أن المتأمل في تصنيف موضوعات القرآن الكريم يجد فيه أكثر من
وقوله سبحانه :(.. وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ..) المزمِّل 20
والاهتمام بأخلاق المهنة ينطلق من مفهوم قول الله سبحانه :
والقرآن الكريم بيَّن ما يحتاجه الناس في حياتهم ؛ وهذا يدلّ على ضرورة ربط العمل ، بمبادئ الإسلام ؛
لأن مبادئ الإسلام جاءت بما فيه صلاح الخلق في معاشهم ومعادهم..
خدمة المسلمين ؛ فإنه يحرث للآخرة ، سواء كانت الوظيفة شرعية ،
أوعلمية ، أو صناعية، أو إدارية، أو تربوية ، أوغيرها ..عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
وسيدنا إدريس عليه السلام كان خياطاً،
وسيدنا إبراهيم عليه السلام كان بزازاً ،
وسيدنا داود عليه السلام كان يأكل من كسبه،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله كان داود عليه السلام (.. لا يأكل إلا من عمل يده..) رواه البخاري
وسيدنا زكريا عليه السلام كان نجاراً،
وسيدنا عيسى عليه السلام كان يأكل من غزل أمه ..
يعمل في شبابه راعياً للغنم على قراريط لأهل مكة ..
وبيَّن أن كلَّ الأنبياء عليهم السلام قد رعوا الغنم ،
(..يَا ابْنَ عَمِّ أَنِّي قَدْ رَغِبْتُ فِيكَ لِقَرَابَتِكَ مِنِّي وَشَرَفِكَ فِي قَوْمِكَ وَسِطَتِكَ فِيهِمْ وَأَمَانَتِكَ عِنْدَهُمْ وَحُسْنِ خُلُقِكَ وَصِدْقِ حَدِيثِكَ ..)
ثم عرضت عليه نفسها ، وكانت خديجة بنت خويلد عليها السلام امرأة لبيبة شريفة
، وهى يومئذ أوسط قريش نسباً وأعظمهم شرفاً وأكثرهم مالاً على كل قومها..
ووهب واستوهب، واستدان واستعار، وضمن عامّاً وخاصّاً، ووقف وشفع فقبل تارة وردّ أخرى..)
كذلك حثّ نبينا على العمل ، وبيَّن أنه خير الكسب ، عن المقدام بن معد يكرب
بل عدّه من الجهاد في سبيل الله ..
فكانت نظرة الإسلام للعمل نظرة إجلال وتكريم ، فهم يوفر حاجات الإنسان المختلفة ومطالبه المادية ، ويحقق له الاستقرار الاجتماعي ،
ويساعد في البناء والتطور والتقدم الحضاري ، لذلك اهتم الإسلام بالعمل اهتماماً بالغاُ وجعله من الواجبات ، ورتب عليه الأجر والثواب العظيم، فعن كعب ابن عجرة قال:
يعنون النشاط والقوة في سبيل الله..؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ :
وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يُعِفُّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رِيَاءً وتَفَاخُرًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ..)الطبراني والبيهقي..
وكانوا من أفضل المتوكلين على الله تعالى ، والضرب في الأرض، قال تعالى :
(.. أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ..)البقرة:267 ،
*- التعليم: حيث قام به مصعب بن عمير، ومعاذ بن جبل، وعمرو بن حزم رضي الله عنهما..
*-والقضاء: حيث قام به علي بن أبي طالب ، ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما..
*-والأذآن: حيث قام بهبلال بن رباح، وابن أم مكتوم ، وأبو محذورة رضي الله عنهما..
*- وأخذ الجزية: حيث قام به أبو عبيدة بن الجراح
*- وأخذ الصدقات: حيث قام به جماعة كثيرون منهم عمر بن الخطاب ، ومعاذ بن جبل ، وعدي بن حاتم رضي الله عنهما..
واختلاف أنواع الوظائف بين الصحابة رضي الله عنهم ، لا يدلّ على أفضلية
بعضها على بعض، بل كلٌّ منهم على ثغرة ، فلوعمل كل الصحابة ..في التعليم لما وجد الناس من يبيع لهم الثياب لستر العورات ،
أو يبري لهم النبال للجهاد ، أو يصنع لهم السرُج للإنارة !
فهذه الوظائف تعتبر ، رفعة لأصحابها ، وتضع النيه والقصد ،
فيما بينهم وبينالله تعالى، وكان الصحابة رضي الله عنهم ، بعد رسول الله ، يعملون في الوظائف المختلفة..
