قبل أن نتحدّث عن فن اختيار شريك الحياة لا بد من معرفة طبيعة العلاقة الزوجية أولاً حتى نعرف متطلبات الاختيار وأهميتها:
أولاً: العلاقة الزوجية هي علاقة متعددة الأبعاد؛ بمعنى أنها؛ علاقة جسدية, عاطفية, عقلية, اجتماعية وروحية; ومن هنا وجب النظر إلى كل تلك الأبعاد حين نُفكّر في الزواج, وأي زواج يقوم على بُعد واحد مهما كانت أهمية هذا البُعد يصبح مهددًا بمخاطر كثيرة.
ثانياً: العلاقة الزوجية علاقة أبدية (أو يجب أن تكون كذلك)، وهي ليست قاصرة على الحياة الدنيا فقط، وإنما تمتد أيضًا للحياة الآخرة.ثالثاً: العلاقة الزوجية شديدة القرب, وتصل في بعض اللحظات إلى حالة من الاحتواء والذوبان.رابعاً: العلاقة الزوجية شديدة الخصوصية بمعنى أن هناك أسرارًا وخبايا بين الزوجين لا يمكن ولا يصح أن يطّلع عليها طرف ثالث. وأكبر خطأ يحدث في الاختيار الزواجي أن ينشغل أحد الطرفين ببعد واحد (اختيار أحادي البعد) ولا ينتبه لبقية الأبعاد.
والزواج ليس علاقة بين شخصين فقط، وإنما هو أيضًا علاقة بين أسرتين وربما بين عائلتين أو حتى بين قبيلتين; أي أن دوائر العلاقة تتسع وتُؤثّر في علاقة الزوجين سلبًا وإيجابًا, ومن هنا تتضح أهمية أسرة المنشأ والعائلة والمجتمع الذي جاء منهما كل طرف. ومن التبسيط المخل أن يقول أحد الطرفين: "أنا أحب شريك حياتي ولا تهمني أسرته أو عائلته أو المجتمع الذي جاء منه", فالشريك لا بد وأنه يحمل في تكوينه الجيني والنفسي إيجابيات وسلبيات أسرته والبيئة التي عاش فيها, ولا يمكن أن نتصوّر شخصًا يبدأ حياته الزوجية وهو صفحة بيضاء ناصعة خالية من أي تأثيرات سابقة, بل الأحرى أنه عاش سنوات مهمة من حياته متأثرًا بما يحيطه من أشخاص وأحداث تُؤثّر في سلوكه المستقبلي, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة, خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا" أخرجه الحاكم.
آليات الاختيار:بعض الناس يعتقدون أن الزواج قِسمة ونصيب، وبالتالي لا يفيد فيه تفكير أو تدبير أو سؤال, وإنما هو أمر مقدّر سلفًا ولا يملك الإنسان فيه شيئاً، وهذه نظرة تكرّس للسلبية والتواكل ولا تتفق مع صحيح العقل والدين, فعلى الرغم من أن كل شيء في الكون مقدر في علم الله، إلا أن الأخذ بالأسباب مطلوب في كل شيء, ومطلوب بشكل خاص في موضوع الزواج؛ نظرًا لأهميته التي ذكرناها آنفًا, ومطلوب أن يغطي كل المستويات الممكنة. لذلك يمكننا تقسيم آليات الاختيار إلى ثلاثة مستويات أو دوائر كالتالي:1. الرؤية والتفكير: وذلك بأن نرى المتقدّم للخطبة، ونتحدّث معه، ونحاول بكل المهارات الحياتية أن نستشف من المقابلة والحديث صفاته وطباعه وأخلاقه وذلك من الرسائل اللفظية وغير اللفظية الصادرة عنه, ومن مراجعة لأنماط الشخصيات التي حددها علماء النفس ومفاتيح تلك الشخصيات (سيأتي تفصيل ذلك في هذه الدراسة).2. الاستشارة: بأن نستشير مَن حولنا من ذوي الخبرة والمعرفة بطباع البشر, ونسأل المقربين أو المحيطين بالشخص المتقدّم للزواج (زملاؤه أو جيرانه أو معارفه)، وذلك لكي نستوفي