السلامه…متى طلعت؟؟
-طلعت قبل فتره…المهم شخبارك ؟؟
-الحمد لله …انا بخير…
امسك بيدي…وجذبني الى بيته…
– تفضل ادخل الله يحيك…
لم استطع ان احرك رجلي لداخل منزله….وتلك الافعى تدنس عرض صاحبي..
– مره ثانيه..اكيد لازم اشوفك..لكن اتمنى تعطيني عنوان بدر…حتى اسلم عليه…ونتفق على موعد نجلس مع بعض ونعيد ايامنا الخوالي…
نزل رأسه بحزن…
– بدر…انت ما دريت وش صار لبدر؟؟
– وش صار له…
– قبل خمس سنوات…اصيب في حادث وهو مشلول شلل كامل…ومقيم في مستشفى النقاهه..
صدمني الخبر…واحسست بأسف على حال صاحبي..
-لا ياشيخ…زعلتني والله…وشلونه اللحين؟؟
-ماادري من زمان ما زرته..
– الظاهر انت قاطع…ماعمرك زرتني في السجن…وحتى بدر ما تزوره..
نكس رأسه…
– تدري ياخوي مشاغل الدنيا..
وضعت يدي على كتفه…كنت احس بشفقه على حاله…تمنيت ان تكون لدي الشجاعه لاخبره بما عجز غيري عنه…
– اقول وش اخبار عبدالله واخوانه؟
– ما عليهم طيبين…
– سمعنا انه اعرست على ام العيال..
ضحك …
– كل الاخبار الظاهر عندك..
-ايه كل الاخبار…لكن خذها نصيحه قديمك نديمك ..واحذر من الجديد حتى تروضه…
هز راسه بااسى
– الجديد هو اللي روضني…ماعاد فيني شده على الترويض..
ابتسمت بسخريه..ونظرت للبائع..الذي يختلس النظر الينا…مقولته ليست صحيحه…يبدو ان الزوج هو اول من يعلم..
وبعد ان ودعته….اتجهت لسيارتي وانا افكر في حال صاحبي…

يتبع

الشكر كل الشكر على الموضوع المميز
جزاااااااااك الله خير الجزااااااااااء

قدما ان شاء الله

بارك الله فيك اخي الكريم على المرور
تقبل الله صيامك و قيامك
بارك الله فيكِ أختي جوانا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.