تخطى إلى المحتوى

قواعد ظبط النفس 2024.

  • بواسطة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قواعد في بناء النفس :

للأستاذة أناهيد السميري

مقدمة :
الحمد لله المتفضل بزمن الطاعات فمن أسمائه سبحانه المحسن فهو سبحانه المحسن لعباده بهذه الازمنه وفي توفيقه لهم بالطاعات وقبولها منهم سبحانه فلا تضيع زمنك الشريف (عمرك)في عدم استغلال هذا الزمن الفاضل
نقول لوا حسنت أو أسئت في أحب أيام الله فتذكر أن الرب غفور شكور
شكور للمطيع غفور لتقصيره في الطاعة
غفور للمسيء شكور في قبول توبته سبحانه
لو أطعت أنذل لله في طلب القبول اطلب منه سبحانه أن يشكر عملك ويغفر لك التقصير
ولوا أسئت أنذل لله في قبول التوبة واشكر الله أن من عليك بقلب حي يشعر بألم الذنب واطلب منه المغفرة
ففي كل الأحوال أسئت أو أحسنت لسان حالك ومقالك كأنك تقول يارب عاملني باسمك الشكور واسمك الغفور تذكري آية فاطر
لابد أن تبقى عند باب الله
لكن يبقى السؤال الأعظم لماذا لما أسئت أو أطعت لماذا لم أحسن؟
لعدم وجود قواعد سنتكلم عنها على قدر استطاعتنا لان التمام أمر مستحيل وعلينا المجاهدة من اجل الوصول دفعا للتقصير ومقاربة درجة الإحسان في العبادات
إذن الهدف بناء النفس من اجل بلوغ درجة الإحسان في العبادة
قبل أن ندخل للقواعد نتكلم عن معنى الإحسان :
الإحسان كما في حديث جبريل أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك
إذن هو درجتين :درجة المراقبة ودرجة المشاهدة
مثاله صلي كأنك ترى الله بقلبك وان لم تستطع ذلك صلي وأنت متيقن انه سبحانه يراك
من الخطأ في المفهوم أن نعتقد أن الإحسان درجة لا يمكن الوصول إليها وهذا خطا ممكن أن تحسن في أول الصلاة ة وتستشعر أن الله يخاطبك في الفاتحة وتفقد الشعور في الركعة الثانية هذا لا يعني انك غير محسن في صلاتك نقول أنت محسن في جزء من صلاتك فالمطلوب منك أن تدرب نفسك مرة على مرة حتى تحسن في كل الصلاة وهكذا تنتقل من عبادة لعبادة حتى تصبح محسنا في كل حياتك الإحسان عبارة عن أجزاء مركبة على قدر جمع قلبك تصير محسنا والناس متفاوتون في إحسانهم كما في آية النساء
-أدنى درجة من درجات الإحسان أن تكون مخلصا وما ذكر في حديث جبريل أعلى الدرجات
نبدأ بالقواعد:

يــا أخيتي

القاعدة الأولى:

الابتلاء للعباد في الحياة ليس اختبار لقواهم الذاتية في العبادة والطاعة بل لاختبار قوة استعانتهم

الشرح:
مثلا اشتهيتي يا أخيتيتقومين الليل ماذا تفعلين؟
ابحث عن الأسباب المعينة منبه – أو النوم مبكرا الخ هذه ليست الطريقة الصحيحة للوصول أن تبتلى حتى يرى الرب منك قوة استعانة فسري حديث (المؤمن القوي …………….)
المقصود:
القوي في استعانته ليس المقصود القوى الجسمية لو المقصد القوى الجسمية
ماذا نفسر يا ضبابية لو ابتلي العبد بمرض تذكري
أن القوة والصحة والمرض بلاءات حتى يظهر المؤمن القوي في إيمانه والضعيف
وهذا يطابق حديث (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين)
الخيرية أن تكون قوي في أيمانك وأيمانك مبني على علم العلم يزيدك إيمانا وتصورا لرحلتك السريعة في الحياة ولقاء الله
قال تعالى (هل أتى على الإنسان حينا من الدهر لم يكن شيئا مذكورا…………………………..إلى قوله فجعلناه سميعا بصيرا)
فمن أين لك قوة ذاتية وأنت لم تكن شيئا مذكورا بل ما تملك من
سمع وبصر إنما وهبك الله إياه
وانظري لآية 78النحل يقرر نفس المعنى هذه الأجهزة من سمع
وبصر وعقل وأجهزة لا يوجد لديها قدرة ذاتية للقيام بوظائفها (إنا هديناه السبيل)
يقول الشوكاني :عن الضحاك والسدي:
السبيل خروجه من الرحم
لا تتصور نفسك جوال مشحون أنت لحظة بلحظه تعطى القدرة

لنفسك
بل الله عز وجل قائم على كل نفس بما كسبت
بل خلقك وابتلاك في قوة استعانتك
قال السعدي في تفسير ة لآية الإنسان:
ذكره الله في هذه السورة الكريمة أول حالة الإنسان ومبتداها
ومتوسطها ومنتهاها
فذكر انه مر عليه دهر طويل وهو الذي قبل وجوده وهو معدوم
بل ليس مذكورا
ثم لما أراد الله تعالى خلقه خلق أباه من طين ثم جعل نسله متسلسلا (من نطفة أمشاج)أي :ماء مهين مستقذر (نبتليه)بذلك لنعلم هل يرى حاله الأولى ويتفطن لها أم ينساها وتغره نفسه؟
تعليق:
من الذي ينسى ؟
أهل الدنيا وفيهم قال (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل)
(وألهاكم التكاثر)
طيب أهل الدين لما يقوم بالطاعة لا تنسى أنت من وأنت مقدم
على الطاعة تصلي تقرءا لا تنسي عجزك وفقرك أن نسيت
أصبحت مثل أهل الدنيا إذن لابد أن تتيقن (إياك نعبد وإياك نستعين)
لماذا انفردت بالتوحيد دلالة على إنها أهم العبادات بل بها تصل
اياك نعبد
قال شيخ الإسلام:

تأملت انفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته ثم رايته في الفاتحة في إياك نعبد وإياك نستعين

وفي حديث حب نبي الله صلى الله عليه وسيلم (اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فأفضل الدعاء سؤال العون على مرضاته وأفضل المواهب إسعافه بهذا المطلوب
تمسكنا ب (لا حول ولا قوة إلا بالله)دليل على إننا لم نمتحن في
قوانا الذاتية..
تـــــابع لقــواعد النفس

يالغاليه

قال ابن عباس رضي الله عنه

" إن للحسنة ضياءً في الوجه ونوراً في القلب
وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق،
وإن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القبر والقلب
ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق "

القاعدة الثانية:

قوة الاستعانة طريقها أن يستقر في قلب المستعين معرفة نفسه والعلم عن ربه

الشرح:

هل تعلم انك ذلك الإنسان:

قال تعالى( إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)المعارج
وقوله(يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)النساء
وقوله( قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188) الأعراف
وقوله(وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73)الأنبياء
وقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )21النور
وقوله(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) آل عمران
وقوله(وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)الإسراء
وقوله(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (83) الإسراء
وقوله(وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)الأنفال

وهذه الأدلة ليست على سبيل الحصر وإنما من باب التذكير

بل كل الخواطر محض منه سبحانه وتعالى ففي الحديث
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (في القلب لمتان لمة من الملك، إيعاذ بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله سبحانه وليحمد الله، ولمة من العدو إيعاذبالشر وتكذيب بالحق ونهي عن الخير، فمن وجد ذلك فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم) .(رواه الترمذي وحسنه ورواه النسائي

منقول للفائدة

[/RIGHT]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.