تخطى إلى المحتوى

منقول سرطان الثدي يقتل 10 نساء جزائريات يوميا مجتمع مسلم فضيع 2024.

  • بواسطة

قص مراكز العلاج يؤزّم الوضع والمختصون يدقون ناقوس الخطر

سرطان الثدي يقتل 10 نساء جزائريات يوميا


07 مارس 2024 – 23:19 0 تعليق المجتمع

يعد سرطان الثدي مرض العصر وأحد أبرز هموم الأنثى، والشبح الذي يهدد حياة الكثيرات بسبب انتشاره الواسع بين النساء، ضف إلى ذلك أنه أكثر السرطانات التي تصيب المرأة، فسرطان الثدي ثاني سبب للوفاة في الجزائر بعد أمراض القلب والشرايين، كما يعد سرطان الثدي أول سبب لوفاة النساء اللواتي يبلغن بين 45 و48 سنة في الجزائر، عكس البلدان الغربية، حيث يصيب هذا المرض النساء اللائي يتعدى سنهن 60 سنة. وبلغ عدد المصابات بهذا الداء في سنة 2024 ما يقارب الـ11000 مريضة على مستوى التراب الوطني; ويعتبر الزّواج المتأخّر وعدم إنجاب الأطفال أو التأخّر في الإنجاب واستعمال حبوب منع الحمل بكثرة من العوامل التي تؤدّي إلى الإصابة بهذا الداء، علما أن الرضاعة الطبيعية تعدّ من العوامل الوقائية ضد مرض سرطان الثدي.تسجّل الجزائر سنويا بين 40 و45 ألف حالة إصابة بداء السرطان، منها أكثر من 11 ألف حالة سرطان الثدي، وهو الرقم الذي تضاعف 3 مرات، حيث كان عدد الإصابات نهاية التسعينات لا يتجاوز ثلاثة آلاف إصابة، كما أن هذا الداء يفتك بنحو 3500 امرأة سنويا، مما يعني أن سرطان الثدي تسبب في وفاة عشر نساء يوميا بالجزائر، ولا يوجد في الجزائر سوى 17 مركزا لمعالجة السرطان، حيث تمّ تسجيل ارتفاع محسوس في عدد المصابات بداء سرطان الثدي خلال السنوات الثلاث الأخيرة بولاية الجزائر العاصمة، ليبلغ نهاية سنة 2024 أزيد من 1000 حالة جديدة -حسب ما أكّده مختصّون في هذا الداء- فيما سجلت ولاية مستغانم أزيد من 260 إصابة بسرطان الثدي خلال التسعة أشهر الأولى لسنة 201 ـ حسب المديرية الولائية للصحة والسكان ـ أما ولاية سطيف فسجلت ما لا يقل عن 500 حالة إصابة جديدة، أما قسنطينة فسجلت أكثر من 1000حالة جديدة، كما أحصت جمعية «شعاع الأمل» لمرضى السرطان بولاية الجلفة 59 حالة، لتبقى هذه الإحصاءات تمثل الحالات المعلن عنها فقط، لأن هناك الكثير من الحالات المجهولة، ولم يتم الكشف عنها، وبالتالي لا تخضع صاحباتها للعلاج. فالمصابات بسرطان الثدي في الجزائر يعشن وضعا صعبة مقارنة بالدول المتقدمة وتتضاعف معاناتهن، وذلك راجع إلى الصعوبات الكبيرة التي تصادفهن من أجل تلقي العلاج في ظل نقص المراكز المتخصصة والتجهيزات الضرورية، مما يقلص فرص تعافيهم، خاصة عندما يكون المرض قد وصل إلى مرحلة متقدمة ويتطلب العلاج بالأشعة أو إجراء عملية جراحية. ويعتبر نقص مراكز العلاج والأدوية العامل الرئيسي الذي يضاعف من خطورة الوضع، حيث لا يوجد في الجزائر سوى ستة مراكز لعلاج سرطان الثدي، وهو الأمر الذي يزيد من نسبة الوفيات نظرا إلى نقص العلاج. بالأشعة وتباعد المواعيد، نظرا إلى خطورة المرض وسرعة انتشاره وتأثيره على باقي الأعضاء في الجسد، وبالتالي فإن المريضة ستلقى حتفها قبل موعد العلاج، وما يزيد من معاناة هذه الفئة وجود بعض المؤسسات العلاجية التي ترفض التكفل بالمرضى واستقبالهم بسبب إقامتهم في ولايات مجاورة، فمثلا يشترط مركز بيار ماري كوري بالعاصمة على المرضى تقديم وثائق تثبت مكان الإقامة.جمعيات تسابق الزمن لمساعدة المرضى وإنقاذ حياتهمُتعد الجمعيات الخيرية والتي منها من تخصصت فقط في مساعدة مرضى السرطان، السند الأول والأخير لكثير من العائلات التي لا تملك الإمكانات الكافية للعلاج وحتى تحديد مواعيد للعلاج ونقلهم إلى المراكز المتخصصة، مثل جمعية شعاع الأمل لمرضى السرطان بولاية الجلفة التي تقوم بمساعدتهم من خلال تحديد مواعيد «العلاج الكيمياوي والإشعاعي»، فإن الجمعية تتكفل بنقل المرضى من مقر سكانهم إلى مكان علاجهم بالبليدة وكذا الجزائر العاصمة أربعة أيام في الأسبوع بواسطة سيارتين للنقل تملكهما الجمعية واحدة بسعة 16 مقعدا والأخرى 12 تنقل المريض وأحيانا مع مرافق حسب الحالة الصحية للمريضة، كما أن جمعية الإشعاع لمرضى السرطان تقوم ببناء دار لاستقبال المرضى بالبليدة من أجل تكفل أحسن وتقريبهم من مستشفى فرانتز فانون.جمعية «نسمة» لمساعدة مرضى السرطان في البليدةتتسع إقامة الجمعية إلى 23 سريرا لاستقبال المرضى يوميا، وكذلك تسعى لمساعدة مرضى السرطان وذلك عن طريق تقديم تسهيلات لهم ولعائلاتهم، مثل توفير الإيواء بالنسبة لمرضى المناطق البعيدة القاصدين العاصمة أو البليدة للعلاج رفقة ذويهم، وتوفير الأدوية التي تثقل ميزانية المرضى، وكذلك التكفل بالتحاليل الطبية والأشعة، اضافة إلى توفير وسيلة النقل التي تسمح لهم بالتنقل عبر المراكز الاستشفائية ونقل هؤلاء المرضى إلى مقراتهم السكنية بالولايات الأخرى إن تطلب الأمر.الكشف المبكر عودة من الموت ونقص في التكاليفيجمع أغلبية الأطباء الاختصاصيين في أورام السرطان أن سرطان الثدي لا يعتبر بالضرورة «قدرا محتوما» باعتباره قابلا للعلاج بنسبة 95 في المائة، شريطة أن يتم اكتشافه مبكرا، كما يؤكد هؤلاء الأطباء على أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، معتبرين أن الكشف في الوقت المناسب يساهم في جعل سرطان الثدي مرضا ليس بالعضال، وفي نفس الوقت يشدد الأطباء المختصون على «أهمية قيام النساء بمعاينة أنفسهن لدى الطبيب أو التحسس الذاتي وذلك من أجل الكشف المبكر عن أي سرطان محتمل للثدي وتشخيصه والشفاء منه قبل فوات الأوان وبأقل التكاليف خاصة عند وصول المرأة إلى سن 40، أين تزيد احتمالية إصابتها بالمرض، كما أشاروا إلى أن الرجال أيضا يمكن إصابتهم بسرطان الثدي ولكن بنسبة ضئيلة جدا. أكد عميد كلية الطب للجزائر العاصمة الأستاذ صلاح الدين بن ديب أن المرأة الشابة تتعرض بشكل متزايد للإصابة بسرطان الثدي (بين 45 و48 سنة) على عكس البلدان الغربية، حيث يصيب هذا المرض النساء اللائي يتعدى سنهن 60 سنة. وصرح على هامش الأيام التكوينية في مصورة الثدي أنه «يتم تشخيص بين 9.000 و10.000 حالة سرطان الثدي سنويا وأن تأثير هذا المرض عند المرأة الشابة مرتفع على عكس البلدان الغربية»، وبعد أن سجل بأن سرطان الثدي يعد «أول سرطان عند المرأة ويسبب أكبر نسبة من الوفيات في البلد»، أشار إلى أن كثرة الإصابة بهذا المرض لدى المرأة الشابة في الجزائر ليس لها تفسيرات مقنعة، وأضاف «لم نتمكن بعد من معرفة إذا كانت هذه الوضعية تعود إلى مشاكل بيئية أو غذائية أو وراثية».ومن جهته، سجل الاستناد بوزيد الذي عكف على تقييم سرطان الثدي في الجزائر وآفاقه بأن نسبة السرطان العائلي مرتفعة بمرتين مقارنة بالبلدان في الغرب، مشيرا إلى أن ذلك «يعود ربما إلى زواج الأقارب»، وأوضح الأستاذ أن تفشي سرطان الثدي في الجزائر تفوق على سرطان عنق الرحم، وأنه في ثلثي الحالات يجرى التشخيص في مرحلة متقدمة من انتشاره، مقدرا كلفة العلاج بـ3 ملايين دج مع نتائج جد مخيبة، بحيث أن حالة فقط من بين 4 حالات تبقى على قيد الحياة إلى غاية 05 سنوات.صدمة السرطان ترافقها صدمة الطلاقنوال. ي، 35 سنة متزوجة وأم لطفلين استُؤصل ثديها بسبب الداء الذي استفحل، قالت عن معاناتها:« في الحقيقة أكبر معاناتي كانت زوجي الذي رفض تقبل مرضي وأخفاه عن الجميع بسبب خوفه من تدخل عائلته، وبالفعل بقيت على تلك الحال ما يقارب الشهرين ولكن تطور المرض وتورم الثدي جعل الأطباء يلجؤون إلى الجراحة لمنع انتشار المرض في جسدي”، وتستطرد قائلة:« تنقلت إلى العاصمة وبالذات إلى مصلحة بيار وماري كوري بمستشفى مصطفى باشا من أجل استئصال الثدي، كانت بالنسبة لي كابوسا كبيرا عشته بكل تفاصيله المخيفة، فحماتي عندما علمت بمرضي طلبت من زوجي أن يطلقني لأنني لم أعد تلك المرأة الكاملة… وتجاوزت كل الحدود عندما أخبرته بأنها ستبحث له عن زوجة أخرى، في الوقت الذي كنت أنتظر فيه إجراء عملية جراحية…المهم أنني بعد أن استفقت من التخدير، وجدت زوجي أمامي يتفوه بكلمة “أنت طالق”، لم تشفع لي سنوات العشرة الطويلة أو ينتظر حتى أخرج من المستشفى أو حتى أن يتمنى لي الشفاء قبل تطليقي”، وهنا تضيف:« صدمت بما فعله زوجي وأتذكر جيدا ردة فعل والدي الذي طرده من الغرفة وطلب منه ألا يعود لرؤيتي مرة أخرى، أما أنا فبكيت على حالي لأنني أصبحت امرأة شوّهن أنوثتها وجمالها خاصة أنني أقطن بمنطقة داخلية مجتمعها قاس جدا لا يعترف بامرأة استؤصل ثديها بسبب مرض اسمه السرطان، مرض…شوهته تعريفات خاطئة. (فايزة. ط)، في العقد الرابع من عمرها تقطن بحي لا بروفال بالقبة في العاصمة، تقيم عند والدتها منذ ما يقارب السنة، تقول عن تعايشها مع المرض، «عندما علمت بمرضي لم أتقبل السرطان في جسدي لأنني كنت صاحبة جمال أخاذ وجسم ممشوق لدرجة أنه في فترة من فترات حياتي أصابني الغرور ولم أكن أقبل بالعرسان حتى جاء زوجي الذي أقنعني بفكرة الزواج وبالفعل كان يحبني كثيرا ولم أفكر يوما أنه سيتركني، فغالبا ما كان يردد أنني سبب وجوده في هذه الحياة». التكفّل النفسي يساهم بشكل كبير في علاج المريضتؤكد «زميرلي سهيلة» المختصة في علم النفس أن التكفل النفسي بالمرأة المصابة بسرطان الثدي يساهم بشكل كبير في علاجها، إذ أنها تحتاج لدعم من قبل العائلة والأصدقاء وحتى الزوج، بالإضافة إلى التكفل النفسي بعائلة المريض لمساعدة المريض ومرافقته طيلة فترة العلاج ويشير الأخصائيون النفسانيون إلى أن معظم المصابات بسرطان الثدي يصبن بحالة من الاكتئاب بمجرد اكتشافهن وتعرضهن للإصابة، وذلك من خلال عدم تقبلهن للأمر الواقع وتفكيرهن بشكل مباشرة في الوفاة، وفي هذه الأثناء واجب على العائلة وكل المحيطين بالمصابة أن يدعموها نفسيا. كما أن معاملة المريض شيء أساسي، لكن للأسف معظم الأطباء والممرضين يعاملون المريض بشكل سيء وهو أصلا نفسيا ليس بخير لمجرد معرفته بإصابته بالداء، إن المرأة الجزائرية لا تملك ثقافة الكشف المبكر لسرطان الثدي، وتقتصر على المدن الكبرى نظرا إلى حملات التحسيس والتوعية التي تقوم بها الدولة والجمعيات بالمجان.بوعلام حمدوش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.