الجوانب التي لا تستطيع الحكم عليها من مجرد المقابلة, ونعرف التاريخ الطولي لشخصيته، ونعرف طبيعة أسرة المنشأ وطبيعة المجتمع الذي عاش فيه. وفي بعض الأحيان يلجأ أحد الطرفين أو كلاهما لاستشارة متخصص يُحدد عوامل الوفاق والشقاق المحتملة بناءً على استقراء طبيعة الشخصيتين وظروف حياتهما.3. الاستخارة: ومهما بذلنا من جهد في الرؤية والتفكير والاستشارة تبقى جوانب مستترة في الشخص الآخر لا يعلمها إلا الله الذي يحيط علمه بكل شيء ولا يخفَى عليه شيء, ولهذا نلجأ إليه ليوفقنا إلى القرار الصحيح، وخاصة أن هذا القرار هو من أهم القرارات التي نتخذها في حياتنا إن لم يكن أهمها على الإطلاق. والاستخارة هي استلهام الهدى والتوفيق من الله بعد بذل الجهد البشري الممكن, أما من يتخذ الاستخارة بشكل تواكلي ليريح نفسه من عناء البحث والتفكير والسؤال فإنه أبعد ما يكون عن التفكير السليم.والاستخارة تتم بصلاة ركعتين بنية الاستخارة يتبعهما الدعاء التالي: "اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ، وتعلَم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يُسمّي حاجته- خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدّره لي ويسّره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شراً في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به" رواه البخاري.ونتيجة الاستخارة تأتي في صورة توفيق وتوجيه في اتجاه ما هو خير, وليست كما يعتقد العامة ظهور شيء أخضر أو أبيض في المنام، والاستخارة تعطي للإنسان سندًا معنويًا هائلاً وتحميه من الشعور بالندم بعد ذلك.التوافق والتكامل وليس التشابه أو التطابق:
وما يهم في شريكي الحياة أن يلبّي كل منهما احتياجات الآخر بطريقة تبادلية ومتوازنة, وهذا لا يتطلب تشابههما أو تطابقهما، وإنما يتطلب تكاملهما بحيث يكفي فائض كل شخص لإشباع حاجات الشخص الآخر.
منقووول .
نصايح موفقه رفع الله قدرك ..
ورفع الله قدرك في الدارين
وهنا نقل لبعض الحقائق و أمور مهمة ينبغي أن تستحضرها الفتاة عند التخطيط لإختيار شريك الحياة
1-الزواج شعيرة من شعائر الله .
وبقدر ما يعظّمها الانسان في نفسه بقدر ما تسمو أهدافه وغاياته من هذه العبادة .
فالزواج ليسا حقوقاً متبادلة بين طرفين بقدر ما هو بناء مشترك بين طرفين .
2 – الزواج رزق من جملة الأرزاق التي يقسّمهاالله تعالى بين عباده .
وعلى هذا فتؤمن الفتاة إيماناً صادقاً يقينياً أن ما قُسم لها من الرزق سيأتيها إنما عليها بذل السبب ، والله تعالى يقول : " وفي السماء رزقكم وما توعدون . فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون " فأكّد الله تعالى قضية الرزق وأنها من عنده جل وتعالى لم يزيده حرص حريص ولا ينقصه كسل كسلان ، فأكّد هذه القضية بالمؤكدات التالية : ( القسم – إن – اللام – التشبيه بالمحسوس ) .
وهنا يجب على الفتاة أن ترضى بما قسمه الله تعالى لها وأن تثق بأن الله تعالى سيرزقها . وأن تصبر وتحتسب سواء على تأخر رزقها أو على ما قسم الله تعالى لها .
3 – الزواج بقدر ما هو سكن وارتياح ففيه مسؤوليات وتكاليف وتبعات .
فالأحلام الوردية ، والخيال المخملي للزواج قبل الزواج قد لا يكون حقيقة بعد الزواج ، ولذلك ينبغي على الفتاة أن تدخل الحياة الزوجية وهي على وعي بطبيعة هذه الحياة . فالزواج مشروع جاد لابد فيه من الاستعداد لتحمّل المسئولية والصبر على أدائها .
4 – النقص والقصور صفة لازمة للبشر .
فلا تجهدي نفسك بالبحث عن رجل كملت له خلائقه وصفاته . بل اجتهدي على طلب صاحب الدين والخلق ابتداءً لأنهما ينموان ويزيدان مع الإنسان بخلاف أكثر الخصال الأخرى فإنها عرضة للنقص والزوال والتغيّر .
5 – قد يبتلي الله الفتاة بحرمانها .
إما من الزوج بالشروط التي تريدها أو قد يبتليها بحرمانها من الزواج أصلاً .
وواجبها هنا الصبر والدعاء ، والله تعالى يقول : " ونبلوكم بالشر والخير فتنة " .
6 – المقياس والحكم في حالات الزواج للواقع والأغلب والنادر لا حكم له .
فقد تتزوج فتاة دميمة بأحسن الرجال ونحو ذلك ، لكن هذا لا يعتبر مقياساً للفتاة التي تشابهها في الصفات فتتأخر في قبول الخطّاب انتظاراً لزوجٍ كمثل زوج صديقتها التي تشاركها في بعض وصفها وصفتها .
7 – صحة القرار من عدمه لا يتحكّم به ( الكره ) وجوداً وعدماً !
فتنازل الفتاة وتساهلها إذا تقدم بها العمر عن كثير من الشروط ، يكون فيه إكراه للنفس على أمر لا ترغب فيه الفتاة ، وهذا الكره الذي يحصل ليس دليلاً على عدم صحة القرار لأن الله تعالى يقول : " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون " .
8 – كلّما كان عمر الفتاة صغيرا كلّما زاد حظّها .
في طرق الخطّاب لبابها ، ويخف طرق الباب كلّما تقدم بها العمر .
9 – الوعي بترتيب الأولويات .
وخاصة فيما تيعلق بشئون الفتاة الاجتماعية ، فإن من النوازع التي تتنازع الفتاة :
– اتمام الدراسة .
– العمل ( الوظيفة ) .
– البقاء من أجل خدمة الوالدين أو الإخوة الأيتام .
هذه أهم ثلاثة نوازع تتنازع الفتاة عند التفكير بالزواج ، وهنا على الفتاة أن تعي ترتيب الأولويات في حياتها وأن لا تنقلب عليها الألويات حتى يأتي عليها يوم من الأيام تعض أصابع الندم !!
10 – من ابتلاها الله تعالى بولي أمر يتعنّت في تزويجها .
إما بالمغالاة في مهرها أو صدّ الخطاب عنها طمعاً في مرتبها ، أو رغبة في شهرة على حساب ابنته ، فمثل هذه الفتاة الوصية لها :
– الصبر والدعاء .
– الاجتهاد في إقناع ولي أمرها بضرورة الزواج واستخدام في ذلك من يكون له تأثيرا على ولي أمرها كـ ( والدتها – عمها – أخوالها – إمام الحي … ) .
– التنازل لوالدها عن بعض راتبها حتى بعد الزواج .
بورك في جهودك غاليتي
وجزاك الرحمن خير الجزاء
حبيبتي ..
سيتم نقل الموضوع لركن النافذة الإجتماعية
لأنه المكان الأنسب لمثل هذه المواضيع
وشكرا لوجودك هنا ..
جزاك الله خيرا على هذا النقل الموفق
لهذا الموضوع الهام الذي يحتوي على الكثير من النصائح المفيده .