*- وفي الصيد: كان يعمل عدي بن حاتم وأبو قتادة الأنصاري رضي الله عنهما.
*- وفي الدباغة: كان يعمل الحارث بن صبيرة .
*- وفي نسج الخوص: كان يعمل سلمان الفارسي .. حتى وهو أمير في المدائن.
والإمام مالك بن أنس رحمه الله يعمل في تجارة البزّ ( الثياب ) ، والإمام
أحمد بن حنبل يكري ( يؤجر ) دكاناً ، وينسج أحياناً ويبيع منها ..
في تأسيس الاقتصاد الإسلامي، وإطلاق أسواق تنهي احتكار اليهود للتجارة..
ويسيطرون على معظمِ الموارد. وقد أرادَ الرسولُ إنهاءَ هذا الاحتكارِ
والهيمنة، وتشجيعَ أثرياءِ المسلمين على مزاولة النشاط الاقتصادي.
ومن أبرز المسلمين الذين كانَ لهم فضلٌ في إنشاء سوقٍ في المدينة المنورة الصحابيُ الجليل عبدُ الرَّحمنِ بنُ عوف. ومَلَكَاته التجارية، لم تظهر في المدينة فحسب،
بل كان له نشاطٌ تجاري كبيرفي مكةَ قبلَ الهجرة..
كان عبدُ الرَّحمنِ بن عوف من أوائل الذين آمنوا بالنبي . وساهمت إمكاناتُه الماليةُ في مساندةِ الدعوةِ وفقراءِ المسلمين ،
وكان مرموقاً في قومه في الجاهلية ، وظلت له مكانتُه في الإسلام ، يأتونه
ردَّ الأموالَ التي كان يتاجِرُ بها إلى أصحابها. بعد عودته من الحبشة ، هاجر إلى المدينة المنورة ،
وترك ثروتَه كلَّها في مكة وفي المدينة، آخى النبيُّ بينه وبين
معظم ماله في شراء من أسلم من العبيد ليحررهم من العبودية ويخلصهم
من العذاب الذي كان يلحقه بهم ساداتهم من مشركي قريش ، أعتق أبو بكرسبعة ممن كانوا يعذبون في اللّه تعالى وهم:
بلال ، وعامر بن فهيرة ، وزِنِّيرة ، والنَّهديَّة، وابنتها ، وجارية بني مؤمّل ، وأم عُبيس..كذلك ، فقد تبرع كل ماله فى غزوة العسرة ..فنزل فيه قوله تعالى:
(.. وسَيُجَنَّبُها الأتْقَى الذِيِ يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكّى ..)الليل 18
بارك الله فيك السهى وادخلك الجنة بلا حساب ولا عذاب
بارك الله فيك يا غاليه موضوع رائع
تعجبني هذه السلسلة جدا . لانها تربط المسلم بالواقع
يظن بعض المسلمين أن الإسلام عباداتٌ وشعائر فقط إذا أتمها أتم ّ الدين . ويغفلون عن حقيقة أن الإسلام قول ٌ وعمل ٌ . عبادةٌ وسلوك. علمٌ ومهنة .
إنهم لا يعلمون أن الإسلام يشمل كل نواحي الحياة
حتى الدراسة التخصصية يجب أن يغطي المجتمع المسلم كل ما يحتاجه من تخصصات حتى لا يكون هناك ثغرة يستغلها الأعداء . وخاصة في مجال النساء .
ليس فقط التخصصات الشرعية هي المطلوبة كما يفهم البعض
بل إن بعض التخصصات كطب النساء فيها أجر كبير إذا اقترنت بالنية الصادقة في خلق مجتمع متعلم طاهر .. فالنية قبل كل شيء :
فمن درس علما ً ليسد به ثغرة في المجتمع المسلم فهو على ثغرة ٍ من ثغور الإسلام
ومن عمل في مهنة مهما كانت ليسد ثغرة في المجتمع المسلم فهو عى ثغرة من ثغور الإسلام
وجزاك الله ألف خير
……………………………..
شكراً حبيبتي السهى" على هذا الموضوع القيم
بــــــــارك الله فيكِ و نفع بكِ الأمة.
جزاك المولى خير الجزاء غاليتى
على الطرح القيم والهادف
نفع به المولى
وجعله في موازين حسناتك
موضوع رائع
بورك فيك