بإذن الله نكمل موضوعات أقسام السلة الرمضانية
وهنا الموضوع الرئيسي للإطلاع على روابط بقية الأقسام
السلة الرمضانية ** هلموا ياأحباب فالخير كثير والحمد لله **
تسحروا فإن في السحور بركة
(رواه البخاري ومسلم)،
وهذا الأمر في الحديث أمر استحباب لا أمر إيجاب،
وفي السحور بركة عظيمة تشمل منافع الدنيا والآخرة، ومنها:
1- التقوي على العبادة، والاستعانة على طاعة الله تعالى أثناء النهار من صلاة وقراءة وذكر،
فإن الجائع يكسل عن العبادة كما يكسل عن عمله اليومي وهذا محسوس.
2- مدافعة سوء الخلق الذي يثيره الجوع، فالمتسحر طيب النفس حسن المعاملة.
3- تحصل بسببه الرغبة في الازدياد من الصيام لخفة المشقة فيه على المتسحر، فيرغب في الصيام ولا يتضايق منه.
4- إتباع السنة، فإن المتسحر إذا نوى بسحوره امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء بفعله
كان سحوره عبادة، يحصل له به أجر من هذه الجهة.
5- أن الإنسان يقوم آخر الليل، وذلك مظنة الإجابة ووقت صلاة الله والملائكة على المتسحرين.
6- أن فيه مخالفة لأهل الكتاب، والمسلم مطلوب منه البعد عن التشبه بهم،
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور)
(رواه مسلم).
7- صلاة الفجر مع الجماعة، وفي وقتها الفاضل، ولذا تجد أن المصلين في صلاة الفجر في رمضان
أكثر منهم في غيره من الشهور؛ لأنهم قاموا من أجل السحور.
فينبغي للصائم أن يحرص على السحور ولا يتركه لغلبة النوم أو غيره وعليه أن يكون سهلاً ليناً عند إيقاظه للسحور،
طيب النفس، مسروراً بامتثال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصاً على الخير والبركة.
أسرار التمر
فقال: "طبع الرطب طبع المياه، حار رطب، يقوي المعدة الباردة، ويوافقها، ويزيد في البَاهِ (أي الجماع)،
ويخصب البدن، ويوافق أصحاب الأمزجة الباردة، ويغذو غذاء كثيراً،
وهو من أعظم الفاكهة موافقة لأهل المدينة وغيرها من البلاد التي هو فاكهتهم فيها، وأنفعها للبدن …
وفي فطر النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم عليه أو على التمر، أو الماء؛ تدبير لطيف جداً،
فإن الصوم يخلي المعدة من الغذاء، فلا تجد الكبد فيها ما تجذبه وترسله إلى القوى والأعضاء،
والحلو أسرع شيئاً وصولاً إلى الكبد، وأحبه إليها، ولاسيما إن كان رطباً، فيشتد قبولها له، فتنتفع به هي والقوى،
فإن لم يكن فالتمر لحلاوته وتغذيته،
فإن لم يكن فحسوات الماء تطفئ لهيب المعدة،
وحرارة الصوم، فتتنبه بعده للطعام، وتأخذه بشهوة"
(زاد المعاد 4/286)
ومن كلام ابن القيم رحمه الله ندرك السر في استحباب إفطار الصائم على التمر،
وليس غريباً أن نجد النبي عليه الصلاة والسلام يواظب في فطره عليه
كما يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات،
فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء"
(رواه أبو داود، وحسنه الألباني).
وقد جاءت الأبحاث الطبية لكي تكشف عن آثار التمر العجيبة التي تعادل آثار العقاقير الميسرة لبعض العمليات المعضلة،
كما أن له تأثيراً مهدئاً للأعصاب وذلك بتأثيره على الغدة الدرقية،
لذا ينصح الأطباء بإعطاء الأطفال والكبار من العصبيين ثمرات من التمر في الصباح من أجل حالة نفسية أفضل،
قال ابن حجر:"والحكمة في استحباب التمر لما في الحلو من تقوية البصر الذي يضعفه الصوم،
ولأن الحلو مما يوافق الإيمان، ويعبر به المنام، ويرق به القلب، وهو أيسر من غيره،
ومن ثم استحب بعض التابعين أنه يفطر على الحلو مطلقاً كالعسل"
(فتح الباري2/447).
الصوم صحة
وقد استعان به الأطباء منذ القدم في معالجة الكثير من الحالات؛
ليأتي الطب المعاصر بما حمله من ابتكار واختراع يؤكد هذه النظرية.
فالصوم يخلص الجسم من السموم، ويحفز على حرق السعرات الحرارية،
يقول الدكتور/ فاك فادون -وهو من الأطباء العالميين الذين اهتموا بدراسة الصوم وأثره-:
"إن كل إنسان يحتاج إلى الصوم وإن لم يكن مريضًا؛
لأن سموم الأغذية والأدوية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض وتثقله؛فيقل نشاطه،
فإذا صام الإنسان تخلص من أعباء هذه السموم، وشعر بنشاط وقوة لا عهد له بها من قبل"،
وإذا تخلص الجسم من السموم عمل على إبقاء الجسم في حالة توازن غذائي وهضمي.
والصوم رياضة الهدوء والاسترخاء وهو أفضل وسيلة؛ لتخفيف القلق والتوتر والثورة النفسية،
وهذا يرجع لسببين:
الأول:
أنه يرفع المستوى الفكري للإنسان فوق مجال المادة والحياة.
والثاني:
أنه يخفف ضغط الدم، ويخفف اندفاع الإنسان نحو القلق والتوتر.
ولا يوجد أفضل من الصيام كعلاج للسمنة إذا اتبعنا فيه السنة النبوية،
فأفطرنا على تمرات، وقليل من الماء، وأخرنا العشاء لما بعد الصلاة،
إذ الصوم يخلص الجسم من كميات الشحوم المختزنة، وهذا كله يؤكده الحديث الذي تناقله الرواة منذ مئات السنين،
وإن ضعف سنده لكن معناه صحيح حديث: (صوموا تصحوا)
(رواه الطبراني، وضعفه الألباني).
الصوم والإقلاع عن التدخين
لم يسلم من نتنها حتى الأجنة في بطون أمهاتها!! ..
واختبار عمليّ يتعلم المسلم من خلاله كيف يهذب من سلوكياته،
ويعيد النظر في بعض مألوفاته، وأمامك خطوات اقتفها تخلصك من آخر سيجارة بإذن الله:
(النساء:27).
فتذكر قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُون}.
(رواه النسائي، وصححه الألباني).
والتخفيف من آثاره السلبية؛ فاستعن بالصبر، والصلاة…
فاستعن على تلك الصعوبات بكل ما يمكن أن يقويك:
(حسن الصلة بالله سبحانه، التقوى، والعبادة – الدعم العائلي – الإرادة القوية).
وثق بعون ربك، وانطلق من شهر الصبر، لتسعد بعدها برضا ربك، ثم لتهنأ بعافيتك، وتستمتع بصحتك، وتنعم بأنفاسك، حاول..
الوجبة الصحية في رمضان
فما عليك إلا أن تراعي فيها ما ذكره أهل الاختصاص والخبرة من أمور، من ذلك ما يلي:
صحتك في غذاءك
حرصاً على صحتك؛ أدعك مع المختصين وأرباب الاستشارة؛
ليرسموا لك غذاءك الصحي في شهر رمضان المبارك، فإليك نصائحهم:
– ابدأ إفطارك بحبات رطب أو تمر، فإن لم تجد فاحسوا حسوات من ماء؛ فهذا هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم؛
وفائدة الإفطار بالتمر تكمن في كونه يحتوي على سكريات بسيطة سرعان ما يمتصها الجسم،
فترفع مستوى السكر في الدم، وتخفف من حدة الجوع، وتهيئ المعدة لاستقبال الطعام، وتحثها لبدء إفراز العصارة الهاضمة.
– لا تفاجئ المعدة بكثرة الطعام، وابدأ بتناول الشوربات الخفيفة غير الدسمة، ثم اذهب للصلاة.
– لا ينسينك الجوع أن تمضغ الطعام جيداً.
– لا تكثر من شرب السوائل دفعة واحدة وبخاصة عند بدء الإفطار، وتجنب السوائل الباردة.
– تناول قدراً كافياً من الخضار والفواكه؛ لاحتوائها على الألياف التي تنشط حركة الأمعاء.
– تناول باعتدال الأطعمة الدسمة واللحوم؛ حتى لا تؤدي لتلبك معوي، وخمول بعد وجبة الإفطار.
– لا تكثر من تناول الحلويات؛ لاحتوائها على سعرات حرارية عالية، ونسبة كبيرة من الدهون.
– ممارسة رياضة المشي بعد الإفطار مهمة، وتعتبر صلاة التراويح رياضة بدنية وروحية تنشط حركة الجسم وأعضائه.
أما السحور: فيفضل أن تكون وجبة السحور وجبة خفيفة كالزبادي أو الجبن والفاكهة والخبز،
وتجنب الأكل المقلي والدسم، ولا تنم مباشرة بعد وجبة السحور؛
لأن الجهاز الهضمي يكسل بعد النوم؛ لذا يجب إعطاءه فترة حتى يتم هضم الطعام قبل النوم،
واحرص على شرب الماء بين وجبة الإفطار والسحور.
أيها الصائم: هذا كله لأجل ألا تعيقك الأمراض عن حسن عبادة الله في هذا الشهر.
للتغلب على الشعور بالعطش
يعتقد بعض الأشخاص إن شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور؛
يحميهم من الشعور بالعطش أثناء الصيام وهذا اعتقاد خاطئ؛
لان معظم هذه المياه زائدة عن حاجة الجسم، لذا تقوم الكلية بفرزها بعد ساعات قليلة من تناولها.
لكن تذكر عطش أهل النار إذ لا مطفئ له يوم ينادون أهل الجنة:{أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ}،
فيأتيهم الجواب: {إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ}
(الأعراف :50)،
أجارنا الله وإياك منها.
لنا عودة بإذن الله وتوفيقه لطرح القسم التالي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته