إن الحمد لله ,نحمده ونستعينه ونستغفره,ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, ومن يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له ,وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ,وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه ,
أما بعد……………
الطلاق …
هو إنهاء الحياة الزوجية بشكل دائم ونهائي , وقد حلله الشرع في العلاقات الزوجية التي لا خير في بقائها ,لأن
الطلاق يكون حلاً لا مفر منه في بعض من الحالات الزوجية المستعصية , والأصل في الطلاق في الشريعة الإسلامية
أنه محلل ولكن ليس محبذاً قال صلى الله عليه وسلم (أبغض الحلال عند الله هو الطلاق )
بعد أن تنتهي مرحلة الزواج التي تكون مشحونة بالعواطف وتكون هذه المرحلة قاسية ليس على المطلقين
فحسب بل على ثمرة هذا الزواج وهو (الأطفال) .
ومن المؤسف أن آثار الطلاق على الأطفال لا تؤخذ في الحسبان , وكثيراً ما يعتقد أن الأطفال سيتقبلون الأمر دون
التفكير في مشاعرهم أو ما يترتب على نفسياتهم , وفي واقع الأمر إن هذا الطلاق يؤثر كثيراً عليهم وعلى نفسياتهم .
عندما يتخذ الآباء هذا القرار فهناك حتماً سبب قوي ودافع أكبر من وجهة نظرهم والطلاق له عواقب كبيرة سواء في
الحياة الاجتماعية أو الاقتصادية والأكثر ضرراً هم (الأطفال)
*فالطلاق يؤدي إلى تغيير كبير في حياتهم التي اعتادوا عليها والروتين اليومي كما أن انتقالهم من بيت إلى آخر يهز
استقرارهم وكل هذه الأحداث تجعل من الصعب على الطفل التكيف وقبول الوضع الجديد وأحيانا تطول الفترة
حتى ينسجموا مع الروتين وهناك من الأطفال من يعتقد أن انفصال الوالدين لا يعني فقدان المنزل بل فقدان الحياة بأكملها .
وهناك من الأطفال من يشعر بعدة مشاعر مختلفة:-
-شعور بالغربة وبالوحدة :-
يشعر الأطفال بعد الطلاق بالغربة والوحدة على عكس ما كان عليه ويشعر أنه وحيد ليس لديه أحد يعانقه ولا
يستطيع النوم بدون معانقة أبويه وإشعاره بالحنان.
-شعور بالخوف:-
وهو شعور طبيعي ولكن يصيبه في هذه المرحلة الخوف من فقدان حب والديه وهنا ندرك أن الأطفال يأخذون مايقال
لهم على محمل الجد ولهم تخيلات واااسعة ويصدقونها .
-شعور بالغضب من الوالدين لإتخاذهم هذا القرار وكرههم لهما :-
قد تصيب بعض الأطفال حالة من الكره الشديد لأحد الأبوين أو الاثين معاً لأنهما اتخذا هذا القرار ولم يفكرا فيه ولا
يفكروا في سعادته ومصالحهم فوق مصلحته ويفكر أيضا أنهما قد حطما مستقبله في أن يبقى مثل بقية الأطفال بين
أبوين وعائلة سعيدة .
-شعور بالذنب والمسؤولية لاتخاذهمما هذا القرار :-
وأيضا يلاحظ على بعض الأطفال إصابتهم بالشعور بالذنب ويلومون أنفسهم بما حل بأبويه خاصة إذا كان الوالدان في السابق
دائمي الشجار أمامهم ولأسباب تافهة عن للأطفال
-شعور بالتشتت بين الأقارب أو بين الأم والأب:-
وهو أمر طبيعي جداً أنه ليس له مكان يستقر فيه كما في السابق في غرفتة الخاصة وفي بيت مستقر وبين ألعابه وحاجياته
فيشعر بالتشتت بين بيوت أقاربه وأمه وأبيه وفقدان الاستقرار وهذا يؤثر على نفسيته جداً.
وردة الفعل من الطفل تعتمد على عمره فكلما كان أصغر في السنوات الخمس الأولى فنلاحظ أنهم يعانون من الكوابيس
ويعودون إلى مرحلة تبليل فراشهم مرحلة المراهقة تكون أكثر تأثيراً منها لأسباب ما سبق ذكرها ومنها مصاحبة
رفاق السوء وهذا الأمر يؤثر عليه شخصيا .
ويمكن تفسير مفهوم (الطلاق) للطفل حتى لا تصيبه صدمة نفسية ويمكننا أن نقول له أن والديه أحبا بعضهم البعض
وأنجباه,لكنهما اختلفا في أمور كثيرة يصعب معالجتها ولمصلحته ولمصلحتهما أن ينفصلا ولكن سيبقيان صديقين وهو
بينهما .
وطرق مساعدة الأطفال لتجنب هذه العواقب من الآباء :-
لا أعتقد أن هناك طريقة لا يتأثر بها الأطفال بالطلاق وإنما من الممكن تجنب النقاشات الحادة أمام الأطفال وعدم التصرف
بأي سلوك يؤدي إلى قلة احترام الأطفال لهم .
ودور الآباء بطمئنة الطفل وإشعاره بالأمان ولتستمعوا إلى هذا الطفل وإلى مايقوله وتكلموا معه وأكدوا له بأنه سيظل
محبوباً من قبل الوالدين وبقاء الأنشطه المعتادة والزيارات الاجتماعية أمر مهم جداً ويجب أن يعطي كل من
الوالدين وقتاً لهذا الطفل واللعب معه والحديث معه عن مشاعره ومخاوفه وأيضا لا تنسَ مراقبة طفلك ولاحظ أي
تغيرات سلوكية تحدث إليه ولا تهمله واحذر أن تكون سبباً في تعاسته.
وفي الختام تمنياتي للجميع بحياة سعيده تملؤها الحب والمودة
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه وآله وصحبه أجمعين