تخطى إلى المحتوى

هل القران من تأليف محمد ؟ 2024.

  • بواسطة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وخاتم النبيين وبعد

القران بشكله وعباراته وحروفه وما احتوى عليه من علوم ومعارف وأسرار وجمال بلاغي ودقة لغوية هو مما لا يدخل في قدرة بشر أن يؤلفه .. فإذا أضفنا إلى ذلك أن محمدا عليه الصلاة والسلام كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ولم يتعلم في مدرسة ولم يختلط بحضارة ولم يبرح شبه الجزيرة العربية فإن احتمال الشك واحتمال إلقاء هذا السؤال يعد مستحيلا ..

والله يتحدى المنكرين أمثالك ممن زعموا أن القرآن مؤلف ..
( فل فأتوا بسورة من مثله وادعوا من استطعتم من دون الله ) 38 – يونس
استعينوا بالجن والملائكة وعباقرة الإنس وأتوا بسورة من مثله . وما زال التحدي قائما ولم يأت أحد بشيء ..

وإذا نظرنا إلى القرآن في حياد وموضوعية فسوف نستبعد تماما أن يكون محمد عليه السلام هو مؤلفه ..
أولا .. لأنه لو كان مؤلفه لبث فيه همومه وأشجانه
ونحن نراه في عام واحد يفقد زوجه خديجة وعمه أبا طالب ولا سند له في الحياة غيرهما .. وفجيعته فيهما لا تقدر .

ومع ذلك لا يأتي لهما ذكر في القرآن ولا كلمة ..
وكذلك يموت ابنه إبراهيم ويبكيه ولا يأتي لذلك خبر في القرآن ..
القرآن معزول تماما عن الذات المحمدية .

بل أن الآية لتأتي مناقضة لما يفعله محمد وما يفكر فيه … وأحيانا تنزل الآية معاتبة له كما حدث بصدد الأعمى الذي انصرف عنه النبي إلى أشراف قريش .
( عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنعه الذكرى ) 1 – 4 عبس

وأحيانا تنزل الآية فتنقض عملا من أعمال النبي .
( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة .. لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) 67 – الأنفال

وأحيانا يأمر القرآن محمد عليه الصلاة والسلام بأن يقول لاتباعه ما لا يمكن أن يقوله لو أنه كان يؤلف الكلام تأليفا .
( قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ) 9 – الأحقاف

لا يوجد نبي يتطوع من تلقاء نفسه ليقول لأتباعه لا أدري ما يفعل بي ولا بكم .. لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا .. ولا أملك لكم ضرا ولا نفعا ..
فان هذا يؤدي إلى أن ينفض عنه أتباعه ..
وهذا ما حدث فقد اتخذ اليهود هذه الآية عذرا ليقولوا .. ما نفع هذا النبي الذي لا يدري ماذا يفعل به ولا بنا .. هذا رجل لا جدوى فيه ..
مثل هذه الآيات ما كان يمكن أن يؤلفها النبي لو كان يضع القرآن من عند نفسه .

ثانيا – لو نظرنا بعد ذلك في العبارة القرآنية لوجدنا أنها جديدة منفردة في رصفها ومعمارها ليس له شبيه فيما سبق من أدب العرب ولا شبيه فيما أتى لاحقا بعد ذلك .. حتى لتكاد اللغة تنقسم إلى شعر ونثر وقرآن ..
فنحن أمام كلام هو نسيج وحده لا هو بالنثر ولا بالشعر .

سنرى الدقة البالغة لا مثيل لها في التأليف
انظر كلمة ( لواقح )
( وأرسلنا الرياح لواقح ) 22 – الحجر
وكانوا يفسرونها في الماضي على المعنى المجازي بمعنى أن الرياح تثير السحب فتسقط المطر فيلقح الأرض بمعنى ( يخصبها ) ثم عرفنا اليوم أن الرياح تسوق السحب إيجابية التكهرب وتلقي بها في أحضان السحب سالبة التكهرب فيحدث البرق والرعد والمطر .. وهي بهذا المعنى ( لواقح ) أيضا ونعرف الآن أيضا أن الرياح تنقل حبوب اللقاح من زهرة إلى زهرة فتلقحها بالمعنى الحرفي
فها نحن أمام كلمة صادقة مجازيا وحفيا وعلميا ثم هي بعد ذلك جميلة فنيا وأدبيا وذات إيقاع حلو ..
هنا نرى منتهى الدقة في انتقاء اللفظة ونحتها ، وفي آية أخرى .

( لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون ) 188 – البقرة

كلمة ( تدلوا )
مع أن الحاكم الذي تلقى إليه الأموال في الأعلى وليس في الأسفل .. لا .. إن القرآن يصحح الوضع .. فاليد التي تأخذ الرشوة هي اليد السفلى ولو كانت يد الحاكم .. ومن هنا جاءت كلمة ( تدلوا بها إلى الحكام ) لتعبر في بلاغة لا مثيل لها عن دناءة المرتشي وسفله .

وفي آية الجهاد

( مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض ) 38 – التوبة
القرآن يستعمل كلمة ( اثاقلتم ) من تثاقلتم . يدمج الحروف إدماجا ويلصقها إلصاقا ليعبر عن جبن الجبناء الذين يلتصقون بالأرض ويتشبثون فيها من الخوف إذا دعوا إلى القتال

وفي آية قتل الأولاد من الفقر نراها جاءت على صورتين :
( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ) 151 – الأنعام
( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم ) 31 – الإسراء
والفرق بين الآيتين لم يأت اعتباطا و إنما جاء لأسباب محسوبة ..
فحينما يكون القتل من إملاق فان معناه أن الأهل فقراء في الحاضر فيقول نحن ( نرزقكم ) وإياهم
وحينما يكون قتل الأولاد خشية إملاق فإن معناه أن الفقر هو احتمال في المستقبل ولذا تشير الآية إلى الأبناء فتقول نحن ( نرزقهم ) وإياكم .
مثل هذه الفروق لا يمكن أن تخطر على بال مؤلف

وفي حالات التقديم والتأخير نجد دائما أنه لحكمة .
نجد أن السارق مقدم على السارقة في آية السرقة بينما الزانية مقدمة على الزاني في آية الزنا ..
وذلك لسبب واضح أن الرجل أكثر إيجابية في السرقة ..
أما في الزنا فالمرأة هي التي تأخذ المبادرة ..
من لحظة وقوفها أمام المرأة تضع العطور والبخور وتختار الفستان الأكثر إغراءً لتنصب الفخاخ للرجل الموعود .
( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ) 2 – النور
( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) 38 – المائدة

وبالمثل تقديم السمع على البصر في أكثر من 16 مكانا
( وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ) 78 – النحل

( وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة ) 26 – الأحقاف

( أسمع بهم وأبصر ) 38 – مريم

( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) 36 – الإسراء

( وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ) 22 – فصلت

( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) 11 – الشورى

دائما السمع أولا ..
ولا شك أن السمع أكثر إرهافا وكمالا من البصر .
إننا نسمع الجن ولا نراه .
والأنبياء سمعوا الله وكلموه ولم يره أحد .
وقد تلقى محمد عليه الصلاة والسلام القرآن سمعا ..
والأم تميز بكاء ابنها في الزحام ولا تستطيع أن تميز وجهه ..
والسمع يصاحب الإنسان أثناء النوم فيظل صاحيا بينما تنام عيناه ، فقد سمعنا في الآونة الأخيرة كيف يسمع الذي غاب عن الوعي ويميز من حوله بالسمع ، ومن حاول تشريح جهاز السمع يعلم أنه اعظم دقة وإرهافا من جهاز البصر .

وبالمثل تقديم المال على الولد
( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) 88 – الشعراء
( إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم ) 15 – التغابن
( لن نغني عنهم موالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) 116 – آل عمران .

( أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ) 55 – المؤمنون

( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا ) 55 التوبة

( اعلموا إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ) 20 – الحديد

والأمثلة على هذا التقديم كثرة .
والسر أن المال عند أكثر الناس أعز من الولد .
ثم الدقة والخفاء واللطف في الإعراب ..

ولنا وقفة اخرى بإذن الله تعالى

والحمد لله رب العالمين

منقول من منتدى نسيج

شكرا لك على ما نقلتيه
بارك الله فيك واثابك
جزاك الله خير ،،،
القرآن الكريم كلام الله الذي أنزله الله على خاتم رسله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وقد أنزله الله بلغة العرب لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكان تشريفاً للعرب كما قال تعالى: {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون}

وجعله معجزاً في البيان حتى يكون معجزة دائمة للرسول، قال تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين، فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين}..

وقد تكفل الله بحفظه كما قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} فلا يستطيع جبار أن يبدله أو يزيد فيه أو ينقص منه كما جاء في الحديث [وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء] (رواه مسلم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.