وأرشدنا إلى طريق طاعته، فما من خير إلا ودلنا عليه ، وما من شر إلا وحذرنا منه ..
وطاعات فقد شمل هذا الشهر الكريم كل أنواع الطاعات من..
صلاة وصيام وزكاة وتلاوة للقرآن وكل وجوه البر ، حتى العمرة فيه تعدل حجة مع النبى ..
لذا كان لزاماً علينا شكر نعم المولى وأداء حقوقه علينا فى هذا الشهر الكريم، بصيامه على أكمل وجه ،
كما صامه النبى وصحابته إيمانا واحتسابا ،
ومقتضى هذا الاسم من أسمائه تعالي أن كل ما خلقه الله تعالي أو شرعه فهو لحكمة بالغة ،
أحلهما لنا ليعذبنا أو يعنتنا ، فحاشى لله ذلك ولكن للصيام الذي شرعه الله وفرضه علي عباده حكم عظيمة وفوائد جمة
*-أنه سبب للتقوى إذا قام الصائم بواجب صيامه ، قال تعالي :
(. . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ..)البقرة183
وهكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم ( إنها التقوى) ، فالصائم مأمور بتقوى الله عزوجل وهي امتثال أمره ،
*- والعمل بالزور.. هو العمل بكل فعل محرم من العدوان علي الناس بخيانة أوغش أو ضرب ويدخل فيه
سماع الأغاني المحرمة والمعازف ومشاهدة المحرمات ..
*- الجهل .. هو السفه وهو مجانبة الرشد في القول والعمل .
*-إذاً أن الصوم هو.. مجال اتصال الإنسان بربه اتصال طاعة وانقياد ، كما أنه استعلاء
بالعقبات والأشواك والذي تتناثرعلي جوانبه الرغبات والشهوات ..
فالصوم أعظم طريق لإذلال النفس والسيطرة عليها والتمرن علي ضبطها وقيادتها..
كذلك ما يروي عن السلف أن أحدهم إذا أراد أن يعاقب نفسه علي ذنب فعله فكان يعاقبها بالصيام ولفترات طويلة من السنة ،
لذا فالصوم يمكن الإنسان من قيادة نفسه لما فيه خيرها وسعادتها في الدنيا والآخرة ، ويبتعد عن أن يكون عبداً ،
لا يتمكن من منع نفسه عن لذاتها وشهواتها لما فيه مصلحتها..
*- ومنها : أن الغنى يعرف قدر نعمة الله عليه بما يسر له الحصول على ما يشتهى من طعام وشراب ونكاح ، فيشكر ربه علي هذه النعمة ،
ويتذكر الفقير الذي لا يتيسر له الحصول علي ذلك فيجود عليه بالصدقة والإحسان
*- ومنها : أن نستشعر حال اخواننا المستضعفين فى كل مكان الذين يهجرون من ديارهم ، فيخرجون إلى العراء
جوعى هلكى لايجدون ما يسترهم ولا ما يسد رمقهم
*- ومنها : مايحصل من الفوائد الصحية الناتجة عن تقليل الطعام واراحة الجهاز الهضمى لفترة معينة ،
الأولى : الآداب الواجبة :
أن يؤديها في وقتها بشروطها وأركانها وواجباتها مع الجماعة في المسجد
*- أن يجتنب الصائم.. جميع ما حرم الله ورسوله من الأقوال والأفعال
مثل الكذب والغيبة والنميمة ، وأن يتجنب قول الزور والعمل به ..
وأن يغض من بصره ويحفظ فرجه ، وكذلك يتجنب المعازف وآلات اللهو بجميع أنواعها ، فعن جابر – رضي الله عنه – قال:
(.. إذا صمتَ فليصمْ سمعُك وبصرُك ولسانُك عن الكذب والمحارِمِ، ودَع عنك أذَى
الجارِ، وليكن عليك وقارٌ وسَكِينةٌ، ولا يكن يومُ صومِك ويومُ فِطْرِك سواءً..)
*- معرفة أحكام الصيام..
حتى لا يقع المسلم فيما يفسد صومه وهو لا يدرى ، فينبغي على المسلم أن يسأل أهل العلم عما يشكل عليه من أحكام الصيام .
*- زكاة الفطر..
ففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضى الله عنهما قال : فرض رسول الله
(.. زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ
في صيامه من نقص ولغو وإثم ، وفيها إظهار شكر نعمة الله بإتمام صيام
رمضان وقيامه، فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال:
" فرض رسول الله
(.. زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ
فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ ..)رواه أبو داود
بنية أن تصومه إيمـانا واحتسابا ، وأن تفتح في أول ساعة منه صفحة جديدة في سجل أعمالك ، ومعك العزم الأكيد علي التزود
فيه بصالح الأعمال , فمن أدركه رمضان ولم يغفر له فقد خاب وخسر
*- إذا رأيت هلال رمضان فقل كما علمنا رسول الله :
(.. اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه ، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ..) رواه الترمذي
وهذا الدعاء فى كل شهر ، وهو فى رمضان ألزم .
*-ومن آدابه المستحبة تأخير السحور..
وأن ينوى بسحوره امتثال أمـر الله ورسوله والإقتداء بفعله ليكون سحوره عبادة ،
وأن ينوى به التقوى علي الصيام ليكون لـه بـه أجر
*- تعجيل الفطـر..
وذلك عند غروب الشمس ، فعـن سهل بن سعد أن النبي قال :
(.. لا تزال أمتي بخيـر ما عجلوا الفطر ..)رواه البخاري ومسلم.
الحديث الصحيح ، فإذا صلي المغرب تناول حاجته من الطعام ..
*- قيام رمضان" التراويح " وهو سنة مؤكدة ..
وتسن فيها الجماعة ، وله ميزة وفضيلة عن غيره في أى وقت آخر لقوله :
(.. مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ..) رواه الجماعة .
ويجوز للنساء حضور التراويح في المساجد .
*-اغتنام العشر الأواخر:
ففي الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها قالت:
(.. كان رسول الله إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله..)رواه البخاري وفي رواية لمسلم عنها قالت:
(..كان رسول الله يجتهد في لعشر الأواخر مالا يجتهد في غيره ..)
*- يستحب في هذه الليالي ..
التنظف والتزين والتطيب واللباس الحسن،قال ابن جرير : كانوا يحبون أن يغتسلوا
كل ليلة من ليالي العشر الأواخر ،
ومنهم من كان يغتسل ويطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر.
*- الاعتكاف ..
ففي الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها :
(.. أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى..)
وفى الاعتكاف قطعا لأشغاله وتفريغا لباله وتخلية لمناجاة ربه وذكره ودعائه ، فحقيقته قطع العلائق عن الخلائق للاتصال بعبادة الخالق .
*-تحرى ليلة القدر..
التي هي خير من ألف شهر لأنها الليلة التي أنزل فيها القرآن , والتي وصفها الله
تعالى بأنها يفرق فيها
كل أمر حكيم أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة ما هو كائن من أمر الله سبحانه في تلك السنة من الأرزاق
والآجال والخير والشر وغير ذلك من الأوامر المحكمة .
ومن فضائل هذه الليلة ماثبت في الصحيحين من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبي قال :
(.. من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ..)
أي: إيمانا بما أعد الله من الثواب للقائمين فيها واحتسابا
للأجر وطلب الثواب ، وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة والدعاء لما
روت السيدة عائشة رضى الله أنها قالت للنبي :
(.. أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها ..؟ قال قُولِي :
(..اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي..)رواه الترمذى
لما رواه ابن عباس رضى الله عنهما، أن النبي قال :
(.. عمرة في رمضان تعدل حجة..)رواه أحمد وابن ماجة .
*- تجنب الإفراط في الأكل والشرب ..
فإن من حكمة الصوم التخفيف عن المعدة ، فإنه ما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه ، ومتي شبع أول الليل لم ينتفع
بنفسه في باقيه فيفوت المقصود من الصيام , فالمقصود منه أن يذوق طعم الجوع , ويكون تاركا للمشتهى ..
*- استعمال السواك في نهار رمضان.. فكان النبي يتسوك وهو صائم
*-ختام رمضان ..
فقد شرع الله لنا في ختامه عبادات تزيدنا منه قربا ، وتزيد إيماننا قوة وفى سجل
أعمالنا حسنات ، فشرع لنا التكبيرعند إكمال العدة من غروب الشمس ليلة العيد إلى
صلاة العيد ، قال تعالى :
(.. الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ..) البقرة 185.
وشرع الله سبحانه لعباده صلاة العيد وهى من تمام ذكر الله تعالى ، ومما شرعه قبل بلوغه ، أو بعجزهم عنه ، ففي صحيح مسلم من حديث أبى أيوب الأنصاري رضى الله عنه أن النبي قال :
(.. مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ ..)
جعل الله ماكتبتى فى ميزان حسناتك
ماشاءلله تبارك الله
حماكِ الله ورعاكِ يالغالية
::
بارك الله فيك و في جهدك
استغفرالله واتوب اليه
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم